دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تباين خطير في المواقف داخل حركة حماس ، بين الداخل والخارج، وهناك جهات في الحركة داخل القطاع تتهم رئيس المكتب السياسي بالانفصال عن الواقع.
وتقول مصادر دبلوماسية عربية لـ (المنــار) أنه منذ سقوط حكم محمد مرسي في مصر فان حركة حماس في القطاع تواجه وضعا صعبا لا يقل صعوبة عن الوضع الذي تعيشه قيادة الحركة في الخارج، لكن، الفارق بين الحالتين، أن حماس في القطاع تكتوي بنيران ذلك.
وتشير المصادر الى أن حماس الداخل وفي رسائل عديدة الى قيامة المكتب السياسي في الخارج دعت الى الخروج بمواقف يمكن أن تخفف من الضغط الذي تعاني منه الحركة، وهو ضغط ليس ناتجا فقط عن حالة الحصار واغلاق الاتفاق وتراجع الواردات المالية الى خزينة حماس، وانما هناك حالة من الغضب المتصاعد داخل قطاع غزة المرشح للانفجار في اية لحظة.
وقيادات حماس في الداخل بدأت تتمحور وتصطف في غالبيتها حول محور يدعو الى ضرورة أن تقوم الحركة بخطوات قد تكون مؤلمة، بالنسبة لها ، خلاصتها الاعتراف الصريح والواضح بأخطائها التي ارتكبتها منذ هبوب رياح ما يسمى بالربيع العربي.
وتنقل المصادر عن مقربين من حماس ومن شخصيات وقيادات في الحركة داخل غزة بأن عدم المبادرة الى اتخاذ تلك الخطوات والاجراءات المؤلمة سيضع حماس أمام مصير صعب، قد يكون شبيها لما واجهه حكم الاخوان في مصر، ومن خلال قوة الشارع وأنه على الحركة عدم تجاهل الدعوات التي تطلقها جماعات شبابية داخل غزة لاسقاط حكمها.
وتضيف المصادر أن الخزينة المالية للحركة في القطاع خاوية وهذا يفرض على قيادة حماس محاولة اعادة الامور الى مجاريها مع ايران، فحالة الانفتاح الدبلوماسي الايراني على الغرب قد تسهل مهمة حماس وأن العلاقة مع ايران قد لا تكون مضرة لها كما كان الحال عليه في السابق، وهذا لا يعني أن القيادة في الداخل تدعو الى الانفصال عن دول خليجية توفر حاليا الحاضنة لقيادات حماس في الخارج، وانما محاولة اتباع مسار أكثر توازنا حتى تتمكن الحركة من تجاوز الوضع الصعب والمؤلم الذي تعاني منه داخليا وخارجيا..
وتفيد المصادر أن قيادات حماس تنادي بالانفتاح على قيادة السلطة في رام الله، ولو كان ذلك انفتاحا شكليا، ويتهم هذه القيادات أعضاء في المكتب السياسي في الخارج يتخذون من مشيخة قطر مقرا لهم بأنهم أصبحوا غير قادرين على التحرك بفعل القيود التي تحيط بهم، وانهم في حالة تمضية للوقت، دون التفكير في ما يخبئه المستقبل لهذه الحركة.
وتتهم هذه القيادات الحمساوية رئيس المكتب السياسي بأن سياسته قد تسببت في تحويل حماس الى ورقة في أيدي الجميع، سواء في أيدي الجماعة الام "الاخوان" أو في أيدي الانظمة المحتضنة للحركة، التي راحت تتنافس فيما بينها معتمدة على ما تملكه من اوراق، وحركة حماس من بين هذه الاوراق، وبشكل أوضح، تقول المصادر أن القيادتين القطرية والتركية كانتا وما زالتا تعتبران حماس احدى الاوراق في تنافسهما لاثبات موقفهما وقدرتهما على التعاون مع الولايات المتحدة في حل الازمات. ومنذ سقوط نظام مرسي في مصر أصبح النظام القطري يتنافس مع الخصم السعودي على القلب الاسرائيلي عبر ورقة حماس وضمان الحفاظ على التهدئة.
وتؤكد المصادر أن حركة حماس تعيش اليوم وضعا صعبا، وهناك تمحور قوي داخل الحركة، وقدرة خالد مشعل على المناورة باتت محدودة، وهذا المحور وجه العديد من الانتقادات لسياسة رئيس المكتب السياسي ناصحا اياه في أكثر من مناسبة سبقت اختياره من جديد رئيسا للحركة بضورة عدم الانفصال عن الاصدقاء والدخول في قطيعة معهم، والمقصود هنا، السياسة التي اتبعها مشعل بتفضيل الابتعاد عن ايران مقابل اللجوء الى الحضن الخليجي والتركي، فحركة حماس تواجه اليوم في غزة تحديا صعبا وخطيرا، وهو امكانية حدوث هبة شعبية ضد حكم الحركة، خاصة في ظل التراجع المستمر والمتواصل لشعبيتها سواء في الضفة أو في غزة، وهو ما اظهرته استطلاعات خاصة أجرتها مراكز استطلاع بتكليف من قيادة الحركة، ولم تنشر نتائج هذه الاستطلاعات، وقد اظهرت نتيجة استطلاع أجراه مركز أبحاث في غزة أن شعبية الحركة تراجعت بنسبة 11% مقارنة مع نفس المدة في العام الماضي.
وتتوقع المصادر الدبلوماسية العربية المراقبة لما يجري داخل حماس أن تتصاعد لهجة الرفض لسياسة رئيس المكتب السياسي ، وأن تصل الى مستويات تجعلها واضحة للعيان، خاصة وأن قيادة الحركة في الداخل تحاول التجذيف بحذر ومنع غرق مركبها في ظل حالة الغضب الشعبي المتنامي في القطاع.
المصدر :
المنار المقدسية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة