كشفت دراسة طبية حديثة لمعهد الأبحاث في العاصمة التشيكية براغ عن خمسة أسباب جديدة للإصابة بمرض الاكتئاب الذي يؤدي إلى التخلف العقلي في مراحل متقدمة، ويقود إلى الانتحار في بعض الحالات الخطرة منه.

 

وحسب تلك الدراسة فإن الأسباب التي كانت غير معروفة وتم التأكد من خطورتها هي نقص حامض الفوليك مع فيتامين بي 12 في الجسم، وتناول النساء لحبوب منع الحمل، وإصابة ما بين 50 و80% منهن بنوع من الاكتئاب بعد الولادة حتى الطبيعية منها، وشرب الكحول ولو بكميات ضئيلة ولفترات قصيرة، وتعاطي المنشطات التي تضاعف الجهد وترافقها حالة خطرة من الاكتئاب.

 

وقالت الطبيبة رئيسة العيادة الداخلية في براغ إيفانا مارتينكوفا إن هذه الحالات حتى الآن يتعامل معها الطبيب على أنها تدخل وبشكل اعتيادي في حياة أغلب المواطنين، لكن التعمق في فهم كل حالة يعني الكثير خاصة في مجال البحث عن تقديم الحلول لمرضى الاكتئاب الذين يمكن علاجهم من المرض في مراحله الأولى.

 

مارتينكوفا تضيف أنه على سبيل المثال نقص حامض الفوليك وارتباطه بنقص فيتامين بي 12 في الجسم أظهر نتائج عديدة حسب الدراسة، تقود إلى ظهور حالة الاكتئاب حتى لدى كبار السن، على عكس إحدى الدراسات التي كانت تشير إلى عدم تأثير ذلك على المسنين.

 

وأشارت إلى أن العلاج هو ببساطة يتمثل في زيادة استهلاك وتناول 80 ملغ من الخضراوات الطازجة و1 ملغ من فيتامين بي 12 يوميا لمن يعانون من هذا النقص.

 

أما ما يخص النساء في الحالتين بعد الولادة وتناول حبوب منع الحمل، فإن الدراسة تشير إلى أن الحمل والولادة بحد ذاته يفرض على أغلب النساء حالة من القلق خلال تلك الفترة، وتستمر بعد الولادة وبنسبة 50 إلى 80% عندهن خلال الأيام الأربعة الأولى، حيث يكون الشعور بالحزن والقلق والشعور بالوحدة.

 

وتزول هذه الأمزجة مع مرور الوقت، لكن يمكن أن تتضاعف في حال وجود مشاكل أخرى تسهل تفاقم حالة الاكتئاب، وبالتالي يتطلب الأمر تقديم المساعدة من قبل الطبيب.

 

وتلعب حبوب منع الحمل نفس الدور عبر التغيرات التي تحدث في الهرمونات، ومنها هرمون بروجستين الذي يخفض مستويات السيروتونين محدثا حالة من الاكتئاب.

الكحول

وتوضح مارتينكوفا أن الدراسة خصت أيضا متعاطي الكحول حتى لمن يشربون كميات قليلة ويقلعون عنها لاحقا، ذلك لأن الجسم تحدث فيه تغيرات مصطنعة في مجال حل المشاكل العالقة والسعادة غير الطبيعية التي سرعان ما تزول عند التوقف عن الشرب، الأمر الذي يجعل الوضع معقدا ويضاعف القلق، وبالتالي تكون أيضا بداية الإصابة بمرض الاكتئاب.

 

وأضافت أنه على سبيل المثال جاء في الدراسة أن نوبتين من الاكتئاب أصابتا خلال أسبوع واحد أحد المدمنين على الكحول، فيما أصيب آخر أقلع عن الكحول الذي كان يشربه بكميات خفيفة بنوبة واحدة خلال أسبوع، وبنوبة واحدة خلال شهر بعد أن مضى على إقلاعه عن الشرب ثلاثة أشهر.

 

وينطبق الحال نفسه من حيث النتيجة والإصابة بالاكتئاب على متعاطي الحبوب المنشطة، حيث أوردت الدراسة أن الإصابة يمكن أن تكون مضاعفة بأربع مرات مقارنة بمدمني المخدرات، حيث تقوم تلك الحبوب بتفعيل ومضاعفة النشاط الجسماني، لكن ترافقها تغيرات خطيرة مثل القلق وقلة الشهية للأكل والنشاط الجنسي، وبالتالي حالة من الاكتئاب في مراحل متأخرة ينتج عنها الانتحار.

  • فريق ماسة
  • 2010-09-09
  • 10277
  • من الأرشيف

اكتشاف أسباب جديدة لمرض الاكتئاب

كشفت دراسة طبية حديثة لمعهد الأبحاث في العاصمة التشيكية براغ عن خمسة أسباب جديدة للإصابة بمرض الاكتئاب الذي يؤدي إلى التخلف العقلي في مراحل متقدمة، ويقود إلى الانتحار في بعض الحالات الخطرة منه.   وحسب تلك الدراسة فإن الأسباب التي كانت غير معروفة وتم التأكد من خطورتها هي نقص حامض الفوليك مع فيتامين بي 12 في الجسم، وتناول النساء لحبوب منع الحمل، وإصابة ما بين 50 و80% منهن بنوع من الاكتئاب بعد الولادة حتى الطبيعية منها، وشرب الكحول ولو بكميات ضئيلة ولفترات قصيرة، وتعاطي المنشطات التي تضاعف الجهد وترافقها حالة خطرة من الاكتئاب.   وقالت الطبيبة رئيسة العيادة الداخلية في براغ إيفانا مارتينكوفا إن هذه الحالات حتى الآن يتعامل معها الطبيب على أنها تدخل وبشكل اعتيادي في حياة أغلب المواطنين، لكن التعمق في فهم كل حالة يعني الكثير خاصة في مجال البحث عن تقديم الحلول لمرضى الاكتئاب الذين يمكن علاجهم من المرض في مراحله الأولى.   مارتينكوفا تضيف أنه على سبيل المثال نقص حامض الفوليك وارتباطه بنقص فيتامين بي 12 في الجسم أظهر نتائج عديدة حسب الدراسة، تقود إلى ظهور حالة الاكتئاب حتى لدى كبار السن، على عكس إحدى الدراسات التي كانت تشير إلى عدم تأثير ذلك على المسنين.   وأشارت إلى أن العلاج هو ببساطة يتمثل في زيادة استهلاك وتناول 80 ملغ من الخضراوات الطازجة و1 ملغ من فيتامين بي 12 يوميا لمن يعانون من هذا النقص.   أما ما يخص النساء في الحالتين بعد الولادة وتناول حبوب منع الحمل، فإن الدراسة تشير إلى أن الحمل والولادة بحد ذاته يفرض على أغلب النساء حالة من القلق خلال تلك الفترة، وتستمر بعد الولادة وبنسبة 50 إلى 80% عندهن خلال الأيام الأربعة الأولى، حيث يكون الشعور بالحزن والقلق والشعور بالوحدة.   وتزول هذه الأمزجة مع مرور الوقت، لكن يمكن أن تتضاعف في حال وجود مشاكل أخرى تسهل تفاقم حالة الاكتئاب، وبالتالي يتطلب الأمر تقديم المساعدة من قبل الطبيب.   وتلعب حبوب منع الحمل نفس الدور عبر التغيرات التي تحدث في الهرمونات، ومنها هرمون بروجستين الذي يخفض مستويات السيروتونين محدثا حالة من الاكتئاب. الكحول وتوضح مارتينكوفا أن الدراسة خصت أيضا متعاطي الكحول حتى لمن يشربون كميات قليلة ويقلعون عنها لاحقا، ذلك لأن الجسم تحدث فيه تغيرات مصطنعة في مجال حل المشاكل العالقة والسعادة غير الطبيعية التي سرعان ما تزول عند التوقف عن الشرب، الأمر الذي يجعل الوضع معقدا ويضاعف القلق، وبالتالي تكون أيضا بداية الإصابة بمرض الاكتئاب.   وأضافت أنه على سبيل المثال جاء في الدراسة أن نوبتين من الاكتئاب أصابتا خلال أسبوع واحد أحد المدمنين على الكحول، فيما أصيب آخر أقلع عن الكحول الذي كان يشربه بكميات خفيفة بنوبة واحدة خلال أسبوع، وبنوبة واحدة خلال شهر بعد أن مضى على إقلاعه عن الشرب ثلاثة أشهر.   وينطبق الحال نفسه من حيث النتيجة والإصابة بالاكتئاب على متعاطي الحبوب المنشطة، حيث أوردت الدراسة أن الإصابة يمكن أن تكون مضاعفة بأربع مرات مقارنة بمدمني المخدرات، حيث تقوم تلك الحبوب بتفعيل ومضاعفة النشاط الجسماني، لكن ترافقها تغيرات خطيرة مثل القلق وقلة الشهية للأكل والنشاط الجنسي، وبالتالي حالة من الاكتئاب في مراحل متأخرة ينتج عنها الانتحار.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة