عادت منطقة مسكنة في ريف حلب الجنوبي الشرقي الى الواجهة من جديد. فبعد مرور أكثر من أسبوع على انتهاء الخلاف بين «الدولة الاسلامية في العراق والشام»

 و«حركة أحرار الشام»، نشر مساء أول من أمس والي «الدولة الاسلامية» في مسكنة «أبو دجانة الكويتي» بياناً يتضمّن «تفاصيل مهمة للأحداث في مسكنة بين الدولة الإسلامية ولواء مصعب بن عمير» التابع لـ«أحرار الشام».

العلاقة بين تنظيمي «الدولة الاسلامية» و«أحرار الشام» كانت قد توترت بعد امتناع «أبو دجانة» عن التوقف على حاجز لكتيبة «مصعب بن عمير»، ما أدى الى إطلاق النار في الهواء، وتوقيف «الأمير»، ومن ثم اصطحاب مطلق النار من قبل «الدولة الاسلامية» وغيره من العناصر… الى أن احتدمت المعارك التي أدّت الى مقتل وجرح العشرات إضافة الى اعتقال العناصر من هنا وهناك. هذا الخلاف دفع أبو عبد الملك، «المسؤول الشرعي لأحرار الشام»، الى توجيه نداء الى زعيم «الدولة الاسلامية» أبي بكر البغدادي، قال فيه: «أنادي أبا بكر البغدادي بوضوح: اضبط جنودك، وراجع سياستهم، فنحن في سفينة واحدة إن غرقت غرقنا جميعاً، وتباً لمن رفض التحاكم للشرع».

ومن ثم أصدرت «أحرار الشام» بياناً لتوضيح ما حصل، وكذلك فعل «أبو دجانة الكويتي» في تسجيل صوتي أكّد فيه «حرمة الدماء بين المسلمين»، معرباً عن أسفه «لهذه الأحداث بين الفصائل "المجاهدة"».

مساء أول من أمس، نشر أمير «الدولة الاسلامية» في مسكنة بياناً تفصيلياً للحادثة، ما طرح علامات استفهام حول التوقيت وأسباب نشره، سيّما بعد الاتفاق بين كافة الأطراف على السيطرة على النزاع وإيقافه.

وبرّر «أبو دجانة» توقيت إصدار البيان بعد قراءة ما تمّ تداوله و«حملة الكذب والتحريف ضد الدولة الإسلامية، فوجدت الحل إذا لم يكن الكل يكتب لصالح جماعته فيكتب ما يرفع سهمه»، وأيضاً تبياناً لـ«اللغط والتشويه». وعدّد «أبو دجانة» الاكاذيب التي طالت أحداث مسكنة بين «الجهاديين»، إذ الكذبة الاولى التي طاولت «الدولة الاسلامية» هي «التكفير»، وهنا مقصود تكفير «الدولة» للمقاتلين الآخرين، وتحديداً «أحرار الشام». ويردّ «أبو دجانة»: «باختصار، والله لا نكفركم لا جنوداً ولا أمراء، بل نبدأكم بالسلام ونصلي خلفكم ونأكل ذبائحكم، ونتزوج من نسائكم ولا نمارس التقية معكم عياذاً بالله». ويعطي «أبو دجانة» مثالاً على ذلك أنه «لما اعتقلت من مجرمي هذه الكتيبة (مصعب بو عمير) أراد أحدهم أن يطلق علي النار فمسكه الآخر، وقال بالحرف: أبو جابر قال خوارج يجوز قتالهم».

أما الكذبة الثانية، بحسب «أبو دجانة»، فهي «القتل»، إذ كشف أن «كل الإخوة المجاهدين الذين خرجوا وتبرأوا من أفعال المجرمين (مصعب بن عمير) يشهدون على أن الذي بدأ بالقتل بل يأمر به طوال الليل في الجهاز اللاسلكي ويحرض عليه هم بعض المجرمين في الكتيبة». ويشرح «أبو دجانة» أن القتل والخطف حصلا بعد الاتفاق على «إنهاء المشكلة بمحاسبة المسيئين».

أما «أقبح الكذبات»، بحسب «أبو دجانة»، فهي أن «الدولة الاسلامية لا تقبل بشرع الله». واعتبر «أبو دجانة» ذلك «بدعة تافهة». ويشرح كيف أنه طلب مرات عدة الاجتماع بـ «أبو جابر»، قائد كتيبة «مصعب بن عمير»، للنقاش والاتفاق في مسائل تتعلّق بـ«المجاهدين، والغنائم كالأبقار ومعمل السكر، ومجموعة أسلحة»، وذلك لأن «التأخر في الفصل فيها يسبّب شحناء وبغضاء وحسداً وغلاً وحقداً بين المجاهدين». لكنه لم يجتمع به قط. كذلك طلب الجلوس مع قائد لواء «رايات النصر»، لكن «أيضاً لا فائدة منه». واعتبر «أبو دجانة» أن هؤلاء وغيرهم من الذين طلب الاجتماع معهم في «جلسة شرعية» مارسوا «التهرّب والتملّص والمماطلة». وكل ما حصل كان قبل الأحداث التي وقعت في مسكنة.

ثم يشنّ هجوماً على «أبو عبد الملك الشرعي» في «أحرار الشام»، فيقول له: «اتّق الله يا شرعي… لم أعلم أنه لك غايات إعلامية». ويضيف: «سأخاصمك على كل ما كتمت من شهادة حقٍ بل وتقطيع للأحداث واقتصاص ما يؤيد جماعتك… بعد الرسالة أقول إن كل ما حدث في مسكنة من سفك لدماء المجاهدين من الطرفين سببه الرئيسي شبيح مخبر عميل اسمه علي علاوي، وسأبيّن ذلك غداً». 

وكانت كتيبة «مصعب بن عمير» نشرت الأحد الماضي بياناً مصوّراً توجّهت فيه الى «الدولة الاسلامية» و«الجبهة الإسلامية» و«حركة أحرار الشام»، أعلنت فيه «أننا اعتزلنا الفتنة التي حدثت مع الإخوة في الدولة الإسلامية ونعلن أننا بريئون من أي نقطة دم سفكت أو ستسفك»، داعية الى «تحكيم شرع الله وكتابه، ونحن غير مستعدين للقتال لأغراض غير واضحة ومجموعات مفسدة في كتيبة بن عمير». وأوضحت الكتيبة أن سبب المشكلة يعود لـ«شبيح اسمه علي علاوي، وهو معروف بأنه مخبر ومفسد ومدّع في دينه». 

مصدر معارض علّق لـ«الأخبار» على هذا البيان وأحداث مسكنة قائلاً إن «سبب المعارك أكبر بكثير… إنها مسألة مصالح تجارية». وأضاف: «هناك مشاكل كثيرة تتعلّق بالنفط والاستفادة منه، إضافة الى الغنائم والثروات الأخرى». ويتوقّع المصدر أن تتفاقم الامور بين التنظيمين «بسبب انتشار عناصر فاسدة… وفي حال لم يتم الاتفاق على هذه الامور».

  • فريق ماسة
  • 2013-12-17
  • 11176
  • من الأرشيف

أبو دجانة الكويتي : لهذه الأسباب قاتلنا «أحرار الشام»

عادت منطقة مسكنة في ريف حلب الجنوبي الشرقي الى الواجهة من جديد. فبعد مرور أكثر من أسبوع على انتهاء الخلاف بين «الدولة الاسلامية في العراق والشام»  و«حركة أحرار الشام»، نشر مساء أول من أمس والي «الدولة الاسلامية» في مسكنة «أبو دجانة الكويتي» بياناً يتضمّن «تفاصيل مهمة للأحداث في مسكنة بين الدولة الإسلامية ولواء مصعب بن عمير» التابع لـ«أحرار الشام». العلاقة بين تنظيمي «الدولة الاسلامية» و«أحرار الشام» كانت قد توترت بعد امتناع «أبو دجانة» عن التوقف على حاجز لكتيبة «مصعب بن عمير»، ما أدى الى إطلاق النار في الهواء، وتوقيف «الأمير»، ومن ثم اصطحاب مطلق النار من قبل «الدولة الاسلامية» وغيره من العناصر… الى أن احتدمت المعارك التي أدّت الى مقتل وجرح العشرات إضافة الى اعتقال العناصر من هنا وهناك. هذا الخلاف دفع أبو عبد الملك، «المسؤول الشرعي لأحرار الشام»، الى توجيه نداء الى زعيم «الدولة الاسلامية» أبي بكر البغدادي، قال فيه: «أنادي أبا بكر البغدادي بوضوح: اضبط جنودك، وراجع سياستهم، فنحن في سفينة واحدة إن غرقت غرقنا جميعاً، وتباً لمن رفض التحاكم للشرع». ومن ثم أصدرت «أحرار الشام» بياناً لتوضيح ما حصل، وكذلك فعل «أبو دجانة الكويتي» في تسجيل صوتي أكّد فيه «حرمة الدماء بين المسلمين»، معرباً عن أسفه «لهذه الأحداث بين الفصائل "المجاهدة"». مساء أول من أمس، نشر أمير «الدولة الاسلامية» في مسكنة بياناً تفصيلياً للحادثة، ما طرح علامات استفهام حول التوقيت وأسباب نشره، سيّما بعد الاتفاق بين كافة الأطراف على السيطرة على النزاع وإيقافه. وبرّر «أبو دجانة» توقيت إصدار البيان بعد قراءة ما تمّ تداوله و«حملة الكذب والتحريف ضد الدولة الإسلامية، فوجدت الحل إذا لم يكن الكل يكتب لصالح جماعته فيكتب ما يرفع سهمه»، وأيضاً تبياناً لـ«اللغط والتشويه». وعدّد «أبو دجانة» الاكاذيب التي طالت أحداث مسكنة بين «الجهاديين»، إذ الكذبة الاولى التي طاولت «الدولة الاسلامية» هي «التكفير»، وهنا مقصود تكفير «الدولة» للمقاتلين الآخرين، وتحديداً «أحرار الشام». ويردّ «أبو دجانة»: «باختصار، والله لا نكفركم لا جنوداً ولا أمراء، بل نبدأكم بالسلام ونصلي خلفكم ونأكل ذبائحكم، ونتزوج من نسائكم ولا نمارس التقية معكم عياذاً بالله». ويعطي «أبو دجانة» مثالاً على ذلك أنه «لما اعتقلت من مجرمي هذه الكتيبة (مصعب بو عمير) أراد أحدهم أن يطلق علي النار فمسكه الآخر، وقال بالحرف: أبو جابر قال خوارج يجوز قتالهم». أما الكذبة الثانية، بحسب «أبو دجانة»، فهي «القتل»، إذ كشف أن «كل الإخوة المجاهدين الذين خرجوا وتبرأوا من أفعال المجرمين (مصعب بن عمير) يشهدون على أن الذي بدأ بالقتل بل يأمر به طوال الليل في الجهاز اللاسلكي ويحرض عليه هم بعض المجرمين في الكتيبة». ويشرح «أبو دجانة» أن القتل والخطف حصلا بعد الاتفاق على «إنهاء المشكلة بمحاسبة المسيئين». أما «أقبح الكذبات»، بحسب «أبو دجانة»، فهي أن «الدولة الاسلامية لا تقبل بشرع الله». واعتبر «أبو دجانة» ذلك «بدعة تافهة». ويشرح كيف أنه طلب مرات عدة الاجتماع بـ «أبو جابر»، قائد كتيبة «مصعب بن عمير»، للنقاش والاتفاق في مسائل تتعلّق بـ«المجاهدين، والغنائم كالأبقار ومعمل السكر، ومجموعة أسلحة»، وذلك لأن «التأخر في الفصل فيها يسبّب شحناء وبغضاء وحسداً وغلاً وحقداً بين المجاهدين». لكنه لم يجتمع به قط. كذلك طلب الجلوس مع قائد لواء «رايات النصر»، لكن «أيضاً لا فائدة منه». واعتبر «أبو دجانة» أن هؤلاء وغيرهم من الذين طلب الاجتماع معهم في «جلسة شرعية» مارسوا «التهرّب والتملّص والمماطلة». وكل ما حصل كان قبل الأحداث التي وقعت في مسكنة. ثم يشنّ هجوماً على «أبو عبد الملك الشرعي» في «أحرار الشام»، فيقول له: «اتّق الله يا شرعي… لم أعلم أنه لك غايات إعلامية». ويضيف: «سأخاصمك على كل ما كتمت من شهادة حقٍ بل وتقطيع للأحداث واقتصاص ما يؤيد جماعتك… بعد الرسالة أقول إن كل ما حدث في مسكنة من سفك لدماء المجاهدين من الطرفين سببه الرئيسي شبيح مخبر عميل اسمه علي علاوي، وسأبيّن ذلك غداً».  وكانت كتيبة «مصعب بن عمير» نشرت الأحد الماضي بياناً مصوّراً توجّهت فيه الى «الدولة الاسلامية» و«الجبهة الإسلامية» و«حركة أحرار الشام»، أعلنت فيه «أننا اعتزلنا الفتنة التي حدثت مع الإخوة في الدولة الإسلامية ونعلن أننا بريئون من أي نقطة دم سفكت أو ستسفك»، داعية الى «تحكيم شرع الله وكتابه، ونحن غير مستعدين للقتال لأغراض غير واضحة ومجموعات مفسدة في كتيبة بن عمير». وأوضحت الكتيبة أن سبب المشكلة يعود لـ«شبيح اسمه علي علاوي، وهو معروف بأنه مخبر ومفسد ومدّع في دينه».  مصدر معارض علّق لـ«الأخبار» على هذا البيان وأحداث مسكنة قائلاً إن «سبب المعارك أكبر بكثير… إنها مسألة مصالح تجارية». وأضاف: «هناك مشاكل كثيرة تتعلّق بالنفط والاستفادة منه، إضافة الى الغنائم والثروات الأخرى». ويتوقّع المصدر أن تتفاقم الامور بين التنظيمين «بسبب انتشار عناصر فاسدة… وفي حال لم يتم الاتفاق على هذه الامور».

المصدر : الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة