أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقوف روسيا ضد العدوان على سورية وكل ما من شأنه توسيع الأزمة فيها وأنها ستساعدها ضد أي عدوان عسكري من الخارج كما تساعدها الآن معتبرا أن استخدام القوة ضد دولة ذات سيادة ممنوع.

وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في سان بطرسبورغ في ختام قمة العشرين "لا أريد حتى التفكير بأن دولة أخرى قد تتعرض لعدوان خارجي وسنساعد سورية كما نساعدها الآن ونعطيها الأسلحة وفي المجال الاقتصادي نتعاون معها وآمل بأنه سيكون هناك تعاون أكثر في المجال الإنساني وخاصة من خلال المساعدات الإنسانية وسندعم الناس المدنيين الذين وجدوا أنفسهم في أوضاع صعبة للغاية الآن".

ولفت بوتين إلى أن القول إن العمل العسكري هو للدفاع أمر لا ينطبق على الوضع في سورية وبما أنه خارج إطار مجلس الأمن فإن نتائج نقاشنا بالأمس تعني أن الذين يريدون أن يتصرفوا بأنفسهم يخرجون عن القانون الدولي.

وبين بوتين أن روسيا ناقشت مطولا الوضع في سورية خلال قمة العشرين وقد انقسمت الدول المشاركة حول توجيه ضربة عسكرية إلى سورية حيث أن روسيا والصين والهند وإندونيسيا التي تمثل أكبر الدول الإسلامية وقفت ضد هذه الضربة كذلك الحال بالنسبة للأرجنتين والبرازيل وجنوب إفريقيا وإيطاليا.

وقال بوتين "يوجد لدينا موقفنا الخاص ونتشاور مع الجميع وهذا أمر مهم ولكن لم يكن منتظرا مساء أمس ما أعلنه مسؤول هندي قال إنه ضد الأعمال الحربية كافة وكان ذلك مدهشا بالنسبة لي وغير منتظر وكذلك مسؤول أندونيسيا الدولة الإسلامية الأكبر من حيث عدد سكانها في العالم كما أن الرئيس البرازيلي كان موقفه حادا وأعرب رئيس جنوب إفريقيا عن أهمية عدم استخدام القوة بشأن سورية وغيرها".

وأشار بوتين إلى أن كلا من بابا الفاتيكان فرنسيس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كانا ضد توجيه ضربة إلى سورية أيضا.

وقال بوتين "إن الولايات المتحدة وتركيا وكندا والسعودية وفرنسا هم مع الضربة كما أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون معها أيضا" مشيرا إلى أن "البرلمان في بريطانيا وقف ضد هذا الموضوع كما أن مستشار ألمانيا أيضا كان حذرا منه ولن يكون مع توجيه أي ضربة".

وبين بوتين أن الغرب يتحدث عن أن الأغلبية في الدول مع توجيه الضربة حسب الآراء والاستطلاعات العامة ولكن "إذا نظرنا إلى نتائج الاستطلاعات فإن أغلب السكان ضد استخدام العملية العسكرية وأنا لا أريد العودة إلى موضوع استخدام الأسلحة الكيميائية فهو استفزاز من قبل المسلحين في سورية والذين يريدون استقدام مساعدة الدول الخارجية".

وأكد بوتين أنه لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل يجب تأمين فعالية القوانين الدولية.

ورأى بوتين أن كل ما هو متعلق بالأحداث في الشرق الأوسط ينعكس تماما على الاقتصاد العالمي لأن هذه المنطقة تمول العالم كله بأكبر كمية من موارد الطاقة مشيرا إلى أن الصراعات في هذه المنطقة تؤثر على أسعار موارد الطاقة فتسبب ارتفاعها بما يؤدي إلى انخفاض تطور الاقتصاد العالمي.

وقال بوتين "في هذا الوقت الصعب الذي يمر به الاقتصاد يظهر جليا أن زعزعة الوضع في الشرق الأوسط غير مجدية تماما بالنسبة للاقتصاد العالمي".

وأشار بوتين إلى أنه أصبحت هناك آليات فعالة لإيجاد التوجهات الأساسية لدول العالم في مجال الاقتصاد والمال وقال "نحن استطعنا أن نعدل الوضع بعد أزمة عام 2008 وقمنا على تعزيز الجهود للنمو الاقتصادي المستقر" مؤكدا أن الوضع في الاقتصاد العالمي الآن افضل مما كان عليه قبل خمس سنوات والنمو الاقتصادي يستعيد قواه ولكن هناك بعض المخاطر.

وأضاف بوتين "نحن في مجموعة العشرين حددنا المسائل أو القضايا الأساسية وهي إيجاد أماكن العمل والنمو الاقتصادي وعودة الثقة إلى الأسواق العالمية وهذا يسمح لعودة الاقتصاد العالمي إلى استقراره" موضحا أن روسيا سوف تلعب دورا مهما في هذا الموضوع معربا عن تقديره لعمل أعضاء هذه المجموعة للعمل الدؤوب.

ولفت بوتين إلى أن الجميع شارك في مناقشة المبادرات الروسية والأهم هو رفع مستوى الشفافية في عمل مجموعة العشرين التي استطاعت أن تصل إلى مستوى جديد من القرارات.

وقال بوتين "استطعنا بشكل فعال أن نصل إلى إيجاد تحفيز لمصادر جديدة للنمو وتوصلنا إلى حل وسط لدعم اقتراحات دعم التطور والنمو الاقتصادي للتحفيز النقدي وكذلك كل دولة وضعت الأهداف للتخلص من ديون الميزانية وإيجاد الإصلاحات الشاملة وكذلك اتخاذ الخطوات لتحسين وضع فرص العمل أو الاعتماد على رأس المال البشري" موضحا أن "هذه الإجراءات يجب أن تزيد من ثقة الأسواق المالية بمخططاتنا وبشكل عام إيجاد الاستثمارات في الاقتصاد الحقيقي أو السوق الحقيقية ما سيؤثر على الاقتصاد العالمي والاقتصاد القومي وإيجاد فرص العمل".

وأكد بوتين أن قادة الدول أكدوا على القرارات التي توصل إليها وزراء العمل والسعي من أجل ايجاد فرص عمل لطبقات المجتمع الشبابية وغيرها والعمل على جمع الضرائب وعودة الأموال إلى الميزانية ما سيخلق فرصا جديدة للاستثمارات وفرص العمل المتعددة ودعم حماية العمال.

وأشار بوتين إلى أنه كان هناك نصائح لتحسين المناخ للاستثمارات المالية وتم التوصل إلى قرارات تمت الموافقة عليها وهو مبدأ رفع مستوى مشاركة الاستثمارات الخاصة والاستثمارات المهمة في المشاريع طويلة الأمد وإعادة إصلاح السياسة الضرائبية للتخلص من الأنظمة التي يجري فيها الهروب من الضرائب من خلال الاتفاق على العمل معا لإيجاد مستويات ومعايير جديدة بهذا الخصوص.

وأوضح بوتين أنه في مجال التجارة أكدت مجموعة العشرين أنها تعمل على دعم منظمة التجارة العالمية وتمديد الالتزامات لدولها لنظام الامتناع عن الحماية التجارية لعام 2016 والتوصل إلى تطابقها مع مبادئ منظمة التجارة العالمية وكذلك التسوية في مجال المصارف بما يسمى معايير بازل 3 والمشتقات المالية.

وأكد بوتين أن قمة العشرين حققت أهدافا جيدة في مجال التنمية وقامت بإقرار خطة التنمية مشيرا إلى هناك خمسة بنود أساسية لعمل مجموعة العشرين مع الدول ذات المدخول المنخفض من حيث تأمين الأمن الاقتصادي ورفع مستوى الثقافة الاقتصادية وبناء البنى التحتية وتطوير القدرات البشرية وتطوير البلدان النامية.

ولفت بوتين إلى أنه في مجال الطاقة أكدت القمة على أنه يجب تأمين الشفافية لأسواق الطاقة والمواد الأولية وما يسمى النمو الأخضر أي الصديق للبيئة والتغيرات المناخية أيضا ودعم تبادل الخبرات في التطوير الاقتصادي ومكافحة الفساد موضحا أن القمة أقرت عددا من الخطط الروسية في مجال مكافحة الفساد واتفقت على تبادل الخبرات في مجال مكافحة الفساد في العالم من خلال المنتديات العالمية.

  • فريق ماسة
  • 2013-09-05
  • 3866
  • من الأرشيف

بوتين: لا أريد حتى التفكير بأن دولة قد تتعرض لعدوان خارجي و سنساعد سورية ونعطيها الأسلحة

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقوف روسيا ضد العدوان على سورية وكل ما من شأنه توسيع الأزمة فيها وأنها ستساعدها ضد أي عدوان عسكري من الخارج كما تساعدها الآن معتبرا أن استخدام القوة ضد دولة ذات سيادة ممنوع. وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في سان بطرسبورغ في ختام قمة العشرين "لا أريد حتى التفكير بأن دولة أخرى قد تتعرض لعدوان خارجي وسنساعد سورية كما نساعدها الآن ونعطيها الأسلحة وفي المجال الاقتصادي نتعاون معها وآمل بأنه سيكون هناك تعاون أكثر في المجال الإنساني وخاصة من خلال المساعدات الإنسانية وسندعم الناس المدنيين الذين وجدوا أنفسهم في أوضاع صعبة للغاية الآن". ولفت بوتين إلى أن القول إن العمل العسكري هو للدفاع أمر لا ينطبق على الوضع في سورية وبما أنه خارج إطار مجلس الأمن فإن نتائج نقاشنا بالأمس تعني أن الذين يريدون أن يتصرفوا بأنفسهم يخرجون عن القانون الدولي. وبين بوتين أن روسيا ناقشت مطولا الوضع في سورية خلال قمة العشرين وقد انقسمت الدول المشاركة حول توجيه ضربة عسكرية إلى سورية حيث أن روسيا والصين والهند وإندونيسيا التي تمثل أكبر الدول الإسلامية وقفت ضد هذه الضربة كذلك الحال بالنسبة للأرجنتين والبرازيل وجنوب إفريقيا وإيطاليا. وقال بوتين "يوجد لدينا موقفنا الخاص ونتشاور مع الجميع وهذا أمر مهم ولكن لم يكن منتظرا مساء أمس ما أعلنه مسؤول هندي قال إنه ضد الأعمال الحربية كافة وكان ذلك مدهشا بالنسبة لي وغير منتظر وكذلك مسؤول أندونيسيا الدولة الإسلامية الأكبر من حيث عدد سكانها في العالم كما أن الرئيس البرازيلي كان موقفه حادا وأعرب رئيس جنوب إفريقيا عن أهمية عدم استخدام القوة بشأن سورية وغيرها". وأشار بوتين إلى أن كلا من بابا الفاتيكان فرنسيس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كانا ضد توجيه ضربة إلى سورية أيضا. وقال بوتين "إن الولايات المتحدة وتركيا وكندا والسعودية وفرنسا هم مع الضربة كما أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون معها أيضا" مشيرا إلى أن "البرلمان في بريطانيا وقف ضد هذا الموضوع كما أن مستشار ألمانيا أيضا كان حذرا منه ولن يكون مع توجيه أي ضربة". وبين بوتين أن الغرب يتحدث عن أن الأغلبية في الدول مع توجيه الضربة حسب الآراء والاستطلاعات العامة ولكن "إذا نظرنا إلى نتائج الاستطلاعات فإن أغلب السكان ضد استخدام العملية العسكرية وأنا لا أريد العودة إلى موضوع استخدام الأسلحة الكيميائية فهو استفزاز من قبل المسلحين في سورية والذين يريدون استقدام مساعدة الدول الخارجية". وأكد بوتين أنه لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل يجب تأمين فعالية القوانين الدولية. ورأى بوتين أن كل ما هو متعلق بالأحداث في الشرق الأوسط ينعكس تماما على الاقتصاد العالمي لأن هذه المنطقة تمول العالم كله بأكبر كمية من موارد الطاقة مشيرا إلى أن الصراعات في هذه المنطقة تؤثر على أسعار موارد الطاقة فتسبب ارتفاعها بما يؤدي إلى انخفاض تطور الاقتصاد العالمي. وقال بوتين "في هذا الوقت الصعب الذي يمر به الاقتصاد يظهر جليا أن زعزعة الوضع في الشرق الأوسط غير مجدية تماما بالنسبة للاقتصاد العالمي". وأشار بوتين إلى أنه أصبحت هناك آليات فعالة لإيجاد التوجهات الأساسية لدول العالم في مجال الاقتصاد والمال وقال "نحن استطعنا أن نعدل الوضع بعد أزمة عام 2008 وقمنا على تعزيز الجهود للنمو الاقتصادي المستقر" مؤكدا أن الوضع في الاقتصاد العالمي الآن افضل مما كان عليه قبل خمس سنوات والنمو الاقتصادي يستعيد قواه ولكن هناك بعض المخاطر. وأضاف بوتين "نحن في مجموعة العشرين حددنا المسائل أو القضايا الأساسية وهي إيجاد أماكن العمل والنمو الاقتصادي وعودة الثقة إلى الأسواق العالمية وهذا يسمح لعودة الاقتصاد العالمي إلى استقراره" موضحا أن روسيا سوف تلعب دورا مهما في هذا الموضوع معربا عن تقديره لعمل أعضاء هذه المجموعة للعمل الدؤوب. ولفت بوتين إلى أن الجميع شارك في مناقشة المبادرات الروسية والأهم هو رفع مستوى الشفافية في عمل مجموعة العشرين التي استطاعت أن تصل إلى مستوى جديد من القرارات. وقال بوتين "استطعنا بشكل فعال أن نصل إلى إيجاد تحفيز لمصادر جديدة للنمو وتوصلنا إلى حل وسط لدعم اقتراحات دعم التطور والنمو الاقتصادي للتحفيز النقدي وكذلك كل دولة وضعت الأهداف للتخلص من ديون الميزانية وإيجاد الإصلاحات الشاملة وكذلك اتخاذ الخطوات لتحسين وضع فرص العمل أو الاعتماد على رأس المال البشري" موضحا أن "هذه الإجراءات يجب أن تزيد من ثقة الأسواق المالية بمخططاتنا وبشكل عام إيجاد الاستثمارات في الاقتصاد الحقيقي أو السوق الحقيقية ما سيؤثر على الاقتصاد العالمي والاقتصاد القومي وإيجاد فرص العمل". وأكد بوتين أن قادة الدول أكدوا على القرارات التي توصل إليها وزراء العمل والسعي من أجل ايجاد فرص عمل لطبقات المجتمع الشبابية وغيرها والعمل على جمع الضرائب وعودة الأموال إلى الميزانية ما سيخلق فرصا جديدة للاستثمارات وفرص العمل المتعددة ودعم حماية العمال. وأشار بوتين إلى أنه كان هناك نصائح لتحسين المناخ للاستثمارات المالية وتم التوصل إلى قرارات تمت الموافقة عليها وهو مبدأ رفع مستوى مشاركة الاستثمارات الخاصة والاستثمارات المهمة في المشاريع طويلة الأمد وإعادة إصلاح السياسة الضرائبية للتخلص من الأنظمة التي يجري فيها الهروب من الضرائب من خلال الاتفاق على العمل معا لإيجاد مستويات ومعايير جديدة بهذا الخصوص. وأوضح بوتين أنه في مجال التجارة أكدت مجموعة العشرين أنها تعمل على دعم منظمة التجارة العالمية وتمديد الالتزامات لدولها لنظام الامتناع عن الحماية التجارية لعام 2016 والتوصل إلى تطابقها مع مبادئ منظمة التجارة العالمية وكذلك التسوية في مجال المصارف بما يسمى معايير بازل 3 والمشتقات المالية. وأكد بوتين أن قمة العشرين حققت أهدافا جيدة في مجال التنمية وقامت بإقرار خطة التنمية مشيرا إلى هناك خمسة بنود أساسية لعمل مجموعة العشرين مع الدول ذات المدخول المنخفض من حيث تأمين الأمن الاقتصادي ورفع مستوى الثقافة الاقتصادية وبناء البنى التحتية وتطوير القدرات البشرية وتطوير البلدان النامية. ولفت بوتين إلى أنه في مجال الطاقة أكدت القمة على أنه يجب تأمين الشفافية لأسواق الطاقة والمواد الأولية وما يسمى النمو الأخضر أي الصديق للبيئة والتغيرات المناخية أيضا ودعم تبادل الخبرات في التطوير الاقتصادي ومكافحة الفساد موضحا أن القمة أقرت عددا من الخطط الروسية في مجال مكافحة الفساد واتفقت على تبادل الخبرات في مجال مكافحة الفساد في العالم من خلال المنتديات العالمية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة