دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تفاوتت ردود الفعل على «رزمة» رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان للإصلاح، بين معارض وبين من اعتبرها إيجابية لكن غير كافية.
وجاءت أعنف الردود من «حزب الحركة القومية» الذي رأى رئيس كتلته البرلمانية أوكتاي فورال أن «الرزمة هي إهانة»، وان طرح الدوائر الضيقة هو «كرمى لعيون حزب العمال الكردستاني».
أما «حزب الشعب الجمهوري» فقال رئيسه كمال كيليتشدار اوغلو ان «الحكومة أدارت ظهرها لمشاكل البلاد الرئيسية وقدمت لنا هذه الإصلاحات لتجنب ضغوط المجتمع. هذه الحزمة لا تشمل أي معالجة لمشاكل» تركيا. وأضاف «انه خداع للشعب ان يتم تقديم عدة تعديلات لمسائل حلها المجتمع منذ زمن طويل بأنها إصلاحات لتعزيز الديموقراطية، على غرار الحق في استخدام أحرف كيو ودبليو واكس».
واتهم كيليتشدار اوغلو الحكومة بأنها أصدرت عبر حزمة الاصلاحات هذه «نسخة مشوهة» للمقترحات التي قدمها حزبه ورفضها «حزب العدالة والتنمية». وقال «اليوم يبدو حزب العدالة والتنمية الاكثر تعلقا بالامر الواقع والحزب الاكثر انغلاقا أمام التغيير. يخالون ان الدولة ملك لهم. يعتبرون أقل اعتراض مقاومة للدولة. العقبة الرئيسية لتطور الديموقراطية في تركيا هي حزب العدالة والتنمية نفسه».
وقالت النائبة عن الحزب صباحات آق كيراز «ليس في الرزمة العلويون ولا بيوت الجمع. وهذا يعني انه لا حاجة للدمقرطة. والمحصلة أنهم لا يريدون المساواة بين المواطنين بل البقاء في السلطة».
وقال النائب قمر غينتش إن الرزمة «تشبه أردوغان. لقد بنيت على الأكاذيب. إنها رزمة لا تحمل سوى الظلامية لتركيا»، فيما قال النائب اردال آقسونغير «كل ما خرج من الرزمة هو اسم جامعة للعلويين وثلاثة أحرف للأكراد و250 دونماً من الأراضي للسريان ومعهد للغجر».
ورأت أوساط «حزب السلام والديموقراطية» الكردي أن «الرزمة لم تشمل التعليم باللغة الأم في المدارس الرسمية» وهي تشكل أكثر من 99 في المئة من المدارس في تركيا. ولم تشمل استخدام اللغة الكردية في القطاع العام في العام 2023 ولم تخفض حاجز العشرة في المئة لدخول البرلمان، ولم تعدل بعض مواد قانون العقوبات لتخفيض الأحكام على المعتقلين ولم تفتح الباب أمام إقامة حكم ذاتي.
واعتبرت رئيسة «السلام والديموقراطية» غولتان كيشاناق ان «الرزمة ليست للإصلاح بل للانتخابات. وهي وضعت ليس لتلبية احتياجات المجتمع بل احتياجات حزب العدالة والتنمية». وقالت «لقد رأت كل تركيا انها رزمة لا قيمة لها. ان الأكراد يريدون حل مشكلتهم بطريقة ديموقراطية، والعلويين يريدون ايضا حل مشكلتهم بطريقة ديموقراطية، ونحن مع إلغاء استبعاد الآخر. لكن وجدنا ان هذه الرزمة لا تحل أيا من هذه القضايا، ولا تجيب على الاحتياجات الديموقراطية لتركيا. انها رزمة انتخابات لا رزمة دمقرطة».
وقالت قيادة «الكردستاني»، في بيان، «من الواضح ان حزب العدالة والتنمية لا يفهم القضية الكردية وغير جاد في أسلوب تعامله. هذه الحزمة (من الاصلاحات) تبين أنه لا اعتبار لأي شيء غير الفوز بانتخابات اخرى».
وأضافت «إلقاء بعض الفتات لتعطيل (العملية السلمية) يوضح ان هذه الحكومة تفتقر الى العقلية والقدرة اللازمتين للتوصل إلى حل».
ورأى رئيس الفدرالية العلوية البكتاشية علي بلقيز ان «الجبل لم يلد حتى فأرا. لم تشر الرزمة الى وضع بيت الجمع ولا الى درس الدين ولا وضع رئاسة الشؤون الدينية». وقال نائب رئيس «جمعية سلطان عبدال» الثقافية محرم اركان «لم نر شيئا يخص العلويين. لم نسمع أدنى كلمة تخص العلويين».
وقال صاحب صحيفة «صابرو» السريانية توما تشيليك ان «حديث اردوغان عن اعادة أراضي دير مور غابرييل الى السريان أمر خاطئ، كما لو انها ملك له. في الأساس هذه الأراضي عائدة للدير. لا يزال التعامل مع الأقليات كما لو انهم أجانب».
وكتبت صحيفة «ميللييت» ان «اكبر الخيبات كانت في عدم اعادة فتح مدرسة الرهبان في جزيرة هايبلي قرب اسطنبول»، معتبرة ان «ربط ذلك بشرط سماح اليونان ببناء مسجد في أثينا امر غريب». وقالت ان «السماح ببعض الأحرف الكردية في الكتابة، وفتح معهد للغجر، واستعادة أسماء بعض القرى هو مجرد زينة للديكور»، مضيفة ان «الرزمة مجرد بداية، والحريات والديموقراطية لا تؤخذ، بل تنتزع».
المصدر :
محمد نور الدين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة