في سابقة يشهدها المغرب والعالم العربي، نجح أطباء مغاربة في إجراء عمليتين جراحيتين لزرع كليتين من متبرع يعيش حالة موت دماغي، لصالح مريضين مصابين بالفشل الكلوي الحاد.

وتعد العملية التي جرت قبل أيام قليلة في المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بمدينة الدار البيضاء، إنجازاً طبياً غير مسبوق في المغرب، لكون عمليات الزرع ترتكز أساساً على متبرعين أحياء ولهم قرابة بالمتبرعين لهم.

وذكر بلاغ عن المستشفى الذي شهد هذا الإنجاز الطبي الهام، أن عملية استئصال الكليتين وعمليتي الزرع مرت في ظروف جيدة، بعد ساعات طوال من العمل الجبار الذي قام به ممرضون وأطباء من مختلف التخصصات الطبية.

وأفاد بلاغ المستشفى أن هذا الصنف من العمليات بدأ له الإعداد منذ خمس سنوات، اعتماداً على التجارب التي تراكمت لدى الأطباء المغاربة في مجال زرع الكلى من طرف متبرع حي.

وأشار إلى أن العملية تمت بموافقة مسبقة من لدن عائلة المتبرع الشاب الذي كان في وضعية موت دماغي، وبعد تنفيذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة في مثل هذه الحالات.

واستطاع الفريق الطبي المغربي المكون من حوالي 25 فرداً، طيلة يومين من العمل بدون انقطاع، من القيام باستئصال كليتي متبرع ميت دماغياً ولا رابطة له من قريب ولا من بعيد بالمريضين معا.

وتعتبر مسألة القرابة العائلية أحد الشروط الرئيسة في توفير شروط آمنة لإجراء عملية زرع الكلية، خاصة بالنسبة لتطابق الفصيلة الدموية والأنسجة بين المتبرع والمتبرع له، حيث يتم التركيز عادة على الأب أو الأم أو الأخ والأخت وباقي أفراد العائلة الممتدة.

ووصفت مصادر طبية عديدة هذا الإنجاز بأنه سابقة ومن الحالات القليلة جداً حدوثها والتي يمكن أن تلاقي النجاح لسببين اثنين: الأول يتعلق بالمتبرع الميت دماغياً، والثاني أن المتبرع لا صلة قرابة له بالمريضين.

وأفاد أطباء شاركوا في هذا الإنجاز العلمي أن المتبرع شاب دخل المستشفى في حالة ميؤوس منها بسبب حادثة، وكان يعيش مرحلة وفاة دماغية بالرغم من المحاولات العديدة لإنقاذه، لكن بدون جدوى.

وسارع أطباء المستشفى المذكور إلى الاتصال بعائلة الشاب من أجل أخذ موافقتها الرسمية على استئصال كليتيه من جثته وزرعهما في جسدي مريضين بالفشل الكلوي المزمن والحاد.

وتمثل التحدي الآخر لدى الأطباء في الإسراع، بعد موافقة عائلة الشاب، قبل أن يصبح الموت الدماغي موتاً سريرياً نهائياً، مما كان سيعقد إجراء عملية زرع الكليتين لصالح المريضين في ذات المستشفى.

واستفاد من هذه العملية مريضان يعانيان معاً من داء الفشل الكلوي، وكانا يضطران إلى إجراء حصص لتصفية الدم كل أسبوع في انتظار الحصول على فرصة للعلاج عن طريق زرع الكلية في جسديهما.

  • فريق ماسة
  • 2010-09-05
  • 11579
  • من الأرشيف

نجاح عملية زرع كليتين من متبرع ميت دماغيا استغرقت يومين

في سابقة يشهدها المغرب والعالم العربي، نجح أطباء مغاربة في إجراء عمليتين جراحيتين لزرع كليتين من متبرع يعيش حالة موت دماغي، لصالح مريضين مصابين بالفشل الكلوي الحاد. وتعد العملية التي جرت قبل أيام قليلة في المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بمدينة الدار البيضاء، إنجازاً طبياً غير مسبوق في المغرب، لكون عمليات الزرع ترتكز أساساً على متبرعين أحياء ولهم قرابة بالمتبرعين لهم. وذكر بلاغ عن المستشفى الذي شهد هذا الإنجاز الطبي الهام، أن عملية استئصال الكليتين وعمليتي الزرع مرت في ظروف جيدة، بعد ساعات طوال من العمل الجبار الذي قام به ممرضون وأطباء من مختلف التخصصات الطبية. وأفاد بلاغ المستشفى أن هذا الصنف من العمليات بدأ له الإعداد منذ خمس سنوات، اعتماداً على التجارب التي تراكمت لدى الأطباء المغاربة في مجال زرع الكلى من طرف متبرع حي. وأشار إلى أن العملية تمت بموافقة مسبقة من لدن عائلة المتبرع الشاب الذي كان في وضعية موت دماغي، وبعد تنفيذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة في مثل هذه الحالات. واستطاع الفريق الطبي المغربي المكون من حوالي 25 فرداً، طيلة يومين من العمل بدون انقطاع، من القيام باستئصال كليتي متبرع ميت دماغياً ولا رابطة له من قريب ولا من بعيد بالمريضين معا. وتعتبر مسألة القرابة العائلية أحد الشروط الرئيسة في توفير شروط آمنة لإجراء عملية زرع الكلية، خاصة بالنسبة لتطابق الفصيلة الدموية والأنسجة بين المتبرع والمتبرع له، حيث يتم التركيز عادة على الأب أو الأم أو الأخ والأخت وباقي أفراد العائلة الممتدة. ووصفت مصادر طبية عديدة هذا الإنجاز بأنه سابقة ومن الحالات القليلة جداً حدوثها والتي يمكن أن تلاقي النجاح لسببين اثنين: الأول يتعلق بالمتبرع الميت دماغياً، والثاني أن المتبرع لا صلة قرابة له بالمريضين. وأفاد أطباء شاركوا في هذا الإنجاز العلمي أن المتبرع شاب دخل المستشفى في حالة ميؤوس منها بسبب حادثة، وكان يعيش مرحلة وفاة دماغية بالرغم من المحاولات العديدة لإنقاذه، لكن بدون جدوى. وسارع أطباء المستشفى المذكور إلى الاتصال بعائلة الشاب من أجل أخذ موافقتها الرسمية على استئصال كليتيه من جثته وزرعهما في جسدي مريضين بالفشل الكلوي المزمن والحاد. وتمثل التحدي الآخر لدى الأطباء في الإسراع، بعد موافقة عائلة الشاب، قبل أن يصبح الموت الدماغي موتاً سريرياً نهائياً، مما كان سيعقد إجراء عملية زرع الكليتين لصالح المريضين في ذات المستشفى. واستفاد من هذه العملية مريضان يعانيان معاً من داء الفشل الكلوي، وكانا يضطران إلى إجراء حصص لتصفية الدم كل أسبوع في انتظار الحصول على فرصة للعلاج عن طريق زرع الكلية في جسديهما.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة