من المحتمل أن يكون السيد خالد مشعل هو كبش الفداء لإعادة العلاقات المقطوعة بين حماس والنظام السوري، كون الرجل هو من وقف ودعم بشكل كبير قرار الخروج من سورية إلى قطر مع اشتداد القتال، والتي منها شن هجومه على نظام دمشق، وأعلن وقوفه لجانب" الشعب والثورة"، بعد تأكيدات من الدوحة التي تدعم بشكل كبير المعارضة بأن نظام الأسد لم يعد أمامه سوى القليل من الوقت للانهيار، لذلك أرسل الرجل بأحد مقربيه إلى طهران والضاحية الجنوبية في بيروت لترطيب العلاقة مع النظام السوري .

فخروج مشعل من قيادة حماس، ربما يكون الحل لإرضاء النظام السوري، فمشعل الذي جددت له رئاسة الحركة في الانتخابات الأخيرة، بعد أن انقلبت خلال الأسابيع القليلة التي سبقت الانتخابات الصورة داخل حماس، بانه أصبح الرجل القوي، بعد أن كانت حظوظ نائبه السابق موسى أبو مرزوق أقوى في الفوز بالمنصب، عاد الآن للمربع الأول، وبات ضعيفا في مواجهة خصومه في الحركة الذين رفضوا ترك سورية كالدكتور محمود الزهار.

وآخرون رفضوا أن تكون وقتها الوجهة إلى قطر.

فالزهار الذي ينسب إليه الآن “مهندس العلاقات الإيرانية” بعد أن كادت أن تقطع بشكل كامل، بعد خروج مشعل من سورية إلى قطر ألد خصوم المحور العربي المعتدل للنظام السوري، فالرجل أي (الزهار) تمكن مؤخرا من إعادة بعضا من الدعم المالي الإيراني لحماس، بعد انقطاعه عقب الخروج، وعقد مصالحة مع السيد حسن نصر الله الحليف القريب مع الرئيس بشار الأسد، وتقول معلومات غير مؤكدة أن قادة من حماس بعثوا عبر نصر الله رسائل إلى بشار الأسد لترطيب الموقف المتوتر وفي الطريق إلى عقد مصالحة.

وربما تكون الأزمة مع سورية، وعدم الحصول على الحضن الدافئ من قطر بعد الخروج، ومحاولات المصالحة مع سورية التي تتوسط فيها إيران وحزب الله، تسفر عن تولد ضغط داخل قادة حماس يقوم على أساس أن يغادر مشعل قيادة الحركة، لفشله في إدارة ملف الحركة في ظل المتغيرات السورية والعربية، على خلاف الفترة السابقة التي قاد فيها مشعل الحركة بنجاح خلال تواجدها في الأردن وبعد طرد قادة الحركة من هناك ولجوئهم إلى سورية، خاصة وأن التقديرات تشير إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد يحمل مشعل المسؤولية الكبرى عن تردي العلاقات، وليس كل قادة حماس.

فقد قال الأسد في مقابلة أجريت معه قبل أيام أن حماس حركة غادرة، وأنها اختارت الانحياز لجماعة الإخوان المسلمين، منذ بداية الأزمة، ونفى أن تكون حماس قدمت لنظامه نصائح، في إشارة إلى تصريحات سابقة لمشعل عقب خروجه من دمشق للدوحة، الأسد كشف عن مطالبته لحماس باتخاذ موقف من الشيخ القرضاوي، الذي انتقد فيها سورية، وشكك في إمكانية عودة حماس كـ”حركة مقاومة”.

حديث الانتقاد هذا كان مجمله موجه لسياسات زعيم حماس مشعل، الذي بدأ يدرك الخطر الذي لحق بحركته أولا، وبمكانته ثانيا، حيث وصلت إليه إشارات وانتقادات كثيرة من قبل النظام السوري قبل هذه المقابلة مع الأسد بكثير، فبعث بأحد مقربية وهو محمد نصر عضو المكتب السياسي لحماس في زيارتين الأولى كانت وجهتها العاصمة الإيرانية طهران والثانية إلى الضاحية الجنوبية في بيروت، مقر حزب الله، لاستنباط المواقف من المصالحة مع سورية، لكن الزيارة الأولى لطهران لم تفلح في تحديد موعد لزيارة مشعل، وكأن إيران تريد أن تؤكد على استمرارها في اتخاذ موقف منه يتماشى مع موقف النظام السوري.

وتعد خطوة مشعل هذه تراجعا قليلا إلى الخلف، خاصة وأن مكتبه هو من أصدر بيانا انتقد فيه تدخل الحزب في القتال الدائر في سورية، علاوة عن خطبته التي ألقاها قبل أيام قليلة في بيروت، وحملت العديد من الإشارات الإيجابية تجاه دمشق.

فمشعل رغم النفي الرسمي للحركة يعيش في حالة يعتليها عدم الرضا مما صلت إليه الحركة، خاصة بعد وصوله إلى الدوحة، التي لم تعد تهتم بملف حماس، لانشغالها في الملف السوري والمصري، فلم يتحقق وعد قطر لقائد حماس بانهيار نظام الأسد في غضون أسابيع من خروج حماس، ولم يبق أكبر داعميه في المنطقة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في الحكم.

كثير من المعلومات المؤكدة من قبل شخصيات مطلعة ذكرت لـ “رأي اليوم” أن مشعل غير سعيد في الإقامة في المسكن الراقي الذي وفرته له قطر، بعد خروجه من سورية، وأنه فكر بصوت عال بالخروج إلى السودان، أو الأردن، أو لبنان أو حتى طهران، في ظل استحالة إقامته كنائبة السابق الدكتور موسى أبو مرزوق في مصر، بسبب الأحداث الجديدة التي جعلت من الحركة عدو جديد للحكام المصريين الجدد.

فالرجل الذي كان يمسك كل خيوط اللعب والعمل في حماس ذات يوم، حين كان يقود حماس من دمشق، يعيش اليوم في أسوأ حالاته خاصة وأنه أفضى لمقربيه أنه يعيش في شبة سجن في قطر، بمنعه من الخطابة والحديث للإعلام.

الشخصيات المطلعة ذكرت أن زيارة مشعل الأخيرة لتركيا، وإلقاءه من هناك خطابا مهما للسوريين، جاء لعدم حصوله على إذن قطري، بالقاء كلمة له أمام مؤتمر لنصرة القدس الذي عقد في بيروت، فوجه كلمته للمؤتمر من تركيا عبر تقنية الفيديو كونفرنس، وعمل الرجل من خلال الزيارة القصيرة لتركيا للعودة مجددا للأضواء بعقد اللقاء مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وهو يعلم أن إقامته هناك بشكل دائم أمر مستحيل، إذ سيصار به في نهاية المطاف إلى ما كان عليه في قطر، خاصة بما يتعلق بملف العلاقة مع سورية، التي دخلت في عداء قوي أيضا مع تركيا.

ويتنامى في هذه الأوقات تيار حماس الذي عارض من البداية قطع العلاقات مع طهران وحزب الله، ورفض وقتها الخروج من سورية إلى قطر ويمثل هذا التيار كل من الدكتور محمود الزهار والدكتور موسى أبو مرزوق.

ويدور حديث أن تراجع سياسة حماس خلال وقت قصير كان سببه ضغط الجناح المسلح صاحب النفوذ في إعادة العلاقات مع إيران التي سلحته في وقت مضى بوسائل قتالية متطورة.

  • فريق ماسة
  • 2013-10-17
  • 10440
  • من الأرشيف

حماس تعيد النظر في تواجدها في قطر، ومشعل لا يريد أن يكون “كبش فداء” لاعادة العلاقات مع سورية

من المحتمل أن يكون السيد خالد مشعل هو كبش الفداء لإعادة العلاقات المقطوعة بين حماس والنظام السوري، كون الرجل هو من وقف ودعم بشكل كبير قرار الخروج من سورية إلى قطر مع اشتداد القتال، والتي منها شن هجومه على نظام دمشق، وأعلن وقوفه لجانب" الشعب والثورة"، بعد تأكيدات من الدوحة التي تدعم بشكل كبير المعارضة بأن نظام الأسد لم يعد أمامه سوى القليل من الوقت للانهيار، لذلك أرسل الرجل بأحد مقربيه إلى طهران والضاحية الجنوبية في بيروت لترطيب العلاقة مع النظام السوري . فخروج مشعل من قيادة حماس، ربما يكون الحل لإرضاء النظام السوري، فمشعل الذي جددت له رئاسة الحركة في الانتخابات الأخيرة، بعد أن انقلبت خلال الأسابيع القليلة التي سبقت الانتخابات الصورة داخل حماس، بانه أصبح الرجل القوي، بعد أن كانت حظوظ نائبه السابق موسى أبو مرزوق أقوى في الفوز بالمنصب، عاد الآن للمربع الأول، وبات ضعيفا في مواجهة خصومه في الحركة الذين رفضوا ترك سورية كالدكتور محمود الزهار. وآخرون رفضوا أن تكون وقتها الوجهة إلى قطر. فالزهار الذي ينسب إليه الآن “مهندس العلاقات الإيرانية” بعد أن كادت أن تقطع بشكل كامل، بعد خروج مشعل من سورية إلى قطر ألد خصوم المحور العربي المعتدل للنظام السوري، فالرجل أي (الزهار) تمكن مؤخرا من إعادة بعضا من الدعم المالي الإيراني لحماس، بعد انقطاعه عقب الخروج، وعقد مصالحة مع السيد حسن نصر الله الحليف القريب مع الرئيس بشار الأسد، وتقول معلومات غير مؤكدة أن قادة من حماس بعثوا عبر نصر الله رسائل إلى بشار الأسد لترطيب الموقف المتوتر وفي الطريق إلى عقد مصالحة. وربما تكون الأزمة مع سورية، وعدم الحصول على الحضن الدافئ من قطر بعد الخروج، ومحاولات المصالحة مع سورية التي تتوسط فيها إيران وحزب الله، تسفر عن تولد ضغط داخل قادة حماس يقوم على أساس أن يغادر مشعل قيادة الحركة، لفشله في إدارة ملف الحركة في ظل المتغيرات السورية والعربية، على خلاف الفترة السابقة التي قاد فيها مشعل الحركة بنجاح خلال تواجدها في الأردن وبعد طرد قادة الحركة من هناك ولجوئهم إلى سورية، خاصة وأن التقديرات تشير إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد يحمل مشعل المسؤولية الكبرى عن تردي العلاقات، وليس كل قادة حماس. فقد قال الأسد في مقابلة أجريت معه قبل أيام أن حماس حركة غادرة، وأنها اختارت الانحياز لجماعة الإخوان المسلمين، منذ بداية الأزمة، ونفى أن تكون حماس قدمت لنظامه نصائح، في إشارة إلى تصريحات سابقة لمشعل عقب خروجه من دمشق للدوحة، الأسد كشف عن مطالبته لحماس باتخاذ موقف من الشيخ القرضاوي، الذي انتقد فيها سورية، وشكك في إمكانية عودة حماس كـ”حركة مقاومة”. حديث الانتقاد هذا كان مجمله موجه لسياسات زعيم حماس مشعل، الذي بدأ يدرك الخطر الذي لحق بحركته أولا، وبمكانته ثانيا، حيث وصلت إليه إشارات وانتقادات كثيرة من قبل النظام السوري قبل هذه المقابلة مع الأسد بكثير، فبعث بأحد مقربية وهو محمد نصر عضو المكتب السياسي لحماس في زيارتين الأولى كانت وجهتها العاصمة الإيرانية طهران والثانية إلى الضاحية الجنوبية في بيروت، مقر حزب الله، لاستنباط المواقف من المصالحة مع سورية، لكن الزيارة الأولى لطهران لم تفلح في تحديد موعد لزيارة مشعل، وكأن إيران تريد أن تؤكد على استمرارها في اتخاذ موقف منه يتماشى مع موقف النظام السوري. وتعد خطوة مشعل هذه تراجعا قليلا إلى الخلف، خاصة وأن مكتبه هو من أصدر بيانا انتقد فيه تدخل الحزب في القتال الدائر في سورية، علاوة عن خطبته التي ألقاها قبل أيام قليلة في بيروت، وحملت العديد من الإشارات الإيجابية تجاه دمشق. فمشعل رغم النفي الرسمي للحركة يعيش في حالة يعتليها عدم الرضا مما صلت إليه الحركة، خاصة بعد وصوله إلى الدوحة، التي لم تعد تهتم بملف حماس، لانشغالها في الملف السوري والمصري، فلم يتحقق وعد قطر لقائد حماس بانهيار نظام الأسد في غضون أسابيع من خروج حماس، ولم يبق أكبر داعميه في المنطقة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في الحكم. كثير من المعلومات المؤكدة من قبل شخصيات مطلعة ذكرت لـ “رأي اليوم” أن مشعل غير سعيد في الإقامة في المسكن الراقي الذي وفرته له قطر، بعد خروجه من سورية، وأنه فكر بصوت عال بالخروج إلى السودان، أو الأردن، أو لبنان أو حتى طهران، في ظل استحالة إقامته كنائبة السابق الدكتور موسى أبو مرزوق في مصر، بسبب الأحداث الجديدة التي جعلت من الحركة عدو جديد للحكام المصريين الجدد. فالرجل الذي كان يمسك كل خيوط اللعب والعمل في حماس ذات يوم، حين كان يقود حماس من دمشق، يعيش اليوم في أسوأ حالاته خاصة وأنه أفضى لمقربيه أنه يعيش في شبة سجن في قطر، بمنعه من الخطابة والحديث للإعلام. الشخصيات المطلعة ذكرت أن زيارة مشعل الأخيرة لتركيا، وإلقاءه من هناك خطابا مهما للسوريين، جاء لعدم حصوله على إذن قطري، بالقاء كلمة له أمام مؤتمر لنصرة القدس الذي عقد في بيروت، فوجه كلمته للمؤتمر من تركيا عبر تقنية الفيديو كونفرنس، وعمل الرجل من خلال الزيارة القصيرة لتركيا للعودة مجددا للأضواء بعقد اللقاء مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وهو يعلم أن إقامته هناك بشكل دائم أمر مستحيل، إذ سيصار به في نهاية المطاف إلى ما كان عليه في قطر، خاصة بما يتعلق بملف العلاقة مع سورية، التي دخلت في عداء قوي أيضا مع تركيا. ويتنامى في هذه الأوقات تيار حماس الذي عارض من البداية قطع العلاقات مع طهران وحزب الله، ورفض وقتها الخروج من سورية إلى قطر ويمثل هذا التيار كل من الدكتور محمود الزهار والدكتور موسى أبو مرزوق. ويدور حديث أن تراجع سياسة حماس خلال وقت قصير كان سببه ضغط الجناح المسلح صاحب النفوذ في إعادة العلاقات مع إيران التي سلحته في وقت مضى بوسائل قتالية متطورة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة