وقفت دولة قطر منذ بداية الأزمة السورية الى جانب المعارضة ماديا ومعنويا، اليوم نجدها تقترح على الحكومة السورية إعادة العلاقات الدبلوماسية.

 إلا ان دمشق لم ترد على هذا الاقتراح حتى الآن. وقد أكد مصادر مطلعة صحة ما اعلنته قناة “الميادين” اللبنانية عن رغبة قطر بتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية. وحسب قول المصدر، فقد ارسلت قطر رسالة الى دمشق عبر بيروت. خلال تبادل الأسرى اللبنانيين مع الطيارين التركيين اللذين كانا مختطفين في لبنان. شارك في هذه المفاوضات اضافة الى الجانبين التركي واللبناني الجانب القطري الذي يحظى بتأثير مباشر في المعارضة السورية. وقد استلمت بيروت اضافة الى الحجيج رسالة موجهة الى دمشق. ولم ترد الحكومة السورية على المقترحات التي تضمنتها رسالة الدوحة. ويبدو ان الرئيس السوري وحكومته يدرسان مضمون الرسالة. إن هذا الحدث هو مفاجأة غير متوقعة. أولا، لأن قطر رغم صغرها، إلا انها غنية جدا وطموحة وساهمت الى جانب المملكة السعودية في تصعيد العنف بسورية. وثانيا، لأن قطر منذ بداية الازمة السورية قبل سنتين اتخذت موقفا متعنتا من الاستراتيجية والتكتيك على المسار السوري. كما ان قطر تمول باستمرار المعارضة السورية، ناهيك عن أن قناتي “الجزيرة” القطرية و”العربية” السعودية تقدمان الدعم الإعلامي للمعارضة السورية. لم يرق للولايات المتحدة والعربية السعودية نشاط قطر على الجبهة السورية، بسبب الهزيمة التي لحقت ب"الجيش الحر" على يد القوات النظامية، اضافة الى انتخاب الاسلامي غسان هيتو لرئاسة حكومة الائتلاف الانتقالية، وهو لا يحظى بدعم الغرب والعربية السعودية، بسبب تعاطفه مع “الاخوان المسلمين”. اضافة الى أن أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني أصر على تسوية الأزمة السورية عسكريا، دون ان يأخذ بالاعتبار موقف الغرب والسعودية من ذلك. وكما هو معلوم تمخضت المفاوضات الخاصة بهذا الشأن عن استقالة الأمير وتسليم السلطة الى نجله تميم بن حمد آل ثاني في 25 يونيو/حزيران 2013 . وكانت المملكة السعودية تتوقع ان يكون الأمير الشاب اكثر تجاوبا، ولكن يبدو ان آمالها لم تتحقق، على الرغم من بعض الهدوء الذي يظهر في الخطاب العسكري الصارم للدوحة.

  • فريق ماسة
  • 2013-10-21
  • 10947
  • من الأرشيف

قطر تبحث عن طريقة للوصول الى الاسد

وقفت دولة قطر منذ بداية الأزمة السورية الى جانب المعارضة ماديا ومعنويا، اليوم نجدها تقترح على الحكومة السورية إعادة العلاقات الدبلوماسية.  إلا ان دمشق لم ترد على هذا الاقتراح حتى الآن. وقد أكد مصادر مطلعة صحة ما اعلنته قناة “الميادين” اللبنانية عن رغبة قطر بتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية. وحسب قول المصدر، فقد ارسلت قطر رسالة الى دمشق عبر بيروت. خلال تبادل الأسرى اللبنانيين مع الطيارين التركيين اللذين كانا مختطفين في لبنان. شارك في هذه المفاوضات اضافة الى الجانبين التركي واللبناني الجانب القطري الذي يحظى بتأثير مباشر في المعارضة السورية. وقد استلمت بيروت اضافة الى الحجيج رسالة موجهة الى دمشق. ولم ترد الحكومة السورية على المقترحات التي تضمنتها رسالة الدوحة. ويبدو ان الرئيس السوري وحكومته يدرسان مضمون الرسالة. إن هذا الحدث هو مفاجأة غير متوقعة. أولا، لأن قطر رغم صغرها، إلا انها غنية جدا وطموحة وساهمت الى جانب المملكة السعودية في تصعيد العنف بسورية. وثانيا، لأن قطر منذ بداية الازمة السورية قبل سنتين اتخذت موقفا متعنتا من الاستراتيجية والتكتيك على المسار السوري. كما ان قطر تمول باستمرار المعارضة السورية، ناهيك عن أن قناتي “الجزيرة” القطرية و”العربية” السعودية تقدمان الدعم الإعلامي للمعارضة السورية. لم يرق للولايات المتحدة والعربية السعودية نشاط قطر على الجبهة السورية، بسبب الهزيمة التي لحقت ب"الجيش الحر" على يد القوات النظامية، اضافة الى انتخاب الاسلامي غسان هيتو لرئاسة حكومة الائتلاف الانتقالية، وهو لا يحظى بدعم الغرب والعربية السعودية، بسبب تعاطفه مع “الاخوان المسلمين”. اضافة الى أن أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني أصر على تسوية الأزمة السورية عسكريا، دون ان يأخذ بالاعتبار موقف الغرب والسعودية من ذلك. وكما هو معلوم تمخضت المفاوضات الخاصة بهذا الشأن عن استقالة الأمير وتسليم السلطة الى نجله تميم بن حمد آل ثاني في 25 يونيو/حزيران 2013 . وكانت المملكة السعودية تتوقع ان يكون الأمير الشاب اكثر تجاوبا، ولكن يبدو ان آمالها لم تتحقق، على الرغم من بعض الهدوء الذي يظهر في الخطاب العسكري الصارم للدوحة.

المصدر : نيزافيسيمايا غازيتا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة