على الرغم من أن محافظة الحسكة تعتبر من المحافظات النظيفة بيئياً، لاتساع مساحتها من جهة، ولأن الزراعة هي النشاط الاقتصادي الأبرز فيها.

من جهة ثانية، فإن هذا لا يمنع من وجود بعض البؤر الملوثة بيئياً فيها بنسب متفاوتة، ولاسيما في المناطق القريبة من آبار النفط والغاز، حيث يتلوث الجو بالانبعاثات الغازية والنفطية، و لا يخلو الأمر من تلوث بعض الينابيع والعيون بمخلفات النفط، ولهذا تعتبر النفايات الصلبة بمختلف أنواعها أبرز مصادر التلوث في محافظة الحسكة.

حيث يقدر الإنتاج اليومي للفرد من النفايات في المدن الرئيسة في المحافظة بـ 0.7كغ في اليوم. أما في بقية أنحاء المحافظة فيقدر إنتاج الفرد من النفايات بـ0,4كغ في اليوم...أما ما يتعلق بتقدير كمية النفايات المتولدة عن النشاط البشري حتى عام 2025، التي بنيت على أساس النمو السكاني المقدر بـ 2.46% في السنة، فان معدل إنتاج الفرد من النفايات في المدن الرئيسة يقدر بـ 0.7كغ في اليوم، وفي بقية أنحاء المحافظة بـ 0.5كغ في اليوم . وهذا يعني أن المعدل الوسطي لإنتاج الفرد من النفايات في محافظة الحسكة هو بحدود 0.46كغ في اليوم.

وتلقى نفايات المنشآت الصناعية ( على قلتها ) والتي لا يمكن تدويرها، داخل هذه المنشآت في المكبات مع النفايات البلدية الصلبة، وتوجد بعض المنشآت المختلفة الأخرى التي لا يصدر عنها سوى كميات قليلة جداً من النفايات, وتجمع أغلب النفايات المعدنية لبعض الحرف الصناعية الصغيرة المتمركزة في بعض التجمعات السكانية الكبيرة، من قبل النباشين و تباع بين الحين والآخر إلى مكابس الحديد، ثم ترحل فيما بعد إلى معامل صهر الحديد في حلب و حماه.

 وتعد المستشفيات العامة والخاصة المولد الأساسي للنفايات الطبية في محافظة الحسكة، حيث يبلغ مجموع عدد الأسرّة في هذه المستشفيات بحدود (1322) سريراً، إضافة إلى 82 مركزاً صحياً ونقطة طبية. وتقدر كمية النفايات الطبية الناتجة عن هذه الفعاليات بـ /100/ طن سنوياً.

ويجمع هذا النوع من النفايات و يرمى مع بقية أنواع النفايات، لأنه لا يوجد حالياً في المحافظة جمع منفصل للنفايات الطبية، كما لا توجد عملية فرز لهذا النوع من النفايات في أماكن تولدها، سواء في المشافي العامة أو الخاصة أو في المراكز الطبية والمستوصفات...لهذا فإنه لا توجد طريقة خاصة للتخلص منها أو معالجتها، وإنما ترمى في المكبات العشوائية المنتشرة في أنحاء المحافظة .

ويتم التخلص من كل هذه النفايات بعد جمعها، برميها في مكبات ومطامر عشوائية إما محددة المكان والمساحة أو عشوائية. و في جميع الأحوال فان هذه المكبات لا تتمتع بالشروط الصحية والسليمة بيئياًً، حيث لا تتبع جميع المكبات في المحافظة الأصول المرعية في إنشاء المكبات وطريقة استثمارها. كما أن العديد من هذه المكبات في الوحدات الإدارية البعيدة عن مركز المدينة، لا يمكن تسميتها بالمكبات، لكونها لا تشكل المساحات الكبيرة، حيث تبلغ مساحة المكب الواحد منها بحدود / 400 – 600 /م2 ، وكمية النفايات فيها قليلة لدرجة يمكن إهمالها لولا الإزعاجات التي تشكلها للجوار.

ويؤدي غياب التغطية اليومية للنفايات، إلى انتشار الروائح و يزيد من فرص تكاثر الحشرات (بعوض – ذباب- .....الخ) بالإضافة إلى تطاير النفايات إلى مسافات بعيدة. كما يؤدي تحرر الغازات بشكل غير متحكم به، إلى انتشار الحرائق والتي تعتبر ظاهرة خطيرة، وخاصة للمناطق القريبة من مواقع المكبات، بسبب تطاير المركبات الهيدروكربونية غير المحترقة إلى الجو (غاز الميتان ) واحتمال تشكل الديوكسينات وغيرها من المركبات السامة، نتيجة لعمليات الاحتراق غير الكامل للنفايات وانتشارها مع الدخان إلى مناطق واسعة ولمسافات بعيدة .

ويعتبر تلوث المياه السطحية والجوفية، أحد أهم المخاطر البيئية الناتجة عن التخلص العشوائي من النفايات. وتتعرض المكبات العشوائية للعبث الدائم، سواء من قبل النباشين الذين يعرّضون حياتهم للمخاطر الصحية أو من قبل الحيوانات الشاردة أو الأهلية. كما تتعرض تربة مواقع المكبات بالإضافة إلى ترب الأراضي المحيطة بها، إلى تلوث شديد نتيجة تماسها مع النفايات أو رشاحتها، و ينعكس ذلك بخروج الأراضي الزراعية عن الاستثمار .

ويسمح غياب الرقابة والسيطرة على مواقع المكبات العشوائية، بدخول أنواع خطرة من النفايات إلى هذه المواقع مثل النفايات الطبية، ما يساهم في مضاعفة المخاطر الناتجة عنها من جانب، توسع رقعتها بشكل عشوائي، لغياب أعمال التسوية والرص من جانب آخر، و هذا يؤدي بدوره إلى استهلاك المزيد من الأراضي و إلى ازدياد المخاطر الصحية و البيئية.

وتتوزع المكبات والمطامر العشوائية الحالية في محافظة الحسكة، على ثلاثة أنماط رئيسية، هي مطامر مركزية كبيرة تتبع المدن الست الرئيسية في المحافظة، ومكبات متوسطة الحجم وعددها تسعة، ومكبات صغيرة الحجم وعددها أكثر من مئة، وهي على مستوى البلديات والقرى ذات الشخصية الاعتبارية والمزارع في المحافظة. وغالبية هذه المكبات والمطامر إن لم يكن جميعها تعد مصدراً للتلوث البيئي وعاملاً مؤثراً على الصحة العامة ومنظراً مؤذياً في أماكن وجودها.

جميع هذه الأسباب تدعو بإلحاح لوضع استراتيجية لإنهاء عمليات الطمر العشوائي الحالية، ومنع تكرار حدوثها في المستقبل. كما تدعو أيضاً لوضع الحلول المناسبة لإعادة تأهيل المطامر والمكبات الموجودة حالياً، بغرض التخلص من تأثيراتها على البيئة والصحة العامة وجمالية الطبيعة والمناظر العامة.

ولهذا فإن الاستراتيجية المناسبة للتعامل مع النفايات الصلبة في محافظة الحسكة، اعتمدت على نتائج تحليل البيانات التي تم جمعها عن واقع المكبات وكمية ونوعية هذه النفايات، ومن ثم الاستعانة بالمراجع والدراسات المتوافرة، بما فيها دراسة المخطط التوجيهي لإدارة النفايات الصلبة في سورية المعد من قبل شركة تريفالور الفرنسية، ووفق المواصفات الأوروبية الخاصة بإدارة النفايات، حسب المهندس عبد الباسط الصلال مدير الخدمات الفنية في الحسكة، والذي أكد أن الاستراتيجية المعتمدة روعي فيها أن تكون قابلة للتطبيق، وفق الإمكانات والموارد المالية والبشرية المتاحة والتي يمكن أن تؤمن خلال فترة تنفيذ المشروع.

ووفقاً للاستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات الصلبة في سورية، والمخطط التوجيهي لإدارة النفايات الصلبة المعد من قبل شركة تريفالور الفرنسية، والمعتمد من قبل وزارة الإدارة المحلية، وواقع النفايات الصلبة في محافظة الحسكة, فان الاستراتيجية المحلية لإدارة النفايات الصلبة تركز على تخفيض النفايات الصلبة المنزلية ( البلدية) والصناعية و تحسين عمليات جمعها ونقلها، بالإضافة إلى استعادة وفرز المواد القابلة لإعادة التدوير و إنتاج السماد العضوي و الطمر الصحي وفق شروط نظامية. كما تعتمد هذه الاستراتيجية على جمع ونقل كل النفايات الطبية بشكل منفصل عن بقية أنواع النفايات، لتتم معالجتها بالتعقيم والتطهير ومن ثم طمرها بالمطامر الصحية.

ويتضمن الحل المختار للتعامل مع النفايات الصلبة في محافظة الحسكة، مشروعاً يشمل إنشاء مركزي معالجة متكاملين للنفايات الصلبة في مدينتي الحسكة والقامشلي، كونهما أكبر تجمعين سكانيين في المحافظة. ويتألف كل منهما من معمل لتحويل النفايات العضوية الموجودة في النفايات المنزلية إضافة إلى النفايات الزراعية والحيوانية إلى سماد، ومركز لتعقيم وتطهير وتقطيع النفايات الطبية المتولدة في جميع الفعاليات الصحية، ومن ثم نقلها إلى المطمر الصحي المخصص لاستقبال جميع أنواع النفايات التي لا يمكن الاستفادة منها في التحويل إلى سماد، إضافة إلى الأتربة والأنقاض القادمة من كل مدينة والتجمعات السكنية المحيطة بها، والنفايات الطبية المعقمة القادمة من مركزي التعقيم في المدينتين.. ومبنى تخزين النفايات الخطرة المخصص لاستقبال النفايات الصناعية الخطرة المتولدة في المحافظة بكامل قطاعاتها الأربعة حسب تقسيم شركة تريفالور الفرنسية الدارسة للمشروع.

أما بالنسبة للنفايات الطبية فيتقرر مصيرها في أماكن تولدها عن بقية أنواع النفايات، وذلك وفق الدراسة المعتمدة من قبل وزارة الإدارة المحلية، والتي نفذتها شركة تيبودين الهولندية، ومن ثم تـُجمع وتـُنقل بشكل منفصل من خلال آليات ذات مواصفات خاصة، إلى مركز المعالجة لتعقيمها وتطهيرها ونقلها إلى المطمر الصحي المخصص لها. كما يجب أن تـُجمع النفايات الخطرة وتنقل إلى خلية تخزين خاصة في مركز المعالجة المتكامل في منطقة الحسكة.

ويوضح المهندس الصلال، إن الغاية من هذين المركزين هي إنشاء معمل تحويل النفايات العضوية إلى سماد باستطاعة 350 طناً / يوم في الحسكة و 450 طناً / يوم في القامشلي من النفايات الصلبة البلدية. مع إمكانية فرز النفايات للاستفادة من بعض مكوناتها ومن ثم نقل المرفوضات إلى المطمر الصحي، ونقل السماد الناتج إلى ساحات تخزين مناسبة. وبناء محطة لمعالجة 50 طن في السنة في كل مركز من النفايات الطبية بواسطة التعقيم. و بناء مطمر صحي نظامي باستطاعة لا تقل عن 150 طناً في اليوم في الحسكة. و250 طناً في اليوم في القامشلي. و تشييد مباني الإدارة ومباني الخدمات الفنية الأخرى حسبما هو وارد في الدراسة. و تقديم و تركيب كافة التجهيزات و المعدات اللازمة لتشغيله و استثماره ( مفتاح باليد ).

وتبلغ المساحة الإجمالية لكل مركز بحدود / 500000 / م2 بأبعاد وسطية / 1000م ×500م/ ويضمـّان: معمل تحويل النفايات العضوية إلى سماد، ومحطة تعقيم النفايات الطبية (الاوتوكليف ) مع المباني التابعة لها، ومبنى الإدارة، ومبنى المحرس والقبان، ومبنى الورشة والمغسل، ومحطة الوقود، والعدة والأدوات والتجهيزات اللازمة للتشغيل، والفرش و الأثاث المكتبي اللازم، الآليات اللازمة لتشغيل المشروع، والمطمر الصحي.

 كما يشمل المشروع بناء مطامر صحية نظامية، لاستقبال جميع أنواع النفايات التي لا يمكن الاستفادة منها في التحويل إلى سماد، إضافة إلى الأتربة والأنقاض القادمة من المدن والتجمعات السكانية المحيطة بها، والنفايات الطبية المعقمة القادمة من مركز التعقيم في منطقة القامشلي. وجمع و نقل النفايات الصناعية الخطرة بشكل منفصل إلى مركز المعالجة المتكامل في الحسكة.

و تتوضع هذه المطامر في كل من معبدة لمنطقة المالكية باستطاعة لا تقل عن 370 طناً في اليوم وفي تل تمر لمنطقة رأس العين باستطاعة لا تقل عن عن 150 طناً في اليوم وفي كشكش زيانات للمنطقة الجنوبية من المحافظة باستطاعة لا تقل عن 60 طناً في اليوم، إضافة إلى تشييد مباني الإدارة ومباني الخدمات الفنية الأخرى حسبما هو وارد في الدراسة. وتقديم و تركيب كافة التجهيزات و المعدات اللازمة لتشغيل هذه المطامر و استثمارها (مفتاح باليد).

ويشمل المشروع أيضاً بناء ست محطات نقل لتجميع النفايات الصلبة البلدية من التجمعات السكانية الصغيرة، ومن ثم نقلها إلى المطمر المركزي أو مركز المعالجة المتكامل المحدد. و تتوضع هذه المحطات في كل من رأس العين باستطاعة 130 طناً في اليوم. و الشدادي باستطاعة 130 طناً في اليوم . وبئر الحلو باستطاعة 28 طناً في اليوم. وتل حميس باستطاعة 75 طناً في اليوم . والقحطانية باستطاعة 102 طن في اليوم. والخشافية باستطاعة 94 طناً في اليوم . مع تقديم و تركيب كافة التجهيزات و المعدات اللازمة لتشغيلها و استثمارها ( مفتاح باليد )، حيث يرد إلى كل محطة عدد من السيارات و الجرارات والآليات الضاغطة الناقلة للقمامة، من شوارع وأحياء الوحدات الإدارية التابعة لها، لتفرغ حمولتها من القمامة في ساحة التفريغ داخل المحطة، ومن ثم يقوم تركس دولاب بإعادة تعبئة هذه النفايات في شاحنات كبيرة، لتقوم بدورها بنقل القمامة إلى مركز المعالجة المتكامل أو إلى المطمر الصحي المخصص لها.

وتبلغ المساحة الإجمالية لكل واحدة من هذه المحطات بحدود / 5 / دونمات.

 و تتضمن الأهداف العامة المراد تحقيقها بتطوير إدارة النفايات الصلبة في محافظة الحسكة، التقليل من التأثيرات البيئية في مجال إدارة النفايات الصلبة، بما في ذلك التأثيرات المتعلقة بتلوث المياه السطحية والجوفية والهواء والتربة والروائح الكريهة والتأثيرات البصرية.

وكذلك التقليل من التأثيرات الصحية الناتجة عن النفايات، بما في ذلك التأثيرات المتعلقة بالأمراض التي ترتبط بالنفايات وبالآفات والحشرات المستوطنة فيها. إلى جانب تطوير مستوى النظافة في المحافظة.

وأكد المهندس الصلال أن هناك أولويات معتمدة في تنفيذ مشروع إدارة النفايات الصلبة في المحافظة، وتتضمن هذه الأولويات تجهيز الخلايا في مركزي المعالجة و المطامر الصحية الثلاثة وإنشاء محطات النقل وإنشاء محطة معالجة النفايات الطبية في مركز المعالجة في الحسكة، إضافة إلى تأهيل مكب القمامة لمدينة القامشلي وتجهيز وحدة تخزين النفايات الخطرة و تأمين الآليات والتجهيزات وإنشاء معامل السماد ومحطات الفرز في مركزي المعالج.

بقي أن نشير إلى أن مشروع إدارة النفايات الصلبة الجاري تنفيذه في محافظة الحسكة، ينفذ وفق أحدث و آخر التقنيات في العالم في مجال معالجة النفايات الصلبة وإدارتها. حيث تم أثناء دراسة المشروع تجاوز كافة السلبيات والأخطاء الموجودة في المشاريع المماثلة المنفذة في مناطق ودول أخرى.

  • فريق ماسة
  • 2010-08-27
  • 13707
  • من الأرشيف

2.4 مليار لإدارة النفايات الصلبة في الحسكة.. ومعملان لإنتاج السماد

على الرغم من أن محافظة الحسكة تعتبر من المحافظات النظيفة بيئياً، لاتساع مساحتها من جهة، ولأن الزراعة هي النشاط الاقتصادي الأبرز فيها. من جهة ثانية، فإن هذا لا يمنع من وجود بعض البؤر الملوثة بيئياً فيها بنسب متفاوتة، ولاسيما في المناطق القريبة من آبار النفط والغاز، حيث يتلوث الجو بالانبعاثات الغازية والنفطية، و لا يخلو الأمر من تلوث بعض الينابيع والعيون بمخلفات النفط، ولهذا تعتبر النفايات الصلبة بمختلف أنواعها أبرز مصادر التلوث في محافظة الحسكة. حيث يقدر الإنتاج اليومي للفرد من النفايات في المدن الرئيسة في المحافظة بـ 0.7كغ في اليوم. أما في بقية أنحاء المحافظة فيقدر إنتاج الفرد من النفايات بـ0,4كغ في اليوم...أما ما يتعلق بتقدير كمية النفايات المتولدة عن النشاط البشري حتى عام 2025، التي بنيت على أساس النمو السكاني المقدر بـ 2.46% في السنة، فان معدل إنتاج الفرد من النفايات في المدن الرئيسة يقدر بـ 0.7كغ في اليوم، وفي بقية أنحاء المحافظة بـ 0.5كغ في اليوم . وهذا يعني أن المعدل الوسطي لإنتاج الفرد من النفايات في محافظة الحسكة هو بحدود 0.46كغ في اليوم. وتلقى نفايات المنشآت الصناعية ( على قلتها ) والتي لا يمكن تدويرها، داخل هذه المنشآت في المكبات مع النفايات البلدية الصلبة، وتوجد بعض المنشآت المختلفة الأخرى التي لا يصدر عنها سوى كميات قليلة جداً من النفايات, وتجمع أغلب النفايات المعدنية لبعض الحرف الصناعية الصغيرة المتمركزة في بعض التجمعات السكانية الكبيرة، من قبل النباشين و تباع بين الحين والآخر إلى مكابس الحديد، ثم ترحل فيما بعد إلى معامل صهر الحديد في حلب و حماه.  وتعد المستشفيات العامة والخاصة المولد الأساسي للنفايات الطبية في محافظة الحسكة، حيث يبلغ مجموع عدد الأسرّة في هذه المستشفيات بحدود (1322) سريراً، إضافة إلى 82 مركزاً صحياً ونقطة طبية. وتقدر كمية النفايات الطبية الناتجة عن هذه الفعاليات بـ /100/ طن سنوياً. ويجمع هذا النوع من النفايات و يرمى مع بقية أنواع النفايات، لأنه لا يوجد حالياً في المحافظة جمع منفصل للنفايات الطبية، كما لا توجد عملية فرز لهذا النوع من النفايات في أماكن تولدها، سواء في المشافي العامة أو الخاصة أو في المراكز الطبية والمستوصفات...لهذا فإنه لا توجد طريقة خاصة للتخلص منها أو معالجتها، وإنما ترمى في المكبات العشوائية المنتشرة في أنحاء المحافظة . ويتم التخلص من كل هذه النفايات بعد جمعها، برميها في مكبات ومطامر عشوائية إما محددة المكان والمساحة أو عشوائية. و في جميع الأحوال فان هذه المكبات لا تتمتع بالشروط الصحية والسليمة بيئياًً، حيث لا تتبع جميع المكبات في المحافظة الأصول المرعية في إنشاء المكبات وطريقة استثمارها. كما أن العديد من هذه المكبات في الوحدات الإدارية البعيدة عن مركز المدينة، لا يمكن تسميتها بالمكبات، لكونها لا تشكل المساحات الكبيرة، حيث تبلغ مساحة المكب الواحد منها بحدود / 400 – 600 /م2 ، وكمية النفايات فيها قليلة لدرجة يمكن إهمالها لولا الإزعاجات التي تشكلها للجوار. ويؤدي غياب التغطية اليومية للنفايات، إلى انتشار الروائح و يزيد من فرص تكاثر الحشرات (بعوض – ذباب- .....الخ) بالإضافة إلى تطاير النفايات إلى مسافات بعيدة. كما يؤدي تحرر الغازات بشكل غير متحكم به، إلى انتشار الحرائق والتي تعتبر ظاهرة خطيرة، وخاصة للمناطق القريبة من مواقع المكبات، بسبب تطاير المركبات الهيدروكربونية غير المحترقة إلى الجو (غاز الميتان ) واحتمال تشكل الديوكسينات وغيرها من المركبات السامة، نتيجة لعمليات الاحتراق غير الكامل للنفايات وانتشارها مع الدخان إلى مناطق واسعة ولمسافات بعيدة . ويعتبر تلوث المياه السطحية والجوفية، أحد أهم المخاطر البيئية الناتجة عن التخلص العشوائي من النفايات. وتتعرض المكبات العشوائية للعبث الدائم، سواء من قبل النباشين الذين يعرّضون حياتهم للمخاطر الصحية أو من قبل الحيوانات الشاردة أو الأهلية. كما تتعرض تربة مواقع المكبات بالإضافة إلى ترب الأراضي المحيطة بها، إلى تلوث شديد نتيجة تماسها مع النفايات أو رشاحتها، و ينعكس ذلك بخروج الأراضي الزراعية عن الاستثمار . ويسمح غياب الرقابة والسيطرة على مواقع المكبات العشوائية، بدخول أنواع خطرة من النفايات إلى هذه المواقع مثل النفايات الطبية، ما يساهم في مضاعفة المخاطر الناتجة عنها من جانب، توسع رقعتها بشكل عشوائي، لغياب أعمال التسوية والرص من جانب آخر، و هذا يؤدي بدوره إلى استهلاك المزيد من الأراضي و إلى ازدياد المخاطر الصحية و البيئية. وتتوزع المكبات والمطامر العشوائية الحالية في محافظة الحسكة، على ثلاثة أنماط رئيسية، هي مطامر مركزية كبيرة تتبع المدن الست الرئيسية في المحافظة، ومكبات متوسطة الحجم وعددها تسعة، ومكبات صغيرة الحجم وعددها أكثر من مئة، وهي على مستوى البلديات والقرى ذات الشخصية الاعتبارية والمزارع في المحافظة. وغالبية هذه المكبات والمطامر إن لم يكن جميعها تعد مصدراً للتلوث البيئي وعاملاً مؤثراً على الصحة العامة ومنظراً مؤذياً في أماكن وجودها. جميع هذه الأسباب تدعو بإلحاح لوضع استراتيجية لإنهاء عمليات الطمر العشوائي الحالية، ومنع تكرار حدوثها في المستقبل. كما تدعو أيضاً لوضع الحلول المناسبة لإعادة تأهيل المطامر والمكبات الموجودة حالياً، بغرض التخلص من تأثيراتها على البيئة والصحة العامة وجمالية الطبيعة والمناظر العامة. ولهذا فإن الاستراتيجية المناسبة للتعامل مع النفايات الصلبة في محافظة الحسكة، اعتمدت على نتائج تحليل البيانات التي تم جمعها عن واقع المكبات وكمية ونوعية هذه النفايات، ومن ثم الاستعانة بالمراجع والدراسات المتوافرة، بما فيها دراسة المخطط التوجيهي لإدارة النفايات الصلبة في سورية المعد من قبل شركة تريفالور الفرنسية، ووفق المواصفات الأوروبية الخاصة بإدارة النفايات، حسب المهندس عبد الباسط الصلال مدير الخدمات الفنية في الحسكة، والذي أكد أن الاستراتيجية المعتمدة روعي فيها أن تكون قابلة للتطبيق، وفق الإمكانات والموارد المالية والبشرية المتاحة والتي يمكن أن تؤمن خلال فترة تنفيذ المشروع. ووفقاً للاستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات الصلبة في سورية، والمخطط التوجيهي لإدارة النفايات الصلبة المعد من قبل شركة تريفالور الفرنسية، والمعتمد من قبل وزارة الإدارة المحلية، وواقع النفايات الصلبة في محافظة الحسكة, فان الاستراتيجية المحلية لإدارة النفايات الصلبة تركز على تخفيض النفايات الصلبة المنزلية ( البلدية) والصناعية و تحسين عمليات جمعها ونقلها، بالإضافة إلى استعادة وفرز المواد القابلة لإعادة التدوير و إنتاج السماد العضوي و الطمر الصحي وفق شروط نظامية. كما تعتمد هذه الاستراتيجية على جمع ونقل كل النفايات الطبية بشكل منفصل عن بقية أنواع النفايات، لتتم معالجتها بالتعقيم والتطهير ومن ثم طمرها بالمطامر الصحية. ويتضمن الحل المختار للتعامل مع النفايات الصلبة في محافظة الحسكة، مشروعاً يشمل إنشاء مركزي معالجة متكاملين للنفايات الصلبة في مدينتي الحسكة والقامشلي، كونهما أكبر تجمعين سكانيين في المحافظة. ويتألف كل منهما من معمل لتحويل النفايات العضوية الموجودة في النفايات المنزلية إضافة إلى النفايات الزراعية والحيوانية إلى سماد، ومركز لتعقيم وتطهير وتقطيع النفايات الطبية المتولدة في جميع الفعاليات الصحية، ومن ثم نقلها إلى المطمر الصحي المخصص لاستقبال جميع أنواع النفايات التي لا يمكن الاستفادة منها في التحويل إلى سماد، إضافة إلى الأتربة والأنقاض القادمة من كل مدينة والتجمعات السكنية المحيطة بها، والنفايات الطبية المعقمة القادمة من مركزي التعقيم في المدينتين.. ومبنى تخزين النفايات الخطرة المخصص لاستقبال النفايات الصناعية الخطرة المتولدة في المحافظة بكامل قطاعاتها الأربعة حسب تقسيم شركة تريفالور الفرنسية الدارسة للمشروع. أما بالنسبة للنفايات الطبية فيتقرر مصيرها في أماكن تولدها عن بقية أنواع النفايات، وذلك وفق الدراسة المعتمدة من قبل وزارة الإدارة المحلية، والتي نفذتها شركة تيبودين الهولندية، ومن ثم تـُجمع وتـُنقل بشكل منفصل من خلال آليات ذات مواصفات خاصة، إلى مركز المعالجة لتعقيمها وتطهيرها ونقلها إلى المطمر الصحي المخصص لها. كما يجب أن تـُجمع النفايات الخطرة وتنقل إلى خلية تخزين خاصة في مركز المعالجة المتكامل في منطقة الحسكة. ويوضح المهندس الصلال، إن الغاية من هذين المركزين هي إنشاء معمل تحويل النفايات العضوية إلى سماد باستطاعة 350 طناً / يوم في الحسكة و 450 طناً / يوم في القامشلي من النفايات الصلبة البلدية. مع إمكانية فرز النفايات للاستفادة من بعض مكوناتها ومن ثم نقل المرفوضات إلى المطمر الصحي، ونقل السماد الناتج إلى ساحات تخزين مناسبة. وبناء محطة لمعالجة 50 طن في السنة في كل مركز من النفايات الطبية بواسطة التعقيم. و بناء مطمر صحي نظامي باستطاعة لا تقل عن 150 طناً في اليوم في الحسكة. و250 طناً في اليوم في القامشلي. و تشييد مباني الإدارة ومباني الخدمات الفنية الأخرى حسبما هو وارد في الدراسة. و تقديم و تركيب كافة التجهيزات و المعدات اللازمة لتشغيله و استثماره ( مفتاح باليد ). وتبلغ المساحة الإجمالية لكل مركز بحدود / 500000 / م2 بأبعاد وسطية / 1000م ×500م/ ويضمـّان: معمل تحويل النفايات العضوية إلى سماد، ومحطة تعقيم النفايات الطبية (الاوتوكليف ) مع المباني التابعة لها، ومبنى الإدارة، ومبنى المحرس والقبان، ومبنى الورشة والمغسل، ومحطة الوقود، والعدة والأدوات والتجهيزات اللازمة للتشغيل، والفرش و الأثاث المكتبي اللازم، الآليات اللازمة لتشغيل المشروع، والمطمر الصحي.  كما يشمل المشروع بناء مطامر صحية نظامية، لاستقبال جميع أنواع النفايات التي لا يمكن الاستفادة منها في التحويل إلى سماد، إضافة إلى الأتربة والأنقاض القادمة من المدن والتجمعات السكانية المحيطة بها، والنفايات الطبية المعقمة القادمة من مركز التعقيم في منطقة القامشلي. وجمع و نقل النفايات الصناعية الخطرة بشكل منفصل إلى مركز المعالجة المتكامل في الحسكة. و تتوضع هذه المطامر في كل من معبدة لمنطقة المالكية باستطاعة لا تقل عن 370 طناً في اليوم وفي تل تمر لمنطقة رأس العين باستطاعة لا تقل عن عن 150 طناً في اليوم وفي كشكش زيانات للمنطقة الجنوبية من المحافظة باستطاعة لا تقل عن 60 طناً في اليوم، إضافة إلى تشييد مباني الإدارة ومباني الخدمات الفنية الأخرى حسبما هو وارد في الدراسة. وتقديم و تركيب كافة التجهيزات و المعدات اللازمة لتشغيل هذه المطامر و استثمارها (مفتاح باليد). ويشمل المشروع أيضاً بناء ست محطات نقل لتجميع النفايات الصلبة البلدية من التجمعات السكانية الصغيرة، ومن ثم نقلها إلى المطمر المركزي أو مركز المعالجة المتكامل المحدد. و تتوضع هذه المحطات في كل من رأس العين باستطاعة 130 طناً في اليوم. و الشدادي باستطاعة 130 طناً في اليوم . وبئر الحلو باستطاعة 28 طناً في اليوم. وتل حميس باستطاعة 75 طناً في اليوم . والقحطانية باستطاعة 102 طن في اليوم. والخشافية باستطاعة 94 طناً في اليوم . مع تقديم و تركيب كافة التجهيزات و المعدات اللازمة لتشغيلها و استثمارها ( مفتاح باليد )، حيث يرد إلى كل محطة عدد من السيارات و الجرارات والآليات الضاغطة الناقلة للقمامة، من شوارع وأحياء الوحدات الإدارية التابعة لها، لتفرغ حمولتها من القمامة في ساحة التفريغ داخل المحطة، ومن ثم يقوم تركس دولاب بإعادة تعبئة هذه النفايات في شاحنات كبيرة، لتقوم بدورها بنقل القمامة إلى مركز المعالجة المتكامل أو إلى المطمر الصحي المخصص لها. وتبلغ المساحة الإجمالية لكل واحدة من هذه المحطات بحدود / 5 / دونمات.  و تتضمن الأهداف العامة المراد تحقيقها بتطوير إدارة النفايات الصلبة في محافظة الحسكة، التقليل من التأثيرات البيئية في مجال إدارة النفايات الصلبة، بما في ذلك التأثيرات المتعلقة بتلوث المياه السطحية والجوفية والهواء والتربة والروائح الكريهة والتأثيرات البصرية. وكذلك التقليل من التأثيرات الصحية الناتجة عن النفايات، بما في ذلك التأثيرات المتعلقة بالأمراض التي ترتبط بالنفايات وبالآفات والحشرات المستوطنة فيها. إلى جانب تطوير مستوى النظافة في المحافظة. وأكد المهندس الصلال أن هناك أولويات معتمدة في تنفيذ مشروع إدارة النفايات الصلبة في المحافظة، وتتضمن هذه الأولويات تجهيز الخلايا في مركزي المعالجة و المطامر الصحية الثلاثة وإنشاء محطات النقل وإنشاء محطة معالجة النفايات الطبية في مركز المعالجة في الحسكة، إضافة إلى تأهيل مكب القمامة لمدينة القامشلي وتجهيز وحدة تخزين النفايات الخطرة و تأمين الآليات والتجهيزات وإنشاء معامل السماد ومحطات الفرز في مركزي المعالج. بقي أن نشير إلى أن مشروع إدارة النفايات الصلبة الجاري تنفيذه في محافظة الحسكة، ينفذ وفق أحدث و آخر التقنيات في العالم في مجال معالجة النفايات الصلبة وإدارتها. حيث تم أثناء دراسة المشروع تجاوز كافة السلبيات والأخطاء الموجودة في المشاريع المماثلة المنفذة في مناطق ودول أخرى.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة