وصفه .. وأنواعه : يعتبر شجر التين معمراً وهو من الفصيلة التوتية أو الخبزية، ويعرف منه حوالي 29 نوعاً، أغصانه طويلة وأوراقه عريضة، تتساقط في فصل الخريف.

لتتجدد في الربيع وتثمر في شهري تموز وآب، وقد عرفته البشرية منذ القديم زرع منذ أكثر من أربعة آلاف سنة في المناطق الحارة من آسيا وأفريقيا وأوربا.

ثم انتقل إلى غيرها من المناطق، وانتشر في منطقة البحر المتوسط، وأكثر أنواعه انتشارا (البلس) وفي مصر (التين البرشومي) وقد ذكر (سقراط) عدة أصناف منه في كتابه (دراسة النبات) كما ذكره (هوميروس)في إلياذته، والفيلسوف أفلاطون  كان من أكثر الناس تناولا للتين. لذلك لقب بـ (صديق الفلاسفة) وكان الغذاء الرئيسي للمصارعين.

تسمى الثمرة في مرحلة ما قبل النضوج بالفقيع ثم الفج وعندما ينضج ويصبح قابلا للأكل يدعى طاب وسعر الكيلو منه يتراوح بين 50-60 ل.س

وإذا يبس على الشجر يسمى دبول وتصنع من ثماره اليابسة القلائد، والبعض يصنع منه الهبول وتضاف إليه بعض المكسرات كما يصنع من الأخضر واليابس المربى.

يزرع التين في الريف السوري مع العنب والزيتون وعندما نذكر الكروم يتبادر إلى الذهن مباشرة التين والعنب، ففي ريف حمص تعرف منه أنواع عديدة...

مثل المراني ولونه مائل إلى الصفرة وثمرته كبيرة والسوداني ولونه يميل إلى الأحمر المسود من الخارج والشبليوي ولونه أخضر وشكل ثمرته بيضوي، وهذا النوع ينضج مبكرا والسماقي وهو أخضر من الخارج وأحمر فاقع من الداخل، الحلواني وطعمه حلو أكثر من بقية الأنواع.

هناك منطقة في حمص تسمى (جبل الحلو) والتسمية جاءت من حلاوة العنب والتين المميزة في تلك المنطقة وتشمل منطقة جبل الحلو عدة قرى منها القبو – فاحل - رباح - الشنية - أوتان .. لكن هناك مشكلة يعاني منها أصحاب كروم التين وهي عبارة عن مرض يصيب شجر التين ويدعى بالعامية (الحلزان).

و الحلزان هو حشرة تين شمعية تتواجد على الأوراق بشكل نقط بيضاء اللون ثم تتكاثر لتغطي الأغصان والثمار فتفرز ندوة عسلية غزيرة ينمو عليها الفطر الأسود وتجعل الثمار غير قابلة للأكل، وهي تنتشر بالهواء وتظهر في المناطق الحارة

وتكون مكافحتها بين 15 أيار و15 حزيران لأنها في هذه الفترة تكون حوريات متحركة الأوراق وبعد هذه المرحلة لا تتجاوب للمكافحة ونحن لا نتوانى في تقديم الإرشادات والمبيدات في حال راجعنا أي مزارع يعاني من وجود الحلزان على شجر التين في كرمه.

وقد تحدث الأطباء القدماء من عرب وغيرهم عن التين وفوائده الغذائية فهو يقوي الكبد ويذهب الباسور وعسر البول والربو وخشونة القصبة وينفع في علاج الصرع والجنون والوسواس ويفيد الحوامل والرضع ويجلو رمل الكلى والمثانة وينفع العصب والسعال المزمن ويسكن العطش ولأكله على الريق منفعة في تفتيح مجاري الغذاء وقد تحدث ابن سينا عنه مطولاً فقال: أجود التين الأبيض ثم الأحمر ثم الأسود والشديد النضج ولبن التين مع العسل ينفع الغشاوة الرطبة في العين وابتداء الماء الأزرق.

من أهم خصائص التين المغذية أنه يساعد على الهضم وهو مقو وملين ومدر للبول ومفيد لأمراض الصدر ويستخدم لتغذية الأطفال والشبان وكبار السن ويعالج اضطرابات المعدة والأمعاء والإمساك والضعف العام والتهابات الصدر ومجاري البول. يغلى 5- 30 غراما من أوراقه في ليتر من الماء ويشرب لمعالجة السعال وكان القدماء يستعملون حليب التين لصنع الجبن (كالمنفحة) وكانوا يدهنون بها اللحم القاسي ليصبح طريا في الطبخ. وتأتي قيمة التين من احتوائه على 20-30% من السكر و 0.79-1 مواد آزوتية ومواد دسمة بحدود 0.1-30 % كما يحتوي على عدة أملاح ومعادن كالحديد والكالسيوم والمنغنيز والبروم والفوسفور والبوتاسيوم وفيتامينات ب1-ب2-ج.وكل 100غرام من التين تعطي 250حريرة لذا يعتبر مدفئا في الشتاء.

ورد ذكر التين في القرآن الكريم في سورة التين بقوله تعالى: (والتين والزيتون وطور سنين وذلك البلد الأمين....).

وفي مجال الشعر قال عنه أسامة بن منقذ :

- أما ترى التين في الغصون بدا      ممزق الجلد مائل العنق

- كأنه رب نعمة سلبت           أصبح -بعد الجديد - في خلق

- مثل نهود الأبكار صورته           لو لم يناد عليه في الطرق

وقال ابن المعتز :

- قم قد بدا ضوء الصباح المسفر      كيما نلذ بلون كل مبكر

- وانعم بتين طاب طعما واكتسى       حسنا وقارب منظرا من مخبر

  • فريق ماسة
  • 2010-09-06
  • 10703
  • من الأرشيف

التين ..غذاء ودواء

وصفه .. وأنواعه : يعتبر شجر التين معمراً وهو من الفصيلة التوتية أو الخبزية، ويعرف منه حوالي 29 نوعاً، أغصانه طويلة وأوراقه عريضة، تتساقط في فصل الخريف. لتتجدد في الربيع وتثمر في شهري تموز وآب، وقد عرفته البشرية منذ القديم زرع منذ أكثر من أربعة آلاف سنة في المناطق الحارة من آسيا وأفريقيا وأوربا. ثم انتقل إلى غيرها من المناطق، وانتشر في منطقة البحر المتوسط، وأكثر أنواعه انتشارا (البلس) وفي مصر (التين البرشومي) وقد ذكر (سقراط) عدة أصناف منه في كتابه (دراسة النبات) كما ذكره (هوميروس)في إلياذته، والفيلسوف أفلاطون  كان من أكثر الناس تناولا للتين. لذلك لقب بـ (صديق الفلاسفة) وكان الغذاء الرئيسي للمصارعين. تسمى الثمرة في مرحلة ما قبل النضوج بالفقيع ثم الفج وعندما ينضج ويصبح قابلا للأكل يدعى طاب وسعر الكيلو منه يتراوح بين 50-60 ل.س وإذا يبس على الشجر يسمى دبول وتصنع من ثماره اليابسة القلائد، والبعض يصنع منه الهبول وتضاف إليه بعض المكسرات كما يصنع من الأخضر واليابس المربى. يزرع التين في الريف السوري مع العنب والزيتون وعندما نذكر الكروم يتبادر إلى الذهن مباشرة التين والعنب، ففي ريف حمص تعرف منه أنواع عديدة... مثل المراني ولونه مائل إلى الصفرة وثمرته كبيرة والسوداني ولونه يميل إلى الأحمر المسود من الخارج والشبليوي ولونه أخضر وشكل ثمرته بيضوي، وهذا النوع ينضج مبكرا والسماقي وهو أخضر من الخارج وأحمر فاقع من الداخل، الحلواني وطعمه حلو أكثر من بقية الأنواع. هناك منطقة في حمص تسمى (جبل الحلو) والتسمية جاءت من حلاوة العنب والتين المميزة في تلك المنطقة وتشمل منطقة جبل الحلو عدة قرى منها القبو – فاحل - رباح - الشنية - أوتان .. لكن هناك مشكلة يعاني منها أصحاب كروم التين وهي عبارة عن مرض يصيب شجر التين ويدعى بالعامية (الحلزان). و الحلزان هو حشرة تين شمعية تتواجد على الأوراق بشكل نقط بيضاء اللون ثم تتكاثر لتغطي الأغصان والثمار فتفرز ندوة عسلية غزيرة ينمو عليها الفطر الأسود وتجعل الثمار غير قابلة للأكل، وهي تنتشر بالهواء وتظهر في المناطق الحارة وتكون مكافحتها بين 15 أيار و15 حزيران لأنها في هذه الفترة تكون حوريات متحركة الأوراق وبعد هذه المرحلة لا تتجاوب للمكافحة ونحن لا نتوانى في تقديم الإرشادات والمبيدات في حال راجعنا أي مزارع يعاني من وجود الحلزان على شجر التين في كرمه. وقد تحدث الأطباء القدماء من عرب وغيرهم عن التين وفوائده الغذائية فهو يقوي الكبد ويذهب الباسور وعسر البول والربو وخشونة القصبة وينفع في علاج الصرع والجنون والوسواس ويفيد الحوامل والرضع ويجلو رمل الكلى والمثانة وينفع العصب والسعال المزمن ويسكن العطش ولأكله على الريق منفعة في تفتيح مجاري الغذاء وقد تحدث ابن سينا عنه مطولاً فقال: أجود التين الأبيض ثم الأحمر ثم الأسود والشديد النضج ولبن التين مع العسل ينفع الغشاوة الرطبة في العين وابتداء الماء الأزرق. من أهم خصائص التين المغذية أنه يساعد على الهضم وهو مقو وملين ومدر للبول ومفيد لأمراض الصدر ويستخدم لتغذية الأطفال والشبان وكبار السن ويعالج اضطرابات المعدة والأمعاء والإمساك والضعف العام والتهابات الصدر ومجاري البول. يغلى 5- 30 غراما من أوراقه في ليتر من الماء ويشرب لمعالجة السعال وكان القدماء يستعملون حليب التين لصنع الجبن (كالمنفحة) وكانوا يدهنون بها اللحم القاسي ليصبح طريا في الطبخ. وتأتي قيمة التين من احتوائه على 20-30% من السكر و 0.79-1 مواد آزوتية ومواد دسمة بحدود 0.1-30 % كما يحتوي على عدة أملاح ومعادن كالحديد والكالسيوم والمنغنيز والبروم والفوسفور والبوتاسيوم وفيتامينات ب1-ب2-ج.وكل 100غرام من التين تعطي 250حريرة لذا يعتبر مدفئا في الشتاء. ورد ذكر التين في القرآن الكريم في سورة التين بقوله تعالى: (والتين والزيتون وطور سنين وذلك البلد الأمين....). وفي مجال الشعر قال عنه أسامة بن منقذ : - أما ترى التين في الغصون بدا      ممزق الجلد مائل العنق - كأنه رب نعمة سلبت           أصبح -بعد الجديد - في خلق - مثل نهود الأبكار صورته           لو لم يناد عليه في الطرق وقال ابن المعتز : - قم قد بدا ضوء الصباح المسفر      كيما نلذ بلون كل مبكر - وانعم بتين طاب طعما واكتسى       حسنا وقارب منظرا من مخبر

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة