استهل الكاتب روبرت فيسك مقاله بصحيفة إندبندنت متسائلا بشأن أن الأمر استغرق عقودا لمعرفة حقيقة ما جرى في الجزائر، فإلى متى يجب الانتظار قبل كشف الأسرار المدفونة تحت أنقاض الحرب السورية؟

وقال فيسك إن ما دفعه لهذا التساؤل هو السرية التي ما زالت تحيط بحرب الاستقلال الجزائرية ضد فرنسا بين عام 1954 و1962حيث خاض نظام احتلال فرنسي وحشي حربا ضد مقاومة جزائرية لا تقل قسوة وإصرارا قادتها في المقام الأول جبهة التحرير الوطني، ولعقود رفض الجانبان مناقشة هذه "الحرب المخزية التي كان فيها التعذيب والقتل من أهم سماتها".

وأشار الكاتب إلى أنه رغم عدم دقة أوجه التشابه فإنه على مدى الأشهر الماضية برزت ظاهرة ملحوظة في الجزائر وهي أن العشرات من رجال "المقاومة الفرنسية" الذين شاركوا في الحرب الجزائرية التي انتهت منذ أكثر من نصف قرن قد حضروا إلى دور النشر الصغيرة في الجزائر العاصمة ووهران ومعهم مخطوطات خاصة تحوي تقارير مخيفة عن الحرب الوحشية التي خاضوها والتي عذب وذبح واغتيل فيها رفاقهم بأيدي ضباطهم.

وكما فعلت "المقاومة الفرنسية" برفاقهم، ذبح أفراد جماعات المقاومة الجزائرية بعضهم بعضا، وهو ما يحدث اليوم بين الجيش الحر ومن وصفهم بأعدائه من الثوار الإسلاميين في شمال سورية.

وذكر فيسك أحداثا كثيرة أظهرتها تلك المخطوطات، وعبر عن قلقه بأنه "كيف يمكن تخيل أن أطفال أحد الذين استشهدوا آنذاك -الذين يعتقدون أن والدهم مات برصاص الفرنسيين- يكتشفون أنه قتل تحت التعذيب الجزائري".

وقال إن القصة الحقيقية للحرب الجزائرية الأكثر حداثة من سابقتها -بين الإسلاميين والحكومة في التسعينيات التي بلغ مجموع الوفيات فيها 250 ألف أكثر من سوريا بمائة ألف اليوم- ما زال المؤرخون الجزائريون لا يستطيعون روايتها.

  • فريق ماسة
  • 2013-10-20
  • 5138
  • من الأرشيف

روبرت فيسك: الأمر استغرق عقودا لمعرفة حقيقة ما جرى في الجزائر فإلى متى يجب الانتظار في سورية

استهل الكاتب روبرت فيسك مقاله بصحيفة إندبندنت متسائلا بشأن أن الأمر استغرق عقودا لمعرفة حقيقة ما جرى في الجزائر، فإلى متى يجب الانتظار قبل كشف الأسرار المدفونة تحت أنقاض الحرب السورية؟ وقال فيسك إن ما دفعه لهذا التساؤل هو السرية التي ما زالت تحيط بحرب الاستقلال الجزائرية ضد فرنسا بين عام 1954 و1962حيث خاض نظام احتلال فرنسي وحشي حربا ضد مقاومة جزائرية لا تقل قسوة وإصرارا قادتها في المقام الأول جبهة التحرير الوطني، ولعقود رفض الجانبان مناقشة هذه "الحرب المخزية التي كان فيها التعذيب والقتل من أهم سماتها". وأشار الكاتب إلى أنه رغم عدم دقة أوجه التشابه فإنه على مدى الأشهر الماضية برزت ظاهرة ملحوظة في الجزائر وهي أن العشرات من رجال "المقاومة الفرنسية" الذين شاركوا في الحرب الجزائرية التي انتهت منذ أكثر من نصف قرن قد حضروا إلى دور النشر الصغيرة في الجزائر العاصمة ووهران ومعهم مخطوطات خاصة تحوي تقارير مخيفة عن الحرب الوحشية التي خاضوها والتي عذب وذبح واغتيل فيها رفاقهم بأيدي ضباطهم. وكما فعلت "المقاومة الفرنسية" برفاقهم، ذبح أفراد جماعات المقاومة الجزائرية بعضهم بعضا، وهو ما يحدث اليوم بين الجيش الحر ومن وصفهم بأعدائه من الثوار الإسلاميين في شمال سورية. وذكر فيسك أحداثا كثيرة أظهرتها تلك المخطوطات، وعبر عن قلقه بأنه "كيف يمكن تخيل أن أطفال أحد الذين استشهدوا آنذاك -الذين يعتقدون أن والدهم مات برصاص الفرنسيين- يكتشفون أنه قتل تحت التعذيب الجزائري". وقال إن القصة الحقيقية للحرب الجزائرية الأكثر حداثة من سابقتها -بين الإسلاميين والحكومة في التسعينيات التي بلغ مجموع الوفيات فيها 250 ألف أكثر من سوريا بمائة ألف اليوم- ما زال المؤرخون الجزائريون لا يستطيعون روايتها.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة