دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
عرض رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بني غانتس يوم أمس رؤيته إزاء التطورات الجارية في المنطقة والمخاوف الكامنة في إسرائيل من المستقبل. وأشار في كلمة ألقاها في «معهد بيغين - السادات للدراسات الاستراتيجية» في جامعة بار إيلان إلى أن تجريد سوريا من سلاحها الكيميائي واحتمال التوصل إلى حل ديبلوماسي للأزمة النووية مع إيران تطوران إيجابيان إن تحققا وسلبيان إذا لم يتحققا.
وجاءت كلمة غانتس في إطار ندوة عقدت في المركز بعنوان «20 عاماً من الرؤية الاستراتيجية». وأعرب عن تقديره بأن الكوابيس الأشد هي التي تتعلق بالحرب المقبلة، والتي ستشهد سقوط صواريخ على مقر وزارة الدفاع في تل أبيب. وأشار إلى مخاوف إسرائيلية من أن التطورات في سوريا ستقود إلى قيام تنظيمات «الجهاد العالمي» هناك باختطاف قائد كتيبة إسرائيلي على حدود الجولان.
وبعدما أوضح غانتس الإيجابيات والسلبيات الكامنة في تجريد أو عدم تجريد سوريا وإيران من أسلحتهما غير التقليدية، عدّد سيرورات إضافية مؤثرة في الشرق الأوسط، ومن بينها إبرام تسوية مع السلطة الفلسطينية، وأثر النشاط المصري في سيناء على تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، ونجاح الحكومة اللبنانية في محاولتها فرض سيطرتها على أراضيها. وقال إنه «في فضاء مشوش كهذا علينا التأكد أننا نتصرف في ضوء الأفعال والنتائج، وليس فقط وفق التصريحات. وبكلمات أخرى، فإن اختبار الأفعال وليس شكل الأفعال. وهذه هي الحال أيضاً مع نهاية عهد (الرئيس السوري بشار) الأسد، وأيضاً مع احتمال وقف التعاظم النووي في إيران».
وركز غانتس في كلمته على محاولة تقدير كيف ستبدو الحرب المقبلة، وما هي المخاطر التي سيواجهها الجيش الإسرائيلي في العام 2025. وقال إن «قدرات العدو موجودة هنا فعلاً وقريبة، وهذه المنظمات (الإرهابية والجهادية العالمية) تمتلك قدرات لا تمتلكها دول. ولدى حزب الله قدرات لا تملكها دول، في الحجم والقوة والنوعية والدقة».
ووصف غانتس عدة سيناريوهات لكيفية بدء الحرب المقبلة، وقال «إنها معركة يمكن لبدايتها أن تكون صاروخاً بالغ الدقة يسقط على مقر هيئة الأركان العامة، هكرياه، في تل أبيب، أو هجوم سيبيري (إلكتروني) على موقع يزود إسرائيل بالخدمات اليومية إشارات الطرق أو البنوك، أو تفجير نفق يقود إلى تدمير روضة أطفال أو هجوم جماهيري على مستوطنة مجاورة للحدود».
وأشار غانتس إلى أنه مقابل كل سيناريوهات الرعب يمكن لإسرائيل أن تصمد بإقرار ميزانية دفاع مناسبة. وأضاف أن «الميزانية تلزمنا بتحمل مخاطر أملت أن نتمكن من مواجهتها بشكل أكثر اتزاناً. وواقع كهذا يلزمنا بأن نربط أمننا بالموارد المناسبة». وبحسب كلامه، «فإنه في كل واقع ميزانية، في كل اتجاه لدولة إسرائيل، لن يهب جنود أجانب للدفاع عنها. والجيش الإسرائيلي في العام 2025 سيرتكز على جنود الخدمة الدائمة لجيش العام 2013. وعلى أساس المتقاعدين لسنوات التسعينيات وجنود الاحتياط في سنوات الـ2000».
وعرض رئيس الأركان أمام الحضور حادث اختطاف يمكن أن يقع في الشمال ويشعل جبهة الجولان، «فالتنظيم نفسه الذي يأخذ على عاتقه مسؤولية عن العملية يمكنه أن يشعل كل الحدود في معركة متعددة الجبهات. وحزب الله سيطلق صواريخ، ومنظمات أخرى ستحاول تنفيذ عمليات تسلل إلى داخل هضبة الجولان. ومستوى دقة الصواريخ سيرتفع وحزب الله يمكنه أن يصيب أهدافاً موضعية في كل أراضي إسرائيل. وستطلق صليات مشابهة نحو إيلات. وبالتوازي سيصل المئات من نشطاء حماس إلى حاجز إيرز».
واعتبر غانتس أن هذه السيناريوهات تبدو خيالية، ولكنها في الواقع ليست كذلك، «فالإرهاب على الحدود يبدو أكثر في السنوات الأخيرة، إلى جانب تعاظم قوة هذه المنظمات، كما يزداد التنسيق والترابط بينها». وفوق سيناريوهات الرعب هذه، وفوق المنظومة المادية الملموسة، ستدور رحى حرب سيبيرية هائلة ستؤثر ليس فقط على المنظومات العسكرية، بل أيضاً على المنظومات المدنية.
وشدد رئيس الأركان على أن الأعداء «سيحاولون التسلل إلى شبكات الحواسيب، وأن يرسلوا بلاغات عبثية، وهذه الحرب ستكون نسبياً مذاعة على الهواء وقت حدوثها في كل وسائل الإعلام الممكنة. وكل السيناريوهات هي تهديدات مستقبلية، ولكنها سارية المفعول اليوم أيضاً».
وبعد كل هذا قال «لا أريد أن أرفع منسوب الذعر»، مضيفاً أن «الأجواء الهادئة في هضبة الجولان يمكنها أن تتحول من طوفان لحظي إلى ميدان حرب دموية وسحب دخان. والتدهور المحتمل يلزمنا بالعمل بحزم وبكامل القوة لتوفير ردود عملياتية مناسبة على التهديد الذي يواجهنا. وإلى جانب الرد الموضعي التكتيكي والعملياتي من اللحظة التي تنشب فيها الحرب الوقائية أو الاضطرارية، تنقلب ساعة الرمل، ودولة إسرائيل تدفع بالدم بكل معنى الكلمة في كل ساعة حرب».
المصدر :
حلمي موسى
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة