حذر ناشطون سوريون من إمكانية «انهيار» سد الفرات وحصول «كارثة إنسانية وبيئية» إذا استمر معدل القصف للمناطق المحيطة بالسد في محافظة الرقة، في الوقت الذي صدر تحذير في سياق مشابه لوزارة الزراعة السورية من تلوث مياه بحيرة السد بسبب عمل تخريبي.

ونقلت صحيفة «تشرين»، عن المدير العام لمؤسسة مياه دير الزور المهندس منير إبراهيم قوله إن «عملاً تخريبياً استهدف خطوط النفط المقابلة لمخفر قرية مراط في ريف دير الزور، أدى إلى تسرب فوري للنفط الخام والمياه الثقيلة المعدة للحقن إلى النهر، ما استوجب إيقاف عمل محطات تصفية المياه المحتمل وصول التسرب إليها، بينما بقيت المحطات البعيدة عن التسرب تعمل طبيعية ولا خطر من استعمال المياه الصادرة منها».

ويقع السد تحت سيطرة مسلحي المعارضة منذ نيسان الماضي، إلا أنه بقي يعمل طبيعياً. ووفقا لإبراهيم «فإن التسرب أدى إلى ارتفاع نسبة التلوث بشكل خطر على امتداد الجهة النهرية الشمالية وتحديداً الضفة اليسرى للنهر،» مشيرا إلى أنه «تمت متابعة الموضوع فوراً مع شركة الفرات للنفط التي باشرت ورشاتها بالعمل على إغلاق الصمامات النفطية المخرّبة ما أمكن».

هذا وقدرّت إحدى الجهات النفطية العاملة في المحافظة كمية النفط المخزنة في الخط المذكور بحدود 10 آلاف برميل، وهي كفيلة بتلويث حوالي 40 في المئة من مياه النهر في المجرى المحاذي للمنطقة التي حصل فيها التسرب، الأمر الذي استوجب من ورشات «الفرات للنفط» وضع الحواجز الترابية لمنع أو التخفيف من وصول التسرب إلى مناطق أخرى، مع العلم أن نسبة كبيرة من النفط المسرب ستصل إلى مناطق في شمال سوريا.

وارتفعت أصوات نشطاء معارضين للنظام، محذرة من إمكانية انهيار سد الفرات إذا استمرت المعارك التي تجري في محيطه بين المتقاتلين، منوهة بأن القصف يؤدي إلى تشققات في بدن السد. ويبعد السد عن مدينة الرقة 55 كيلومترا، وعن دير الزور 185 كيلومترا. كما يبعد عن الحدود العراقية 375 كيلومترا.

واعتبر النشطاء، في بيان، أن «التأثير الأكبر يأتي من صواريخ سكود التي يقصف بها الجيش مواقع المسلحين في محيط السد، ما يترك تأثيرا على بنيته».

ورسمت الاستغاثة بيانا كارثيا لاحتمال الانهيار، يتمثل في إمكانية غمر مئات الكيلومترات المربعة وصولا للمدن تحت ثقل مياه يصل ارتفاعها إلى 16 مترا. كما توقعت غرق الملايين إذا حصلت الكارثة، وحصول تلوث بيئي يمتد لعشرات السنين، وانعدام القدرة على استخراج النفط من الآبار التي يقع 80 في المئة منها في منطقة الخطر.

ويبلغ طول سد الفرات 4.5 كيلومترات، بارتفاع يتجاوز الستين متراً. وتشكلت خلف السد بحيرة كبيرة بطول 80 كيلومترا، ومتوسط عرض 8 كيلومترات. وتحتجز هذه البحيرة كمية من المياه تبلغ 14 مليار متر مكعب.

وسبق للسلطات العراقية أن حذرت من انهيار سد الفرات، عقب سيطرة المسلحين عليه، منبهة إلى أن انهياره سيصل بمياه البحيرة إلى منطقة الرمادي. وقال مسؤول حكومي حينها إن خطة وضعت لاستيعاب المياه المتدفقة عبر «تهيئة بحيرتي الحبانية في الفلوجة والقادسية في حديثة والمسطحات المائية المنتشرة في الأنبار لاستيعاب السيول في حال انهيار السد»، معتبرا أن «هذه الخطة ستكون كفيلة بامتصاص الموجة المائية المقبلة من سورية والحيلولة دون تضرر المنازل والأراضي الزراعية».

  • فريق ماسة
  • 2013-09-08
  • 11323
  • من الأرشيف

تحذيرات من انهيار سد الفرات وتلوث بحيرته

حذر ناشطون سوريون من إمكانية «انهيار» سد الفرات وحصول «كارثة إنسانية وبيئية» إذا استمر معدل القصف للمناطق المحيطة بالسد في محافظة الرقة، في الوقت الذي صدر تحذير في سياق مشابه لوزارة الزراعة السورية من تلوث مياه بحيرة السد بسبب عمل تخريبي. ونقلت صحيفة «تشرين»، عن المدير العام لمؤسسة مياه دير الزور المهندس منير إبراهيم قوله إن «عملاً تخريبياً استهدف خطوط النفط المقابلة لمخفر قرية مراط في ريف دير الزور، أدى إلى تسرب فوري للنفط الخام والمياه الثقيلة المعدة للحقن إلى النهر، ما استوجب إيقاف عمل محطات تصفية المياه المحتمل وصول التسرب إليها، بينما بقيت المحطات البعيدة عن التسرب تعمل طبيعية ولا خطر من استعمال المياه الصادرة منها». ويقع السد تحت سيطرة مسلحي المعارضة منذ نيسان الماضي، إلا أنه بقي يعمل طبيعياً. ووفقا لإبراهيم «فإن التسرب أدى إلى ارتفاع نسبة التلوث بشكل خطر على امتداد الجهة النهرية الشمالية وتحديداً الضفة اليسرى للنهر،» مشيرا إلى أنه «تمت متابعة الموضوع فوراً مع شركة الفرات للنفط التي باشرت ورشاتها بالعمل على إغلاق الصمامات النفطية المخرّبة ما أمكن». هذا وقدرّت إحدى الجهات النفطية العاملة في المحافظة كمية النفط المخزنة في الخط المذكور بحدود 10 آلاف برميل، وهي كفيلة بتلويث حوالي 40 في المئة من مياه النهر في المجرى المحاذي للمنطقة التي حصل فيها التسرب، الأمر الذي استوجب من ورشات «الفرات للنفط» وضع الحواجز الترابية لمنع أو التخفيف من وصول التسرب إلى مناطق أخرى، مع العلم أن نسبة كبيرة من النفط المسرب ستصل إلى مناطق في شمال سوريا. وارتفعت أصوات نشطاء معارضين للنظام، محذرة من إمكانية انهيار سد الفرات إذا استمرت المعارك التي تجري في محيطه بين المتقاتلين، منوهة بأن القصف يؤدي إلى تشققات في بدن السد. ويبعد السد عن مدينة الرقة 55 كيلومترا، وعن دير الزور 185 كيلومترا. كما يبعد عن الحدود العراقية 375 كيلومترا. واعتبر النشطاء، في بيان، أن «التأثير الأكبر يأتي من صواريخ سكود التي يقصف بها الجيش مواقع المسلحين في محيط السد، ما يترك تأثيرا على بنيته». ورسمت الاستغاثة بيانا كارثيا لاحتمال الانهيار، يتمثل في إمكانية غمر مئات الكيلومترات المربعة وصولا للمدن تحت ثقل مياه يصل ارتفاعها إلى 16 مترا. كما توقعت غرق الملايين إذا حصلت الكارثة، وحصول تلوث بيئي يمتد لعشرات السنين، وانعدام القدرة على استخراج النفط من الآبار التي يقع 80 في المئة منها في منطقة الخطر. ويبلغ طول سد الفرات 4.5 كيلومترات، بارتفاع يتجاوز الستين متراً. وتشكلت خلف السد بحيرة كبيرة بطول 80 كيلومترا، ومتوسط عرض 8 كيلومترات. وتحتجز هذه البحيرة كمية من المياه تبلغ 14 مليار متر مكعب. وسبق للسلطات العراقية أن حذرت من انهيار سد الفرات، عقب سيطرة المسلحين عليه، منبهة إلى أن انهياره سيصل بمياه البحيرة إلى منطقة الرمادي. وقال مسؤول حكومي حينها إن خطة وضعت لاستيعاب المياه المتدفقة عبر «تهيئة بحيرتي الحبانية في الفلوجة والقادسية في حديثة والمسطحات المائية المنتشرة في الأنبار لاستيعاب السيول في حال انهيار السد»، معتبرا أن «هذه الخطة ستكون كفيلة بامتصاص الموجة المائية المقبلة من سورية والحيلولة دون تضرر المنازل والأراضي الزراعية».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة