دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
شددت السعودية والكويت مؤخراً، الضوابط المفروضة على رجال الدين خشية احتمال أن يستغل بعض الدعاة نفوذهم في إثارة الاضطرابات أو تأجيج الانقسامات الطائفية في وقت يرتفع فيه منسوب التوتر في منطقة الخليج بسبب الأزمة في سورية والوضع في مصر.
وكان بعض رجال الدين النافذين والمواطنين العاديين في البلدين، قد عبروا عن غضبهم إثر عزل الرئيس المصري السابق والقيادي في جماعة «الإخوان المسلمين» محمد مرسي، في حين تعهدت السعودية والكويت بدعم الحكومة المصرية الجديدة، وقال مدير مركز «بروكينغز الدوحة لبحوث الشرق الأوسط» سلــمان الشــيخ إن هــناك «حساسية شديدة» إزاء أنشطة «الإخوان المسلمين»، وأضاف أن «الكويت والسعودية ستستمران في الرفض القاطع إلى حد بعيد لما تعتبرانه أنشطة لهذه الجماعة وكل من يؤيدها».
و«الإخوان المسلمون» تنظيم محظور في السعودية أما في الكويت فتتغاضى السلطات عن نشاطهم لكن بحذر، وشكل أعضاء جماعة محلية منبثقة عنهم كتلة برلمانية مهمة في البرلمانات السابقة. وما يقلق البلدين وغيرهما من دول الخليج هو أن أتباع هذا التنظيم يعتنقون عقيدة سياسية نشطة تدعو المسلمين إلى الحض على التغيير، وهذا يتعارض مع المذاهب التقليدية السائدة في الخليج ولا سيما المذهب الوهابي في السعودية الذي يدعو المسلمين لطاعة حكامهم إلا في ظروف محدودة ومحددة.
وقال المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل إنه يعتقد أن «كثيرا من الأئمة المعروفين بحديثهم الصريح في المملكة» والذين «يقلقون السلطات» متأثرون بـ«الإخوان المسلمين». واضاف أن «الإخوان المسلمين» يزعمون أنهم «ليسوا طلاب سلطة لكن واقع الأمر أنهم يستخدمون الدين غطاء لأهدافهم ويقولون إنهم يريدون خدمة الإسلام».
وكانت السلطات السعودية قد أوقفت خطيباً في الرياض عن العمل بعد أن تم تصويره وهو يهاجم القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبد الفتاح السيسي في خطبة أثارت شجاراً وتشابكاً بالأيدي داخل أحد المساجد.
وفي الكويت تصدر وزارة الشؤون الإسلامية «نماذج إرشادية» لخطب الجمعة غير ملزمة للأئمة. وقال أحد المسؤولين المكلفين الإشراف على المساجد خالد الحيص في منطقة حولي قرب العاصمة إن بمقدور الأئمة الحديث عن «معظم الأمور ما داموا يمتنعون عن الإشارة إلى أشخاص أو أسر أو الأدلاء بتعليقات طائفية».
وأكد رجل الدين السعودي عبد العزيز القاسم أنه من غير المرجح أن تذهب الحكومة إلى حد الإصرار على أن يقتصر الأئمة على إلقاء الخطب المعتمدة منها، مع وجود عشرات الآلاف من المساجد في السعودية وما يتمتع به رجال الدين من استقلال ونفوذ، حيث لا يرجح أن يتحقق مثل هذا السيناريو، بل ويتعذر تنفيذه على الأرجح.
وقال القاسم إن الدولة منشغلة بهموم إدارة الاقتصاد وحفظ القانون، لكن الخطباء يخوضون في المعارك السياسية والفئوية ويتغاضون عن دور المسجد كمنبر للوعظ، مضيفاً أن المساجد «تعرضت للاختطاف».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة