دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في ظل استمرار تنازع فصائل المعارضة السورية المسلحة المناطق الشمالية في سورية، خاصة بعد دخول «الدولة الإسلامية في العراق والشام» إلى بلدة أعزاز الأسبوع الماضي، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين وشرق أوسطيين أن تدفق الأسلحة الأميركية إلى مسلحي المعارضة السورية من «المعتدلين» قابله دفعات حديثة من الأموال إلى «المتطرفين الإسلاميين»، أغلبها أتت من خلايا صغيرة من المتبرعين العرب الذين يرون في الصراع السوري خطوة باتجاه صعود الحركات الإسلامية في المنطقة.
ويستخدم المتبرعون بحسب المصادر نفسها، موقع «تويتر» وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي لجمع ملايين الدولارات الأميركية من المسلمين المتعاطفين مع هذه الحركات، والتي تشكل دعماً قوياً للميليشيات الإسلامية التي يبدو أنها تكسب عدداً من المناطق في شمال سورية وشرقها، بالإضافة إلى قتالها في باقي المناطق.
المبالغ التي يتم جمعها عبر الانترنت تنقل إما عبر حسابات مصرفية مرتبطة بهذا الشأن، أو تسلم باليد عبر وسطاء، ويتم ذلك على الأغلب في مدينة غازي عنتاب التركية التي تبعد حوالي 30 كيلومتراً عن الحدود السورية، بحسب مسؤولين استخباريين شرق أوسطيين متابعين لهذه العمليات.
ويضع بعض المتبرعين شروطاً خاصة من أجل تغطية ثمن سلاح معين مثلاً، أو تمويل عملية ما. إذ يمكن لمتبرع أن يدفع 2400 دولار أميركي كتكلفة لسفر وتدريب وتسليح مقاتل أجنبي واحد يجيء إلى سورية.
ويقول مسؤول استخباري رفيع المستوى يعمل في المنطقة للصحيفة أنه يمكن «الحصول على فيديو فيما بعد يظهر للمتبرع ما الذي دفع أمواله عليه».
وفيما اعتمدت تنظيمات مثل «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، و«جبهة النصرة»، و«لواء أحرار الشام» طويلاً على التبرعات الآتية من الخليج، ساعد تدفق الأموال الخاصة المتطرفين على استعادة مكانتهم الميدانية بعد أن خسروا الدعم الذي كانت تؤمنه دول عربية أساسية مثل قطر، التي قطعت تمويلها لمجموعات متطرفة عدة تحت ضغط الولايات المتحدة، والسعودية، بحسب مسؤول شرق أوسطي.
ولفت المسؤولون إلى أن التبرعات الخاصة قوّضت الجهود الغربية لتعزيز واقع ما يسمّى بالفصائل المعتدلة والعلمانية داخل المعارضة السورية المسلحة، وهي المستفيد الأساسي من الأسلحة الأميركية التي بدأت تتدفق إلى سوريا الشهر الماضي.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أنهم عملوا مع حلفائهم في دول الخليج لإيقاف تدفق أموال التبرّعات «الخاصة»، إلا أن تلك الجهود تعقدت نتيجة جامعي التبرّعات المتنصلين من الرقابة المالية. ويستطيع المتبرّعون الاستفادة من التراخي في بعض دول الخليج التي تسمح بجمع التبرعات لإنشاء الجمعيات الخيرية الدينية الصغيرة، وترميم المساجد والأماكن العامة الأخرى.
ميدانياً، تحدّثت أنباء عن «اغتيال أمير» تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أبو عبدالله الليبي في بلدة الدنا بريف إدلب، و«سقوط 4 قتلى و9 جرحى حصيلة الاشتباكات المستمرة بين داعش والجيش الحر في حزانو بريف ادلب».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت، أمس، في موقع للجيش يقع على الطريق الدولية بين دمشق وحمص في مدينة النبك في ريف دمشق، ما أدى إلى سقوط جرحى، ولفت المرصد إلى أن رجلاً «من الدولة الإسلامية في العراق والشام فجر نفسه في سيارة مفخخة بالقرب من مبنى المرور، ما أدى إلى سقوط جرحى وورود أنباء عن قتلى في صفوف القوات النظامية». وأشار المرصد إلى أن التفجير «هو أول عملية معلنة» من هذا النوع لتنظيم «الدولة الإسلامية» المرتبط بـ«القاعدة» في ريف دمشق.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الجيش أحبط «محاولة انتحاري تفجير سيارة مفخخة في المنطقة الصناعية في النبك ودُمّرت السيارة قبل دخولها إلى المنطقة، ما أدى إلى مقتل الإرهابي الانتحاري الذي كان يقودها دون وقوع إصابات بين المواطنين».
وفي شمال دمشق، لفتت «سانا» إلى أن وحدات من الجيش «أحرزت تقدماً كبيراً في ملاحقتها للمجموعات الإرهابية المسلحة في حي برزة»، مشيرة إلى «اكتشاف عدد من الأنفاق في مناطق متفرقة من الحي كان الإرهابيون يستخدمونها في التنقل وتخزين الأسلحة والذخيرة».
إلى ذلك ذكر «المرصد» أن قذيفة هاون أطلقها مسلحو المعارضة سقطت على مجمع السفارة الروسية في حي المزرعة وسط دمشق، ما أدى الى اصابة 3 من موظفي السفارة بجروح طفيفة.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة