ذكرت صحيفة “السفير” أن “مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم توجه الأحد إلى دمشق، في زيارة غير معلنة، حيث التقى اللواء علي مملوك وشكره على الدور الذي أدّته القيادة السورية في إنجاز عملية تحرير المخطوفين، كما بحث معه في ما يمكن فعله لاستعادة المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم”.

ولفتت الصحيفة إلى أن “اللواء ابراهيم أبلغ البطريرك يوحنا يازجي أنه بات مؤكدا أن شقيقه المطران بولس اليازجي لا يزال على قيد الحياة”.

إلى ذلك، أكدت الصحيفة أن “بعض التفاصيل الطارئة في ربع الساعة الأخير، كادت تعرقل المهمة، أو على الأقل تؤخرها”، مشيرة إلى أنّ بعض كبار المسؤولين اللبنانيين تبلّغوا فجأة أن الأتراك يشترطون للسماح بمغادرة الزوار التسعة إلى الحرية، أن يتم أولا تسليم المخطوفين التركيين الاثنين وأن يغادرا مطار بيروت إلى بلادهما”.

وأوردت الصحيفة وقائع الساعات الأخيرة في عملية إطلاق الزوار التسعة لافتة إلى أن ” المسؤولون فوجئوا بهذا الطلب الذي لا يفيد صورة تركيا، باعتبار انه يُظهرها طرفا مباشرا في ملف الخطف وبالتالي في عملية التبادل، لكنهم قرروا عدم تفويت فرصة إنهاء هذه القضية والدخول في متاهات جديدة.

وعلى الفور، تبلغ كل من مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا والمسؤول الأمني في حركة “أمل” أحمد البعلبكي، من قيادتيهما، ضرورة ممارسة أقصى الضغوط للإسراع في تسلم وتسليم الطيارين التركيين اللذين كانا يتواجدان في المرحلة الأولى من اختطافهما في الجنوب ثم نقلا لاحقا إلى البقاع.

وعلمت “السفير” أنّ اتصالان هاتفيان أجراهما وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بكل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وطلب خلالهما تأمين تواصل ما مع المخطوفين التركيين، للتأكد من سلامتهما، فكان له ما أراد، وجرى بث شريط فيديو يتضمن تسجيلا لهما.

وبحسب معلومات “السفير”، فانّ العملية برمتها كادت تتعثر لولا حصول مداخلات على أعلى المستويات مع القيادة السورية في الساعات الحاسمة، مشيرة إلى أن دمشق كانت حذرة في التعامل المجاني الذي يفضي إلى تقديم تنازلات لفصائل المعارضة المسلحة وإطلاق سراح معتقليها تباعا، في مقابل الإفراج تارة عن مخطوفين إيرانيين وطورا عن مخطوفين لبنانيين، فيما لا يزال عدد كبير من مناصري النظام معتقلين لدى المجموعات المسلحة”.

وأضافت الصحيفة: “صحيح أن الرئيس بشار الأسد يدرك أن حلفاءه قدموا الكثير لدعم صموده وأنهم بالتالي يستحقون رد بعض من الجميل لهم، لكنه يشعر في الوقت ذاته انه بات يحتاج إلى كل موقوف لدى النظام لمبادلته بالمعتقلين من جنود وضباط الجيش السوري. أوصل الأسد الرسالة وسجل موقفه، ثم عاد وتجاوب مع الجهود التي بذلت من جهات عدة لتسهيل صفقة تحرير الزوار اللبنانيين.

  • فريق ماسة
  • 2013-10-20
  • 9893
  • من الأرشيف

تفاصيل الربع ساعة الأخيرة من إطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين

ذكرت صحيفة “السفير” أن “مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم توجه الأحد إلى دمشق، في زيارة غير معلنة، حيث التقى اللواء علي مملوك وشكره على الدور الذي أدّته القيادة السورية في إنجاز عملية تحرير المخطوفين، كما بحث معه في ما يمكن فعله لاستعادة المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم”. ولفتت الصحيفة إلى أن “اللواء ابراهيم أبلغ البطريرك يوحنا يازجي أنه بات مؤكدا أن شقيقه المطران بولس اليازجي لا يزال على قيد الحياة”. إلى ذلك، أكدت الصحيفة أن “بعض التفاصيل الطارئة في ربع الساعة الأخير، كادت تعرقل المهمة، أو على الأقل تؤخرها”، مشيرة إلى أنّ بعض كبار المسؤولين اللبنانيين تبلّغوا فجأة أن الأتراك يشترطون للسماح بمغادرة الزوار التسعة إلى الحرية، أن يتم أولا تسليم المخطوفين التركيين الاثنين وأن يغادرا مطار بيروت إلى بلادهما”. وأوردت الصحيفة وقائع الساعات الأخيرة في عملية إطلاق الزوار التسعة لافتة إلى أن ” المسؤولون فوجئوا بهذا الطلب الذي لا يفيد صورة تركيا، باعتبار انه يُظهرها طرفا مباشرا في ملف الخطف وبالتالي في عملية التبادل، لكنهم قرروا عدم تفويت فرصة إنهاء هذه القضية والدخول في متاهات جديدة. وعلى الفور، تبلغ كل من مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا والمسؤول الأمني في حركة “أمل” أحمد البعلبكي، من قيادتيهما، ضرورة ممارسة أقصى الضغوط للإسراع في تسلم وتسليم الطيارين التركيين اللذين كانا يتواجدان في المرحلة الأولى من اختطافهما في الجنوب ثم نقلا لاحقا إلى البقاع. وعلمت “السفير” أنّ اتصالان هاتفيان أجراهما وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بكل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وطلب خلالهما تأمين تواصل ما مع المخطوفين التركيين، للتأكد من سلامتهما، فكان له ما أراد، وجرى بث شريط فيديو يتضمن تسجيلا لهما. وبحسب معلومات “السفير”، فانّ العملية برمتها كادت تتعثر لولا حصول مداخلات على أعلى المستويات مع القيادة السورية في الساعات الحاسمة، مشيرة إلى أن دمشق كانت حذرة في التعامل المجاني الذي يفضي إلى تقديم تنازلات لفصائل المعارضة المسلحة وإطلاق سراح معتقليها تباعا، في مقابل الإفراج تارة عن مخطوفين إيرانيين وطورا عن مخطوفين لبنانيين، فيما لا يزال عدد كبير من مناصري النظام معتقلين لدى المجموعات المسلحة”. وأضافت الصحيفة: “صحيح أن الرئيس بشار الأسد يدرك أن حلفاءه قدموا الكثير لدعم صموده وأنهم بالتالي يستحقون رد بعض من الجميل لهم، لكنه يشعر في الوقت ذاته انه بات يحتاج إلى كل موقوف لدى النظام لمبادلته بالمعتقلين من جنود وضباط الجيش السوري. أوصل الأسد الرسالة وسجل موقفه، ثم عاد وتجاوب مع الجهود التي بذلت من جهات عدة لتسهيل صفقة تحرير الزوار اللبنانيين.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة