تقترب وحدات الجيش السوري من إحكام الطوق على بلدة النبك (88 كلم شمال دمشق وتبعد 15 كلم عن سلسلة جبال لبنان الشرقية) التي لم يتبقى منها خارج سيطرته سوى الحي الشرقي،

لتبدأ معها عمليات التمشيط في البلدة التي تعتبر آخر عقدة قتالية أمام الجيش السوري في سلسلة القلمون بحسب ما أكد الخبير العسكري العميد علي مقصود في تصريح خاص لموقع "العهد" الإخباري، موضحا أن الجيش بدأ عملياته في القلمون من الجهة الغربية من أجل تأمين طريق دمشق – حمص ودمشق - حلب الدولي.

اضاف مقصود :"بعد تحرير الجيش السوري لبلدتي قارة ودير عطية لم يتبقّ من الجهة الغربية سوى النبك، وبالأمس كان قد أتم السيطرة على 70% من البلدة التي لم يتبق منها أمامه سوى الجهة الشرقية والتي بحال أحكم سيطرته عليها يكون قاب قوسين أو أدنى من إنهاء عملياته العسكرية في القلمون إذ لم يعد هناك مجاميع مسلحة ذات ثقل أو أهمية تذكر حتى تلك المتحصنة في يبرود ومزارع ريما والسقي والرحيبة وتلفيتا ورنكوس وصيدنايا ومعلولا والحلبون، وصولاً لوادي بردى فهم بحسب ما اعتبر مقصود ليسوا مجموعات كبيرة بل فلول تتراوح أعدادها بين الـ200 و300 مسلح كما في الرحيبة. وأشار مقصود إلى أنه لا يوجد حتى الآن رقم محدد لقتلى المسلحين ولم يتم إحصاؤهم إلا أن هناك أعداداً كبيرة منهم غالبيتهم من جنسيات خليجية، لافتاً إلى فرار أعداد منهم إلى الرحيبة ومزارع ريما والسقي، مؤكداً أن مسلحاً واحداً لم يتمكن من الفرار باتجاه لبنان سواء عبر جرود عرسال أو غيرها لأن الجيش بعد تحرير دير عطية قام بتضييق الخناق على المجموعات المسلحة بشكل كامل، حيث انتشرت تشكيلاته من القصير حتى شنشار وقارة شمالاً ثم النبك جنوباً باتجاه الرحيبة ويبرود فيما بقي ثغرة واحدة باتجاه يبرود عبر مزارع ريما.

وأوجز مقصود خط سير العمليات العسكرية للجيش في القلمون بالقول إنه كان يسير وفق استراتيجية تهدف لضرب كل طرق الإمداد وقطع شرايين التواصل اللوجستي لهذه المجموعات في القلمون بدءاً بقارة ودير عطية والنبك ومن ثم تتجه غرباً باتجاه جبعدين وتلفيتا وجرود رنكوس وصيدنايا ومن ثم معلولا، وصولا للحلبون ووادي بردى أي للسلسلة الشرقية من جبال لبنان ومن ثم إلى عرسال، مشيرا إلى أن الجيش نشر قواته وأغلق الممرات وقطع الطريق وضيق الخناق على المجموعات المسلحة داخل النبك ما ضيّق هامش المناورة لهم حتى بالنسبة للتسلل، وبالتالي لم يعد من إمكانية لمؤازرتهم مادياً وبشرياً.

وأضاف ان الجيش انطلق في معركته بالقلمون آخذاً بالاعتبار أنها الاتجاه العملياتي الثاني المتكامل مع جبهة الحرمون، واعتبر مقصود أن تحرير قارة بعد ثلاثة أيام من محاصرة الجيش لها أصاب التحالف الثلاثي الصهيوني –السعودي –الأميركي بالصدمة ما جعل الكيان الصهيوني بالتعاون مع الحليف الأميركي يلجأ لحرب الاتصالات والمعلومات إذ قام هذا الكيان عبر أدواته بخرق وتعطيل منظومة الاتصال في الغوطة وإعطاء خرائط رقمية لقادة المجموعات المسلحة لتنفيذ هجوم الغوطة الأخير الذي نفذه خمسة آلاف مسلح التقوا مع المسلحين الفارين من القلمون ودخلوا الغوطة عبر البحارية، لافتاً إلى أن هجوم الغوطة الأخير شكل نقطة تحول في الحرب مع الكيان الصهيوني وحولها إلى حرب الكترونية في أحد أبعادها إذ أراد الإسرائيلي القول بأنه قادر على تخريب منظومات الاتصال، وبالتالي اختراق قيادة الأسلحة الإستراتيجية لكن الجيش السوري تمكن من إفشال الهجوم وهذا سينسحب على تقدمه في القلمون، مؤكدا أن الجيش سينجز معركة القلمون التي ستكون آخر المعارك الكبرى على خارطة الاشتباكات بالموازاة مع تقدمه في مختلف ساحات القتال وتحديداً في حلب التي تشكل مفتاحاً لمدن المناطق الشرقية، مشيراً في هذا السياق إلى أن الجيش لا يتحرك عشوائياً وإنما وفق خطة لتحرير المناطق والمدن التي لها أهمية حيوية وإستراتيجية، معتبراً أن سيطرة الجيش على القلمون تعني إلحاق الهزيمة بهذا المشروع العدواني على سوريا وتحويل الكيان الصهيوني من كيان وظيفي إلى كيان هزيل يبحث عن وجود له وهذا ما شكل سبباً رئيسياً له للتحالف مع السلفيين فانتصار الجيش في القلمون سيشكل خاتمة العمليات الكبرى وفاتحة لإعلان النصر الذي سيغير الخارطة الجيوسياسية إقليمياً وعالمياً.

وعلى خط متصل، أكد الخبير العسكري أن تحرك المسلحين باتجاه معلولا دليل على أنهم يختنقون ويواجهون الموت بعد حصار الجيش لهم، لافتا إلى أن الطبيعة الجغرافية والطبوغرافية للمنطقة وطبيعة التضاريس المشكلة لها بحاجة لعمليات خاصة وتكتيك خاص ما قد يستدعي الانتظار والتريث للتدقيق والاستطلاع والرصد قبل البدء بأي عملية هناك، فالمعركة لها طابع خاص ولكنها ستحسم قريباً، لافتا إلى أن تشكيل الجبهة الإسلامية قبل أيام يأتي في ذات السياق لإرسال رسالة مفادها أن هناك توحيدا للفصائل المسلحة ولكن حقيقة الأمر تعكس انهيار القدرات العسكرية والقتالية والذي ترافق مع مقتل عدد كبير من قادتهم.

  • فريق ماسة
  • 2013-12-02
  • 13472
  • من الأرشيف

العقدة الأخيرة في القلمون قيد التفكيك..والجيش قاب قوسين من آخر المعارك الكبرى

تقترب وحدات الجيش السوري من إحكام الطوق على بلدة النبك (88 كلم شمال دمشق وتبعد 15 كلم عن سلسلة جبال لبنان الشرقية) التي لم يتبقى منها خارج سيطرته سوى الحي الشرقي، لتبدأ معها عمليات التمشيط في البلدة التي تعتبر آخر عقدة قتالية أمام الجيش السوري في سلسلة القلمون بحسب ما أكد الخبير العسكري العميد علي مقصود في تصريح خاص لموقع "العهد" الإخباري، موضحا أن الجيش بدأ عملياته في القلمون من الجهة الغربية من أجل تأمين طريق دمشق – حمص ودمشق - حلب الدولي. اضاف مقصود :"بعد تحرير الجيش السوري لبلدتي قارة ودير عطية لم يتبقّ من الجهة الغربية سوى النبك، وبالأمس كان قد أتم السيطرة على 70% من البلدة التي لم يتبق منها أمامه سوى الجهة الشرقية والتي بحال أحكم سيطرته عليها يكون قاب قوسين أو أدنى من إنهاء عملياته العسكرية في القلمون إذ لم يعد هناك مجاميع مسلحة ذات ثقل أو أهمية تذكر حتى تلك المتحصنة في يبرود ومزارع ريما والسقي والرحيبة وتلفيتا ورنكوس وصيدنايا ومعلولا والحلبون، وصولاً لوادي بردى فهم بحسب ما اعتبر مقصود ليسوا مجموعات كبيرة بل فلول تتراوح أعدادها بين الـ200 و300 مسلح كما في الرحيبة. وأشار مقصود إلى أنه لا يوجد حتى الآن رقم محدد لقتلى المسلحين ولم يتم إحصاؤهم إلا أن هناك أعداداً كبيرة منهم غالبيتهم من جنسيات خليجية، لافتاً إلى فرار أعداد منهم إلى الرحيبة ومزارع ريما والسقي، مؤكداً أن مسلحاً واحداً لم يتمكن من الفرار باتجاه لبنان سواء عبر جرود عرسال أو غيرها لأن الجيش بعد تحرير دير عطية قام بتضييق الخناق على المجموعات المسلحة بشكل كامل، حيث انتشرت تشكيلاته من القصير حتى شنشار وقارة شمالاً ثم النبك جنوباً باتجاه الرحيبة ويبرود فيما بقي ثغرة واحدة باتجاه يبرود عبر مزارع ريما. وأوجز مقصود خط سير العمليات العسكرية للجيش في القلمون بالقول إنه كان يسير وفق استراتيجية تهدف لضرب كل طرق الإمداد وقطع شرايين التواصل اللوجستي لهذه المجموعات في القلمون بدءاً بقارة ودير عطية والنبك ومن ثم تتجه غرباً باتجاه جبعدين وتلفيتا وجرود رنكوس وصيدنايا ومن ثم معلولا، وصولا للحلبون ووادي بردى أي للسلسلة الشرقية من جبال لبنان ومن ثم إلى عرسال، مشيرا إلى أن الجيش نشر قواته وأغلق الممرات وقطع الطريق وضيق الخناق على المجموعات المسلحة داخل النبك ما ضيّق هامش المناورة لهم حتى بالنسبة للتسلل، وبالتالي لم يعد من إمكانية لمؤازرتهم مادياً وبشرياً. وأضاف ان الجيش انطلق في معركته بالقلمون آخذاً بالاعتبار أنها الاتجاه العملياتي الثاني المتكامل مع جبهة الحرمون، واعتبر مقصود أن تحرير قارة بعد ثلاثة أيام من محاصرة الجيش لها أصاب التحالف الثلاثي الصهيوني –السعودي –الأميركي بالصدمة ما جعل الكيان الصهيوني بالتعاون مع الحليف الأميركي يلجأ لحرب الاتصالات والمعلومات إذ قام هذا الكيان عبر أدواته بخرق وتعطيل منظومة الاتصال في الغوطة وإعطاء خرائط رقمية لقادة المجموعات المسلحة لتنفيذ هجوم الغوطة الأخير الذي نفذه خمسة آلاف مسلح التقوا مع المسلحين الفارين من القلمون ودخلوا الغوطة عبر البحارية، لافتاً إلى أن هجوم الغوطة الأخير شكل نقطة تحول في الحرب مع الكيان الصهيوني وحولها إلى حرب الكترونية في أحد أبعادها إذ أراد الإسرائيلي القول بأنه قادر على تخريب منظومات الاتصال، وبالتالي اختراق قيادة الأسلحة الإستراتيجية لكن الجيش السوري تمكن من إفشال الهجوم وهذا سينسحب على تقدمه في القلمون، مؤكدا أن الجيش سينجز معركة القلمون التي ستكون آخر المعارك الكبرى على خارطة الاشتباكات بالموازاة مع تقدمه في مختلف ساحات القتال وتحديداً في حلب التي تشكل مفتاحاً لمدن المناطق الشرقية، مشيراً في هذا السياق إلى أن الجيش لا يتحرك عشوائياً وإنما وفق خطة لتحرير المناطق والمدن التي لها أهمية حيوية وإستراتيجية، معتبراً أن سيطرة الجيش على القلمون تعني إلحاق الهزيمة بهذا المشروع العدواني على سوريا وتحويل الكيان الصهيوني من كيان وظيفي إلى كيان هزيل يبحث عن وجود له وهذا ما شكل سبباً رئيسياً له للتحالف مع السلفيين فانتصار الجيش في القلمون سيشكل خاتمة العمليات الكبرى وفاتحة لإعلان النصر الذي سيغير الخارطة الجيوسياسية إقليمياً وعالمياً. وعلى خط متصل، أكد الخبير العسكري أن تحرك المسلحين باتجاه معلولا دليل على أنهم يختنقون ويواجهون الموت بعد حصار الجيش لهم، لافتا إلى أن الطبيعة الجغرافية والطبوغرافية للمنطقة وطبيعة التضاريس المشكلة لها بحاجة لعمليات خاصة وتكتيك خاص ما قد يستدعي الانتظار والتريث للتدقيق والاستطلاع والرصد قبل البدء بأي عملية هناك، فالمعركة لها طابع خاص ولكنها ستحسم قريباً، لافتا إلى أن تشكيل الجبهة الإسلامية قبل أيام يأتي في ذات السياق لإرسال رسالة مفادها أن هناك توحيدا للفصائل المسلحة ولكن حقيقة الأمر تعكس انهيار القدرات العسكرية والقتالية والذي ترافق مع مقتل عدد كبير من قادتهم.

المصدر : موقع العهد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة