هل سيكون بندر بن سلطان أول ضحايا جنيف؟! في خبر نشر يوم العاشر من أيلول أي قبل الحادي عشر من أيلول بيوم جاء فيه أن مؤسسة "عالم واحد للبحث والإعلام" كلفت مستشاريها القانونيين بإعداد ملف لمقاضاة بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود

بسبب ارتكابه العديد من جرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية، وتمويل العديد من الأعمال الإرهابية وابتزاز مؤسسات دستورية. وكلفت المؤسسة بحسب البيان مستشاريها بإعداد الملف تمهيداً لرفع الدعاوى.

وقال السفير السوري في الأردن اللواء بهجت سليمان وفي حديث لـ"قناة الميادين" إن بندر بن سلطان هو القائد الحقيقي لتنظيم القاعدة.

وتقاطعاً مع ما قاله بهجت سليمان نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريراً أعده ديفيد أوزبورن قال فيه إن ظهور بندر السفير السابق في واشنطن كشخصية محورية في الحرب الدائرة على سوريا هو محاولة من الولايات المتحدة وحلفائها لتغيير توازن ساحة القتال هناك، لذا تم العمل بصورة حصرية لحشد التأييد الدولي للمعارضة المسلحة السورية، بما في ذلك تسليحها وتدريبها سعياً لإسقاط الرئيس بشار الأسد.

وينبه أوزبورن إلى أن المخابرات السعودية برئاسة بندر بن سلطان كانت أول من نبه حلفاءها الغربيين إلى ضرورة اتهام النظام السوري باستخدام غاز السارين؛ وتطرق إلى فشل بندر في الرحلة التي قام بها في وقت سابق إلى روسيا، في إقناع الرئيس فلاديمير بوتين بسحب تأييده للرئيس السوري.

فشل بندر وحلفاؤه الغربيون في تغيير موقف روسيا والموقف الصلب لإيران جعل الغرب يبحث عن مخرج حيث تمثل ذلك بالاتفاق الروسي الأميركي على الملف الكيماوي السوري، في حين يرى خبراء ومحللون أن الاتفاق أو التسوية لن تتوقف عنده، بل باتت تشمل الصراع القائم في سوريا بكليته، وهذا ما يظهره الحراك الدبلوماسي القائم بين البلدين.

يقول رئيس هيئة التنسيق الوطنية المعارضة حسن عبد العظيم: من الغباء أن تتوقع السعودية أن يكون لها وزن في هذه التسوية فهي ليست إلا أداة تستخدمها الولايات المتحدة متى شاءت وفي حال منعت السعودية التابعين لها كالائتلاف الوطني السوري من حضور مؤتمر جنيف فإنها تكون قد عزلت نفسها. ورأى عبد العظيم أن القادة السعوديون يتصرفون بغباء مطلق في هذه الآونة وهو ما نرى انعكاساته على تصرفات وأفعال التابعين له.

كلام عبد العظيم المعارض السوري المخضرم ينبه إلى مسألة في غاية الأهمية وهي أن بندر وهو القائد الميداني الفعلي للعمليات السعودية في سوريا والمنطقة، يجهد اليوم بكل الوسائل للحفاظ على ما حققته المجموعات القاعدية في سوريا وتفادي خسارة مدوية قد تسبب استبعاد السعودية عن ساحة القرار الدولي، وخروجها من مظلة الجناح الأميركي، في الوقت الذي تشهد فيه الساحة السعودية «صراع نفوذ» بين بندر وأولاد عمه محاولاً البقاء كرقم صعب في الصيغة الحاكمة حالياً في المملكة، قبل أن تتسبب التسوية الروسية – الأميركية بخسارة كبيرة للسعودية وإلقاء تبعات الخسارة عليه.

هذا إذا ما توقفنا عند الكلام الخطير وغير المسبوق الذي قاله جيفري فيلتمان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية (السفير الأميركي السابق في بيروت) من أنه لم ير «أوقح وأسوأ من الحكومة السعودية»، مضيفاً «لا أعرف كيف ستواصل هذه الإدارة الحكم!»

وكلام فيلتمان السياسي الأميريكي العتيد تقاطع مع ما قالته الخارجية الروسية من أن تخلي السعودية عن مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن يعني تخلي السعودية عن العمل الجماعي للحفاظ على السلم والأمن الدوليين في العالم.

ويبقى القول إن ما يحققه الجيش العربي السوري في الميدان في معظم مناطق المواجهة مع المجموعات المسلحة هو من سيغير موازين القوى لصالح النظام في سوريا وهو ما سيقوى موقف النظام وحلفاؤه في جنيف.

في حين لم تنفع كل الإغراءات وكل الدعم المالي والعسكري لكل أصناف المجموعات الإرهابية أو الغطاء السياسي لهذه المجموعات ـ أي ما يسمى الائتلاف الوطني المعارض ـ في جمع هؤلاء تحت صيغة واحدة سياسية أو عسكرية ما أدى إلى خيبة كبرى لدى واشنطن وحلفائها الإقليميين وهو سيستمر في الأسابيع القليلة المقبلة وإن من خلال ما يجري تحضيره دبلوماسياً لمؤتمر «جنيف ـ 2» المرجّح منتصف الشهر المقبل فالمعارضة ستضطر للمشاركة من دون شروط مسبقة كما أن هذه المعارضة لن تكون في وفد واحد أو رؤية موحدة.

السؤال الآن : إذا انعقد مؤتمر جنيف2 وطرح حلاً سياسياً للأزمة في سورية.. الأكيد أنه سيقر بوجود القاعدة وهي الموجودة فعلاً كجبهة النصرة ودولة ما يسمى العراق والشام (داعش) ومن هنا سيكون من حق الدولة السورية محاربة القاعدة والاستعانة بالدول الأخرى حتى ولو كان من بين هذه الدول الولايات المتحدة! السؤال الأهم كيف سيكون وضع السعودية كدولة وبندر بن سلطان كشخص وهم من أوجد القاعدة في سورية؟

وفي هذا الإطار يأتي قول الرئيس الأسد لقناة الميادين إن بندر بن سلطان جزء من منظومة تخضع لأميركا وتعمل ضد سورية، والسعودية ما هي إلا دولة تدعم المجموعات الإرهابية في سورية وتمدها بالمال والسلاح علناً وتدعمها سياسياً وإعلاميا.

وبالتالي قد يكون بندر بن سلطان هو أول ضحايا جنيف، إن لم تكن السعودية ذاتها!

  • فريق ماسة
  • 2013-10-22
  • 15112
  • من الأرشيف

هل سيكون بندر بن سلطان أول ضحايا جنيف؟!

هل سيكون بندر بن سلطان أول ضحايا جنيف؟! في خبر نشر يوم العاشر من أيلول أي قبل الحادي عشر من أيلول بيوم جاء فيه أن مؤسسة "عالم واحد للبحث والإعلام" كلفت مستشاريها القانونيين بإعداد ملف لمقاضاة بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود بسبب ارتكابه العديد من جرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية، وتمويل العديد من الأعمال الإرهابية وابتزاز مؤسسات دستورية. وكلفت المؤسسة بحسب البيان مستشاريها بإعداد الملف تمهيداً لرفع الدعاوى. وقال السفير السوري في الأردن اللواء بهجت سليمان وفي حديث لـ"قناة الميادين" إن بندر بن سلطان هو القائد الحقيقي لتنظيم القاعدة. وتقاطعاً مع ما قاله بهجت سليمان نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريراً أعده ديفيد أوزبورن قال فيه إن ظهور بندر السفير السابق في واشنطن كشخصية محورية في الحرب الدائرة على سوريا هو محاولة من الولايات المتحدة وحلفائها لتغيير توازن ساحة القتال هناك، لذا تم العمل بصورة حصرية لحشد التأييد الدولي للمعارضة المسلحة السورية، بما في ذلك تسليحها وتدريبها سعياً لإسقاط الرئيس بشار الأسد. وينبه أوزبورن إلى أن المخابرات السعودية برئاسة بندر بن سلطان كانت أول من نبه حلفاءها الغربيين إلى ضرورة اتهام النظام السوري باستخدام غاز السارين؛ وتطرق إلى فشل بندر في الرحلة التي قام بها في وقت سابق إلى روسيا، في إقناع الرئيس فلاديمير بوتين بسحب تأييده للرئيس السوري. فشل بندر وحلفاؤه الغربيون في تغيير موقف روسيا والموقف الصلب لإيران جعل الغرب يبحث عن مخرج حيث تمثل ذلك بالاتفاق الروسي الأميركي على الملف الكيماوي السوري، في حين يرى خبراء ومحللون أن الاتفاق أو التسوية لن تتوقف عنده، بل باتت تشمل الصراع القائم في سوريا بكليته، وهذا ما يظهره الحراك الدبلوماسي القائم بين البلدين. يقول رئيس هيئة التنسيق الوطنية المعارضة حسن عبد العظيم: من الغباء أن تتوقع السعودية أن يكون لها وزن في هذه التسوية فهي ليست إلا أداة تستخدمها الولايات المتحدة متى شاءت وفي حال منعت السعودية التابعين لها كالائتلاف الوطني السوري من حضور مؤتمر جنيف فإنها تكون قد عزلت نفسها. ورأى عبد العظيم أن القادة السعوديون يتصرفون بغباء مطلق في هذه الآونة وهو ما نرى انعكاساته على تصرفات وأفعال التابعين له. كلام عبد العظيم المعارض السوري المخضرم ينبه إلى مسألة في غاية الأهمية وهي أن بندر وهو القائد الميداني الفعلي للعمليات السعودية في سوريا والمنطقة، يجهد اليوم بكل الوسائل للحفاظ على ما حققته المجموعات القاعدية في سوريا وتفادي خسارة مدوية قد تسبب استبعاد السعودية عن ساحة القرار الدولي، وخروجها من مظلة الجناح الأميركي، في الوقت الذي تشهد فيه الساحة السعودية «صراع نفوذ» بين بندر وأولاد عمه محاولاً البقاء كرقم صعب في الصيغة الحاكمة حالياً في المملكة، قبل أن تتسبب التسوية الروسية – الأميركية بخسارة كبيرة للسعودية وإلقاء تبعات الخسارة عليه. هذا إذا ما توقفنا عند الكلام الخطير وغير المسبوق الذي قاله جيفري فيلتمان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية (السفير الأميركي السابق في بيروت) من أنه لم ير «أوقح وأسوأ من الحكومة السعودية»، مضيفاً «لا أعرف كيف ستواصل هذه الإدارة الحكم!» وكلام فيلتمان السياسي الأميريكي العتيد تقاطع مع ما قالته الخارجية الروسية من أن تخلي السعودية عن مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن يعني تخلي السعودية عن العمل الجماعي للحفاظ على السلم والأمن الدوليين في العالم. ويبقى القول إن ما يحققه الجيش العربي السوري في الميدان في معظم مناطق المواجهة مع المجموعات المسلحة هو من سيغير موازين القوى لصالح النظام في سوريا وهو ما سيقوى موقف النظام وحلفاؤه في جنيف. في حين لم تنفع كل الإغراءات وكل الدعم المالي والعسكري لكل أصناف المجموعات الإرهابية أو الغطاء السياسي لهذه المجموعات ـ أي ما يسمى الائتلاف الوطني المعارض ـ في جمع هؤلاء تحت صيغة واحدة سياسية أو عسكرية ما أدى إلى خيبة كبرى لدى واشنطن وحلفائها الإقليميين وهو سيستمر في الأسابيع القليلة المقبلة وإن من خلال ما يجري تحضيره دبلوماسياً لمؤتمر «جنيف ـ 2» المرجّح منتصف الشهر المقبل فالمعارضة ستضطر للمشاركة من دون شروط مسبقة كما أن هذه المعارضة لن تكون في وفد واحد أو رؤية موحدة. السؤال الآن : إذا انعقد مؤتمر جنيف2 وطرح حلاً سياسياً للأزمة في سورية.. الأكيد أنه سيقر بوجود القاعدة وهي الموجودة فعلاً كجبهة النصرة ودولة ما يسمى العراق والشام (داعش) ومن هنا سيكون من حق الدولة السورية محاربة القاعدة والاستعانة بالدول الأخرى حتى ولو كان من بين هذه الدول الولايات المتحدة! السؤال الأهم كيف سيكون وضع السعودية كدولة وبندر بن سلطان كشخص وهم من أوجد القاعدة في سورية؟ وفي هذا الإطار يأتي قول الرئيس الأسد لقناة الميادين إن بندر بن سلطان جزء من منظومة تخضع لأميركا وتعمل ضد سورية، والسعودية ما هي إلا دولة تدعم المجموعات الإرهابية في سورية وتمدها بالمال والسلاح علناً وتدعمها سياسياً وإعلاميا. وبالتالي قد يكون بندر بن سلطان هو أول ضحايا جنيف، إن لم تكن السعودية ذاتها!

المصدر : غسان رمضان يوسف


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة