تعرّض مسعى التسوية في مخيم اليرموك إلى انتكاسة أمس، بسبب إصرار المسلحين، وبينهم محسوبون على حركة «حماس»، على ان يكونوا جزءاً من إدارة المخيم. الأيام الماضية كانت قد شهدت اتصالات مكثفة للوصول الى اتفاق يقضي بوقف اطلاق النار في المخيم، وحل الوضع الانساني من خلال تأمين ممر آمن لاجلاء المدنيين. وكانت مصادر في «منظمة التحرير الفلسطينية» قد تواصلت مع مسلّحي حركة «حماس» في المخيّم، وشملت الاتصالات مسألة انسحاب مقاتلي «حماس» و«الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة»، في مقابل دخول لجان أمنيّة مكونة من الفصائل الفلسطينية، باستثناء «حماس» و«القيادة العامة».

وقالت مصادر في «المنظّمة» أمس إن جميع الأطراف اتفقت من حيث المبدأ على إجلاء المدنيين، حتّى لو لم ينجح وقف إطلاق النار. وكان من المقرّر أن تجري عملية الإجلاء صباح أمس، ففتحت حواجز الجيش الطرق المغلقة على مداخل المخيم، ودخل ناشطو «الهلال الأحمر السوري» مع عناصر حماية من الجيش، ترافقهم 18 حافلة لنقل المدنيين. كما حاولت «منظمة التحرير» ادخال قافلة مساعدات الى المخيم لكنها لم تنجح في ذلك بسبب تعرض القافلة لإطلاق النار.

في المقابل، كان الأهالي يهمّون بالمغادرة قبل أن يعترضهم مسلّحون طلبوا منهم هوياتهم الشخصية واحتفظوا بها، في خطوة لمنعهم من الخروج. وأُطلقت النار على بعض من حاول التسلل دون المرور على حواجز المسلحين. وتقدمت إثر ذلك عناصر من الجيش لتأمين تغطية من أُطلق النار عليهم من المدنيين، دون أن ينجحوا في نقل المدنيين إلى الجهة المقابلة.

وأفادت مصادر مطلعة على مجريات الاتصالات لـ«الأخبار» بأن مفاوضي «حماس» برّروا ما جرى صباح أمس بتحفّظ الحركة على الاتفاق، «بسبب الاختلاف على مشاركة فصيل فتح الانتفاضة في اللجان الأمنية الخاصة، وبسبب تفاصيل تتعلق بعملية نقل مقاتلي إلى مخيم عين الحلوة».

وفي اتصال مع السفير الفلسطيني في سوريا، قال أنور عبد الهادي إن «التفاوض مع المسلحين لم يوصلنا الى شيء، اذ يطالب المسلحون بالمشاركة في ادارة المخيم باعتبار انه يقع ضمن الاراضي السورية»، مشيراً الى «اننا رفضنا هذا الاقتراح كما رفضته القيادة السورية».

وأكّد عبد الهادي ان «الدولة رحبت بالمبادرة وقالت انه في اليوم الذي ينسحب فيه المسلحون، نعيد كافة الخدمات الى المخيم». وأشار الى ان سبب تفعيل المبادرة وتسريعها في هذه الفترة يعود لسير العمليات العسكرية التي تجري في محيط المخيم، حيث «هرب المسلحون من بلدة السبينة باتجاه المخيم».

على صعيد آخر، جرت اشتباكات أمس في أحياء برزة والقابون (ريف دمشق). وأفاد ناشطون على صفحات «التنسيقيات» بأن حيي برزة والقابون شهدا اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والمسلحين على عدة جهات. من جهة ثانية، أغار الطيران الحربي على مواقع المسلحين في كل من بيت سحم وعربين وكفربطنا وأطراف سقبا ومزارع دير عطية الشرقية والنبك والزبداني، في وقت تجدّدت فيه الاشتباكات في المعضمية والسيدة زينب. وأغلق مقام السيدة زينب ظهر أمس نتيجة سقوط القذائف.

وفي موازاة ذلك، قتلت مواطنة وأصيب 20 آخرون جراء اعتداء بقذائف الهاون طاولت احياء المزرعة والزبلطاني وشارع بغداد. وذكر مصدر في قيادة الشرطة لـ«سانا» أن قذيفتين سقطتا في شارع زكي الأرسوزي في حي المزرعة، ما أدى إلى مقتل امراة وإصابة 10 آخرين. وأضاف المصدر أن قذيفة ثالثة سقطت على سطح منزل مقابل مشفى «الهلال الأحمر» في شارع بغداد وأدّت إلى إصابة 6 مواطنين بجروح.

  • فريق ماسة
  • 2013-11-12
  • 5050
  • من الأرشيف

تسوية اليرموك تتعثّر: المسلحون يريدون إدارة المخيم!

تعرّض مسعى التسوية في مخيم اليرموك إلى انتكاسة أمس، بسبب إصرار المسلحين، وبينهم محسوبون على حركة «حماس»، على ان يكونوا جزءاً من إدارة المخيم. الأيام الماضية كانت قد شهدت اتصالات مكثفة للوصول الى اتفاق يقضي بوقف اطلاق النار في المخيم، وحل الوضع الانساني من خلال تأمين ممر آمن لاجلاء المدنيين. وكانت مصادر في «منظمة التحرير الفلسطينية» قد تواصلت مع مسلّحي حركة «حماس» في المخيّم، وشملت الاتصالات مسألة انسحاب مقاتلي «حماس» و«الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة»، في مقابل دخول لجان أمنيّة مكونة من الفصائل الفلسطينية، باستثناء «حماس» و«القيادة العامة». وقالت مصادر في «المنظّمة» أمس إن جميع الأطراف اتفقت من حيث المبدأ على إجلاء المدنيين، حتّى لو لم ينجح وقف إطلاق النار. وكان من المقرّر أن تجري عملية الإجلاء صباح أمس، ففتحت حواجز الجيش الطرق المغلقة على مداخل المخيم، ودخل ناشطو «الهلال الأحمر السوري» مع عناصر حماية من الجيش، ترافقهم 18 حافلة لنقل المدنيين. كما حاولت «منظمة التحرير» ادخال قافلة مساعدات الى المخيم لكنها لم تنجح في ذلك بسبب تعرض القافلة لإطلاق النار. في المقابل، كان الأهالي يهمّون بالمغادرة قبل أن يعترضهم مسلّحون طلبوا منهم هوياتهم الشخصية واحتفظوا بها، في خطوة لمنعهم من الخروج. وأُطلقت النار على بعض من حاول التسلل دون المرور على حواجز المسلحين. وتقدمت إثر ذلك عناصر من الجيش لتأمين تغطية من أُطلق النار عليهم من المدنيين، دون أن ينجحوا في نقل المدنيين إلى الجهة المقابلة. وأفادت مصادر مطلعة على مجريات الاتصالات لـ«الأخبار» بأن مفاوضي «حماس» برّروا ما جرى صباح أمس بتحفّظ الحركة على الاتفاق، «بسبب الاختلاف على مشاركة فصيل فتح الانتفاضة في اللجان الأمنية الخاصة، وبسبب تفاصيل تتعلق بعملية نقل مقاتلي إلى مخيم عين الحلوة». وفي اتصال مع السفير الفلسطيني في سوريا، قال أنور عبد الهادي إن «التفاوض مع المسلحين لم يوصلنا الى شيء، اذ يطالب المسلحون بالمشاركة في ادارة المخيم باعتبار انه يقع ضمن الاراضي السورية»، مشيراً الى «اننا رفضنا هذا الاقتراح كما رفضته القيادة السورية». وأكّد عبد الهادي ان «الدولة رحبت بالمبادرة وقالت انه في اليوم الذي ينسحب فيه المسلحون، نعيد كافة الخدمات الى المخيم». وأشار الى ان سبب تفعيل المبادرة وتسريعها في هذه الفترة يعود لسير العمليات العسكرية التي تجري في محيط المخيم، حيث «هرب المسلحون من بلدة السبينة باتجاه المخيم». على صعيد آخر، جرت اشتباكات أمس في أحياء برزة والقابون (ريف دمشق). وأفاد ناشطون على صفحات «التنسيقيات» بأن حيي برزة والقابون شهدا اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والمسلحين على عدة جهات. من جهة ثانية، أغار الطيران الحربي على مواقع المسلحين في كل من بيت سحم وعربين وكفربطنا وأطراف سقبا ومزارع دير عطية الشرقية والنبك والزبداني، في وقت تجدّدت فيه الاشتباكات في المعضمية والسيدة زينب. وأغلق مقام السيدة زينب ظهر أمس نتيجة سقوط القذائف. وفي موازاة ذلك، قتلت مواطنة وأصيب 20 آخرون جراء اعتداء بقذائف الهاون طاولت احياء المزرعة والزبلطاني وشارع بغداد. وذكر مصدر في قيادة الشرطة لـ«سانا» أن قذيفتين سقطتا في شارع زكي الأرسوزي في حي المزرعة، ما أدى إلى مقتل امراة وإصابة 10 آخرين. وأضاف المصدر أن قذيفة ثالثة سقطت على سطح منزل مقابل مشفى «الهلال الأحمر» في شارع بغداد وأدّت إلى إصابة 6 مواطنين بجروح.

المصدر : ليث الخطيب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة