دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يعتبر دبلوماسي شرقي واكب جولة المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي على الدول المعنية بأزمة المنطقة أنّ مسار الحلّ السياسي لن يكون بالسهولة التي يتمنّاها البعض...
في ظل محاولات جادة لنسف مؤتمر جنيف 2 من قبل بعض الدول المتضررة من التسوية عموما ومن الانفتاح الأميركي الإيراني الذي توّجه الرئيس الايراني حسن روحاني بالاعلان أنه ليس هناك من مانع لبحث الملف النووي مع الدول الكبرى طالما أنّ هدف إيران الأول والأخير هو الاستخدام السلمي للطاقة النووية وليس كما يحاول البعض الترويج له حول الهدف العسكري المضمر من وراء الملف. وبالتالي، فإنّ العرقلة لن تكون في مصلحة هذه الدول ولا المعارضة بعد أن تحوّلت هذه الأخيرة إلى معارضات سياسية وعسكرية تحمل أهدافا متناقضة وتتقاتل في ما بينها بفعل تضارب مصالح الدول الداعمة لها.
وبعيدا عن التصاريح والمواقف المعلنة، يكشف الدبلوماسي عن معلوماتٍ تلقاها من بلاده تؤكد أنّ الرئيس السوري بشار الأسد بات يملك هامشًا أكبر مما تتصوّره الدول المعنية وهو يستفيد منها على نطاق واسع بما يدفعه إلى المزيد من التشدّد إزاء الملفات المطروحة للبحث في جنيف2 من جهة والتحفظ على هوية المشاركين من جهة ثانية، وهو أبلغ الابراهيمي سلة من الممنوعات أبرزها التحفظ الكامل على مشاركة اي ممثل عن جبهة النصرة و"داعش" وكل ما يمتّ إليهما بصلات قتالية أو سياسية في المؤتمر المذكور، كما أطلعه على خريطة الانتشار العسكري للجيش السوري وما حققه من تقدم ميداني على الارض، وبالتالي فإنّ النظام بات يملك بدائل عن جنيف2 ولا بد لخصومه من أخذ ذلك بعين الاعتبار وعدم إدراجه في خانة المناورة. بيد أنّ البديل الاكثر حضورا، وفق المصدر، هو الاستمرار بالحسم العسكري وبوتيرة متسارعة تمكن القوات النظامية من الحسم على كامل الاراضي السورية في غضون ستة أشهر بدليل النتائج المحققة في ريف حلب وريف دمشق وحمص.
وفي هذا السياق، يقرّ الدبلوماسي نفسه بأنّ تهديد الأسد بالحسم في غضون أشهر معدودة يقع في مكانه الصحيح، موضحًا أنّ الدراسات العسكرية التي أعدّتها مؤسسات متخصصة تؤكد قدرة الجيش السوري على تنفيذ هذه المهمة خصوصا أنّ تطورات الأشهر الأخيرة أظهرت تفوقًا عسكريا لمصلحته بعد أن اعتمد خططا عسكرية حديثة هي حصيلة خبرات روسية وإيرانية ودورات تدريبية على حروب الشوارع والأنفاق استمرّت أشهرًا طويلة، إضافة إلى نوعية السلاح المدفعي الذي بدأ يستخدمه منذ حوالي الشهر.
غير أنّ المجتمع الدولي يميل، بحسب المصدر، للضغط باتجاه الحسم السياسي لاسيما أنّ أحدًا لا يريد إعادة اللعبة إلى مربّع الغالب والمغلوب، بحيث تؤدي مثل هذه النتائج إلى عمليات تصفية حسابات سياسية وأمنية من شأنها أن تهدّد السلم الاقليمي من جديد كما تعيد رسم خريطة سياسية وأمنية جديدة عنوانها التأسيس لاعادة النظر في عدد من الانظمة العربية والخليجية، وبالتالي فإنّه سيضغط باتجاه تسوية جديدة بين واشنطن والرياض باعتبارها الأكثر ممانعة للتسوية الاكبر.
في الموازاة، يشير الدبلوماسي إلى أنّ مهمة المبعوث الاممي تحولت إلى مادة جديدة للسجال لاسيما أنه ينتظر موقفا من جامعة الدول العربية يدفع بالمعارضة السورية إلى التسليم بالأمر الواقع والجلوس الى طاولة الحوار من دون شروط مسبقة وإلا... فالحسم...
المصدر :
أنطوان الحايك/النشرة
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة