في مطلع الأحداث السورية كان تصميم الرئيس السوري بشار الأسد ما زال انسانيًّا بإعطاء فرصة للمعارضة المسلحة والابتعاد عن التدمير قدر الامكان، حرصا على حياة الناس والمدنيين ..

 أدى ذلك الموقف إلى تكبير حجم المعارضة وانتشارها مما دفع القيادة العسكرية الطلب إلى الرئيس التنازل عن الفكرة، فإما ان تأخذ الحرب مجراها الطبيعي أو سيكون للمعارضة حضور لن يستطاع بعده ازالة وجودهم بسهولة.

استأنست المعارضة المسلحة إلى الموقف الانساني للرئيس، وخططت ابعاد معركتها بناء عليه. وثبت لاحقا، ان بناء الحجر يعود أفضل مما كان عليه، لكن اذا دمر الوطن فكيف له ان يعاد أو يعود معافيا إلى أهله وشعبه، وهو الدولة والنظام والمؤسسات، والأصعب اذا ما تردد الجيش في اتخاذ قرارات تصفية الخارجين على القانون، فإنه سيصاب بالشلل التام.

لا أنسنة في الحروب على الإطلاق، مشهد المسلحين المقتولين المنتشرة في منطقة عدرا خير توقيع لمسار الحرب سورية التي تغيرت وتبدلت واتخذت حقيقتها التي لا بد منها، فصار على الجميع ان يعترف على لسان احد قادة بريطانيا ان الأسد أقوى، وسيصير على برلين ان تحتكم إلى العقل البارد الذي أدى بها إلى تحييد موقفها لمعرفتها بطبيعة المعركة في سوريا، في وقت ما زال فيه الأميركي المغرور بقوته يسبح في بحر من مفاجآت ما تصنعه سياسته الخارجية. اما بعض العربي فهو المسؤول عن كل نقطة دم سوريا، وعن كل تدمير في بني شعبه، وعن كل نزوح بالجملة سواء في الداخل السوري أو إلى خارجه.

ان حربا كالتي في سورية تظل الأصعب في تاريخ الحروب، فما تكشفه الحرب الاهلية في اسبانيا ان ظلها ما زال مؤثرا على الشعب الاسباني إلى اليوم رغم مرور أكثر من خمس وسبعين سنة، وواقعة الحرب الاهلية في لبنان التي لم يتعلم منها الشعب اللبناني بسبب سوء بعض قيادييه، فإن أرشيفها الملعون يحدث عن مآسيها.

لا نستغرب اذن لطبيعة العنف الذي تمارسه المعارضة المسلحة من اجل تدمير سورية وقتل ما يمكن قتله ترويعا وتأثيرا على النفوس، والذي تتلقاه القوات المسلحة العربية السورية بكل ما تحتاجه المعركة من اجل الإنسان العربي السوري وشوقه لتصفية ما اعترض حياته وأثر على مجراها الطيب الذي كانت تعيشه بكل هدوئه وسماحته.

طالت الحرب على سورية، لكنها أوجدت مناخا يبدو ان المجتمع السوري كان بحاجة إليه لتصفية هذا النوع من البشر الذي أفهم ان دور المعارضة هو الفوضى وتدمير البلاد والعباد. فكان لا بد من انزال العقاب الآلهي والانساني عليه، فإما ان يعتذر او يتراجع كما يقوم به البعض، واما ان يموت وهو الأمر الطيب الذي تحتاجه سوريا في مسيرتها الوطنية.

لا يحترم العالم سوى الاقوياء، والقوة تغير معالم الأشياء والظروف وتصنع التحولات، وتؤدي إلى تثبيت الشرعية التي يرفع المعارضون السلاح بوجهها .. ولقد حاول الرئيس الأسد منذ البداية ابداء حسن النية اتجاههم والتعاطي معهم على اساس انه مغرر بهم، لكن بعضهم أثبت ولوغه في لعبة كبيرة مستقاة من مفهوم لعبة الأمم التي تقودهم اليوم إلى حتفهم وبعده لن يروا وطنا سوى مقابر جماعية ستقام لهم على عجل لأنهم قرروا أمرا من هذا النوع بأيديهم، فهم ينتحرون بقرار واع، فبعد سنتين من ممارسة السلاح بوجه الوطن، لا تجوز الرحمة عليهم لا في يحاتهم ولا في مماتهم.
  • فريق ماسة
  • 2013-07-22
  • 13217
  • من الأرشيف

إنهم ينتحرون

في مطلع الأحداث السورية كان تصميم الرئيس السوري بشار الأسد ما زال انسانيًّا بإعطاء فرصة للمعارضة المسلحة والابتعاد عن التدمير قدر الامكان، حرصا على حياة الناس والمدنيين ..  أدى ذلك الموقف إلى تكبير حجم المعارضة وانتشارها مما دفع القيادة العسكرية الطلب إلى الرئيس التنازل عن الفكرة، فإما ان تأخذ الحرب مجراها الطبيعي أو سيكون للمعارضة حضور لن يستطاع بعده ازالة وجودهم بسهولة. استأنست المعارضة المسلحة إلى الموقف الانساني للرئيس، وخططت ابعاد معركتها بناء عليه. وثبت لاحقا، ان بناء الحجر يعود أفضل مما كان عليه، لكن اذا دمر الوطن فكيف له ان يعاد أو يعود معافيا إلى أهله وشعبه، وهو الدولة والنظام والمؤسسات، والأصعب اذا ما تردد الجيش في اتخاذ قرارات تصفية الخارجين على القانون، فإنه سيصاب بالشلل التام. لا أنسنة في الحروب على الإطلاق، مشهد المسلحين المقتولين المنتشرة في منطقة عدرا خير توقيع لمسار الحرب سورية التي تغيرت وتبدلت واتخذت حقيقتها التي لا بد منها، فصار على الجميع ان يعترف على لسان احد قادة بريطانيا ان الأسد أقوى، وسيصير على برلين ان تحتكم إلى العقل البارد الذي أدى بها إلى تحييد موقفها لمعرفتها بطبيعة المعركة في سوريا، في وقت ما زال فيه الأميركي المغرور بقوته يسبح في بحر من مفاجآت ما تصنعه سياسته الخارجية. اما بعض العربي فهو المسؤول عن كل نقطة دم سوريا، وعن كل تدمير في بني شعبه، وعن كل نزوح بالجملة سواء في الداخل السوري أو إلى خارجه. ان حربا كالتي في سورية تظل الأصعب في تاريخ الحروب، فما تكشفه الحرب الاهلية في اسبانيا ان ظلها ما زال مؤثرا على الشعب الاسباني إلى اليوم رغم مرور أكثر من خمس وسبعين سنة، وواقعة الحرب الاهلية في لبنان التي لم يتعلم منها الشعب اللبناني بسبب سوء بعض قيادييه، فإن أرشيفها الملعون يحدث عن مآسيها. لا نستغرب اذن لطبيعة العنف الذي تمارسه المعارضة المسلحة من اجل تدمير سورية وقتل ما يمكن قتله ترويعا وتأثيرا على النفوس، والذي تتلقاه القوات المسلحة العربية السورية بكل ما تحتاجه المعركة من اجل الإنسان العربي السوري وشوقه لتصفية ما اعترض حياته وأثر على مجراها الطيب الذي كانت تعيشه بكل هدوئه وسماحته. طالت الحرب على سورية، لكنها أوجدت مناخا يبدو ان المجتمع السوري كان بحاجة إليه لتصفية هذا النوع من البشر الذي أفهم ان دور المعارضة هو الفوضى وتدمير البلاد والعباد. فكان لا بد من انزال العقاب الآلهي والانساني عليه، فإما ان يعتذر او يتراجع كما يقوم به البعض، واما ان يموت وهو الأمر الطيب الذي تحتاجه سوريا في مسيرتها الوطنية. لا يحترم العالم سوى الاقوياء، والقوة تغير معالم الأشياء والظروف وتصنع التحولات، وتؤدي إلى تثبيت الشرعية التي يرفع المعارضون السلاح بوجهها .. ولقد حاول الرئيس الأسد منذ البداية ابداء حسن النية اتجاههم والتعاطي معهم على اساس انه مغرر بهم، لكن بعضهم أثبت ولوغه في لعبة كبيرة مستقاة من مفهوم لعبة الأمم التي تقودهم اليوم إلى حتفهم وبعده لن يروا وطنا سوى مقابر جماعية ستقام لهم على عجل لأنهم قرروا أمرا من هذا النوع بأيديهم، فهم ينتحرون بقرار واع، فبعد سنتين من ممارسة السلاح بوجه الوطن، لا تجوز الرحمة عليهم لا في يحاتهم ولا في مماتهم.

المصدر : الماسة السورية/ زهير ماجد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة