بالرغم من استمرار الجيش السوري في ملاحقة المجموعات المسلحة، على مختلف محاور حلب وريفها، إلا ان الحدث البارز كان الاجتياح الذي نفذه مسلحو ما يسمى "دولة الاسلام في الشام والعراق"، باتجاه الريف الحلبي وخصوصاً مدينة اعزاز.

خلافات تنظيم "داعش"، الاسم المختصر الذي يطلق على المجموعات المسلحة المتطرفة القادمة من كل بقاع الارض، للقتال في سورية، تحت اسم "دولة الاسلام في العراق والشام مع ما يسمى "الجيش الحر"، ناجمة عن خلافات ممولين ومشغلين، وليس فيما يتعلق بالعقيدة والأفكار، حيث وصلت الخلافات بينهم إلى حد الاقتتال.

قبل ثلاثة اشهر قام تنظيم "داعش" بافتتاح مقر له في مدينة أعزاز، الأمر الذي جوبه باعتراض كتائب والوية المجموعات المسلحة، وعلى رأسها ما يسمى لواء عاصفة الشمال، وخرجت عدة تظاهرات احتجاجية في المدينة.

وبدأت خلافات ما "يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام" وحلفائهم من "القاعدة"، مع المجموعات المختلفة، التي لا تزال تطلق على نفسها اسم "الجيش الحر"، وبالذات " لواء عاصفة الشمال"، والذي يسيطر على مدينة اعزاز في شمال حلب، والقريبة من الحدود التركية، بعد عودة مقاتلي ذلك اللواء من معركة مطار منغ، حيث قام مسلحو "الدولة الاسلامية" المرابطون عند حاجز المالية داخل مدينة أعزاز، باعتقال مجموعة من عناصر لواء عاصفة الشمال، أثناء عودتهم من جبهة مطار منغ العسكري.

وبحسب مصادر محلية، فإن أحد أسباب أعتقال المجموعة المذكورة، هو رفض ما يسمى لواء "عاصفة الشمال" استيلاء "دولة الاسلام في العراق والشام" على بيوت المدنيين داخل المدينة. وتطورت الاشتباكات بعد فترة عند محاولة عناصر من "داعش" القاء القبض على طبيب الماني موجود في مستشفى اعزاز الميداني، لمعالجة مسلحي المجموعات الارهابية الجرحى، حيث اتهمت "داعش" الطبيب بتصوير مراكز تابعة لها، واستعمالها لصالح مخابرات غربية، الامر الذي اثار حفيظة عناصر ما يسمى لواء "عاصفة الشمال"، الذين رفضوا تسليم الطبيب لعناصر داعش، لتتصاعد الامور بين الطرفين حتى وصلت الى الاشتباك بالأسلحة ووقوع قتلى وجرحى واعتقالات واعدامات بين الطرفين.

ثم هاجمت "داعش" مدينة اعزاز الواقعة تحت سيطرة ما يسمى لواء عاصفة الشمال، وبهجوم خاطف سيطرت "داعش" على مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، وأكدت مصادر محلية أن "داعش سيطرت على مدينة اعزاز بالكامل وقامت باعتقالات ونصب حواجز في المدينة" لتتوسع رقعة الاشتباكات بين الطرفين، لتصل الى منطقتي عندان وحريتان في ريف حلب الشمالي، حيث قامت ما يسمى "بداعش" بمهاجمة حواجز ومقار تابعة لما يسمى بالجيش الحر في تلك المناطق، وترددت انباء عن حشد تقوم به الكتائب التابعة للدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" لمهاجمة البلدتين في ريف حلب الشمالي.

وفي حين يسود الانقسام بلدة عندان، التي تتقاسم فيها قوى عدة السيطرة وتتحيّن الفرصة للتخلص مما يسمى لواء أحرار سوريا وكتائب أخرى صغيرة تشبه في تشكيلها وسلوكياتها ما يسمى بلواء عاصفة الشمال، كذلك توسعت الاشتباكات لتمتد إلى قرية المريمية غرب أعزاز استعداداً لمهاجمتها من قبل "داعش".

 

بنفس التوقيت كانت مدينة الطبقة في الرقة، تدور فيها اشتباكات عنيفة بين ما يسمى دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" وعناصر ما يسمى الجيش الحر، وحتى دير الزور التي شهدت اشتباكات عنيفة بين ما يسمى لواء أحفاد الرسول وداعش، حيث استطاع ما يسمى الدولة الاسلامية في العراق و الشام ابعاده عن مناطق وسط مدينة دير الزور ونهر الفرات، وقامت داعش بتصفية عدد من أبرز قيادات ما يمسى الجيش الحر، وأهمهم قائد لما يسمى كتائب العباس، كاسر جميان، و وليد شداد قائد ما يسمى كتيبة قيصر الهنداوي. وفي الوقت نفسه اصدر ما يسمى لواء عاصفة الشمال بيانا طالب فيه "لواء التوحيد" في حلب وأحد تشكيلات ما يسمى بالجيش الحر، والتابع عملياً للمخابرات التركية، بالمساندة في مواجهة كتائب داعش.

وسط هذه التطورات وصل لواء التوحيد، الذي يعتبر من اهم اذرع المخابرات التركية في شمال سورية، في خطة كان من المقرر لها ان تعيد سيطرة ما يسمى الجيش الحر على بلدة اعزاز، بعد ترهل وانحسار قوة ما يسمى لواء عاصفة الشمال. وذكرت مصادر خاصة أن "الاشتباكات التي وقعت كان سببها تنازع قوة للممولين وفرض سيطرة على المناطق، بالذات بعد تدخل لواء التوحيد المعروف بقربه من المخابرات التركية في خطوة يراها الكثيرون أنها تأكيد على خطة الاتراك، للسيطرة على الحدود، وتثبيت نقاط للواء التوحيد فيها".

 

وقدم ما يسمى "لواء التوحيد" بعد وصوله الى المعبر الحدود مع تركيا مبادرة قائمة للتهدئة، سرعان ما ترجمت الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين المتقاتلين، ويتضمن الاتفاق خروج جميع المحتجزين بسبب الاشتباكات خلال 24 ساعة من تاريخه، ورد جميع الممتلكات المحتجزة لدى كلا الطرفين، وقد تم الاتفاق ايضا على قيام لواء التوحيد بوضع حاجز بين الطرفين لحين انهاء المشكلة في اعزاز، وان يكون المرجع في حل اي خلاف "هيئة شرعية معتبرة من الطرفين" ووقع الإتفاق الطرف الاول ممثلاً بابو عبد الرحمن الكويتي والطرف الثاني بواسطة النقيب احمد غزالة ابو راشد وشهد عليه كل من ابو توفيق من لواء التوحيد وابو ابراهيم الشيشاني.

 

وفي المحصلة اكدت لنا مصادر خاصة ان "تحريك جبهة النصرة ضد الجيش الحر بالتحديد في اعزاز له عدة دلالات خصوصا انه جاء بعد ايام على اسقاط الاتراك طائرة مروحية سورية حيث اكدت لنا هذه المصادر ان المتضرر الاكبر من اي حل في سورية هو اردوغان لذلك حاول افتعال مشلكة من خلال اسقاط الطائرة السورية لضرب اي حلول وجر السوري للرد ولكن عندما تعاطى السورية بحنكة ولم يرد، طلب التركي من بعض عناصر الحر ادخال عدة سيارات مفخخة الى الداخل السوري عبر اعزاز وبما ان البعض من الحر يراهنون على مكان ما لهم في حال الحل السياسي رفضوا ذلك ما جعل التركي يحرك بعض المجموعات المرتبطة به داخل جبهة النصرة للسيطرة على هذه المنطقة والقيام بهذه المهمة".

وتعتبر مدينة أعزاز ومارع وعندان من اهم معاقل ونقاط ارتكاز أساسية للمجموعات المسلحة، بينما تتمتع جماعة "الإخوان المسلمين" بنفوذ كبير على مسلحي مارع، ويذكر أن لواء عاصفة الشمال، هو الجهة الخاطفة للزائرين اللبنانيين التسعة، الذين اختطفوا أثناء عودتهم من زيارة دينية في إيران، عبر تركيا، براً إلى سورية.

  • فريق ماسة
  • 2013-09-20
  • 9661
  • من الأرشيف

المخابرات التركية طلبت من "جبهة النصرة" السيطرة على بلدة اعزاز

بالرغم من استمرار الجيش السوري في ملاحقة المجموعات المسلحة، على مختلف محاور حلب وريفها، إلا ان الحدث البارز كان الاجتياح الذي نفذه مسلحو ما يسمى "دولة الاسلام في الشام والعراق"، باتجاه الريف الحلبي وخصوصاً مدينة اعزاز. خلافات تنظيم "داعش"، الاسم المختصر الذي يطلق على المجموعات المسلحة المتطرفة القادمة من كل بقاع الارض، للقتال في سورية، تحت اسم "دولة الاسلام في العراق والشام مع ما يسمى "الجيش الحر"، ناجمة عن خلافات ممولين ومشغلين، وليس فيما يتعلق بالعقيدة والأفكار، حيث وصلت الخلافات بينهم إلى حد الاقتتال. قبل ثلاثة اشهر قام تنظيم "داعش" بافتتاح مقر له في مدينة أعزاز، الأمر الذي جوبه باعتراض كتائب والوية المجموعات المسلحة، وعلى رأسها ما يسمى لواء عاصفة الشمال، وخرجت عدة تظاهرات احتجاجية في المدينة. وبدأت خلافات ما "يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام" وحلفائهم من "القاعدة"، مع المجموعات المختلفة، التي لا تزال تطلق على نفسها اسم "الجيش الحر"، وبالذات " لواء عاصفة الشمال"، والذي يسيطر على مدينة اعزاز في شمال حلب، والقريبة من الحدود التركية، بعد عودة مقاتلي ذلك اللواء من معركة مطار منغ، حيث قام مسلحو "الدولة الاسلامية" المرابطون عند حاجز المالية داخل مدينة أعزاز، باعتقال مجموعة من عناصر لواء عاصفة الشمال، أثناء عودتهم من جبهة مطار منغ العسكري. وبحسب مصادر محلية، فإن أحد أسباب أعتقال المجموعة المذكورة، هو رفض ما يسمى لواء "عاصفة الشمال" استيلاء "دولة الاسلام في العراق والشام" على بيوت المدنيين داخل المدينة. وتطورت الاشتباكات بعد فترة عند محاولة عناصر من "داعش" القاء القبض على طبيب الماني موجود في مستشفى اعزاز الميداني، لمعالجة مسلحي المجموعات الارهابية الجرحى، حيث اتهمت "داعش" الطبيب بتصوير مراكز تابعة لها، واستعمالها لصالح مخابرات غربية، الامر الذي اثار حفيظة عناصر ما يسمى لواء "عاصفة الشمال"، الذين رفضوا تسليم الطبيب لعناصر داعش، لتتصاعد الامور بين الطرفين حتى وصلت الى الاشتباك بالأسلحة ووقوع قتلى وجرحى واعتقالات واعدامات بين الطرفين. ثم هاجمت "داعش" مدينة اعزاز الواقعة تحت سيطرة ما يسمى لواء عاصفة الشمال، وبهجوم خاطف سيطرت "داعش" على مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، وأكدت مصادر محلية أن "داعش سيطرت على مدينة اعزاز بالكامل وقامت باعتقالات ونصب حواجز في المدينة" لتتوسع رقعة الاشتباكات بين الطرفين، لتصل الى منطقتي عندان وحريتان في ريف حلب الشمالي، حيث قامت ما يسمى "بداعش" بمهاجمة حواجز ومقار تابعة لما يسمى بالجيش الحر في تلك المناطق، وترددت انباء عن حشد تقوم به الكتائب التابعة للدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" لمهاجمة البلدتين في ريف حلب الشمالي. وفي حين يسود الانقسام بلدة عندان، التي تتقاسم فيها قوى عدة السيطرة وتتحيّن الفرصة للتخلص مما يسمى لواء أحرار سوريا وكتائب أخرى صغيرة تشبه في تشكيلها وسلوكياتها ما يسمى بلواء عاصفة الشمال، كذلك توسعت الاشتباكات لتمتد إلى قرية المريمية غرب أعزاز استعداداً لمهاجمتها من قبل "داعش".   بنفس التوقيت كانت مدينة الطبقة في الرقة، تدور فيها اشتباكات عنيفة بين ما يسمى دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" وعناصر ما يسمى الجيش الحر، وحتى دير الزور التي شهدت اشتباكات عنيفة بين ما يسمى لواء أحفاد الرسول وداعش، حيث استطاع ما يسمى الدولة الاسلامية في العراق و الشام ابعاده عن مناطق وسط مدينة دير الزور ونهر الفرات، وقامت داعش بتصفية عدد من أبرز قيادات ما يمسى الجيش الحر، وأهمهم قائد لما يسمى كتائب العباس، كاسر جميان، و وليد شداد قائد ما يسمى كتيبة قيصر الهنداوي. وفي الوقت نفسه اصدر ما يسمى لواء عاصفة الشمال بيانا طالب فيه "لواء التوحيد" في حلب وأحد تشكيلات ما يسمى بالجيش الحر، والتابع عملياً للمخابرات التركية، بالمساندة في مواجهة كتائب داعش. وسط هذه التطورات وصل لواء التوحيد، الذي يعتبر من اهم اذرع المخابرات التركية في شمال سورية، في خطة كان من المقرر لها ان تعيد سيطرة ما يسمى الجيش الحر على بلدة اعزاز، بعد ترهل وانحسار قوة ما يسمى لواء عاصفة الشمال. وذكرت مصادر خاصة أن "الاشتباكات التي وقعت كان سببها تنازع قوة للممولين وفرض سيطرة على المناطق، بالذات بعد تدخل لواء التوحيد المعروف بقربه من المخابرات التركية في خطوة يراها الكثيرون أنها تأكيد على خطة الاتراك، للسيطرة على الحدود، وتثبيت نقاط للواء التوحيد فيها".   وقدم ما يسمى "لواء التوحيد" بعد وصوله الى المعبر الحدود مع تركيا مبادرة قائمة للتهدئة، سرعان ما ترجمت الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين المتقاتلين، ويتضمن الاتفاق خروج جميع المحتجزين بسبب الاشتباكات خلال 24 ساعة من تاريخه، ورد جميع الممتلكات المحتجزة لدى كلا الطرفين، وقد تم الاتفاق ايضا على قيام لواء التوحيد بوضع حاجز بين الطرفين لحين انهاء المشكلة في اعزاز، وان يكون المرجع في حل اي خلاف "هيئة شرعية معتبرة من الطرفين" ووقع الإتفاق الطرف الاول ممثلاً بابو عبد الرحمن الكويتي والطرف الثاني بواسطة النقيب احمد غزالة ابو راشد وشهد عليه كل من ابو توفيق من لواء التوحيد وابو ابراهيم الشيشاني.   وفي المحصلة اكدت لنا مصادر خاصة ان "تحريك جبهة النصرة ضد الجيش الحر بالتحديد في اعزاز له عدة دلالات خصوصا انه جاء بعد ايام على اسقاط الاتراك طائرة مروحية سورية حيث اكدت لنا هذه المصادر ان المتضرر الاكبر من اي حل في سورية هو اردوغان لذلك حاول افتعال مشلكة من خلال اسقاط الطائرة السورية لضرب اي حلول وجر السوري للرد ولكن عندما تعاطى السورية بحنكة ولم يرد، طلب التركي من بعض عناصر الحر ادخال عدة سيارات مفخخة الى الداخل السوري عبر اعزاز وبما ان البعض من الحر يراهنون على مكان ما لهم في حال الحل السياسي رفضوا ذلك ما جعل التركي يحرك بعض المجموعات المرتبطة به داخل جبهة النصرة للسيطرة على هذه المنطقة والقيام بهذه المهمة". وتعتبر مدينة أعزاز ومارع وعندان من اهم معاقل ونقاط ارتكاز أساسية للمجموعات المسلحة، بينما تتمتع جماعة "الإخوان المسلمين" بنفوذ كبير على مسلحي مارع، ويذكر أن لواء عاصفة الشمال، هو الجهة الخاطفة للزائرين اللبنانيين التسعة، الذين اختطفوا أثناء عودتهم من زيارة دينية في إيران، عبر تركيا، براً إلى سورية.

المصدر : العهد / حسين مرتضى


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة