عزز لجوء عشرات آلاف الأكراد السوريين إلى إقليم كردستان العراق، والروايات المرعبة التي حملوها معهم حول جرائم «الجهاديين»، إمكانية تدخل أكراد العراق في المواجهة العسكرية الواسعة الدائرة بين المقاتلين الأكراد ومسلحي تنظيم «القاعدة»، وهو احتمال أشار إليه مستشار لـ«رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني، في الوقت الذي انتقل المسلحون الأكراد من حالة «الدفاع عن النفس» إلى مهاجمة مواقع يسيطر عليها «القاعدة» في الحسكة.

في هذا الوقت، ذكرت وكالة «مهر» الإيرانية أن وزير الخارجية الإيراني الجديد محمد جواد ظريف تلقى اتصالاً هاتفياً من المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي «أشاد فيه الإبراهيمي بدور إيران البناء حيال القضايا والأزمات الإقليمية، مطالباً طهران المشاركة في مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده بشأن سوريا، ومؤكداً ضرورة التوصل إلى حلول سياسية تقود إلى حل الأزمة في سوريا».

من جهته، أكد ظريف «استعداد طهران التعاون من أجل إنهاء الأزمة السورية، وهي ترغب بالتعاون مع الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص حول سوريا».

وقال إن «الإبراهيمي على اتصال مستمر مع السلطات الروسية والأميركية. وقد يتم عقد اجتماع آخر لاتخاذ مزيد من التحضيرات لمؤتمر جنيف 2 في المستقبل القريب، إلا أن تاريخه ومكانه لم يحددا بعد».

وأعلنت الأمم المتحدة أن حوالى 5 آلاف كردي انضموا إلى 30 ألف شخص فروا إلى إقليم كردستان العراق، برغم أن «حكومة» كردستان حددت حصة لدخول اللاجئين تسمح بدخول ثلاثة آلاف لاجئ في اليوم. وقال فارس سليمان، وهو لاجئ فرّ من القامشلي، «هناك جثث من دون رؤوس في المشرحة اليوم. لماذا؟ أي معايير دولية وأي عقيدة يمكن أن تبرر مقتلهم؟ إنهم يقطعون الرؤوس. رؤوس الأطفال تقطع. جبهة النصرة سمحت بقتل وذبح الشعب الكردي».

وذكرت «فرات» إن الوفد، الذي شكل من قبل «اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الكردستاني تفقدت عدداً من الأماكن التي قصفتها القوات السورية في الحسكة، والتقى ممثلين من أعضاء مؤسسات المجتمع المدني ورؤساء العشائر».

وقال مستشار لـ«رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني، لوكالة «رويترز»، إن «التدفق المفاجئ للاجئين زاد احتمال أن يأمر (البرزاني) بتحرك»، لكنه قلل من شأن اقتراح بأن البرزاني قد يرسل قواته الأمنية القوية عبر الحدود. وأوضح «تدخل البرزاني أصبح بالتأكيد أمراً محتملاً بعدما حدث في الأيام القليلة الماضية. لكني لا أتوقع أن يشرك الجيش. البرزاني عبر عن استيائه من المذابح التي تعرض لها الشعب الكردي في سوريا، وطالب الأمم المتحدة والولايات المتحدة والدول المجاورة بحماية الشعب الكردي الذي يواجه ما يشبه الإبادة الجماعية».

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، «تتواصل الاشتباكات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي من طرف ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب مقاتلة من طرف آخر في قرى دردارة وحميد وجافا في محافظة الحسكة، بالتزامن مع اشتباكات في القرى القريبة من بلدة رأس العين» على الحدود مع تركيا.

وأضاف «اندلعت الاشتباكات إثر هجوم لوحدات حماية الشعب على مقر للدولة الإسلامية على طريق رأس العين ــ تل حلف، ما تسبب بخسائر بشرية في صفوف مقاتلي الدولة الإسلامية. وكانت اشتباكات وقعت بين الطرفين في قرية الصفا إلى الجنوب من ناحية جل آغا (الجوادية بالعربية) في الحسكة». وقال ناشطون إن «المسلحين الإسلاميين يسعون إلى استعادة السيطرة على مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا» التي طردوا منها في تموز الماضي.

وذكرت «فرات» إن «مجموعات تابعة لدولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة خطفت 30 كردياً من بلدة كفر صغير شرق حلب، حيث تركت أربعة منهم في ما بعد، أما البقية فيتعرضون لتعذيب شديد بحسب احد الذين تركتهم تلك المجموعات المرتزقة».

وقال ناشطون إن القوات السورية شنت هجمات على مواقع المسلحين في مدينة دير الزور بعد أيام من تقدم المسلحين.

وقال مصدر سوري مسؤول إن «وحدة من قواتنا المسلحة عثرت خلال تمشيطها قرى ريف اللاذقية الشمالي، التي أعاد إليها جيشنا الأمن والاستقرار، على مقبرة جماعية فيها جثث متفحمة ومتحللة».

  • فريق ماسة
  • 2013-08-20
  • 3325
  • من الأرشيف

أكراد العراق يقتربون من التدخل في سورية

عزز لجوء عشرات آلاف الأكراد السوريين إلى إقليم كردستان العراق، والروايات المرعبة التي حملوها معهم حول جرائم «الجهاديين»، إمكانية تدخل أكراد العراق في المواجهة العسكرية الواسعة الدائرة بين المقاتلين الأكراد ومسلحي تنظيم «القاعدة»، وهو احتمال أشار إليه مستشار لـ«رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني، في الوقت الذي انتقل المسلحون الأكراد من حالة «الدفاع عن النفس» إلى مهاجمة مواقع يسيطر عليها «القاعدة» في الحسكة. في هذا الوقت، ذكرت وكالة «مهر» الإيرانية أن وزير الخارجية الإيراني الجديد محمد جواد ظريف تلقى اتصالاً هاتفياً من المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي «أشاد فيه الإبراهيمي بدور إيران البناء حيال القضايا والأزمات الإقليمية، مطالباً طهران المشاركة في مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده بشأن سوريا، ومؤكداً ضرورة التوصل إلى حلول سياسية تقود إلى حل الأزمة في سوريا». من جهته، أكد ظريف «استعداد طهران التعاون من أجل إنهاء الأزمة السورية، وهي ترغب بالتعاون مع الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص حول سوريا». وقال إن «الإبراهيمي على اتصال مستمر مع السلطات الروسية والأميركية. وقد يتم عقد اجتماع آخر لاتخاذ مزيد من التحضيرات لمؤتمر جنيف 2 في المستقبل القريب، إلا أن تاريخه ومكانه لم يحددا بعد». وأعلنت الأمم المتحدة أن حوالى 5 آلاف كردي انضموا إلى 30 ألف شخص فروا إلى إقليم كردستان العراق، برغم أن «حكومة» كردستان حددت حصة لدخول اللاجئين تسمح بدخول ثلاثة آلاف لاجئ في اليوم. وقال فارس سليمان، وهو لاجئ فرّ من القامشلي، «هناك جثث من دون رؤوس في المشرحة اليوم. لماذا؟ أي معايير دولية وأي عقيدة يمكن أن تبرر مقتلهم؟ إنهم يقطعون الرؤوس. رؤوس الأطفال تقطع. جبهة النصرة سمحت بقتل وذبح الشعب الكردي». وذكرت «فرات» إن الوفد، الذي شكل من قبل «اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الكردستاني تفقدت عدداً من الأماكن التي قصفتها القوات السورية في الحسكة، والتقى ممثلين من أعضاء مؤسسات المجتمع المدني ورؤساء العشائر». وقال مستشار لـ«رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني، لوكالة «رويترز»، إن «التدفق المفاجئ للاجئين زاد احتمال أن يأمر (البرزاني) بتحرك»، لكنه قلل من شأن اقتراح بأن البرزاني قد يرسل قواته الأمنية القوية عبر الحدود. وأوضح «تدخل البرزاني أصبح بالتأكيد أمراً محتملاً بعدما حدث في الأيام القليلة الماضية. لكني لا أتوقع أن يشرك الجيش. البرزاني عبر عن استيائه من المذابح التي تعرض لها الشعب الكردي في سوريا، وطالب الأمم المتحدة والولايات المتحدة والدول المجاورة بحماية الشعب الكردي الذي يواجه ما يشبه الإبادة الجماعية». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، «تتواصل الاشتباكات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي من طرف ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب مقاتلة من طرف آخر في قرى دردارة وحميد وجافا في محافظة الحسكة، بالتزامن مع اشتباكات في القرى القريبة من بلدة رأس العين» على الحدود مع تركيا. وأضاف «اندلعت الاشتباكات إثر هجوم لوحدات حماية الشعب على مقر للدولة الإسلامية على طريق رأس العين ــ تل حلف، ما تسبب بخسائر بشرية في صفوف مقاتلي الدولة الإسلامية. وكانت اشتباكات وقعت بين الطرفين في قرية الصفا إلى الجنوب من ناحية جل آغا (الجوادية بالعربية) في الحسكة». وقال ناشطون إن «المسلحين الإسلاميين يسعون إلى استعادة السيطرة على مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا» التي طردوا منها في تموز الماضي. وذكرت «فرات» إن «مجموعات تابعة لدولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة خطفت 30 كردياً من بلدة كفر صغير شرق حلب، حيث تركت أربعة منهم في ما بعد، أما البقية فيتعرضون لتعذيب شديد بحسب احد الذين تركتهم تلك المجموعات المرتزقة». وقال ناشطون إن القوات السورية شنت هجمات على مواقع المسلحين في مدينة دير الزور بعد أيام من تقدم المسلحين. وقال مصدر سوري مسؤول إن «وحدة من قواتنا المسلحة عثرت خلال تمشيطها قرى ريف اللاذقية الشمالي، التي أعاد إليها جيشنا الأمن والاستقرار، على مقبرة جماعية فيها جثث متفحمة ومتحللة».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة