دفع الهواء الكثيف والمحمل بالغازات والجزيئات السامة العديد من سكان موسكو إلى المغادرة، في حين ألغي العديد من الرحلات بسبب الدخان الناجم عن حرائق النباتات المتحجرة التي تهدد قاعدة عسكرية، وقد قررت السلطات العمل على مكافحتها على مدار الساعة.

وقال فلاديمير ستيبانوف المسؤول الكبير في وزارة الحالات الطارئة "للأسف فإن عدد الحرائق تضاعف في منطقة موسكو" خلال الساعات الـ24 الأخيرة لأن أشخاصاً يحتفلون ويشعلون الألعاب النارية والمفرقعات قرب الغابات".

وإزاء هول الكارثة، أعلن نائب وزير الحالات الطارئة الكسندر تشوبريان أن رجال الإطفاء سيعملون "على مدار الساعة" لإخماد الحرائق في منطقة موسكو.

وأرسل 1000 رجل إطفاء إضافي إلى هذه المنطقة لإطفاء حرائق النباتات المتحجرة التي تبعد حوالي 100 كلم جنوب شرق العاصمة.

ولجأ العديد ممن لم يتسنّ لهم مغادرة موسكو إلى ارتداء كمامات واقية بسبب كثافة الدخان الذي غلف مبنى الكرملين الشهير وحجبه عن الرؤية. وسارت السيارات في العاصمة ومصابيحها مضاءة بسبب عدم انقشاع الرؤية.

وتجاوز تركيز أحادي أكسيد الكربون السام، السبت 7-8-20101، نحو 6.6 مرات الحد الأقصى المسموح، كما أعلنت هيئة مراقبة جودة الهواء.

واتجه سكان موسكو بأعداد كبيرة إلى المطارات، لكن حركة النقل الجوي كانت مضطربة. وقال راكب كان ينتظر رحلته في مطار دوموديدوفو جنوب العاصمة "انه أمر لا يطاق، جميع الرحلات تأجلت او الغيت. الآلاف من الركاب ينتظرون في هذا الجو من الحرارة والدخان الكثيف. أجهزة التكييف لا تعمل.

وذكرت شركة روسافياتسيا للملاحة الجوية أن عشرات الرحلات تأجلت او ألغيت في مطاري دوموديدوفو وفنوكوفو (جنوب غرب موسكو)، بينما لا تتوقع هيئة الرصد الجوي انحسار الدخان الكثيف قبل الأربعاء المقبل.

وأعلنت وزارة الدفاع أن نحو 7000 عسكري يكافحون النيران إلى جانب عشرات الآلاف من رجال الإطفاء من وزارة الطوارئ.

وقال مسؤول في القوات الاستراتيجية الكسي زولوتوخين في تصريح لوكالة ايتار تاس للأنباء إن "الوضع لا يزال صعباً في منطقة كولوما بالقرب من موسكو حيث يوجد مركز إنذار من هجمات الصواريخ".

وأقرت السلطات هذا الأسبوع أن النيران أحرقت قاعدتين عسكريتين في 29 تموز (يوليو) في منطقة موسكو. وأقال الرئيس مدفيديف عدة ضباط على الأثر.

وأفادت وزارة الحالات الطارئة بأن الحرائق تواصل انتشارها في غرب البلاد مع تسجيل 290 بؤرة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، حيث لا يتوقع خبراء الأرصاد أي تحسن قريباً في الوضع الذي تشهده روسيا منذ أكثر من شهر.

وانتشرت الحرائق على مساحة أكثر من 190 هكتاراً السبت ولم تبد اي مؤشر بالانحسار بعد ان أوقعت 52 قتيلاً وأتت على قرى بأكملها

وأعلن الرئيس مدفيديف تخصيص 350 ألف روبل (12 الف دولار) من حسابه الخاص لمساعدة ضحايا الحرائق، كما قالت المتحدثة باسمه نتاليا تيماكوفا. وأضافت "سيحذو مسؤولون آخرون حذوه".

وتواصل السلطات متابعة الوضع قرب مركز ساروف النووي، في منطقة نيجني نوفغورود على بعد 500 كلم شرق موسكو حيث قطع الجنود الاشجار حول الموقع لتجنب اي خطر لانتشار النيران. وأعلنت السلطات عن إخلاء المركز من المواد المشعة.

كما تثير منطقة بريانسك (جنوب غرب) مخاوف السلطات، حيث أن التربة والنباتات في هذه المنطقة المتاخمة لأوكرانيا تلوثت عام 1986 عند انفجار مفاعل تشرنوبيل وقد تهدد الحرائق بنقل التلوث الإشعاعي إلى مناطق أخرى.

وقررت ألمانيا إغلاق سفارتها حتى إشعار آخر، وطلبت من رعاياها الامتناع عن أي رحلة غير ضرورية إلى المناطق المتضررة فيما طلبت الخارجية الأمريكية من رعاياها إعادة النظر في مشاريع السفر.

  • فريق ماسة
  • 2010-08-07
  • 13573
  • من الأرشيف

موسكو تختنق بسبب الدخان

دفع الهواء الكثيف والمحمل بالغازات والجزيئات السامة العديد من سكان موسكو إلى المغادرة، في حين ألغي العديد من الرحلات بسبب الدخان الناجم عن حرائق النباتات المتحجرة التي تهدد قاعدة عسكرية، وقد قررت السلطات العمل على مكافحتها على مدار الساعة. وقال فلاديمير ستيبانوف المسؤول الكبير في وزارة الحالات الطارئة "للأسف فإن عدد الحرائق تضاعف في منطقة موسكو" خلال الساعات الـ24 الأخيرة لأن أشخاصاً يحتفلون ويشعلون الألعاب النارية والمفرقعات قرب الغابات". وإزاء هول الكارثة، أعلن نائب وزير الحالات الطارئة الكسندر تشوبريان أن رجال الإطفاء سيعملون "على مدار الساعة" لإخماد الحرائق في منطقة موسكو. وأرسل 1000 رجل إطفاء إضافي إلى هذه المنطقة لإطفاء حرائق النباتات المتحجرة التي تبعد حوالي 100 كلم جنوب شرق العاصمة. ولجأ العديد ممن لم يتسنّ لهم مغادرة موسكو إلى ارتداء كمامات واقية بسبب كثافة الدخان الذي غلف مبنى الكرملين الشهير وحجبه عن الرؤية. وسارت السيارات في العاصمة ومصابيحها مضاءة بسبب عدم انقشاع الرؤية. وتجاوز تركيز أحادي أكسيد الكربون السام، السبت 7-8-20101، نحو 6.6 مرات الحد الأقصى المسموح، كما أعلنت هيئة مراقبة جودة الهواء. واتجه سكان موسكو بأعداد كبيرة إلى المطارات، لكن حركة النقل الجوي كانت مضطربة. وقال راكب كان ينتظر رحلته في مطار دوموديدوفو جنوب العاصمة "انه أمر لا يطاق، جميع الرحلات تأجلت او الغيت. الآلاف من الركاب ينتظرون في هذا الجو من الحرارة والدخان الكثيف. أجهزة التكييف لا تعمل. وذكرت شركة روسافياتسيا للملاحة الجوية أن عشرات الرحلات تأجلت او ألغيت في مطاري دوموديدوفو وفنوكوفو (جنوب غرب موسكو)، بينما لا تتوقع هيئة الرصد الجوي انحسار الدخان الكثيف قبل الأربعاء المقبل. وأعلنت وزارة الدفاع أن نحو 7000 عسكري يكافحون النيران إلى جانب عشرات الآلاف من رجال الإطفاء من وزارة الطوارئ. وقال مسؤول في القوات الاستراتيجية الكسي زولوتوخين في تصريح لوكالة ايتار تاس للأنباء إن "الوضع لا يزال صعباً في منطقة كولوما بالقرب من موسكو حيث يوجد مركز إنذار من هجمات الصواريخ". وأقرت السلطات هذا الأسبوع أن النيران أحرقت قاعدتين عسكريتين في 29 تموز (يوليو) في منطقة موسكو. وأقال الرئيس مدفيديف عدة ضباط على الأثر. وأفادت وزارة الحالات الطارئة بأن الحرائق تواصل انتشارها في غرب البلاد مع تسجيل 290 بؤرة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، حيث لا يتوقع خبراء الأرصاد أي تحسن قريباً في الوضع الذي تشهده روسيا منذ أكثر من شهر. وانتشرت الحرائق على مساحة أكثر من 190 هكتاراً السبت ولم تبد اي مؤشر بالانحسار بعد ان أوقعت 52 قتيلاً وأتت على قرى بأكملها وأعلن الرئيس مدفيديف تخصيص 350 ألف روبل (12 الف دولار) من حسابه الخاص لمساعدة ضحايا الحرائق، كما قالت المتحدثة باسمه نتاليا تيماكوفا. وأضافت "سيحذو مسؤولون آخرون حذوه". وتواصل السلطات متابعة الوضع قرب مركز ساروف النووي، في منطقة نيجني نوفغورود على بعد 500 كلم شرق موسكو حيث قطع الجنود الاشجار حول الموقع لتجنب اي خطر لانتشار النيران. وأعلنت السلطات عن إخلاء المركز من المواد المشعة. كما تثير منطقة بريانسك (جنوب غرب) مخاوف السلطات، حيث أن التربة والنباتات في هذه المنطقة المتاخمة لأوكرانيا تلوثت عام 1986 عند انفجار مفاعل تشرنوبيل وقد تهدد الحرائق بنقل التلوث الإشعاعي إلى مناطق أخرى. وقررت ألمانيا إغلاق سفارتها حتى إشعار آخر، وطلبت من رعاياها الامتناع عن أي رحلة غير ضرورية إلى المناطق المتضررة فيما طلبت الخارجية الأمريكية من رعاياها إعادة النظر في مشاريع السفر.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة