أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير تحت عنوان "لسوء الحظ أميركا لن تترك الشرق الأوسط" إلى ان "سورية دفعت من قبل الحليف الروسي إلى توقيع اتفاق لتسليم مخزونها من السلاح الكيميائي وبعد شهرين دخل الحليف الأخر لسورية وهو إيران في صفقة أخرى مع القوى الكبرى ووقع اتفاقية لتقليل مستويات تخصيب اليورانيوم مقابل تقليص العقوبات الإقتصادية".

ورأت ان "محاولة الحكومات الغربية تصعيد الوضع ضد المحور الإيراني السوري انقلبت إلى العكس حيث عززت روسيا من مكاسبها في المنطقة دون أن تحرك إصبعا واحدا بينما يبقى أقرب حليفين للولايات المتحدة في المنطقة وهما إسرائيل والمملكة العربية السعودية يرددان عبارات الخيانة ويطالبان حلفاءهما بدعم محاولة عرقلة الصفقة في الكونغرس"، معتبرة ان "كلتي الصفقتين تعبران عن الواقع بعد "فشل الحرب على الإرهاب" حيث فشل الغرب على مدى 12 عاما من التدخل العسكري في الدول العربية والإسلامية".

وأضافت: "كما هو الحال أيضا في سورية ورغم التدخل غير المباشر من قبل الغرب ودول الخليج بقى الأسد في السلطة وتكسب قواته مزيدا من الاراضي بينما تسيطر الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة على معسكر المعارضة"، لافتة إلى ان "تكاليف المواجهة مع إيران قد أصبحت مرتفعة بينما حلفاء أميركا في المنطقة غارقون في أتون حرب طائفية لا يمكن الفوز بها بينما إيران تملك مفاتيح التهدئة في المناطق التى تريد الولايات المتحدة تهدأتها من فلسطين وحتى أفغانستان".

واعتبرت أن "اتفاق جنيف يعكس الواقعية الأميركية بغض النظر هل سيستمر أم لا"، موضحة ان "الأنظمة الديكتاتورية الحليفة لأميركا في السعودية والإمارات والأردن علاوة على إسرائيل قد دخلوا في تحالف مع النظام العسكري العلماني في القاهرة والذي يسعى لشراء السلاح من الحليف الأول للنظام السوري وهو روسي، وفي الوقت نفسه تدعم الأنظمة في كل من السعودية والإمارات ودول خليجية أخرى المقاتلين "الإسلاميين المقربين من تنظيم القاعدة في حربهم ضد نظام الاسد بل إن السلطات السعودية وافقت على إطلاق سراح الجهاديين المعتقلين لديها بشرط أن يتوجهوا إلى الأراضي السورية واللبنانية للقتال مع الجماعات المرتبطة بالقاعدة".

ورأت أن "الفوضى التى تسود المنطقة حاليا نتجت عن فشل "الحرب على الإرهاب" والتى أفرزت الانتفاضات العربية قبل 3 سنوات"، مؤكدة ان "الحملة التى بدأت في أفغانستان مرورا بتدمير العراق قد وصلت الأن إلى أخر مراحلها وهي محاولة تدمير أواختطاف الثورات العربية"، مشيرا إلى ان "أميركا تعزز وجودها العسكري في الخليج في وقت خطير ومتقلب في الشرق الأوسط وفي وقت معاناة عالمية في سوق الطاقة وبالتالي فإن أمريكا تحاول التهدئة مع إيران لتأمين إمدادات النفط من الخليج".

وأكدت ان أميركا ستواصل حربها على الإرهاب عبر غارات تقوم بها الطائرات دون طيار والعمليات التى تشنها القوات الخاصة.

  • فريق ماسة
  • 2013-11-27
  • 13906
  • من الأرشيف

أميركا تحاول التهدئة مع إيران لتأمين إمدادات النفط من الخليج

أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير تحت عنوان "لسوء الحظ أميركا لن تترك الشرق الأوسط" إلى ان "سورية دفعت من قبل الحليف الروسي إلى توقيع اتفاق لتسليم مخزونها من السلاح الكيميائي وبعد شهرين دخل الحليف الأخر لسورية وهو إيران في صفقة أخرى مع القوى الكبرى ووقع اتفاقية لتقليل مستويات تخصيب اليورانيوم مقابل تقليص العقوبات الإقتصادية". ورأت ان "محاولة الحكومات الغربية تصعيد الوضع ضد المحور الإيراني السوري انقلبت إلى العكس حيث عززت روسيا من مكاسبها في المنطقة دون أن تحرك إصبعا واحدا بينما يبقى أقرب حليفين للولايات المتحدة في المنطقة وهما إسرائيل والمملكة العربية السعودية يرددان عبارات الخيانة ويطالبان حلفاءهما بدعم محاولة عرقلة الصفقة في الكونغرس"، معتبرة ان "كلتي الصفقتين تعبران عن الواقع بعد "فشل الحرب على الإرهاب" حيث فشل الغرب على مدى 12 عاما من التدخل العسكري في الدول العربية والإسلامية". وأضافت: "كما هو الحال أيضا في سورية ورغم التدخل غير المباشر من قبل الغرب ودول الخليج بقى الأسد في السلطة وتكسب قواته مزيدا من الاراضي بينما تسيطر الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة على معسكر المعارضة"، لافتة إلى ان "تكاليف المواجهة مع إيران قد أصبحت مرتفعة بينما حلفاء أميركا في المنطقة غارقون في أتون حرب طائفية لا يمكن الفوز بها بينما إيران تملك مفاتيح التهدئة في المناطق التى تريد الولايات المتحدة تهدأتها من فلسطين وحتى أفغانستان". واعتبرت أن "اتفاق جنيف يعكس الواقعية الأميركية بغض النظر هل سيستمر أم لا"، موضحة ان "الأنظمة الديكتاتورية الحليفة لأميركا في السعودية والإمارات والأردن علاوة على إسرائيل قد دخلوا في تحالف مع النظام العسكري العلماني في القاهرة والذي يسعى لشراء السلاح من الحليف الأول للنظام السوري وهو روسي، وفي الوقت نفسه تدعم الأنظمة في كل من السعودية والإمارات ودول خليجية أخرى المقاتلين "الإسلاميين المقربين من تنظيم القاعدة في حربهم ضد نظام الاسد بل إن السلطات السعودية وافقت على إطلاق سراح الجهاديين المعتقلين لديها بشرط أن يتوجهوا إلى الأراضي السورية واللبنانية للقتال مع الجماعات المرتبطة بالقاعدة". ورأت أن "الفوضى التى تسود المنطقة حاليا نتجت عن فشل "الحرب على الإرهاب" والتى أفرزت الانتفاضات العربية قبل 3 سنوات"، مؤكدة ان "الحملة التى بدأت في أفغانستان مرورا بتدمير العراق قد وصلت الأن إلى أخر مراحلها وهي محاولة تدمير أواختطاف الثورات العربية"، مشيرا إلى ان "أميركا تعزز وجودها العسكري في الخليج في وقت خطير ومتقلب في الشرق الأوسط وفي وقت معاناة عالمية في سوق الطاقة وبالتالي فإن أمريكا تحاول التهدئة مع إيران لتأمين إمدادات النفط من الخليج". وأكدت ان أميركا ستواصل حربها على الإرهاب عبر غارات تقوم بها الطائرات دون طيار والعمليات التى تشنها القوات الخاصة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة