صفقة جديدة، بل فضيحة جديدة أسدل الستار عنها ليل أمس بعدما جرى تجميع كل سجناء “الارهاب” التكفيريين في رومية في مبنى الموقوفين الاسلاميين (ب). الصفقة التي مهد لها وزير الداخلية مروان شربل في مؤتمره الصحفي منذ يومين خلال ما سمي جولة تفقدية لسجن رومية قضت بأن يلبي وزير الداخلية كل مطالب سجناء “فتح الاسلام” ومنها المطلب المريب والخطير أعلاه مقابل وقف التهديدات بالاغتيال التي تطاله بحسب موقع العهد.

من أين بدأت القضية؟ قبل اسبوعين خرج الى العلن فيديو ظهر فيه السجين في رومية المدعو ابو الحور (سعودي من أصل يمني)، وهو يهدد وزير الداخلية بالاغتيال، تهديد وحيد وبعبارات مقتضبة كان كفيلاً بأن يباشر على اثره شربل اتصالاته مع المعنيين في السجن، اتبعها بإرسال موفدين من القوى الامنية الى رومية للوقوف عند مطالب السجناء، فكان جوابهم “لنا شرط واحد أن يأتي وزير الداخلية للحديث معنا”، وبالفعل لم يطل الوقت طويلاً، بحث شربل عن كيفية تلبية مطالب السجناء وترتيب زيارة الى سجن رومية بإخراج ملائم على ان يكون هدفها الاساسي لقاء سجناء رومية من “فتح الاسلام”، فكان العنوان “زيارة تفقدية برفقة وزير العدل شكيب قرطباوي”.

هناك علا سقف خطاب شربل وحاول اظهار ان الدولة باتت قادرة على فرض هيبتها المفقودة في السجن، معلناً ان القوى الامنية ستقوم بإجراء تفتيش وتعداد في المبنى (ب). قرار فاجأ ادارة السجن نفسها التي لم تكن على علم مسبق به، حيث أتى على ضوء الصفقة التي عقدها شربل مع تكفيريي رومية قبيل مؤتمره الصحفي، وخلاصة المقايضة قضت بأن تجرى عمليات تفتيش استعراضية صورية “كي لا تنكسر هيبة الدولة”.. يجري على اثرها تلبية مطالب السجناء وينالون ما يريدون وبالاخص تجميع كافة سجناء الارهاب في المبنى (ب)..هكذا كان الاتفاق وهكذا جرى فعلاً.

فصباح أمس توجهت بعض المحطات التلفزيونية نحو سجن رومية لمواكبة اعمال تفتيش المبنى (ب) التي وعد بها شربل الا ان شيئاً لم يجر وخبر واحد عن تعداد او تفتيش لم يسرب حتى ساعات الظهر، “ضاعت الطاسة”، ما الذي يجري داخل رومية؟ لاحقاً يكتشف المراسلون ان تلفزيون لبنان التابع للدولة وحده اخذ الـExclusive وبغياب تام لمحطاتهم.. هنا ازدادت التساؤلات ليتبين أن ما جرى لم يتعد كونه مسرحية استعراضية تضليلية هدفها ذر الرماد في العيون لتعمية الرأي العام عمّا كان مقررا أن يجري ليل أمس من تنفيذ المطلب الاساسي لموقوفي “فتح الاسلام” بتجميع كل من هو متهم بالارهاب داخل المبنى (ب) بمن فيهم موقوفو عبرا – الاسير.

وبذلك يكون وزير الداخلية مروان شربل قد رضخ لشروط سجناء “فتح الاسلام”، وألغى قراراً صدر عن قيادة الدرك وعن المدير العام لقوى الامن الداخلي بعدم جواز تجميع هؤلاء السجناء الخطيرين في مبنى واحد، وتوزيعهم بين السجون. كما يكون قد حقق رغبة النائب بهية الحريري التي وضعت كل ثقلها لنقل جماعة الاسير الى رومية. وبذلك تكون الدولة نفسها التي تحارب التكفيريين خارج قضبان رومية كرست إمارة وجيش من التكفيريين داخل المبنى (ب) الذين تجاوز عددهم بدءاً من ليل أمس 200 سجين بعد انضمام موقوفي الاسير وغيرهم اليهم.

والسؤال الذي يبرز هنا، ما السر الذي يكمن خلف اصرار هؤلاء السجناء على التجمع في مبنى واحد،؟ واذا كان المبنى (ب) خارجا اساساً عن سلطة الدولة ولا قدرة للقوى الامنية على ضبطه سابقاً لكثرة ما شهد من اعمال عصيان ومحاولات للفرار الجماعي، كيف يمكن ضبطه حالياً بعد أن تم تجميع قوتهم بجلب كل من هو متهم بالارهاب والتكفير اليه؟

اذا ما عدنا قليلاً الى الخلف، نجد تقارباً زمنياً واضحاً بين عمليات الفرار الجماعي التي شهدتها السجون في العراق واليمن وليبيا، وعملية التحضير للفرار التي كانت تتم عبر تهريب مواد “كاربير” متفجرة الى داخل السجن والتي ضبطت قبل وقوعها (3-10-2013)، وهنا نسأل هل كل ذلك كان عبارة عن صدفة او هو حلقة مترابطة متكاملة ضمن مسلسل لتهريب قادة التفكيريين من السجون تمهيداً لتوليهم مهام ما في الامارات الاسلامية التي بدأت تنشأ؟ وهنا ما الذي يمنع من تكرار هكذا سيناريو، او سيناريو شبيه بأن يجري مثلاً تفجير مداخل السجن وتهريب هؤلاء السجناء بعد تجميعهم في مكان واحد؟ علماً انه منذ عام تحديداً تم احباط محاولة فرار جماعي لهؤلاء السجناء كان قد أعد لها بإتقان.

  • فريق ماسة
  • 2013-12-19
  • 9217
  • من الأرشيف

التحضير لهروب جماعي..وزير الداخلية اللبنانية يخضع لمطالب إسلاميي سجن رومية مقابل عدم اغتياله

صفقة جديدة، بل فضيحة جديدة أسدل الستار عنها ليل أمس بعدما جرى تجميع كل سجناء “الارهاب” التكفيريين في رومية في مبنى الموقوفين الاسلاميين (ب). الصفقة التي مهد لها وزير الداخلية مروان شربل في مؤتمره الصحفي منذ يومين خلال ما سمي جولة تفقدية لسجن رومية قضت بأن يلبي وزير الداخلية كل مطالب سجناء “فتح الاسلام” ومنها المطلب المريب والخطير أعلاه مقابل وقف التهديدات بالاغتيال التي تطاله بحسب موقع العهد. من أين بدأت القضية؟ قبل اسبوعين خرج الى العلن فيديو ظهر فيه السجين في رومية المدعو ابو الحور (سعودي من أصل يمني)، وهو يهدد وزير الداخلية بالاغتيال، تهديد وحيد وبعبارات مقتضبة كان كفيلاً بأن يباشر على اثره شربل اتصالاته مع المعنيين في السجن، اتبعها بإرسال موفدين من القوى الامنية الى رومية للوقوف عند مطالب السجناء، فكان جوابهم “لنا شرط واحد أن يأتي وزير الداخلية للحديث معنا”، وبالفعل لم يطل الوقت طويلاً، بحث شربل عن كيفية تلبية مطالب السجناء وترتيب زيارة الى سجن رومية بإخراج ملائم على ان يكون هدفها الاساسي لقاء سجناء رومية من “فتح الاسلام”، فكان العنوان “زيارة تفقدية برفقة وزير العدل شكيب قرطباوي”. هناك علا سقف خطاب شربل وحاول اظهار ان الدولة باتت قادرة على فرض هيبتها المفقودة في السجن، معلناً ان القوى الامنية ستقوم بإجراء تفتيش وتعداد في المبنى (ب). قرار فاجأ ادارة السجن نفسها التي لم تكن على علم مسبق به، حيث أتى على ضوء الصفقة التي عقدها شربل مع تكفيريي رومية قبيل مؤتمره الصحفي، وخلاصة المقايضة قضت بأن تجرى عمليات تفتيش استعراضية صورية “كي لا تنكسر هيبة الدولة”.. يجري على اثرها تلبية مطالب السجناء وينالون ما يريدون وبالاخص تجميع كافة سجناء الارهاب في المبنى (ب)..هكذا كان الاتفاق وهكذا جرى فعلاً. فصباح أمس توجهت بعض المحطات التلفزيونية نحو سجن رومية لمواكبة اعمال تفتيش المبنى (ب) التي وعد بها شربل الا ان شيئاً لم يجر وخبر واحد عن تعداد او تفتيش لم يسرب حتى ساعات الظهر، “ضاعت الطاسة”، ما الذي يجري داخل رومية؟ لاحقاً يكتشف المراسلون ان تلفزيون لبنان التابع للدولة وحده اخذ الـExclusive وبغياب تام لمحطاتهم.. هنا ازدادت التساؤلات ليتبين أن ما جرى لم يتعد كونه مسرحية استعراضية تضليلية هدفها ذر الرماد في العيون لتعمية الرأي العام عمّا كان مقررا أن يجري ليل أمس من تنفيذ المطلب الاساسي لموقوفي “فتح الاسلام” بتجميع كل من هو متهم بالارهاب داخل المبنى (ب) بمن فيهم موقوفو عبرا – الاسير. وبذلك يكون وزير الداخلية مروان شربل قد رضخ لشروط سجناء “فتح الاسلام”، وألغى قراراً صدر عن قيادة الدرك وعن المدير العام لقوى الامن الداخلي بعدم جواز تجميع هؤلاء السجناء الخطيرين في مبنى واحد، وتوزيعهم بين السجون. كما يكون قد حقق رغبة النائب بهية الحريري التي وضعت كل ثقلها لنقل جماعة الاسير الى رومية. وبذلك تكون الدولة نفسها التي تحارب التكفيريين خارج قضبان رومية كرست إمارة وجيش من التكفيريين داخل المبنى (ب) الذين تجاوز عددهم بدءاً من ليل أمس 200 سجين بعد انضمام موقوفي الاسير وغيرهم اليهم. والسؤال الذي يبرز هنا، ما السر الذي يكمن خلف اصرار هؤلاء السجناء على التجمع في مبنى واحد،؟ واذا كان المبنى (ب) خارجا اساساً عن سلطة الدولة ولا قدرة للقوى الامنية على ضبطه سابقاً لكثرة ما شهد من اعمال عصيان ومحاولات للفرار الجماعي، كيف يمكن ضبطه حالياً بعد أن تم تجميع قوتهم بجلب كل من هو متهم بالارهاب والتكفير اليه؟ اذا ما عدنا قليلاً الى الخلف، نجد تقارباً زمنياً واضحاً بين عمليات الفرار الجماعي التي شهدتها السجون في العراق واليمن وليبيا، وعملية التحضير للفرار التي كانت تتم عبر تهريب مواد “كاربير” متفجرة الى داخل السجن والتي ضبطت قبل وقوعها (3-10-2013)، وهنا نسأل هل كل ذلك كان عبارة عن صدفة او هو حلقة مترابطة متكاملة ضمن مسلسل لتهريب قادة التفكيريين من السجون تمهيداً لتوليهم مهام ما في الامارات الاسلامية التي بدأت تنشأ؟ وهنا ما الذي يمنع من تكرار هكذا سيناريو، او سيناريو شبيه بأن يجري مثلاً تفجير مداخل السجن وتهريب هؤلاء السجناء بعد تجميعهم في مكان واحد؟ علماً انه منذ عام تحديداً تم احباط محاولة فرار جماعي لهؤلاء السجناء كان قد أعد لها بإتقان.

المصدر : الماسة السورية/ العهد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة