رأت صحيفة "الرياض" السعودية أن "القضية السورية كشفت حقيقة تغير موازين القوى ليس في المنطقة العربية وإنما على الساحة الدولية كلها، لأن محور دول الأطلسي الأساسية أميركا وأوروبا، أمام روسيا والصين غيّر المعادلات القديمة، فعاد الشرق بقوة ليكون قوة مقابلة ليس في مجلس الأمن للنطق بـ"الفيتو" لأي قرار، وإنما باللعبة السياسية التي تسندها القوة العسكرية، وبالتالي فنحن أمام متغير جديد لابد أخذه بالاعتبار في منطقتنا إذ لم يعد القطب الواحد هو من يقرر العمل العسكري أو الدبلوماسي في قضايا قادمة"، مشيرة إلى ان "روسيا قاومت الربيع العربي من خلال مساندتها نظام القذافي الذي أسقطه الغرب فعززت جانبها بدفع جميع إمكاناتها العسكرية والتقنية والسياسية مع نظام الأسد وهي برؤيتنا العربية مناقضة لتوجه الاتحاد السوفيتي الذي ورثته بدعم أي ثورة وقيل إن النظام الروسي نفسه الهش كان يخاف سعير هذا التطور، لكن الحقيقة جاءت بعكس هذا التصور نتيجة استقرارها وبناء اقتصادها وتنشيط صناعاتها العسكرية، ثم إن أوروبا أسيرة حاجتها لنفطها وغازها، تماماً مثل الصين والهند، فاندمجت هذه القوة مع دبلوماسية طويلة النفس حققت في سوريا اختراقاً كبيراً لأميركا التي بان ضعفها بحكم أن المهيمن على القرار ليس الدولة وإنما الشركات عابرة القارات ذوات المصالح التي تجعل أي رئيس أميركي مجبراً على أخذها بالاعتبار في حال الحرب والسلم، ومن هنا جاء المنقذ الروسي في المشكل السوري بحل سحري جديد يوقف الاندفاع الأميركي بنزع السلاح الكيماوي، ويضع روسيا في ميزان المعادلة مع الغرب".

وأشارت الصحبفة إلى ان "منطقتنا العربية التي هي ساحة المعركة، والانقسام العربي بين من يقف مع نظام الأسد وضده، خرجت منها العملية إلى الصفقات الدولية ومع ذلك هناك مساحة متروكة لنا للعب دور صاحب المصلحة لو أبقينا على علاقاتنا مع أميركا وأوروبا بشكلها الموضوعي، لكن بدون إملاء القرارات وفرضها، مقابل فتح حوار جدي ومتوازن مع روسيا وبدون تحفظات، لأن جرح الماضي وفقدانها علاقاتها في المنطقة قد يجرانها إلى تشابكات سياسية وأمنية سواء جاءت من إيران حليفتها في المنطقة أو من سوريا في أي حالة استقرت عليها في المستقبل"، وأضافت: "المعروف أن روسيا ليست دولة إنتاج السلع المدنية، ولكنها مصدر أساسي للسلاح وتملك إمكانات تقنية فضائية هائلة وقاعدة صناعية وتجارية تحتاج إلى الاستثمار ونحن، وخاصة في دول الخليج العربي، نحتاج لتنويع تسليحنا، وتوظيف فائض أموالنا باتجاه قنوات متعددة، وروسيا منجم هائل بإمكاناتها ومساحاتها الهائلة والتي لا تخفى على الصين المستثمر الأول بها، وكذلك أوروبا وخاصة ألمانيا التي لديها التقنيات المتقدمة والمال، والمحتاجة لرقعة روسيا الهائلة في استثمارات تجعلها في مقدمة دول الغرب..

واعتبرت ان "روسيا سلخت ثوبها الأيدلوجي وأبقت على مبدأ المصالح التي تخدم كل الجهات وبالتالي إذا كانت الأزمة السورية تأتي في قلب الحدث، فإننا نستطيع أن نكون جزءاً من الحل قبل أن يفرض علينا، وتبقى روسيا معادلاً موضوعياً لإدارة حوارات تتجه نحو المصارحة، ولديها هذه القابلية، لأن الغرب وسياساته ليست ثابتة ومصلحتنا الوطنية تستدعي أن لا نكون جزءاً من صراعات دولية على حساب وجودنا، وبالتالي فروسيا صعدت لأن تكون مركز قوة لا مجرد هامش اقتصادي وصوت سياسي".

  • فريق ماسة
  • 2013-09-14
  • 10652
  • من الأرشيف

الرياض السعودية:القضية السورية كشفت حقيقة تغير موازين القوى على الساحة

رأت صحيفة "الرياض" السعودية أن "القضية السورية كشفت حقيقة تغير موازين القوى ليس في المنطقة العربية وإنما على الساحة الدولية كلها، لأن محور دول الأطلسي الأساسية أميركا وأوروبا، أمام روسيا والصين غيّر المعادلات القديمة، فعاد الشرق بقوة ليكون قوة مقابلة ليس في مجلس الأمن للنطق بـ"الفيتو" لأي قرار، وإنما باللعبة السياسية التي تسندها القوة العسكرية، وبالتالي فنحن أمام متغير جديد لابد أخذه بالاعتبار في منطقتنا إذ لم يعد القطب الواحد هو من يقرر العمل العسكري أو الدبلوماسي في قضايا قادمة"، مشيرة إلى ان "روسيا قاومت الربيع العربي من خلال مساندتها نظام القذافي الذي أسقطه الغرب فعززت جانبها بدفع جميع إمكاناتها العسكرية والتقنية والسياسية مع نظام الأسد وهي برؤيتنا العربية مناقضة لتوجه الاتحاد السوفيتي الذي ورثته بدعم أي ثورة وقيل إن النظام الروسي نفسه الهش كان يخاف سعير هذا التطور، لكن الحقيقة جاءت بعكس هذا التصور نتيجة استقرارها وبناء اقتصادها وتنشيط صناعاتها العسكرية، ثم إن أوروبا أسيرة حاجتها لنفطها وغازها، تماماً مثل الصين والهند، فاندمجت هذه القوة مع دبلوماسية طويلة النفس حققت في سوريا اختراقاً كبيراً لأميركا التي بان ضعفها بحكم أن المهيمن على القرار ليس الدولة وإنما الشركات عابرة القارات ذوات المصالح التي تجعل أي رئيس أميركي مجبراً على أخذها بالاعتبار في حال الحرب والسلم، ومن هنا جاء المنقذ الروسي في المشكل السوري بحل سحري جديد يوقف الاندفاع الأميركي بنزع السلاح الكيماوي، ويضع روسيا في ميزان المعادلة مع الغرب". وأشارت الصحبفة إلى ان "منطقتنا العربية التي هي ساحة المعركة، والانقسام العربي بين من يقف مع نظام الأسد وضده، خرجت منها العملية إلى الصفقات الدولية ومع ذلك هناك مساحة متروكة لنا للعب دور صاحب المصلحة لو أبقينا على علاقاتنا مع أميركا وأوروبا بشكلها الموضوعي، لكن بدون إملاء القرارات وفرضها، مقابل فتح حوار جدي ومتوازن مع روسيا وبدون تحفظات، لأن جرح الماضي وفقدانها علاقاتها في المنطقة قد يجرانها إلى تشابكات سياسية وأمنية سواء جاءت من إيران حليفتها في المنطقة أو من سوريا في أي حالة استقرت عليها في المستقبل"، وأضافت: "المعروف أن روسيا ليست دولة إنتاج السلع المدنية، ولكنها مصدر أساسي للسلاح وتملك إمكانات تقنية فضائية هائلة وقاعدة صناعية وتجارية تحتاج إلى الاستثمار ونحن، وخاصة في دول الخليج العربي، نحتاج لتنويع تسليحنا، وتوظيف فائض أموالنا باتجاه قنوات متعددة، وروسيا منجم هائل بإمكاناتها ومساحاتها الهائلة والتي لا تخفى على الصين المستثمر الأول بها، وكذلك أوروبا وخاصة ألمانيا التي لديها التقنيات المتقدمة والمال، والمحتاجة لرقعة روسيا الهائلة في استثمارات تجعلها في مقدمة دول الغرب.. واعتبرت ان "روسيا سلخت ثوبها الأيدلوجي وأبقت على مبدأ المصالح التي تخدم كل الجهات وبالتالي إذا كانت الأزمة السورية تأتي في قلب الحدث، فإننا نستطيع أن نكون جزءاً من الحل قبل أن يفرض علينا، وتبقى روسيا معادلاً موضوعياً لإدارة حوارات تتجه نحو المصارحة، ولديها هذه القابلية، لأن الغرب وسياساته ليست ثابتة ومصلحتنا الوطنية تستدعي أن لا نكون جزءاً من صراعات دولية على حساب وجودنا، وبالتالي فروسيا صعدت لأن تكون مركز قوة لا مجرد هامش اقتصادي وصوت سياسي".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة