أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ "الكنيسة والحكومة والشعب اللبناني ضدّ تدخل "حزب الله" وأيّ فريق لبناني في الحرب السورية، لأنّ اللبنانيين سئموا الحرب ولغتها وأدواتها".

وأوضح الراعي في حديث الى قناة "الجزيرة"، أنه "تناول مع رئيس الوزراء القطري الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، ما سمعه عن تضييق على التأشيرات التي تُمنح للبنانيين بسبب الأزمة السورية، وأنّ رئيس الوزراء لم يربط هذا الموضوع بتدخل "حزب الله" في سوريا".

وطرح الراعي حلاً لمشكلة النازحين السوريين، يقضي بـ"نقلهم إلى مناطق آمنة في الداخل السوري، لتجنيب لبنان المشكلات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية"، مشدداً على "رفضه استعداد دول عدّة لاستقبال النازحين، لأنّ هذا يهدف لتفريغ سوريا من شعبها وثقافتها".

وراى انّ "ما يؤخر الإفراج عن المطرانَين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، هو مكانهما المجهول، ولا أحد يتبنّى اختطافهما، أو يعلن مطالبه للإفراج عنهما، وعلى رغم هذا تلقيت وعداً رسمياً من الشيخ تميم بالمساعدة على إطلاقهما"، مؤكداً أنّ "المسيحيين ليسوا أقليات في المنطقة بل هم أصيلون بحكم المواطنة وقدموا إلى هذه المنطقة قبل المسلمين بستمئة عام". وقال: "لدينا دور أساسي ورسالة وثقافة زرعناها في هذا الشرق، نريد حقوقنا بإسم المواطنة، لا نريد حماية من أحد، ولا تستطيع أن تحاكمني بإسم الدين، الغرباء في أرضهم هم الأقلية، أما نحن فمواطنون أصيلون بهذه الأرض ولسنا دخلاء عليها".

وعمّا يجري في دول الربيع العربي وتحديداً استهداف المسيحيين، سأل الراعي: "لماذا يُعتدى على المسيحيّين دائماً في حالات الفوضى؟"، مشددا على ان "المسيحي ليس تابعاً أو مسانداً للنظام السياسي في البلدان العربية، بل هو مواطن يحترم الأنظمة ويعرف كيف يتعامل معها وهذا ما يدفع النظام لمبادلته الاحترام، وهذا حصل في العراق أيّام الرئيس الراحل صدام حسين وهو ما يحصل الآن بسوريا".

وشدّد الراعي على أنّ "المسيحيين لم يدعموا فريقا ضدّ آخر في أيّ نزاع، فهم يسيرون بين النقاط لكي لا يُحمّلوا أيّ مسؤولية لإراقة الدماء وزهق الأرواح".

وحذّر من "مخطّط لتفتيت العالم الإسلامي وإضعافه، ومحاولات لإنشاء دويلات طائفية ومذهبية وإذكاء الخلافات الداخلية بين أصحاب الدين الواحد"، مشيراً إلى أنّ "المسيحيين عددهم قليل ولا يتحملون العيش في العنف والقتل والتدمير، فيهاجرون وعندما يهاجر المسيحي يخسر العالم الإسلامي جزءاً أساسياً من ثقافته".

وعن تأخير تاليف الحكومة، أسف الراعي "لاستخدام بعض اللبنانيين مفردة الفراغ، لأنّ البلاد تملك دستوراً وقوانين وديمقراطية، أبرز معالمها التداول السلمي للسلطة"، مضيفاً: "بعد أشهر من تكليف الرئيس تمام سلام، ثَبُت أنّ السنّي في لبنان مرتبط سياسياً وعضوياً بالسعودية، أما الشيعي فمرجعيته السياسة إيران، وهذا مغاير للمسيحيين الذين لا يرتبطون بالخارج".

وسأل الراعي عن "أهمية مصطلح السيادة، طالما لا يستطيع اللبنانيون تأليف حكومة في الداخل من دون الاتفاق بين سوريا والسعودية سابقاً والآن بين إيران والسعودية، فمصالح الدول المتضاربة تؤخر التأليف واللبناني يدفع الثمن"، وشدّد على أنّ "لبنان مقبل في أيار على انتخاب رئيس جمهورية جديد، ومن يتكلم عن الفراغ يحمل نيات غير سليمة"، داعياً الى "إقرار قانون انتخابات".
  • فريق ماسة
  • 2013-10-24
  • 10643
  • من الأرشيف

الراعي: نحن ضد تدخل أي فريق في أزمة سوريا لأنّ اللبنانيين سئموا الحرب

أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ "الكنيسة والحكومة والشعب اللبناني ضدّ تدخل "حزب الله" وأيّ فريق لبناني في الحرب السورية، لأنّ اللبنانيين سئموا الحرب ولغتها وأدواتها". وأوضح الراعي في حديث الى قناة "الجزيرة"، أنه "تناول مع رئيس الوزراء القطري الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، ما سمعه عن تضييق على التأشيرات التي تُمنح للبنانيين بسبب الأزمة السورية، وأنّ رئيس الوزراء لم يربط هذا الموضوع بتدخل "حزب الله" في سوريا". وطرح الراعي حلاً لمشكلة النازحين السوريين، يقضي بـ"نقلهم إلى مناطق آمنة في الداخل السوري، لتجنيب لبنان المشكلات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية"، مشدداً على "رفضه استعداد دول عدّة لاستقبال النازحين، لأنّ هذا يهدف لتفريغ سوريا من شعبها وثقافتها". وراى انّ "ما يؤخر الإفراج عن المطرانَين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، هو مكانهما المجهول، ولا أحد يتبنّى اختطافهما، أو يعلن مطالبه للإفراج عنهما، وعلى رغم هذا تلقيت وعداً رسمياً من الشيخ تميم بالمساعدة على إطلاقهما"، مؤكداً أنّ "المسيحيين ليسوا أقليات في المنطقة بل هم أصيلون بحكم المواطنة وقدموا إلى هذه المنطقة قبل المسلمين بستمئة عام". وقال: "لدينا دور أساسي ورسالة وثقافة زرعناها في هذا الشرق، نريد حقوقنا بإسم المواطنة، لا نريد حماية من أحد، ولا تستطيع أن تحاكمني بإسم الدين، الغرباء في أرضهم هم الأقلية، أما نحن فمواطنون أصيلون بهذه الأرض ولسنا دخلاء عليها". وعمّا يجري في دول الربيع العربي وتحديداً استهداف المسيحيين، سأل الراعي: "لماذا يُعتدى على المسيحيّين دائماً في حالات الفوضى؟"، مشددا على ان "المسيحي ليس تابعاً أو مسانداً للنظام السياسي في البلدان العربية، بل هو مواطن يحترم الأنظمة ويعرف كيف يتعامل معها وهذا ما يدفع النظام لمبادلته الاحترام، وهذا حصل في العراق أيّام الرئيس الراحل صدام حسين وهو ما يحصل الآن بسوريا". وشدّد الراعي على أنّ "المسيحيين لم يدعموا فريقا ضدّ آخر في أيّ نزاع، فهم يسيرون بين النقاط لكي لا يُحمّلوا أيّ مسؤولية لإراقة الدماء وزهق الأرواح". وحذّر من "مخطّط لتفتيت العالم الإسلامي وإضعافه، ومحاولات لإنشاء دويلات طائفية ومذهبية وإذكاء الخلافات الداخلية بين أصحاب الدين الواحد"، مشيراً إلى أنّ "المسيحيين عددهم قليل ولا يتحملون العيش في العنف والقتل والتدمير، فيهاجرون وعندما يهاجر المسيحي يخسر العالم الإسلامي جزءاً أساسياً من ثقافته". وعن تأخير تاليف الحكومة، أسف الراعي "لاستخدام بعض اللبنانيين مفردة الفراغ، لأنّ البلاد تملك دستوراً وقوانين وديمقراطية، أبرز معالمها التداول السلمي للسلطة"، مضيفاً: "بعد أشهر من تكليف الرئيس تمام سلام، ثَبُت أنّ السنّي في لبنان مرتبط سياسياً وعضوياً بالسعودية، أما الشيعي فمرجعيته السياسة إيران، وهذا مغاير للمسيحيين الذين لا يرتبطون بالخارج". وسأل الراعي عن "أهمية مصطلح السيادة، طالما لا يستطيع اللبنانيون تأليف حكومة في الداخل من دون الاتفاق بين سوريا والسعودية سابقاً والآن بين إيران والسعودية، فمصالح الدول المتضاربة تؤخر التأليف واللبناني يدفع الثمن"، وشدّد على أنّ "لبنان مقبل في أيار على انتخاب رئيس جمهورية جديد، ومن يتكلم عن الفراغ يحمل نيات غير سليمة"، داعياً الى "إقرار قانون انتخابات".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة