دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تواصلت تعليقات الكتّاب الأتراك على الاتفاق النووي بين إيران والغرب عارضين تأثيراته المحتملة على تركيا والعلاقات مع إيران مع إجماع على أن الاتفاق سيقوي حتماً العلاقات الاقتصادية بين تركيا وإيران، ويخفض من الخسائر القائمة بعد تخفيف العقوبات عليها.
وفي صحيفة «ميللييت» التركية، كتب سامي كوهين قائلاً إن «تركيا هي من بين الدول التي أعربت عن سرورها من اتفاق جنيف النووي. وهذا طبيعي لأنها كانت منذ البداية إلى جانب الحل السلمي للأزمة، وهي عملت على ذلك مع البرازيل في العام 2010، ما قاد إلى إعلان طهران النووي الذي عارضته حينها الولايات المتحدة».
وأضاف كوهين انه «مع الاتفاق الجديد، ستكون العلاقات التركية الإيرانية أكثر ارتياحاً، وستتطور العلاقات الاقتصادية حيث ستتحرر تركيا من الضغوط. وفي وقت تخرّبت العلاقات التركية مع بعض الدول في المنطقة، فإن التقارب الجديد مع إيران سيكون مفيداً لإقامة توازنات إقليمية جديدة».
وتطرق كوهين أيضاً إلى مسألة ما إذا كانت تركيا غيرت سياساتها الخارجية أم لا، فقال إن العلاقات مع العراق ومع إيران تعطي بعض المؤشرات الإيجابية، لكن موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من مصر ودفاعه الجديد عن «الإخوان المسلمين» الذي أعقب طرد السفير التركي من مصر، في وقت تتواصل فيه كل الدول مع مصر، أوقع تركيا في موقع «البلد المعزول».
واستغرب كوهين كيف يقول وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو «إن تركيا ليست بحاجة إلى تغيير سياساتها، لأن هذا التغيير يعني أنها قد ارتكبت أخطاء، فيما هي لم ترتكب أي خطأ».
وقال إن تصريحات داود أوغلو تعني أن تركيا لن تغير سياستها، ولا تشعر بالحاجة إلى وضع معايير جديدة لسياستها الخارجية بالرغم من المتغيرات الإقليمية الكبيرة.
من جهتها، رأت صحيفة «زمان» التركية أنه بالاتفاق النووي سيكون بإمكان تركيا أن تتلافى خسائر بقيمة ستة مليارات دولار هذا العام نتيجة الحظر المفروض على إيران.
وأضافت ان «الاتفاق فيه فائدة أكيدة للاقتصاد التركي. أما سياسياً، فليست واضحة بعد تأثيراته على تركيا، لكنه سيساعد أنقرة على الاستمرار في سياسة جديدة بعيدة عن الأيديولوجيا وعن وهم قيادة العالم السني إلى سياسة أساسها الاقتصاد. وقد كانت زيارة داود أوغلو إلى بغداد واليوم إلى إيران مؤشرات على هذا التحول».
وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت تركيا ستغير موقفها من الرئيس السوري، فقالت إن «الاتفاق الكيميائي أراح الأسد، والاتفاق النووي أراح إيران. فهل تركيا أمام هذه التحولات غير المريحة لها سياسياً ستحني رقبتها أم أنها سترفض السيناريو الإيراني الأميركي (والروسي)، وتواصل العمل على إطاحة الأسد؟».
غير أن المقالة الأبرز كانت ما كتبه إبراهيم قره غول، رئيس تحرير صحيفة «يني شفق» الإسلامية، والأكثر موالاة لـ«حزب العدالة والتنمية»، والذي أشاد بإيران، معتبراً أنها هي التي أجبرت الغرب على الركوع وليس العكس، وخرجت منتصرة من الاتفاق.
وقال قره غول إن «الاتفاق بين إيران والغرب له صفة تاريخية، وستكون له تأثيرات تتخطى حدود إيران إلى المنطقة كلها. العالم سيكون على عتبة حساسة من الديبلوماسية وصراع القوة، وإيران أعلنت النصر بانتزاع حقها في التخصيب، وتركيا أعطت دعمها للاتفاق الذي سيقوي العلاقات الاقتصادية بين البلدين بنسبة كبيرة».
وتوقف قره غول عند ردة فعل إسرائيل والسعودية، قائلاُ إن «المفارقة هي ظهور ذاك التحالف بين خاسرين: إسرائيل والسعودية، وأولى ثماره كانت التفجير الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت».
وتساءل: «هل الديبلوماسية الإيرانية هي التي ركّعت الغرب أم (الرئيس الأميركي) باراك اوباما هو الذي أجبر إيران على المرونة؟ أعتقد أن إيران هي التي ركّعت الأطراف التي كانت جالسة على الطرف الآخر من الطاولة. بعد الآن سيتدفق الغاز والنفط الإيرانيان إلى أوروبا، وستتقدم أولويات مشاريع الطاقة على المساومات النووية. وطبعاً... عبر تركيا».
من جهة أخرى، شن رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كمال كيليتشدار أوغلو هجوماُ على سياسة تركيا في الشرق الأوسط، وفي سوريا تحديداً، قائلاً إن «تركيا تحولت إلى طفل لقيط في المنطقة».
وتوقف كيليتشدار أوغلو عند اعترافات سائق الشاحنة التركية التي كانت تحمل أسلحة وكانت متوجهة إلى سوريا، والذي اعترف أيضاً أنه سلم قبلها أسلحة إلى سوريا بحضور مسؤولين أمنيين.
واعتبر كيليتشدار أوغلو أن الاعترافات هي وثيقة تهز شرعية تركيا على الساحة الدولية. وقال: «كانوا يريدون إسقاط الأسد. ليس لتركيا الحق بتحريض المسلمين على بعضهم. لقد حولوا تركيا إلى طفل لقيط في الشرق الأوسط بسبب غرق سياستهم الخارجية. الطفل اللقيط في الأصل ليس تركيا بل من يقودونها».
المصدر :
الماسة السورية/ محمد نور الدين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة