دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد عدد من الإرهابيين التونسيين العائدين إلى بلادهم بعد أن قاتلوا في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية أن ما فعلوه بانضمامهم لتلك المجموعات لا يعد "جهادا" بل انتحار ومتاجرة بالأرواح لأن جرائم القتل وسفك الدماء التي ترتكبها تلك المجموعات لا علاقة لها بالدين لذلك قرروا العودة إلى تونس.
ونقلت صحيفة التونسية أمس عن مضمون ملف القضية التي رفعت بحق ثلاثة إرهابيين تونسيين عائدين من سورية وجهت لهم تهمة الإعتداء على أمن الدولة الخارجي والمساس بالتراب التونسي "أنه وبحسب الحادثة التي بدأت أطوارها في بداية السنة الحالية 2013 فإن المتهمين تسللوا عبر الأراضي التركية إلى سورية من أجل "الجهاد" وعندما وصلوا إلى سورية استقبلتهم أطراف متشددة ثم قامت بتدريبهم على السلاح وانضموا إلى كتائب للقتال في سورية".
وذكرت الصحيفة أنه بعد استجواب الإرهابي الأول الذي يبلغ من العمر 23 سنة من منطقة سيدي حسين السيجومي التابعة للعاصمة تونس أقر بذهابه للقتال في صفوف الإرهابيين بقصد "الجهاد" في سورية لافتا إلى وجود شخص لا يعرف هويته قدم له أموالا على شكل مصروف يومي للقتال في سورية.
وقال الإرهابي للمحكمة "عندما وصلت إلى سورية اكتشفت أنني وقعت في خيوط عمليات للمتاجرة بالأرواح" موضحا أنه انضم إلى ما يسمى "جبهة الفاروق" القتالية وأن الإرهابيين الذين يتم جلبهم من تونس يوضعون في الصف الأمامي أثناء القتال حيث تم التغرير بالعديد منهم وعندما شاهد عمليات القتل وسفك الدماء تبين له أن ذلك لا علاقة له بالدين الإسلامي وأنه مخالف لتعاليمه ومبادئه فقرر العودة فورا إلى تونس.
وأضافت الصحيفة "إن الإرهابي زعم أنه لم يشارك في أي عمل إجرامي وأن دوره اقتصر على بعض التدريبات على الأسلحة مثل الكلاشينكوف موضحا أنه اكتشف أثناء ذهابه إلى سورية أن ذلك لا يعد جهاداً في سبيل الله بل انتحار ومتاجرة بالأرواح البشرية".
إلى ذلك قالت الصحيفة التونسية إن الإرهابي الثاني نفى بعد استجوابه قيامه بأي أعمال إجرامية وأن هدفه كان إنسانيا لا غير في سورية.
واضافت "إن المتهم الثالث أقر أنه ذهب إلى سورية للجهاد" وأن بعض الأشخاص هناك كان يستغلهم في العمليات القتالية لافتا إلى أنه عاد من سورية لأنه مسلم ولا يمكنه رفع السلاح في وجه أخيه المسلم.
يذكر أن تقارير أمنية وإعلامية عدة كشفت أن تونس تتصدر قائمة الدول التي يأتي منها الإرهابيون للقتال في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
السلطات التونسية تعلن أنها منعت نحو خمسة آلاف إرهابي "جهادي" من السفر إلى سورية للقتال في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة
من جهة أخرى أكد وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو أمس أن أجهزة الأمن التونسية منعت نحو خمسة آلاف إرهابي "جهادي" تونسي من السفر إلى سورية واعتقلت عشرات المتورطين في إرسال "جهاديين" تونسيين إليها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الوزير التونسي قوله خلال جلسة عامة نظمها المجلس التأسيسي لمساءلة الحكومة حول الأوضاع الأمنية في البلاد "إن أجهزة الأمن تمكنت منذ آذار الماضي من منع قرابة خمسة آلاف شاب تونسي من السفر إلى سورية وتفكيك شبكات كانت تعمل على ترحيلهم".
وأضاف "إن أجهزة الأمن أحالت 50 من المتورطين في تسفير "جهاديين" تونسيين إلى سورية على القضاء الذي أصدر بحقهم بطاقات إيداع بالسجن".
وكان وزير الداخلية التونسي أعلن في تصريحات صحفية نشرت في وقت سابق "إنه من الصعب إحصاء أعداد التونسيين الذين تم نقلهم إلى سورية لأن الكثيرين منهم يغادرون البلاد خلسة أو بطرق لا تشد الانتباه".
وأضاف "حين يعودون نقوم بتسجيل محاضر ضدهم ويبقون تحت المراقبة الامنية بهدف حماية أبنائنا وشعبنا".
ولم يكشف الوزير التونسي عن الجهات المتورطة في تجنيد هؤلاء "الجهاديين" التونسيين ونقلهم إلى سورية في حين تتهم المعارضة ووسائل إعلام قطر بالتورط المباشر في تدريب وتسليح وإرسال الإرهابيين إلى سورية.
إلى ذلك أوردت جريدة الشروق التونسية في 15 آذار الماضي "أن شبكات نقل "الجهاديين" التونسيين إلى سورية تحصل من قطر على عمولة تبلغ 3000 دولار أميركي عن كل شخص يتم تجنيده".
وأوضحت الجريدة أن "عددا من الجمعيات الحقوقية والخيرية تبين تورطها في هذا المجال وهي تحصل على أموال ضخمة من قطر لدعم أنشطتها عبر أموال تصلها نقدا داخل حقائب عبر نقاط حدودية حساسة وحيوية مثل مطار تونس قرطاج الدولي".
وكان إرهابيون "جهاديون" عائدون من سورية أكدوا أن "الآلاف من التونسيين يقاتلون ضد الجيش العربي السوري وأن من بينهم فتيات يمارسن جهاد النكاح".
يذكر أن عثمان بطيخ مفتي تونس السابق أعلن في 19 نيسان الماضي قبل أن يتم عزله "أن 16 فتاة تونسية تم التغرير بهن وإرسالهن إلى سورية من أجل جهاد النكاح الذي أكد أنه بغاء وفساد أخلاقي" كما أن تقارير امنية وإعلامية عدة كشفت عن تصدر تونس قائمة الدول التي يأتي منها الإرهابيون للقتال في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة