أكد عدد من السياسيين في حزب الشعب الجمهوري التركي أن حكومة رجب طيب أردوغان ورئاسة أركان الجيش التركي تغض الطرف عن عبور آلاف من "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي للحدود بين تركيا وسورية وتهريب الأسلحة والذخائر إلى سورية والبضائع والسلع من سورية الى تركيا معتبرين أن إغلاق المخافر الحدودية ومنع الجنود الأتراك من الدفاع عن أنفسهم ضد المهربين منح الإرهابيين موافقة رسمية ضمنية على الاستمرار وتطوير نشاطهم الإرهابي والتهريبي.

وفي هذا السياق انتقدت النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي أمينة أولكو طارهان إغفال رئاسة إركان الجيش التركي معلومات تتعلق بالآلاف من مهربي الاشخاص والأسلحة والذخيرة عبر الحدود التركية إلى سورية بعضهم ينتمي لما يسمى "جبهة النصرة" مؤكدة أن انتهاك الحدود الدولية هو جريمة دولية.

وقالت النائب طارهان في بيان صحفي تناول أعمال التهريب الجماعية التي تنفذ على الحدود التركية السورية ونشره موقع مهاليف غزته الالكتروني التركي "إن رئاسة الأركان لا تشير في بيانها المتعلق بعبور 3 آلاف مهرب من الحدود السورية إلى تركيا وإطلاق مجموعة مهربين النار على الجنود الأتراك ما أدى إلى إصابة 18 جنديا ولا إلى البضائع التي يهربها هؤلاء الأشخاص والأسلحة والذخيرة بحوزتهم" موضحة أن هؤلاء المهربين أعضاء بـ "جبهة النصرة" التي توجد بتركيا.

وأوضحت النائب طارهان أن رئاسة أركان الجيش التركي لم "تعلن إجراء تحقيق بحق ألفين من المهربين عبروا الحدود سيرا على الأقدام و350 عبر الأحصنة" مستغربة عدم اعتقال أي شخص من تلك المجموعات المسلحة أو اتخاذ أي إجراء ضده.

وطالبت النائب طارهان رئاسة الأركان بتقديم توضيح حول سبب إبداء موقف أمني سلبي إزاء مجموعات مسلحة خطرة بينما تم شن اعتداءات عنيفة ضد احتجاجات منتزه جيزي وسط اسطنبول أودت بحياة مواطنين أتراك خلال احتجاجات شهدها المنتزه في حزيران الفائت مشككة بالنوايا من وراء عدم السيطرة او فرض الحماية على الحدود.

ولفتت إلى أن "عدم حماية الحدود التركية يشير إلى ضعف أمني أو إلى شيء آخر" متسائلة عن الجهة التي لم تعط أمر الدفاع عن النفس ضد اعتداء المهربين على الجنود الأتراك.

وأكدت النائب طارهان أن على حكومة حزب العدالة والتنمية ان تعي بأن "جبهة النصرة" ستنقلب وتخون داعميها في تركيا وأن تعي من هؤلاء المهربون وماذا يهربون وما إذا كانوا سيبقون طويلا على الأراضي التركية.

وفي السياق ذاته قالت صحيفة جمهوريت التركية "إن إغلاق مخفري كوشاكلي ويلان كوز في مناطق حساسة على الحدود بين سورية وتركيا أدى إلى تحول الحدود إلى مكان لعبور المهربين حيث باتت البضائع التي تتم سرقتها وسلبها من الشعب السوري في المناطق التي تسيطر عليها "جبهة النصرة" تباع في أسواق مدن تركية".

وأشارت الصحيفة التركية إلى أن الأزمة في سورية وموقف حكومة حزب العدالة والتنمية الداعم للمجموعات المسلحة المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين ووقف العمليات التجارية بينهما الأمر الذي تسبب بإفلاس شركات النقل والسياحة والمصدرين و المستوردين الأتراك.

وبينت صحيفة جمهوريت أن المسلحين الذين يستخدمون نهر العاصي للعبور الى منطقة يايلاداغ يقومون بالتجارة بالبضائع المسروقة من الشعب السوري حيث يقوم المسلحون ببيع هذه البضائع المسروقة من المناطق التي تسيطر عليها "جبهة النصرة" في الأسواق التركية بينما أكد رئيس فرع حزب الشعب الجمهوري في مدينة الريحانية تامرابيش قيام المجموعات المسلحة في سورية بتهريب النفط إلى تركيا عبر قرية كوشاكلي بشكل كثيف وتسلل المسلحين وإرسال الاسلحة والذخائر الى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية عبر قرية بوكولماز مشيرا إلى استخدام المهربين والمسلحين المنطقتين بحرية وانتشارهم فيهما بشكل كثيف.

وتأتي هذه المعلومات التي يكشفها بعض الساسة والإعلاميين في تركيا لتؤكد حقيقة الدور العدواني التخريبي الذي انخرط فيه رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية أردوغان ضد الشعب السوري ومقدراته.

كاتب تركي: حكومة أردوغان تتخوف من خطر المعارضة الشعبية واتفاق حزب الشعب الجمهوري مع المعارضة يشكل كابوساً لها

في سياق آخر قال الكاتب الصحفي التركي مصطفى سونماز لإن "أكبر خوف يعيشه النظام الحاكم في تركيا ممثلا بحكومة حزب العدالة والتنمية هو المعارضة الشعبية وخاصة توحد المعارضة التركية معها".

ولفت الكاتب التركي في مقال نشرته صحيفة يورت التركية أمس إلى أن أردوغان يزداد عدوانية وشراسة في تعامله مع الصحفيين والمتظاهرين في منتزه جيزي في إشارة إلى الاحتجاجات التي شهدها ميدان تقسيم في اسطنبول لأنه يدرك أن دعامة نظام حزب العدالة والتنمية الخارجية بدأت تضعف بسرعة هائلة معتبرا أن توحد حزب الشعب الجمهوري مع المعارضتين يشكل كابوسا بالنسبة لحكومة أردوغان.

وقال الكاتب "إن مستقبل أردوغان و حكومته مرتبط بالغرب بشكل كبير لأنهما يرتبطان بالغرب اقتصاديا الأمر الذي ينعكس على ائتلاف حكومة حزب العدالة والتنمية وجماعة فتح الله جولان" مشيرا إلى "صراعات جارية بين الطرفين حيث تتهجم جماعة فتح الله جولان على أردوغان ووكالة المخابرات القومية التركية الرافضين لتقاسم السلطة مع الجماعة".

وأضاف الكاتب التركي "إن فقدان أردوغان و حكومته للدعم الخارجي لا يعني تنازله أو تخليه عن الحكم" معتبرا أن الصراعات الداخلية في النظام التركي الحاكم ستزداد كلما ازدادت المشاكل.

وأشار الكاتب إلى أن الانكماش الاقتصادي والأزمة التي تنتظر الشركات التركية في الأشهر القادمة ستزيد المعارضة الشعبية والأصوات المستاءة من صفوف رجال الأعمال والتجار المقربين من حكومة حزب العدالة والتنمية.

وأشار الكاتب إلى أن تراجع الاقتصاد سيصعد المظاهرات الاحتجاجية في جميع ميادين الحياة في تركيا بينما حكومة حزب العدالة والتنمية ستزداد عدوانية وشراسة ضد المظاهرات وستلجأ إلى الألاعيب مع اقتراب الانتخابات المحلية.

من جهة ثانية رأى الكاتب أن حكومة أردوغان أصابت دول الغرب التي دعمت نظام حزب العدالة والتنمية كنموذج للاسلام المعتدل في الشرق الاوسط وأيدت ما يحدث في الداخل على أنه حركة حضارية مدنية بخيبة أمل كبيرة بسبب الأحكام التي صدرت في قضية "ارغنيكون".

وسخر الكاتب من تصريحات وانتقادات الاتحاد الأوروبي بعد صدور قرارات المحكمة في قضة ارغنيكون واصفاً التحذيرات التي وجهها الاتحاد إلى حكومة حزب العدالة والتنمية والذي غض النظر عن ممارسات هذه الحكومة بحجة أنها تمارس سياسة اسلامية معتدلة بالمتأخرة.

وقال الكاتب "إن الغرب كشف حقيقة حكومة حزب العدالة والتنمية التي اخافته من خلال مغامراتها في سورية والعراق والشرق الأوسط بشكل عام ومن سياستها المعتمدة على العثمانية الجديدة والتحول إلى قوة إقليمية".

وأشار الكاتب التركي إلى أن "الغرب يصف ما قيل عن تصفية الوصاية العسكرية في إشارة إلى الأحكام القاسية ضد جنرالات الجيش التركي بالكارثة القضائية".

وشدد الكاتب في ختام مقاله على أن حكومة حزب العدالة والتنمية غير قادرة على الدفاع عن العمليات السياسية أمثال قضية ارغنيكون لا داخلياً ولا خارجياً.

  • فريق ماسة
  • 2013-08-11
  • 13516
  • من الأرشيف

حزب الشعب الجمهوري التركي: حكومة أردوغان تغض الطرف عن دخول مسلحين وأسلحة إلى سورية

أكد عدد من السياسيين في حزب الشعب الجمهوري التركي أن حكومة رجب طيب أردوغان ورئاسة أركان الجيش التركي تغض الطرف عن عبور آلاف من "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي للحدود بين تركيا وسورية وتهريب الأسلحة والذخائر إلى سورية والبضائع والسلع من سورية الى تركيا معتبرين أن إغلاق المخافر الحدودية ومنع الجنود الأتراك من الدفاع عن أنفسهم ضد المهربين منح الإرهابيين موافقة رسمية ضمنية على الاستمرار وتطوير نشاطهم الإرهابي والتهريبي. وفي هذا السياق انتقدت النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي أمينة أولكو طارهان إغفال رئاسة إركان الجيش التركي معلومات تتعلق بالآلاف من مهربي الاشخاص والأسلحة والذخيرة عبر الحدود التركية إلى سورية بعضهم ينتمي لما يسمى "جبهة النصرة" مؤكدة أن انتهاك الحدود الدولية هو جريمة دولية. وقالت النائب طارهان في بيان صحفي تناول أعمال التهريب الجماعية التي تنفذ على الحدود التركية السورية ونشره موقع مهاليف غزته الالكتروني التركي "إن رئاسة الأركان لا تشير في بيانها المتعلق بعبور 3 آلاف مهرب من الحدود السورية إلى تركيا وإطلاق مجموعة مهربين النار على الجنود الأتراك ما أدى إلى إصابة 18 جنديا ولا إلى البضائع التي يهربها هؤلاء الأشخاص والأسلحة والذخيرة بحوزتهم" موضحة أن هؤلاء المهربين أعضاء بـ "جبهة النصرة" التي توجد بتركيا. وأوضحت النائب طارهان أن رئاسة أركان الجيش التركي لم "تعلن إجراء تحقيق بحق ألفين من المهربين عبروا الحدود سيرا على الأقدام و350 عبر الأحصنة" مستغربة عدم اعتقال أي شخص من تلك المجموعات المسلحة أو اتخاذ أي إجراء ضده. وطالبت النائب طارهان رئاسة الأركان بتقديم توضيح حول سبب إبداء موقف أمني سلبي إزاء مجموعات مسلحة خطرة بينما تم شن اعتداءات عنيفة ضد احتجاجات منتزه جيزي وسط اسطنبول أودت بحياة مواطنين أتراك خلال احتجاجات شهدها المنتزه في حزيران الفائت مشككة بالنوايا من وراء عدم السيطرة او فرض الحماية على الحدود. ولفتت إلى أن "عدم حماية الحدود التركية يشير إلى ضعف أمني أو إلى شيء آخر" متسائلة عن الجهة التي لم تعط أمر الدفاع عن النفس ضد اعتداء المهربين على الجنود الأتراك. وأكدت النائب طارهان أن على حكومة حزب العدالة والتنمية ان تعي بأن "جبهة النصرة" ستنقلب وتخون داعميها في تركيا وأن تعي من هؤلاء المهربون وماذا يهربون وما إذا كانوا سيبقون طويلا على الأراضي التركية. وفي السياق ذاته قالت صحيفة جمهوريت التركية "إن إغلاق مخفري كوشاكلي ويلان كوز في مناطق حساسة على الحدود بين سورية وتركيا أدى إلى تحول الحدود إلى مكان لعبور المهربين حيث باتت البضائع التي تتم سرقتها وسلبها من الشعب السوري في المناطق التي تسيطر عليها "جبهة النصرة" تباع في أسواق مدن تركية". وأشارت الصحيفة التركية إلى أن الأزمة في سورية وموقف حكومة حزب العدالة والتنمية الداعم للمجموعات المسلحة المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين ووقف العمليات التجارية بينهما الأمر الذي تسبب بإفلاس شركات النقل والسياحة والمصدرين و المستوردين الأتراك. وبينت صحيفة جمهوريت أن المسلحين الذين يستخدمون نهر العاصي للعبور الى منطقة يايلاداغ يقومون بالتجارة بالبضائع المسروقة من الشعب السوري حيث يقوم المسلحون ببيع هذه البضائع المسروقة من المناطق التي تسيطر عليها "جبهة النصرة" في الأسواق التركية بينما أكد رئيس فرع حزب الشعب الجمهوري في مدينة الريحانية تامرابيش قيام المجموعات المسلحة في سورية بتهريب النفط إلى تركيا عبر قرية كوشاكلي بشكل كثيف وتسلل المسلحين وإرسال الاسلحة والذخائر الى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية عبر قرية بوكولماز مشيرا إلى استخدام المهربين والمسلحين المنطقتين بحرية وانتشارهم فيهما بشكل كثيف. وتأتي هذه المعلومات التي يكشفها بعض الساسة والإعلاميين في تركيا لتؤكد حقيقة الدور العدواني التخريبي الذي انخرط فيه رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية أردوغان ضد الشعب السوري ومقدراته. كاتب تركي: حكومة أردوغان تتخوف من خطر المعارضة الشعبية واتفاق حزب الشعب الجمهوري مع المعارضة يشكل كابوساً لها في سياق آخر قال الكاتب الصحفي التركي مصطفى سونماز لإن "أكبر خوف يعيشه النظام الحاكم في تركيا ممثلا بحكومة حزب العدالة والتنمية هو المعارضة الشعبية وخاصة توحد المعارضة التركية معها". ولفت الكاتب التركي في مقال نشرته صحيفة يورت التركية أمس إلى أن أردوغان يزداد عدوانية وشراسة في تعامله مع الصحفيين والمتظاهرين في منتزه جيزي في إشارة إلى الاحتجاجات التي شهدها ميدان تقسيم في اسطنبول لأنه يدرك أن دعامة نظام حزب العدالة والتنمية الخارجية بدأت تضعف بسرعة هائلة معتبرا أن توحد حزب الشعب الجمهوري مع المعارضتين يشكل كابوسا بالنسبة لحكومة أردوغان. وقال الكاتب "إن مستقبل أردوغان و حكومته مرتبط بالغرب بشكل كبير لأنهما يرتبطان بالغرب اقتصاديا الأمر الذي ينعكس على ائتلاف حكومة حزب العدالة والتنمية وجماعة فتح الله جولان" مشيرا إلى "صراعات جارية بين الطرفين حيث تتهجم جماعة فتح الله جولان على أردوغان ووكالة المخابرات القومية التركية الرافضين لتقاسم السلطة مع الجماعة". وأضاف الكاتب التركي "إن فقدان أردوغان و حكومته للدعم الخارجي لا يعني تنازله أو تخليه عن الحكم" معتبرا أن الصراعات الداخلية في النظام التركي الحاكم ستزداد كلما ازدادت المشاكل. وأشار الكاتب إلى أن الانكماش الاقتصادي والأزمة التي تنتظر الشركات التركية في الأشهر القادمة ستزيد المعارضة الشعبية والأصوات المستاءة من صفوف رجال الأعمال والتجار المقربين من حكومة حزب العدالة والتنمية. وأشار الكاتب إلى أن تراجع الاقتصاد سيصعد المظاهرات الاحتجاجية في جميع ميادين الحياة في تركيا بينما حكومة حزب العدالة والتنمية ستزداد عدوانية وشراسة ضد المظاهرات وستلجأ إلى الألاعيب مع اقتراب الانتخابات المحلية. من جهة ثانية رأى الكاتب أن حكومة أردوغان أصابت دول الغرب التي دعمت نظام حزب العدالة والتنمية كنموذج للاسلام المعتدل في الشرق الاوسط وأيدت ما يحدث في الداخل على أنه حركة حضارية مدنية بخيبة أمل كبيرة بسبب الأحكام التي صدرت في قضية "ارغنيكون". وسخر الكاتب من تصريحات وانتقادات الاتحاد الأوروبي بعد صدور قرارات المحكمة في قضة ارغنيكون واصفاً التحذيرات التي وجهها الاتحاد إلى حكومة حزب العدالة والتنمية والذي غض النظر عن ممارسات هذه الحكومة بحجة أنها تمارس سياسة اسلامية معتدلة بالمتأخرة. وقال الكاتب "إن الغرب كشف حقيقة حكومة حزب العدالة والتنمية التي اخافته من خلال مغامراتها في سورية والعراق والشرق الأوسط بشكل عام ومن سياستها المعتمدة على العثمانية الجديدة والتحول إلى قوة إقليمية". وأشار الكاتب التركي إلى أن "الغرب يصف ما قيل عن تصفية الوصاية العسكرية في إشارة إلى الأحكام القاسية ضد جنرالات الجيش التركي بالكارثة القضائية". وشدد الكاتب في ختام مقاله على أن حكومة حزب العدالة والتنمية غير قادرة على الدفاع عن العمليات السياسية أمثال قضية ارغنيكون لا داخلياً ولا خارجياً.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة