أثار تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما تأييده لحق المسلمين في بناء مركز ثقافي يضم مسجدًا بالقرب من موقع هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في مانهاتن بمدينة نيويورك انتقادات حادة من جانب محافظين وساسة جمهوريين اعتبر بعضهم أن موقف أوباما "أمر مثير للقلق.

ويحاول الجمهوريون استغلال تصريحات أوباما التي تأتي قبل أشهر من موعد انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني حيث يتوقع محللون أن تسفر عن خسارة كبيرة للحزب الديمقراطي بزعامة أوباما وتحول تركيبة الكونغرس لصالح خصومه الجمهوريين.

وكان الرئيس الأميركي قد جدد أثناء زيارة لساحل الخليج الأميركي تأييده لحق المسلمين في بناء مركز ثقافي بالقرب من موقع هجمات نيويورك، وذلك خلال حفل إفطار أقامه بالبيت الأبيض وحضره دبلوماسيون من دول إسلامية وأعضاء من الجالية الإسلامية بالولايات المتحدة.

ويقول منتقدون إن أوباما بدا في تصريحاته وكأنه يعرب عن تأييده لبناء مركز يسمى "بيت قرطبة"، وردًّا على ذلك أعلن أوباما أنه كان يعلق بتصريحاته تلك على "حق الناس" الذي يكفله الدستور الأميركي وليس على مدى "حكمة" مثل هذا التحرك، وهو ما اعتُبِر تراجعًا منه.

وفي هذا الإطار قال السناتور الجمهوري جون كورنين: أعتقد أنه من غير الحكمة بناء مسجد في موقع فقد فيه ثلاثة آلاف أميركي حياتهم في هجوم إرهابي، وأعتبر أن هذا يثبت أن واشنطن والبيت الأبيض والإدارة والرئيس نفسه يبدون منفصلين عن التيار الرئيسي في أميركا.

كما قال العضو الجمهوري في الكونغرس، بيتر كينغ الذي يدعو إلى تغيير موقع بناء المشروع- إن أوباما أعطى انطباعا واضحا بأنه يؤيد بناء المركز الثقافي لكنه تراجع في اليوم التالي، وكان عليه أن "يكون أكثر وضوحا وتحديدا وألا يغير موقفه من يوم لآخر"، معتبرا أن أوباما "يضع الملح على الجرح".

ووصف زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي، جون بوينر، "موافقة" أوباما على بناء المركز قرب موقع الهجمات بأنها أمر مثير للقلق.

وقال "حقيقة أن يكون من حق أحد فعل شيء ما لا يجعل بالضرورة ما يفعله هو الصواب", مضيفا أن "هذه ليست قضية قانونية أو حرية دينية أو تقسيم مناطق محلية, بل هذه قضية أساسية تتعلق باحترام لحظة مفجعة في تاريخنا

أما رئيس "جماعة القيم الأميركية" المحافظة غير الربحية، جاري بوير، فقال إن تصريحات أوباما أظهرت أن الرئيس فقد الاتصال بمواطنيه، معتبرا أن "القرار الأخير دليل إيجابي على أن الرئيس لا يفهم قيم ومشاعر الشعب الأميركي ولا سيما في الوقت الذي ما زلنا فيه في حرب حول العالم مع الجهاديين".

في المقابل ووسط هذه الهجمات، أثنى النائب الديمقراطي جيرولد نادلر الذي تشمل منطقته موقع هجمات سبتمبر على أوباما, وقال إن "الحكومة ليس لها شأن بتقرير هل ينبغي إقامة دار عبادة للمسلمين قرب المنطقة صفر" أم لا، مشيرا إلى مكان هجمات 11 سبتمبر 2001

وأوضح أن "المغالطة هي أن تنظيم القاعدة هو الذي هاجمنا وليس الإسلام"، وأضاف "لم يهاجمنا كل المسلمين، ولاقى مسلمون حتفهم هناك". كما يؤيد رئيس بلدية مدينة نيويورك مايكل بلومبيرغ بقوة بناء هذا المشروع.

يذكر أنه في وقت سابق من الشهر الحالي مهدت لجنة بمدينة نيويورك الطريق أمام إقامة بيت قرطبة وهو مبنى مؤلف من 13 طابقا يضم غرف اجتماعات وساحة صلاة وقاعة للاجتماعات العامة وحمام سباحة

وأظهر استطلاع للرأي أن قرابة 70% من الأميركيين من مختلف الأطياف السياسية يعارضون بناء هذا المشروع قرب موقع هجمات سبتمبر/أيلول 2001.
  • فريق ماسة
  • 2010-08-15
  • 10921
  • من الأرشيف

هجوم على أوباما لتأييده بناء مسجد

أثار تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما تأييده لحق المسلمين في بناء مركز ثقافي يضم مسجدًا بالقرب من موقع هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في مانهاتن بمدينة نيويورك انتقادات حادة من جانب محافظين وساسة جمهوريين اعتبر بعضهم أن موقف أوباما "أمر مثير للقلق. ويحاول الجمهوريون استغلال تصريحات أوباما التي تأتي قبل أشهر من موعد انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني حيث يتوقع محللون أن تسفر عن خسارة كبيرة للحزب الديمقراطي بزعامة أوباما وتحول تركيبة الكونغرس لصالح خصومه الجمهوريين. وكان الرئيس الأميركي قد جدد أثناء زيارة لساحل الخليج الأميركي تأييده لحق المسلمين في بناء مركز ثقافي بالقرب من موقع هجمات نيويورك، وذلك خلال حفل إفطار أقامه بالبيت الأبيض وحضره دبلوماسيون من دول إسلامية وأعضاء من الجالية الإسلامية بالولايات المتحدة. ويقول منتقدون إن أوباما بدا في تصريحاته وكأنه يعرب عن تأييده لبناء مركز يسمى "بيت قرطبة"، وردًّا على ذلك أعلن أوباما أنه كان يعلق بتصريحاته تلك على "حق الناس" الذي يكفله الدستور الأميركي وليس على مدى "حكمة" مثل هذا التحرك، وهو ما اعتُبِر تراجعًا منه. وفي هذا الإطار قال السناتور الجمهوري جون كورنين: أعتقد أنه من غير الحكمة بناء مسجد في موقع فقد فيه ثلاثة آلاف أميركي حياتهم في هجوم إرهابي، وأعتبر أن هذا يثبت أن واشنطن والبيت الأبيض والإدارة والرئيس نفسه يبدون منفصلين عن التيار الرئيسي في أميركا. كما قال العضو الجمهوري في الكونغرس، بيتر كينغ الذي يدعو إلى تغيير موقع بناء المشروع- إن أوباما أعطى انطباعا واضحا بأنه يؤيد بناء المركز الثقافي لكنه تراجع في اليوم التالي، وكان عليه أن "يكون أكثر وضوحا وتحديدا وألا يغير موقفه من يوم لآخر"، معتبرا أن أوباما "يضع الملح على الجرح". ووصف زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي، جون بوينر، "موافقة" أوباما على بناء المركز قرب موقع الهجمات بأنها أمر مثير للقلق. وقال "حقيقة أن يكون من حق أحد فعل شيء ما لا يجعل بالضرورة ما يفعله هو الصواب", مضيفا أن "هذه ليست قضية قانونية أو حرية دينية أو تقسيم مناطق محلية, بل هذه قضية أساسية تتعلق باحترام لحظة مفجعة في تاريخنا أما رئيس "جماعة القيم الأميركية" المحافظة غير الربحية، جاري بوير، فقال إن تصريحات أوباما أظهرت أن الرئيس فقد الاتصال بمواطنيه، معتبرا أن "القرار الأخير دليل إيجابي على أن الرئيس لا يفهم قيم ومشاعر الشعب الأميركي ولا سيما في الوقت الذي ما زلنا فيه في حرب حول العالم مع الجهاديين". في المقابل ووسط هذه الهجمات، أثنى النائب الديمقراطي جيرولد نادلر الذي تشمل منطقته موقع هجمات سبتمبر على أوباما, وقال إن "الحكومة ليس لها شأن بتقرير هل ينبغي إقامة دار عبادة للمسلمين قرب المنطقة صفر" أم لا، مشيرا إلى مكان هجمات 11 سبتمبر 2001 وأوضح أن "المغالطة هي أن تنظيم القاعدة هو الذي هاجمنا وليس الإسلام"، وأضاف "لم يهاجمنا كل المسلمين، ولاقى مسلمون حتفهم هناك". كما يؤيد رئيس بلدية مدينة نيويورك مايكل بلومبيرغ بقوة بناء هذا المشروع. يذكر أنه في وقت سابق من الشهر الحالي مهدت لجنة بمدينة نيويورك الطريق أمام إقامة بيت قرطبة وهو مبنى مؤلف من 13 طابقا يضم غرف اجتماعات وساحة صلاة وقاعة للاجتماعات العامة وحمام سباحة وأظهر استطلاع للرأي أن قرابة 70% من الأميركيين من مختلف الأطياف السياسية يعارضون بناء هذا المشروع قرب موقع هجمات سبتمبر/أيلول 2001.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة