دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تلوح أمريكا بكل أوراقها بعد أن سقط من يدها الجوكر الكيماوي، وتبدأ بدورة جديدة من الأوراق المجهزة سابقاً للعبة لم تحسب لها حساب، فكل الأبواب التي طرقتها أجابت بذات الجواب : “ما باليد حيلة”
ترى هل يملك النظام السوري من القوة ما يجعل أمريكا تبحث عن حلول خارجية مباشرة؟ وهل الضغط العسكري سيولد انفجار الشرق الأوسط المتمسك بالصفيح الساخن كما وصفه الرئيس السوري بشار الأسد؟ وهل هنالك ما يدعو أمريكا للقلق حتى تحرك بوارج حربية باتجاه الساحل السوري؟؟
تقول دوائر القرار في أمريكا أن سورية تملك أقوى رد فعل صاروخي في المنطقة، وأنها حينما لم ترد على ضربات العدو الصهيوني كان لها من النصر نصيب الأسد، فيكفي السوريين نصراً أن ما يدفعه الغرب من مال وأشخاص يحتاج إلى قوة إلاهية لتدمير هيكلية النظام السوري، فقبل عهد الرئيس السوري الحالي “بشار الأسد” كان الرئيس الراحل “حافظ الأسد” صاحب العقل الديبلوماسي -الذي حير أمريكا لعقود – قادراً على تحريك كل حبة تراب من سورية، باتجاه أي هدف يريد..
الرئيس الأسد والقيادة السورية خلال الأزمة اثبتت أن كل ما يحيط بسورية عبارة عن سراب وأنها الحقيقة الوحيدة الموجودة في المنطقة، فبعد الضربة التركية الواضحة التي وجهت لمنطقة رأس العين وتل أبيض، اعتقد التركي أن سورية ستدخل دوامة الموت من جهتها الشمالية، وسقطت الفكرة، وقبلها بفكرة دخول سورية عن طريق مدينة الميادين في الشرق السوري التابعة لمحافظة دير السوري، وأيضاً سقطت الفكرة وكان التنفيذ “سخيفاً”، ومرة أخرى يأتي اللعب على جهة الساحل، فلا مجال للحديث عن دخول دمشق فدخولها أشبه بحلم يراود أبليس منذ عامين بدخول الجنة..
الساحل السوري الذي ينتظر -كما يقال- أربع بوارج حربية أمريكية مزودة بصواريخ “كروز” حسب ما ذكرته ال CBS الأمريكية بتصريح صادر عن الكونغرس الأمريكي، وهل ستخطئ أمريكا ذات الخطأ الإسرائيلي عندما دمرت البارجة “ساعر” على مرمى عيونها؟؟
إن محاولة أمريكا ضرب الساحل السوري هو أقوى دلالة على أن سورية منتصرة ومستمرة في نصرها طويلاً، وذلك للأسباب التالية:
أولاً: يعرف عن أمريكا أنها توجه الضربة العسكرية بطريقتين أولهما أن تكون غير قادرة على تحريك الداخل مطلقاً، والثانية أنها استزفت كل قوى البلد الداخلية وأصبحت الضربة العسكرية بسيطة وغير متعبة، ولكن الحالة الثانية عرف عنها أنها فشلت كما حصل في فيتنام سابقاً، وكما سيحصل في سورية إن وصلت البوارج…
ثانياً: ضرب الساحل السوري هو دليل أمريكي واضح ومعلن عن رغبتها في محاولة دخول الأراضي السورية، والسبب أن أمريكا في فكرها الاستعماري ستوجه قوتها إلى الضرب للسيطرة ولكن ليس بالضرورة أن تستطيع الوصول للهدف، فكما هو معروف أن الطائرتين التركيتين اللتان تم اسقاطهما على شواطئ اللاذقية خلال الفترة السابقة من الأزمة كانتا غير مرئيتين على الرادار السوري بسبب لعبة تقنية ولم تخطئ سورية هدفها حينها، فكيف ستخطئ ببوارجها على بعد أميال بحرية كمن يتصيد عصفور..
ثالثاً: أمريكا وللمرة الأولى في تاريخها أخطأ في كثير من التقديرات المتعلقة بسورية خلال العامين الماضيين، وهي تضمن تقاريرها دائمة بكلمة ” يعتقد، من الممكن، تسريبات” وبمجرد إعلانها عن هذه كلمات بتقرير صادر عن من تسمي نفسها أقوى دولة في العالم يجعلها غير دقيقة وهي حتى اللحظة متخوفة من أن تكون سورية حصلت على منظومة الصواريخ الأقوى في العالم، وخصوصاً بعد أن قالت إسرائيل في تقرير لها بأن سورية تمتلك الصاروخ “الشيطان”..
تتزامن الأسباب التالية عن التصريحات المهمة والتي لا تؤخذ إلا على محمل الجد، فعلى الأمريكي الآن أن يسأل نفسه، ماذا قصد السيد حسن نصر الله عندما قال: ” لن نتخلى عن سورية ولن تتخلى سورية عنا” وهدد بحرب قادمة ومؤلمة وقاتلة للعدو، ويجب أن يفكر جداً جداً إذ يستذكر قول بوتين : ” لن أتخلى عن الأسد ولو وصلت الاشتباكات إلى شوارع موسكو”..
المصدر :
الحدث نيوز /علي سرحيل
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة