دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لا يبدو ان مسألة تشكيل «الجيوش» والجبهات في المعارضة ستتوقف قريباً. هذا ما يوحي به إعلان تشكيل «جيش أهل السنة والجماعة» من قبل كتائب وألوية منشقة، بينما دعت عدة فصائل أخرى إلى حقن الدماء في مدينة أعزاز الحدودية، التي لم تتوقف الاشتباكات فيها .....
بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«لواء عاصفة الشمال» التابع لـ«الجيش السوري الحر»، في وقت كسبت فيه القوات السورية جولة ضمن معركة حلب باستعادتها بلدة خناصر الاستراتيجية.
وأعلن، أمس، في شريط فيديو مصور، كل من «لواء أهل الأثر»، و«لواء الفتح»، و«لواء أهل الراية»، و«لواء أسود السنة» في منطقة البوكمال في شرق سوريا، انشقاقهم عن «جبهة الأصالة والتنمية» احد تجمعات الكتائب في «الجيش الحر»، واطلاق تنظيم عسكري جديد سمّي بـ«جيش اهل السنة والجماعة»، ليصبح عدد «جيوش» المعارضة المسلحة في البلد ثلاثة باحتساب «الجيش الحر» و«جيش الإسلام» الذي تشكل حديثاً.
ولم يعرف بعد سبب الانشقاق عن الجبهة التي تنشط في عدة مواقع كريف دمشق وحمص ودير الزور لكن علامات استفهام كبيرة، وضعت عليها لناحية عملها وأهدافها وعلاقتها ببقية الفصائل مقارنة بكل من «الجبهة الإسلامية السورية» و«جبهة تحرير سوريا الإسلامية»، والأخيرتان تعلنان بوضوح هدف إقامة الدولة الإسلامية، بينما يعرف أعضاء «جبهة الأصالة» عن أنفسهم بأنهم مجموعة كتائب معتدلة. بل إن بعض منظري التيار السلفي قد حذروا منهم باعتبارهم مشروعاً لتشكيل «صحوات» على الطريقة العراقية، تحارب الإسلاميين وتنفذ مشاريع وأجندات غربية على حد قولهم.
إلى ذلك، طالب كل من «جيش الإسلام» و«لواء التوحيد» و«حركة أحرار الشام» و«ألوية صقور الشام» و«لواء الحق»، بوجوب حقن الدماء في بلدة أعزاز، والاحتكام إلى «الهيئة الشرعية» في حلب، وذلك في بيان تناقلته صفحات ومواقع إسلامية عبر شبكة الانترنت، تحت عنوان «بيان رقم 2»، حيث دعت فيه إلى وقف فوري لإطلاق النار بين «عاصفة الشمال» و«داعش»، التي حثها الموقعون على سحب القوات والآليات كافة إلى مقارها الأساسية، والاحتكام الفوري إلى المحكمة الشرعية المشتركة للفصائل الإسلامية ضمن «الهيئة الشرعية» في حلب.
لكن البيان لم يلق آذانا مصغية لدى طرفي القتال حيث أشار «المركز الإعلامي في أعزاز»، إلى استمرار الاشتباكات والقصف المتبادل على اكثر من محور في وقت لا تزال المعابر الحدودية مع تركيا مغلقة بقرار من أنقرة .
من جهة أخرى، نجح الجيش السوري باستعادة بلدة خناصر الواقعة على طريق حماه - حلب، بعد معارك مع مسلحي المعارضة أوقعت عشرات القتلى في صفوف الطرفين، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وتعتبر هذه البلدة استراتيجية لجهة تحكمها بطريق الإمداد إلى حلب ما يعني فتح طريق المساعدات إلى المدينة وعودة الحركة إلى الطريق الذي يعتبر شريان المدينة الوحيد حالياً، على اعتبار ان الطريق الذي يربطها باللاذقية يمر ضمن مواقع الاشتباكات، حاله كحال طريق الشام الذي يتوقف عند بلدة معرة النعمان في ادلب، أما مطار حلب الدولي فهو خارج الخدمة بفعل الاشتباكات في محيطه.
وبذلك يؤمن النظام دعماً إضافيا لمنطقة الريف الجنوبي بينما لا يزال الريف الغربي، حيث أكاديمية الهندسة العسكرية تحت مرمى النيران والقذائف منذ سيطرة المسلحين على بلدة خان العسل. كما يبقى الريف الشمالي تحت رحمة «داعش» بينما تدور الاشتباكات ضمن حي الخالدية في مدخل المدينة في محاولة للجيش لاستعادته هو الآخر، وبالتالي تقليص المساحة التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في معركة تدخل عامها الثاني.
في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان وحدات من الجيش «قضت على أفراد مجموعات مسلحة حاولت التسلل الى أحياء ومناطق آمنة في المدينة، ودمرت منصات اطلاق صواريخ ومدافع هاون في قرى كويرس والجديدة وعربيد والاتارب وطريق الباب - حلب في الريف الشمالي، وكذلك في كل من حي صلاح الدين والسويقة».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة