أعلنت مواقع جهادية، الخميس الماضي، مقتل الباكستاني «عدنان خان» واسمه الحقيقي ثقلين سواتي في معركة الشيخ سعيد في حلب أثناء قتاله في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) خلال معركة «غزوة الفتح».

ويعدّ سواتي أول «جهادي» ينتمي إلى حركة «طالبان» الباكستانية يُعلن عن مقتله منذ بدء الأزمة السورية.

ويثير مقتل «عدنان خان» ملف وجود عناصر من «طالبان» الباكستانية في سوريا من عدمه، وهو الموضوع الذي تضاربت بشأنه الأنباء في الأشهر السابقة. وأكد تقرير صحافي إرسال «طالبان» الباكستانية مجموعة من عناصرها إلى سوريا، وتقرير آخر نفى ذلك. وللمفارقة فإن كلا التقريرين استند إلى مصادر قيادية في الحركة، ولم يفصل بينهما سوى 24 ساعة، حيث صدر التقرير الأول عن وكالة «رويترز» بينما صدر الثاني عن وكالة «الأنباء الفرنسية» منتصف تموز الماضي.

وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها «السفير» من مصادر مقربة من التنظيمات «الجهادية»، فقد وصل إلى سورية خلال الأشهر السابقة المئات من مقاتلي خراسان ممن ينتمون إلى حركة «طالبان» الباكستانية. وأكدت المصادر أن النسبة الكبيرة منهم فضلت الانضمام إلى «داعش»، بينما ذهب الباقون إلى «جبهة النصرة».

وقد أبدت المصادر تخوفها من أن «الجهاديين» الوافدين من خراسان، خاصة الشيوخ و«الشرعيين»، بدأوا يلعبون دوراً سلبياً في الخلاف بين زعيم «جبهة النصرة» أبي محمد الجولاني وأمير «داعش» أبي بكر البغدادي، حيث لوحظ أن بعضهم يصر على النفخ في نار الخلاف ليزيده اشتعالاً بين الطرفين، مشيرةً إلى أنه من الواضح أن هؤلاء وصلوا إلى سوريا محملين بتوجيهات معينة من قياداتهم، تصب في اتجاه الإبقاء على شعلة الخلاف متقدة.

ومن غير المعلوم، حتى الآن، ما هو موقف زعيم «طالبان» باكستان الجديد الملا فضل الله الذي استلم قيادة الحركة بعد مقتل حكيم الله محسود بغارة جوية أميركية منذ حوالي الشهر، من الخلاف بين الجولاني والبغدادي. حيث يشار إلى أن سلفه محسود كان يميل إلى البغدادي ويقدم له الدعم.

وتأكيداً لذلك، قال «أبو مصعب الباكستاني» أحد القيادات الإعلامية العربية في «طالبان باكستان»، عبر تغريدات له على «تويتر»، أن البغدادي بعث، في أيار الماضي، رسالة إلى الملا محسود اقترح عليه فيها الانضمام إلى ما أسماه «الجهاد العالمي» في الشام، لأن «الهدف مشترك بينهما وهو محاربة طواغيت الكفر وإقامة الخلافة الإسلامية». وأضاف أبو مصعب أن «حكيم الله محسود لبّى طلب البغدادي، وأصدر أوامره إلى جميع الكتائب في المقاطعات القبلية السبع لتجنيد المقاتلين إلى الشام». وبالفعل وصلت الدفعة الأولى من هؤلاء المقاتلين، والتي قدر عددها بحوالي 150 عنصراً، من دون أن ترد معلومات مؤكدة عن وصول دفعات جديدة، ولكن بقيت حالات الالتحاق الفردية مستمرة.

وفي المقابل، ثمة معطيات تشير إلى أن عناصر خراسانية، تابعة لزعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، وصلت بدورها إلى الأراضي السورية وانضمت إلى «جبهة النصرة»، ومن بينها شخصيات شرعية لها أهميتها وتأثيرها.

ويلاحظ أن هؤلاء، ومن بينهم الشرعي المعروف باسم «أحمد خان»، يواظبون باستمرار على توجيه الانتقادات لـ«داعش» وأميرها البغدادي. وترى المصادر المقربة من هذه التنظيمات أن سياسة الظواهري الحالية تقتضي الاستمرار في حالة الخلاف مع «داعش» دون تصعيدها، لأن الغاية هي سحب الشرعية من البغدادي كـ«أمير للمؤمنين» كما يسمي نفسه ومحاولة إعادته إلى حجمه كقائد فصيل لا يزيد شيئاً عن قادة الفصائل الأخرى، وذلك تمهيداً لفرض مبدأ «الشورى» الذي سيؤدي أعماله، كما يأمل الظواهري، عزل البغدادي وفصيله لافتقاره إلى الحاضنة الشعبية، وإعادة «جبهة النصرة» (فرع القاعدة في الشام) إلى واجهة النفوذ والسيطرة كما كانت قبل نشوء الخلاف مع البغدادي.

  • فريق ماسة
  • 2013-12-01
  • 11160
  • من الأرشيف

مقتل «عدنان خان»: تأكيد لوجود «طالبان» في سورية

أعلنت مواقع جهادية، الخميس الماضي، مقتل الباكستاني «عدنان خان» واسمه الحقيقي ثقلين سواتي في معركة الشيخ سعيد في حلب أثناء قتاله في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) خلال معركة «غزوة الفتح». ويعدّ سواتي أول «جهادي» ينتمي إلى حركة «طالبان» الباكستانية يُعلن عن مقتله منذ بدء الأزمة السورية. ويثير مقتل «عدنان خان» ملف وجود عناصر من «طالبان» الباكستانية في سوريا من عدمه، وهو الموضوع الذي تضاربت بشأنه الأنباء في الأشهر السابقة. وأكد تقرير صحافي إرسال «طالبان» الباكستانية مجموعة من عناصرها إلى سوريا، وتقرير آخر نفى ذلك. وللمفارقة فإن كلا التقريرين استند إلى مصادر قيادية في الحركة، ولم يفصل بينهما سوى 24 ساعة، حيث صدر التقرير الأول عن وكالة «رويترز» بينما صدر الثاني عن وكالة «الأنباء الفرنسية» منتصف تموز الماضي. وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها «السفير» من مصادر مقربة من التنظيمات «الجهادية»، فقد وصل إلى سورية خلال الأشهر السابقة المئات من مقاتلي خراسان ممن ينتمون إلى حركة «طالبان» الباكستانية. وأكدت المصادر أن النسبة الكبيرة منهم فضلت الانضمام إلى «داعش»، بينما ذهب الباقون إلى «جبهة النصرة». وقد أبدت المصادر تخوفها من أن «الجهاديين» الوافدين من خراسان، خاصة الشيوخ و«الشرعيين»، بدأوا يلعبون دوراً سلبياً في الخلاف بين زعيم «جبهة النصرة» أبي محمد الجولاني وأمير «داعش» أبي بكر البغدادي، حيث لوحظ أن بعضهم يصر على النفخ في نار الخلاف ليزيده اشتعالاً بين الطرفين، مشيرةً إلى أنه من الواضح أن هؤلاء وصلوا إلى سوريا محملين بتوجيهات معينة من قياداتهم، تصب في اتجاه الإبقاء على شعلة الخلاف متقدة. ومن غير المعلوم، حتى الآن، ما هو موقف زعيم «طالبان» باكستان الجديد الملا فضل الله الذي استلم قيادة الحركة بعد مقتل حكيم الله محسود بغارة جوية أميركية منذ حوالي الشهر، من الخلاف بين الجولاني والبغدادي. حيث يشار إلى أن سلفه محسود كان يميل إلى البغدادي ويقدم له الدعم. وتأكيداً لذلك، قال «أبو مصعب الباكستاني» أحد القيادات الإعلامية العربية في «طالبان باكستان»، عبر تغريدات له على «تويتر»، أن البغدادي بعث، في أيار الماضي، رسالة إلى الملا محسود اقترح عليه فيها الانضمام إلى ما أسماه «الجهاد العالمي» في الشام، لأن «الهدف مشترك بينهما وهو محاربة طواغيت الكفر وإقامة الخلافة الإسلامية». وأضاف أبو مصعب أن «حكيم الله محسود لبّى طلب البغدادي، وأصدر أوامره إلى جميع الكتائب في المقاطعات القبلية السبع لتجنيد المقاتلين إلى الشام». وبالفعل وصلت الدفعة الأولى من هؤلاء المقاتلين، والتي قدر عددها بحوالي 150 عنصراً، من دون أن ترد معلومات مؤكدة عن وصول دفعات جديدة، ولكن بقيت حالات الالتحاق الفردية مستمرة. وفي المقابل، ثمة معطيات تشير إلى أن عناصر خراسانية، تابعة لزعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، وصلت بدورها إلى الأراضي السورية وانضمت إلى «جبهة النصرة»، ومن بينها شخصيات شرعية لها أهميتها وتأثيرها. ويلاحظ أن هؤلاء، ومن بينهم الشرعي المعروف باسم «أحمد خان»، يواظبون باستمرار على توجيه الانتقادات لـ«داعش» وأميرها البغدادي. وترى المصادر المقربة من هذه التنظيمات أن سياسة الظواهري الحالية تقتضي الاستمرار في حالة الخلاف مع «داعش» دون تصعيدها، لأن الغاية هي سحب الشرعية من البغدادي كـ«أمير للمؤمنين» كما يسمي نفسه ومحاولة إعادته إلى حجمه كقائد فصيل لا يزيد شيئاً عن قادة الفصائل الأخرى، وذلك تمهيداً لفرض مبدأ «الشورى» الذي سيؤدي أعماله، كما يأمل الظواهري، عزل البغدادي وفصيله لافتقاره إلى الحاضنة الشعبية، وإعادة «جبهة النصرة» (فرع القاعدة في الشام) إلى واجهة النفوذ والسيطرة كما كانت قبل نشوء الخلاف مع البغدادي.

المصدر : الماسة السورية / السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة