دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يواصل المسؤولون الأتراك تجنب استخدام مصطلح «إرهابي» على مسلحي «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، ويكتفون باستخدام مصطلح «الراديكالية» عندما يشيرون إليهما.
وقد تكرر ذلك لدى الرئيس التركي عبدالله غول وتكرر أيضا مع وزير الخارجية أحمد داود أوغلو الذي تحدث إلى إحدى المحطات التلفزيونية التركية حول هذا الموضوع.
لكن الأخطر في حديث الوزير التركي أنه أشار إلى أن أعداد المسلحين «الراديكاليين» لن تتراجع، بل ستشهد المزيد من التضخم ما لم يرحل الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال داود اوغلو إن «الأسد لو انسحب قبل عامين لما كان لبنية القاعدة أن تكون في سوريا. ولو أنه انسحب قبل عام واحد لما كانت أعدادها بهذا الحجم الحالي، وإذا لم ينسحب الأسد لاحقا فإن أعداد القاعدة في سوريا ستصبح أكبر في العام المقبل». وأضاف «بقدر ما يتأخر الأسد في الانسحاب، بقدر ما تزداد الأعداد والمخاطر».
واتهم داود أوغلو الأمم المتحدة بأنها ليست مكانا للتمارين، ولو أنها اتخذت التدابير الضرورية منذ البداية لما وصلت الحال في سوريا الى ما عليه الآن. وقال «في ظل استمرار الوضع الراهن فإن المعارضة المعتدلة ستتحول تدريجيا إلى معارضة راديكالية، وستحمل المزيد من المخاطر». ورأى أن «المجتمع الدولي لم يجتز بنجاح الامتحان في المسألة السورية».
وقال داود أوغلو إن «تركيا ليست معزولة في سياستها الخارجية كما يحاول البعض أن يزرع في أذهان الرأي العام»، مضيفا أن «أكبر دليل على ذلك أن عددا كبيرا من وزراء خارجية دول العالم (في الأمم المتحدة) ينتظرون بالدور للدخول واللقاء معي!».
وقال داود أوغلو، الذي التقى نظيره الايراني محمد جواد ظريف ووجه له دعوة لزيارة أنقرة، «عندما تكون دولة كبيرة فمن الطبيعي ألا ترى دائما من يكيل لك المديح»، مضيفا «يجب ألا نتوقع تغييرا دراماتيكيا سريعا في السياسة الخارجية الإيرانية، فإيران دولة متجذرة التقاليد. والتغيير والاستمرارية يسيران جنبا الى جنب».
وانتقدت صحيفة «اوزغور غونديم» الكردية تصريحات المسؤولين الأتراك حول «جبهة النصرة» وعدم وصفها بالإرهابية. وجاء في مقالة في الصحيفة ان «الجميع يرى ما فعله تنظيم القاعدة في باكستان وأميركا وفي العراق وفي تركيا ايضا. لكن وصف القاعدة بالإرهاب وتجنب وصف جبهة النصرة بذلك، واكتفاء داود اوغلو بأن تركيا هي ضد كل الاتجاهات الراديكالية أمر يثير السخرية. أميركا وصفت جبهة النصرة بالإرهاب بينما تركيا ترفض اعتبارها إرهابية. أما مستشار رئيس الحكومة يالتشين آق دوغان فإنه يدين إرهاب القاعدة ويصمت عن إرهاب النصرة. فكفى ذر الرماد في العيون وأعلنوا صراحة: هل أنتم مع النصرة ودولة العراق والشام (داعش) أم أنكم ضدهما؟».
ودعا فؤاد كايمان، في صحيفة «ميللييت»، الحكومة التركية لتغيير سياستها الخارجية، مشيرا إلى دخول عاملين متغيرين في التطورات الإقليمية. وقال «تتعاقب على الشرق الأوسط تطورات سلبية كثيرة، وتدخل السياسة التركية في مأزق. غير أن عاملين قد يغيران وجه اللعبة. الأول التقارب الإيراني - الأميركي والثاني عملية حل المشكلة الكردية في تركيا».
وأضاف «تقارب واشنطن وإيران سينعكس إيجابا على تركيا. وإذا نجحت عملية الحل الكردية ودخلت أنقرة في استراتيجية مشتركة مع أكراد الشرق الأوسط فسيزداد تأثير تركيا في المنطقة وسيقوى بالطبع العامل الكردي كإحدى ركائز اللعبة الإقليمية. لذلك على تركيا أن تعيد تأسيس سياستها الخارجية، تبعا لهذه المتغيرات وتبتعد عن انحباسها في المسألتين السورية والمصرية، وتعود إلى التقارب مع طهران وواشنطن وتل أبيب وبروكسل. وان تكون على علاقة قوية مع الغرب ومنفتحة على الجميع في الشرق».
ودعا شاهين ألباي، في صحيفة «زمان»، أنقرة إلى اعتماد الديبلوماسية والتخلي عن القوة سبيلا لحل الأزمة في سوريا. وكتب ألباي «ترتفع أسهم الحوار بين إيران والولايات المتحدة، والاتفاق الكيميائي بين روسيا والولايات المتحدة أعطى إمكانية لحل الأزمة السورية سلميا». ودعا أنقرة الى أن تعتمد سياسة سورية جديدة، وأن تساهم في جهود وقف النار والمساعي الديبلوماسية لإيجاد حل بدلا من اللجوء إلى القوة ومحاولة تغيير النظام.
المصدر :
السفير /محمد نور الدين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة