في الذكرى الثانية والأربعين لاستقلال البحرين، بدأ البحرينيون، أمس، تمردهم على السلطة الحاكمة مطالبين بالديموقراطية وبالمشاركة في صنع القرار وفي تقرير المصير، وذلك عبر إعلان النفير العام والدعوة إلى العصيان المدني التدريجي. ومع انتهاء المرحلة الأولى، أعلنت حملة «تمرّد البحرين» اعتبار العاصمة المنامة هدفا دائما للاحتجاجات السلمية، داعية إلى المشاركة اليوم وغداً في مسيرات احتجاجية واسعة في كافة المناطق.

وفي وقت لم تنجح الاحتجاجات بشكل فعلي، أمس، على الأرض نظراً للاستعدادات الأمنية والعسكرية المكثفة التي تبنتها السلطة منذ عدة أيام، إلا أنّ الحركة الاقتصادية شُلّت في الكثير من المناطق ومنها العاصمة المنامة، وذلك بعد استجابة أصحاب المحلات والباعة لنداء حملة «تمرّد البحرين» لإغلاق المحال التجارية، فخلت الشوارع من المارة ومن المشترين، كما شهدت الكثير من الدوائر الحكومية هدوءا بعد امتناع الكثيرين عن تخليص معاملاتهم المالية والحكومية، في استجابة للعصيان المدني التدريجي الذي دعت إليه الحملة.

وعلى الرغم من الحصار الأمني الذي فرض على مداخل القرى والمناطق، إلا أن عشرات التظاهرات خرجت صباح أمس في حدود هذه المناطق، حاملة أعلام البحرين وصور القتلى والمعتقلين.

وهتف المتظاهرون بشعارات متنوعة، من بينها المطالبة بإسقاط النظام وإسقاط الحكومة والإفراج عن المعتقلين السياسيين.

وفي الثالثة من بعد ظهر أمس، أعلنت حملة «تمرّد البحرين» عن بدء النفير العام ودعت إلى التوجه إلى تقاطع منطقة السيف التجارية وتحويلها إلى منطقة احتجاج سلمي، إلا أن الذين استطاعوا الوصول إلى التقاطع كان عدداً قليلاً من الفتيات، وتم اعتقالهن جميعا، بحسب ما أعلنت «جمعية الوفاق الوطني».

وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع واستخدمت الخرطوش لتفريق مئات الأشخاص الذين نزلوا إلى شوارع عدد من القرى القريبة من العاصمة في محاولة للتظاهر.

في المقابل، وإلى جانب الحضور الأمني الضخم في الشوارع لمواجهة المواطنين، استنفرت القيادات البحرينية الرسمية طاقاتها تحسباً لأي مستجدات.

وفي هذا السياق، زار ولي العهد الأمير سلمان بن حمد رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، حيث أكدا أن «الجهود مستمرة لتكون البحرين دائماً بيئة مناسبة لاستتباب الأمن وتحقيق الأمان في كافة مناحي الحياة».

كما قام رئيس هيئة الأركان في «قوة دفاع البحرين» اللواء دعيج بن سلمان آل خليفة بزيارة وزير الداخلية راشد بن عبد الله آل خليفة. وأعرب وزير الداخلية عن تقديره لحرص رئيس الأركان على «دعم رجال الشرطة والتقدير لجهودهم في حفظ الأمن والنظام العام».

بموازاة ذلك، أغلقت السفارة الأميركية أبوابها في العاصمة المنامة بعد إشاعات بنية للتظاهر بالقرب من مبناها. كما حذرت رعاياها من التواجد في المناطق التي من المتوقع أن تشهد احتجاجات.

ومع استمرار الاحتجاجات طوال ليل أمس، وبعد الانتهاء من تدشين المرحلة الأولى من النفير العام، أعلنت حملة «تمرد البحرين»، في بيان، اعتبار العاصمة المنامة هدفا دائما للاحتجاجات السلمية، داعية إلى المشاركة غداً في مسيرات احتجاجية واسعة في المنامة في تمام الساعة الثالثة عصرا، وتحويل كل ساحات المنامة إلى ساحة احتجاج.

وقال البيان إنَّ «حملة تمرد البحرين وفي هذه اللحظة الزمنية الهامة من تاريخ الحراك السياسي في البحرين، تؤكد على اعتمادها على الخيار السلمي كخيار استراتيجي. وتجدد الإشارة إلى أنها لا تتحرك وفق قراءات ومواقف مرتجلة، بل وفق خطوات مدروسة».

وحمّلت الحملة، في بيانها، المجتمع الدولي المسؤولية عن كل وقائع الانتهاكات المتوقعة في مجال حقوق الإنسان في حال عدم ممارسة دوره لحماية المتظاهرين وإلزام النظام بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق شعبنا الإنسانية.

وفي بيان لـ«جمعية الوفاق الوطني»، قالت إن «شعب البحرين يتوق لاستكمال نضاله الوطني وحلم تأسيس الدولة منذ الاستقلال قبل 42 عاماً وإلى اليوم، ويستمر في مطالبه وتضحياته من أجل تأسيس دولة ديموقراطية».

وشددت «جمعية الوفاق» على أن المطالب اليوم هي مطالب عادلة تتمثل في حكومة منتخبة تكون مساءلة أمام المجلس التشريعي، وفي نظام انتخابي عادل، وفي سلطة تشريعية منتخبة لها كامل الصلاحيات التشريعية والرقابية.
  • فريق ماسة
  • 2013-08-14
  • 6858
  • من الأرشيف

بدء «التمرّد» البحريني: شلل اقتصادي وتحرك نحو المنامة

في الذكرى الثانية والأربعين لاستقلال البحرين، بدأ البحرينيون، أمس، تمردهم على السلطة الحاكمة مطالبين بالديموقراطية وبالمشاركة في صنع القرار وفي تقرير المصير، وذلك عبر إعلان النفير العام والدعوة إلى العصيان المدني التدريجي. ومع انتهاء المرحلة الأولى، أعلنت حملة «تمرّد البحرين» اعتبار العاصمة المنامة هدفا دائما للاحتجاجات السلمية، داعية إلى المشاركة اليوم وغداً في مسيرات احتجاجية واسعة في كافة المناطق. وفي وقت لم تنجح الاحتجاجات بشكل فعلي، أمس، على الأرض نظراً للاستعدادات الأمنية والعسكرية المكثفة التي تبنتها السلطة منذ عدة أيام، إلا أنّ الحركة الاقتصادية شُلّت في الكثير من المناطق ومنها العاصمة المنامة، وذلك بعد استجابة أصحاب المحلات والباعة لنداء حملة «تمرّد البحرين» لإغلاق المحال التجارية، فخلت الشوارع من المارة ومن المشترين، كما شهدت الكثير من الدوائر الحكومية هدوءا بعد امتناع الكثيرين عن تخليص معاملاتهم المالية والحكومية، في استجابة للعصيان المدني التدريجي الذي دعت إليه الحملة. وعلى الرغم من الحصار الأمني الذي فرض على مداخل القرى والمناطق، إلا أن عشرات التظاهرات خرجت صباح أمس في حدود هذه المناطق، حاملة أعلام البحرين وصور القتلى والمعتقلين. وهتف المتظاهرون بشعارات متنوعة، من بينها المطالبة بإسقاط النظام وإسقاط الحكومة والإفراج عن المعتقلين السياسيين. وفي الثالثة من بعد ظهر أمس، أعلنت حملة «تمرّد البحرين» عن بدء النفير العام ودعت إلى التوجه إلى تقاطع منطقة السيف التجارية وتحويلها إلى منطقة احتجاج سلمي، إلا أن الذين استطاعوا الوصول إلى التقاطع كان عدداً قليلاً من الفتيات، وتم اعتقالهن جميعا، بحسب ما أعلنت «جمعية الوفاق الوطني». وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع واستخدمت الخرطوش لتفريق مئات الأشخاص الذين نزلوا إلى شوارع عدد من القرى القريبة من العاصمة في محاولة للتظاهر. في المقابل، وإلى جانب الحضور الأمني الضخم في الشوارع لمواجهة المواطنين، استنفرت القيادات البحرينية الرسمية طاقاتها تحسباً لأي مستجدات. وفي هذا السياق، زار ولي العهد الأمير سلمان بن حمد رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، حيث أكدا أن «الجهود مستمرة لتكون البحرين دائماً بيئة مناسبة لاستتباب الأمن وتحقيق الأمان في كافة مناحي الحياة». كما قام رئيس هيئة الأركان في «قوة دفاع البحرين» اللواء دعيج بن سلمان آل خليفة بزيارة وزير الداخلية راشد بن عبد الله آل خليفة. وأعرب وزير الداخلية عن تقديره لحرص رئيس الأركان على «دعم رجال الشرطة والتقدير لجهودهم في حفظ الأمن والنظام العام». بموازاة ذلك، أغلقت السفارة الأميركية أبوابها في العاصمة المنامة بعد إشاعات بنية للتظاهر بالقرب من مبناها. كما حذرت رعاياها من التواجد في المناطق التي من المتوقع أن تشهد احتجاجات. ومع استمرار الاحتجاجات طوال ليل أمس، وبعد الانتهاء من تدشين المرحلة الأولى من النفير العام، أعلنت حملة «تمرد البحرين»، في بيان، اعتبار العاصمة المنامة هدفا دائما للاحتجاجات السلمية، داعية إلى المشاركة غداً في مسيرات احتجاجية واسعة في المنامة في تمام الساعة الثالثة عصرا، وتحويل كل ساحات المنامة إلى ساحة احتجاج. وقال البيان إنَّ «حملة تمرد البحرين وفي هذه اللحظة الزمنية الهامة من تاريخ الحراك السياسي في البحرين، تؤكد على اعتمادها على الخيار السلمي كخيار استراتيجي. وتجدد الإشارة إلى أنها لا تتحرك وفق قراءات ومواقف مرتجلة، بل وفق خطوات مدروسة». وحمّلت الحملة، في بيانها، المجتمع الدولي المسؤولية عن كل وقائع الانتهاكات المتوقعة في مجال حقوق الإنسان في حال عدم ممارسة دوره لحماية المتظاهرين وإلزام النظام بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق شعبنا الإنسانية. وفي بيان لـ«جمعية الوفاق الوطني»، قالت إن «شعب البحرين يتوق لاستكمال نضاله الوطني وحلم تأسيس الدولة منذ الاستقلال قبل 42 عاماً وإلى اليوم، ويستمر في مطالبه وتضحياته من أجل تأسيس دولة ديموقراطية». وشددت «جمعية الوفاق» على أن المطالب اليوم هي مطالب عادلة تتمثل في حكومة منتخبة تكون مساءلة أمام المجلس التشريعي، وفي نظام انتخابي عادل، وفي سلطة تشريعية منتخبة لها كامل الصلاحيات التشريعية والرقابية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة