في معرض الحرب المفتوحة بين "إسرائيل" والمقاومة الاسلامية في لبنان يُتوقع دائماً إقدام هذا الطرف أو ذاك على ما يؤذي الآخر أو يؤلمه في أيّ مكان تصل اليد إليه ولهذا لا يُعتبر استهداف قائد ميداني من قادة المقاومة مسألة خارج الاحتمال ففي غمار هذه الحرب لا يمكن استبعاد فكرة نجاح المعتدي في تحقيق غرضه بالنيل من هذا القائد أو ذاك لكن لاغتيال القائد المقاوم حسان اللقيس في هذه الأيام بالذات وفي ظلّ البيئة الإقليمية والداخلية القائمة دلالات خاصّة تفتح المجال أمام تصوّر مرحلة جديدة معقّدة من حيث مستوى المواجهة والعناصر المستجدّة على المشهد العام مع ما يمكن ارتقابه أو توقّعه من تداعيات.

فالاغتيال تمّ بعد سلسلة من العمليات الإرهابية التي ضربت لبنان بدءاً من بيروت وهي مستمرّة الآن في طرابلس بشكل خاص وبطريقة تقود إلى القول بأن هناك من يسعى لإشعال فتنة وحرب اهلية من أجل إغراق المقاومة في بحر من الدماء يشغلها عن مهمتها الاساسية ولهذا نجد أن من تبنّى عملية الاغتيال حاول أن ينطق باسم السنّة ليبعد التهمة والظن عن "إسرائيل".

ثم إن هذا الاغتيال جاء بعد تطوّر اقليمي فائق الاهمية تمثّل بالمجاهرة بالحلف العلني بين "إسرائيل" والسعودية الحلف الذي وحّد الطرفين على العداء لإيران والمقاومة ومحورها. وصحيح أن العلاقة السعودية ـ الصهيونية لم تكن معدومة في السابق واستجدّت الآن لكنّنا نرى جديدها اليوم يتمثّل بالمجاهرة بالإعلان عنها بما يشبه التحالف تحالف لا يخجل به أطرافه لا بل يفاخرون به ويعملون على تعزيزه عبر إدخال عرب آخرين فيه. كما بدا في مخاطبة بيريز لعرب صفقوا له.

و مع إماطة اللثام عن هذا الحلف الآن ورغم أن الكثير من المتابعين يعتقدون بأن العلاقة بين السعودية و"إسرائيل" هي قديمة العهد وأن هناك حلفاً كان قائماً من غير إعلان بينهما وأنّ كلّ ما تغيّر الآن هو الإفصاح عن الأمر. فإن لهذا الإعلان من المفاعيل والآثار ما سيفرض إيقاعاً جديداً على مستوى المواجهة مع المقاومة ومحورها في مقابل هذا الحلف لأن انخراط السعودية الى جانب "إسرائيل" في الصراع ضد المقاومة وبشكل علني سيُكسب "إسرائيل" فرصاً أوسع للنجاح في عملياتها الإرهابية ضد رجال المقاومة بعد ان باتت المواجهة في الميدان غير مضمونة النتائج إثر ما حقّقته المقاومة من تراكم القوّة الأمر الذي عقّد مسألة القرار بالحرب بالنسبة لـ"إسرائيل".

إن التحديات التي تواجه المقاومة في مواجهة السعودية و"إسرائيل" المتحالفتين تختلف عن طبيعة التحديات التي تنشأ في مواجهة "إسرائيل" وحدها.

نقول هذا رغم ان العلاقة بين الطرفين لم تبدأ اليوم وإذا كنا لا نرى ضرورة للعودة الى التاريخ والتوقف عند الكثير ممّا كُتب عن دور الغرب والصهيونية في إقامة مملكة آل سعود او الى ما قيل عن دور السعودية في التمكين لإقامة "دولة إسرائيل" وإجهاض أيّ جهد عربي او مسعى قومي في مواجهتها فإننا نكتفي فقط عند ما أثبتته اجهزة الامن والتحقيق وما تداولته وسائل الاعلام عن تطوّر علاقة "إسرائيل" والسعودية وسعيهما المشترك للعمل ضد المقاومة ومحورها ورجالها ومكوّنات هذا المحور وأمن المناطق واستقرار الدول التي تتبع النهج المقاوم.

وفي استعراض سريع لمسار العلاقة السعودية - الصهيونية وللتعاون العميق بين "إسرائيل" والسعودية نتوقف عند اللقاء الاخير في ايلات الذي تم بين بندر بن سلطان امير الاستخبارات السعودية ونتنياهو رئيس حكومة العدو الصهيوني الذي عقد منذ اسابيع عدة سبقت الاعلان عن الاتفاق الدولي حول الملف النووي الايراني الاتفاق الذي اعترف لإيران بحقوقها وأسقط احتمالات الحرب الغربية "الإسرائيلية" عليها خلافاً للرغبة السعودية ـ الصهيونية المشتركة . وبدا أن الاجتماع توصّل الى تعاهد الطرفين والتعاون المشترك على الصعيد الامني والميداني ضد العدو المشترك المتمثّل بالمقاومة ومكونات محورها ايران وسوريا وحزب الله . ولم يتأخر الامير الوليد بن طلال السعودي في الاعلان صراحة عن انتفاء العداء السعودي لـ"إسرائيل" لأن العداء السعودي موجّه بشكل اساس ضد ايران التي يدّعي بأنها عدو اهل السنّة والعرب كلهم وهو ادّعاء يعلم العارفون بأنه غير صحيح لأن علاقة ايران بالسنّة في العالم افضل من طبيعية ولكنّه ادّعاء جاء في هذا الوقت بالذات تمهيداً لجعل التعاون العلني بين "إسرائيل" والسعودية أمراً مألوفاً لدى جمهرة اهل السنة الذين يرون في "إسرائيل" العدو الحقيقي للعالمين العربي والإسلامي كونها من يغتصب فلسطين ويشرّد اهلها بينما تطالب ايران بفلسطين وبعودة اهلها إليها.

وبعد الاجتماع جاءت نتائج التعاون السعودي ـ الصهيوني المعلن وتمثلت طلائعها بالعملية الانتحارية التي نُفّذت ضد السفارة الايرانية في بيروت عملية فشلت بالمقاييس الاستراتيجية والعملانية الميدانية رغم ما احدثته من خسائر في الارواح والممتلكات ثم كان الهجوم على الغوطة الشرقية في دمشق الذي دفع له حوالى 3500 مسلح بقيادة سعودية مباشرة ودعم "إسرائيلي" تقني واستخباري والكتروني وهو هجوم فشل أيضاً في تحقيق اغراضه وأدى الى مجزرة في صفوف المسلحين حيث تجاوز عدد القتلى الـ600 مضافاً اليهم 400 مصاب و450 اسير منهم 300 سعودي وقد ترافق ذلك مع جنون إرهابي في طرابلس شمال لبنان نفّذته عصابات يقودها ويموّلها السعودي من اجل اقتطاع المدينة وتحويلها الى قاعدة دعم وإسناد للإرهابيين في سوريا لكنه إرهاب فشل حتى الآن في تحقيق اغراضه رغم التراخي الذي اظهرته الدولة اللبنانية في البدء في القيام بما تمليه عليها واجباتها في حفظ الامن وحماية المواطن.

في ظلّ هذا الفشل سجّل اعداء المقاومة خرقاً ضدّها عبر الوصول الى القيادي فيها حسان اللقيس واغتياله على اطراف الضاحية الجنوبية بعد أن استطاعت ان تشكّل لنفسها منذ اشهر عدة بيئة ذات مناعة أمنيّة حالت دون الاستمرار في استهدافها بالسيارات المفخّخة التي تبيّن أن للسعودية ومن يأتمر بأمرتها من الارهابيين أيدٍ في تفجيري بئر العبد والرويس. وهنا تُطرح بطبيعة الحال الاسئلة حول عملية الاغتيال والمسؤول عنها والاهداف منها.

إننا نحمّل بلا حذر "إسرائيل" مسؤولية اغتيال رجل لا يعلم حقيقة دوره وأهميته النضالية إلا من عمل معه مباشرة من رفاقه في المقاومة أو من تلظى بناره في الميدان وهو الذي وصفته هآرتس "الإسرائيلية" فور اغتياله بالعقل اللامع الذي يشغل وظيفة مزدوجة ميدانية وبحثيّة معقّدة ما يقودنا الى القول بأن "إسرائيل" هي من اختار الهدف ومن خطّط للعملية ومن انتظر الظرف والمناسبة وتهيئة الوسائل للتنفيذ وهي مسائل تتطلّب الايام والاشهر وفقاً لطبيعة الامور. وهنا نرى أن "إسرائيل" استفادت من البيئة الداخلية المشحونة بفعل سعودي ومن علاقتها التحالفية المعلنة كما انها أرادت التنفيذ في هذا الوقت بالذات من أجل:

1) النيل من رجل قيادي في المقاومة له مزايا عسكرية هامة ولديه من الخبرات في قتالها ما يجعلها تحسب له الحساب في الميدان وترى في قتله تخلّصاً من عقل لامع ومرهب لعدوّه.

2) تفشي حالة البلبلة في مجتمع المقاومة الذي تمكّن من تحقيق المناعة العالية في وجه العمليات الارهابية التي تمثلت بالسيارات المفخخة وبالتالي يكون العجز عن الارهاب بالتفخيخ دفع للتحول الى الارهاب بالاغتيال المباشر.

3) توفير عناصر اضافية للشحن الطائفي والمذهبي تحتاجها "إسرائيل" والسعودية لدفع لبنان الى حرب اهلية عجزت عن تفجيرها حتى الآن رغم كل ما قامت به خلال السنوات الاخيرة من صيدا الى طرابلس وهنا يكمن سرّ تبنّي العملية ممن يدعي أنه يعمل من اجل السنة وباسمهم.

4) توجيه رسالة الى حليفها السعودي بأنها تعمل معه في الوقت ذاته وفي الخندق نفسه للضغط على المقاومة التي تدعي بأنها ساهمت في فشله واجهاض مشروعها في سوريا.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-12-04
  • 9601
  • من الأرشيف

من سهّل لاسرائيل جريمتها ضد المقاومة؟.. و لماذا؟

في معرض الحرب المفتوحة بين "إسرائيل" والمقاومة الاسلامية في لبنان يُتوقع دائماً إقدام هذا الطرف أو ذاك على ما يؤذي الآخر أو يؤلمه في أيّ مكان تصل اليد إليه ولهذا لا يُعتبر استهداف قائد ميداني من قادة المقاومة مسألة خارج الاحتمال ففي غمار هذه الحرب لا يمكن استبعاد فكرة نجاح المعتدي في تحقيق غرضه بالنيل من هذا القائد أو ذاك لكن لاغتيال القائد المقاوم حسان اللقيس في هذه الأيام بالذات وفي ظلّ البيئة الإقليمية والداخلية القائمة دلالات خاصّة تفتح المجال أمام تصوّر مرحلة جديدة معقّدة من حيث مستوى المواجهة والعناصر المستجدّة على المشهد العام مع ما يمكن ارتقابه أو توقّعه من تداعيات. فالاغتيال تمّ بعد سلسلة من العمليات الإرهابية التي ضربت لبنان بدءاً من بيروت وهي مستمرّة الآن في طرابلس بشكل خاص وبطريقة تقود إلى القول بأن هناك من يسعى لإشعال فتنة وحرب اهلية من أجل إغراق المقاومة في بحر من الدماء يشغلها عن مهمتها الاساسية ولهذا نجد أن من تبنّى عملية الاغتيال حاول أن ينطق باسم السنّة ليبعد التهمة والظن عن "إسرائيل". ثم إن هذا الاغتيال جاء بعد تطوّر اقليمي فائق الاهمية تمثّل بالمجاهرة بالحلف العلني بين "إسرائيل" والسعودية الحلف الذي وحّد الطرفين على العداء لإيران والمقاومة ومحورها. وصحيح أن العلاقة السعودية ـ الصهيونية لم تكن معدومة في السابق واستجدّت الآن لكنّنا نرى جديدها اليوم يتمثّل بالمجاهرة بالإعلان عنها بما يشبه التحالف تحالف لا يخجل به أطرافه لا بل يفاخرون به ويعملون على تعزيزه عبر إدخال عرب آخرين فيه. كما بدا في مخاطبة بيريز لعرب صفقوا له. و مع إماطة اللثام عن هذا الحلف الآن ورغم أن الكثير من المتابعين يعتقدون بأن العلاقة بين السعودية و"إسرائيل" هي قديمة العهد وأن هناك حلفاً كان قائماً من غير إعلان بينهما وأنّ كلّ ما تغيّر الآن هو الإفصاح عن الأمر. فإن لهذا الإعلان من المفاعيل والآثار ما سيفرض إيقاعاً جديداً على مستوى المواجهة مع المقاومة ومحورها في مقابل هذا الحلف لأن انخراط السعودية الى جانب "إسرائيل" في الصراع ضد المقاومة وبشكل علني سيُكسب "إسرائيل" فرصاً أوسع للنجاح في عملياتها الإرهابية ضد رجال المقاومة بعد ان باتت المواجهة في الميدان غير مضمونة النتائج إثر ما حقّقته المقاومة من تراكم القوّة الأمر الذي عقّد مسألة القرار بالحرب بالنسبة لـ"إسرائيل". إن التحديات التي تواجه المقاومة في مواجهة السعودية و"إسرائيل" المتحالفتين تختلف عن طبيعة التحديات التي تنشأ في مواجهة "إسرائيل" وحدها. نقول هذا رغم ان العلاقة بين الطرفين لم تبدأ اليوم وإذا كنا لا نرى ضرورة للعودة الى التاريخ والتوقف عند الكثير ممّا كُتب عن دور الغرب والصهيونية في إقامة مملكة آل سعود او الى ما قيل عن دور السعودية في التمكين لإقامة "دولة إسرائيل" وإجهاض أيّ جهد عربي او مسعى قومي في مواجهتها فإننا نكتفي فقط عند ما أثبتته اجهزة الامن والتحقيق وما تداولته وسائل الاعلام عن تطوّر علاقة "إسرائيل" والسعودية وسعيهما المشترك للعمل ضد المقاومة ومحورها ورجالها ومكوّنات هذا المحور وأمن المناطق واستقرار الدول التي تتبع النهج المقاوم. وفي استعراض سريع لمسار العلاقة السعودية - الصهيونية وللتعاون العميق بين "إسرائيل" والسعودية نتوقف عند اللقاء الاخير في ايلات الذي تم بين بندر بن سلطان امير الاستخبارات السعودية ونتنياهو رئيس حكومة العدو الصهيوني الذي عقد منذ اسابيع عدة سبقت الاعلان عن الاتفاق الدولي حول الملف النووي الايراني الاتفاق الذي اعترف لإيران بحقوقها وأسقط احتمالات الحرب الغربية "الإسرائيلية" عليها خلافاً للرغبة السعودية ـ الصهيونية المشتركة . وبدا أن الاجتماع توصّل الى تعاهد الطرفين والتعاون المشترك على الصعيد الامني والميداني ضد العدو المشترك المتمثّل بالمقاومة ومكونات محورها ايران وسوريا وحزب الله . ولم يتأخر الامير الوليد بن طلال السعودي في الاعلان صراحة عن انتفاء العداء السعودي لـ"إسرائيل" لأن العداء السعودي موجّه بشكل اساس ضد ايران التي يدّعي بأنها عدو اهل السنّة والعرب كلهم وهو ادّعاء يعلم العارفون بأنه غير صحيح لأن علاقة ايران بالسنّة في العالم افضل من طبيعية ولكنّه ادّعاء جاء في هذا الوقت بالذات تمهيداً لجعل التعاون العلني بين "إسرائيل" والسعودية أمراً مألوفاً لدى جمهرة اهل السنة الذين يرون في "إسرائيل" العدو الحقيقي للعالمين العربي والإسلامي كونها من يغتصب فلسطين ويشرّد اهلها بينما تطالب ايران بفلسطين وبعودة اهلها إليها. وبعد الاجتماع جاءت نتائج التعاون السعودي ـ الصهيوني المعلن وتمثلت طلائعها بالعملية الانتحارية التي نُفّذت ضد السفارة الايرانية في بيروت عملية فشلت بالمقاييس الاستراتيجية والعملانية الميدانية رغم ما احدثته من خسائر في الارواح والممتلكات ثم كان الهجوم على الغوطة الشرقية في دمشق الذي دفع له حوالى 3500 مسلح بقيادة سعودية مباشرة ودعم "إسرائيلي" تقني واستخباري والكتروني وهو هجوم فشل أيضاً في تحقيق اغراضه وأدى الى مجزرة في صفوف المسلحين حيث تجاوز عدد القتلى الـ600 مضافاً اليهم 400 مصاب و450 اسير منهم 300 سعودي وقد ترافق ذلك مع جنون إرهابي في طرابلس شمال لبنان نفّذته عصابات يقودها ويموّلها السعودي من اجل اقتطاع المدينة وتحويلها الى قاعدة دعم وإسناد للإرهابيين في سوريا لكنه إرهاب فشل حتى الآن في تحقيق اغراضه رغم التراخي الذي اظهرته الدولة اللبنانية في البدء في القيام بما تمليه عليها واجباتها في حفظ الامن وحماية المواطن. في ظلّ هذا الفشل سجّل اعداء المقاومة خرقاً ضدّها عبر الوصول الى القيادي فيها حسان اللقيس واغتياله على اطراف الضاحية الجنوبية بعد أن استطاعت ان تشكّل لنفسها منذ اشهر عدة بيئة ذات مناعة أمنيّة حالت دون الاستمرار في استهدافها بالسيارات المفخّخة التي تبيّن أن للسعودية ومن يأتمر بأمرتها من الارهابيين أيدٍ في تفجيري بئر العبد والرويس. وهنا تُطرح بطبيعة الحال الاسئلة حول عملية الاغتيال والمسؤول عنها والاهداف منها. إننا نحمّل بلا حذر "إسرائيل" مسؤولية اغتيال رجل لا يعلم حقيقة دوره وأهميته النضالية إلا من عمل معه مباشرة من رفاقه في المقاومة أو من تلظى بناره في الميدان وهو الذي وصفته هآرتس "الإسرائيلية" فور اغتياله بالعقل اللامع الذي يشغل وظيفة مزدوجة ميدانية وبحثيّة معقّدة ما يقودنا الى القول بأن "إسرائيل" هي من اختار الهدف ومن خطّط للعملية ومن انتظر الظرف والمناسبة وتهيئة الوسائل للتنفيذ وهي مسائل تتطلّب الايام والاشهر وفقاً لطبيعة الامور. وهنا نرى أن "إسرائيل" استفادت من البيئة الداخلية المشحونة بفعل سعودي ومن علاقتها التحالفية المعلنة كما انها أرادت التنفيذ في هذا الوقت بالذات من أجل: 1) النيل من رجل قيادي في المقاومة له مزايا عسكرية هامة ولديه من الخبرات في قتالها ما يجعلها تحسب له الحساب في الميدان وترى في قتله تخلّصاً من عقل لامع ومرهب لعدوّه. 2) تفشي حالة البلبلة في مجتمع المقاومة الذي تمكّن من تحقيق المناعة العالية في وجه العمليات الارهابية التي تمثلت بالسيارات المفخخة وبالتالي يكون العجز عن الارهاب بالتفخيخ دفع للتحول الى الارهاب بالاغتيال المباشر. 3) توفير عناصر اضافية للشحن الطائفي والمذهبي تحتاجها "إسرائيل" والسعودية لدفع لبنان الى حرب اهلية عجزت عن تفجيرها حتى الآن رغم كل ما قامت به خلال السنوات الاخيرة من صيدا الى طرابلس وهنا يكمن سرّ تبنّي العملية ممن يدعي أنه يعمل من اجل السنة وباسمهم. 4) توجيه رسالة الى حليفها السعودي بأنها تعمل معه في الوقت ذاته وفي الخندق نفسه للضغط على المقاومة التي تدعي بأنها ساهمت في فشله واجهاض مشروعها في سوريا.  

المصدر : أمين حطيط - البناء


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة