دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
حسب إحصاءات وزارة الصحة فإن الأورام عام 2006 هي السبب الثاني للوفيات، وأصبحت السبب الثالث للوفيات عام2009 بنسبة متفاقمة بلغت 7 من الوفيات أي بما يعادل حوالى خمسة آلاف وفاة.
يعتبر مرض السرطان من الأمراض الشائعة حالياً خاصة في الدول النامية ويعتبر من الأمراض التي نسبة حدوثها أكبر بكثير من السل والإيدز والملاريا، حيث من المتوقع عام 2020 ازدياد الإصابات لـ3 أضعاف الوضع الحالي، الأمر الذي يتطلب الوعي الكامل ونشر ثقافة خاصة عن هذا المرض ليتم تحديده ودراسة أسبابه وإيجاد العلاج الأنسب للمريض خاصة أنه أصبح يشكل عبئاً كبيراً على وزارة الصحة بشكل عام وعلى صحة أفراد المجتمع بشكل خاص.
لذلك قامت وزارة الصحة بإحداث اللجنة الوطنية العليا للعلاج الكيماوي وإحداث مديرية مكافحة السرطان في الوزارة وأصبح وضع استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة هذا المرض من الأولوية للوزارة فكان تشكيل اللجنة الوطنية العليا لمكافحة السرطان برئاسة وزير الصحة بتاريخ 10/8/2010 ليكون من مهامها:
- نشر الوعي لطرق الوقاية من السرطانات.
- العمل على إجراء المسوحات لمختلف السرطانات مع التشديد على الكشف المبكر لها.
- تأمين الخدمات الصحية المتميزة في معالجة السرطان موزعة جغرافيا بشكل عادل.
- ضع معايير وطنية موحدة لتشخيص وعلاج وتأهيل المرضى المصابين بالسرطانات.
- بناء القوى البشرية المؤهلة للعمل في تشخيص وعلاج وتأهيل المرضى المصابين.
- التقليل من العبء الاجتماعي والاقتصادي للسرطانات.
ولنجاح مهام اللجنة لابد من أن تعتمد على مؤشرات متعددة منها معدلات حدوث أمراض السرطان ومعدلات الوفيات ونسبة التغطية بالخدمات ورضا تلقي الخدمات لدى المرضى وفاعلية التدابير الصحية والتخفيف من نسبة اكتشاف السرطان في مراحله المتأخرة حيث تبلغ هذه النسبة حالياً 80% ويتم الحصول على هذه المؤشرات بشكل دقيق من السجل الوطني للسرطان.
وسعياً منها لمحاصرة هذا المرض والتقليل ما أمكن من نسبة الإصابة به تسعى وزارة الصحة حالياً لإكساء وتجهيز مركز حلب للأورام وتفعيله من خلال تأمين الدواء حيث 30 إلى 40% من مرضى السرطان هم من المحافظات الشمالية والشمالية الشرقية حيث لا يتوفر لهم التشخيص والعلاج اللازمان من محافظاتهم ما يجعلهم يتكبدون عناء السفر إلى مشفى البيروني وكذلك تجهيز مركز في حمص لخدمة المواطنين في المنطقة الوسطى.
ويشمل برنامج الاستراتيجية الكاملة لمكافحة السرطان عدة مجالات:
1- استراتيجية الوقاية: وتشمل الوقاية من التدخين ومكافحته واتباع الأنماط الغذائية الصحية والتخفيف من الدهون وزيادة استهلاك الألياف.
2- استراتيجية الكشف المبكر عن السرطانات: حيث تشمل تدريب الكوادر الطبية العاملة في المراكز الصحية على الأعراض المبكرة للسرطان وإجراء مسوحات مبكرة والعمل على جعل الكشف المبكر عن السرطانات ركيزة من ركائز الفحوص الطبية على مستوى الرعاية الصحية الأولى والثانية، لذلك يجب أن تكون المراكز المرجعية لتشخيص السرطانات ومعالجتها مجهزة بأحدث الأجهزة التشخيصية والعلاجية وتحت إشراف أطباء أكفاء.
3- استراتيجية التشخيص والعلاج وتشمل تأمين بروتوكولات موحدة لتشخيص وعلاج مختلف السرطانات وضبط جودة الأجهزة والمعدات المستعملة وتدريب الأطباء والفنيين في هذا المجال وتأمين الأدوية اللازمة للعلاج وتجنب العلاجات غير المجدية عندما يكون السرطان غير قابل للشفاء.
4- استراتيجية الرعاية الملطفة والهدف منها تحسين نوعية الحياة لمريض السرطان وبما أن النسبة الأكبر من السرطانات تشخص في حالات متأخرة فيجب تأمين الأدوية المسكنة للمرضى للتخفيف من آلامهم.
5- استراتيجية تطوير السجل الوطني للسرطان: الذي من مهامه التقييم المستمر لنسبة حدوث السرطان في المجتمع وتقديم البيانات والإحصاءات الضرورية لإنشاء مراكز تخصصية وتأمين الكوادر الطبية وتقييم الجدوى من الكشف المبكر والعلاج والقيام بدراسات وبائية وصفية وتحليلية للمناطق الأكثر إصابة بالسرطان.
6- استراتيجية البحوث الطبية من خلال التركيز على ضرورة إجراء البحوث الطبية في مجال السرطانات والمشاركة في أبحاث دولية تركز على المشكلات المتعلقة بالسرطانات الأكثر حدوثاً في منطقتنا.
ونظراً لأهمية هذا الموضوع فقد تم إحداث مديرية مكافحة السرطان بالقرار رقم 17 تاريخ 22/4/2010 ومن أهم أهدافها كما حدثنا الدكتور زياد مسلاتي المسؤول عنها هو الوقاية من السرطان عبر تحديد حجمه وطبيعته في سورية عن طريق إحصائيات وعمل السجل الوطني للسرطان.
متابعة الكشف المبكر ومتابعة معالجة مرضى السرطان وتأمين مراكز الرعاية الملطفة وتسكين الألم.
ويشكل السجل الوطني للسرطان حسب مسلاتي القاعدة الأساسية لدراسة مرض السرطان وتوزعه في سورية وسيتم قريباً نشر كتيب يتضمن إحصائيات عام 2008 بالتعاون مع المكتب المركزي للإحصاء نهاية الشهر العاشر... وأهم الأسباب المؤهبة لهذا المرض كما ذكر الدكتور مسلاتي هو التدخين بالدرجة الأولى والذي يعتبر العامل الأساسي للسرطان ومن ثم البدانة والعوامل النفسية والكحول لذلك الوقاية هي الأساس وكلما اكتشفنا المرض مبكراً كانت فرص العلاج والشفاء أسهل.
كما تم إحداث اللجنة الوطنية العليا للعلاج الكيماوي بتاريخ 5/8/2010 برئاسة وزير الصحة ومن أهم مهامها:
وضع واختبار البروتوكولات المعتمدة ضمن الاستطبابات المحددة.
تسمية الأدوية بالاسم العلمي ضمن الاستطبابات وتحديد صرفها في مشافي الدولة وشركات التأمين الصحية ووضع أسس علمية دقيقة لاستعمال هذه الأدوية خارج الاستطبابات الواردة سابقاً.
وضع علامات الجودة ووضع الشروط لاستيراد الأدوية الكيماوية حسب علامات الجودة ووضع الشروط الخاصة بتصنيع الأدوية الكيماوية محلياً في المستقبل.
في النهاية إن التزايد المستمر لمرضى السرطان وارتفاع معدلات الوفيات منه حيث يعتبر السبب الثالث للوفاة في سورية يحثنا على وضع استراتيجية واضحة وشاملة لمكافحة السرطان وجعلها ليس فقط من أولويات وزارة الصحة وإنما من أولويات المجتمع بكامله.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة