فازت الحكومة السورية بجولة مهمة في معركتها مع المضاربين لوقف انهيار قيمة الليرة، وتمكنت بتكتيك فعال من قضم قيمة كبيرة من التضخم الحاصل، فتراجع الدولار مقابل الليرة من حده الأقصى الذي بلغ 320 ليرة في بعض المناطق إلى 180 ليرة سورية، في ظرف أسبوع. ووعد المصرف المركزي بالوصول إلى سعر 150 ليرة للدولار الواحد قبل حلول عيد الفطر.

وبعد تحذيراته بالتدخل أنهى مصرف سوريا المركزي ظهر أمس الأول اجتماع التدخل الرابع خلال أسبوعين، موفرا عشرات ملايين الدولارات لشركات الصرافة للشراء بسعر 183.15 ليرة، بشرط بيعه للمواطنين بسعر 185 ليرة سورية.

وتزامن تدخل المصرف المركزي لمنع انهيار الليرة التدريجي، مع خبر انتشر بشكل واسع وروجته وسائل الإعلام المحلية، كما بعض الاقتصاديين والصناعيين، بوجود مليار دولار مزورة في السوق السورية، ذكرت صفحات موالية على موقع «فايسبوك» أنها دخلت عبر تركيا، وأنه من الصعب كشفها بالوسائل الاعتيادية لاختبار التزوير.

ورغم أن حوادث حقيقية لم تسجلها وسائل الإعلام، إلا أن الخبر الذي ذاع خلال الاسبوعين الأخيرين، أثر بشكل كبير على تداول العملة في المناطق السورية. كما دفعت هذه الأخبار إلى عمليات بيع للدولار بكميات كبيرة، ولا سيما من قبل أبناء الطبقة المتوسطة.

وأبدى المصرف المركزي استعداده لشراء الدولار من الراغبين بالبيع، وتزويد شركات الصرافة بالسيولة اللازمة لشراء الدولار من المواطنين، وفق ما ذكر موقع «الاقتصادي» المتخصص.

وبلغ سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء في دمشق الأربعاء الماضي، للمبيع 225 ليرة سورية، وللشراء 220، في حين بلغ سعره في شركات الصرافة 230 ليرة، في حالة هي الأولى من نوعها من حيث انخفاض سعر دولار في السوق السوداء أكثر من شركات الصرافة.

وأجرى المصرف المركزي، منذ 12 يوماً وحتى امس الاول، أربع عمليات تدخل، الأولى عبر بيعه الدولار لشركات الصرافة بسعر 247.50 ليرة، على أن يباع للمواطنين بسعر 250 ليرة، ثم باعهم في عملية تدخل ثانية الدولار بسعر 237,63 ليرة على أن تباع بسعر 240 ليرة.

ويستهدف المصرف المركزي، وفقا للحاكم أديب ميالة، الوصول بسعر الدولار مع حلول عيد الفطر إلى عتبة الـ150 ليرة سورية، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف سعره قبل الأزمة، فيما يرى اقتصاديون أن سعر الدولار الطبيعي والمناسب لعمليات التداول هو 100 ليرة سورية.

ومن غير المعروف إن كانت السياسة المالية الحالية يمكنها تثبيت العملة الخضراء على هذا المستوى طويلا، خصوصا وأن ظروف البلاد الاقتصادية ليست مؤهلة للتحسن قريبا بسبب الحرب، إلا أن النزول السريع للدولار رفع معنويات السوريين، كما خفض من أسعار سلع استهلاكية عديدة.

وفي سياق مشابه، انخفض سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطا في السوق المحلية بـ6500 ليرة سورية، وذلك بمعدل انخفاض بلغ ألف ليرة كل يوم تقريبا، بعد أن كان وصل سعر الغرام الواحد، منذ أسبوع، إلى 12 ألف ليرة سورية.
  • فريق ماسة
  • 2013-07-19
  • 11405
  • من الأرشيف

«المركزي» السوري يكسب جولة مع الدولار

فازت الحكومة السورية بجولة مهمة في معركتها مع المضاربين لوقف انهيار قيمة الليرة، وتمكنت بتكتيك فعال من قضم قيمة كبيرة من التضخم الحاصل، فتراجع الدولار مقابل الليرة من حده الأقصى الذي بلغ 320 ليرة في بعض المناطق إلى 180 ليرة سورية، في ظرف أسبوع. ووعد المصرف المركزي بالوصول إلى سعر 150 ليرة للدولار الواحد قبل حلول عيد الفطر. وبعد تحذيراته بالتدخل أنهى مصرف سوريا المركزي ظهر أمس الأول اجتماع التدخل الرابع خلال أسبوعين، موفرا عشرات ملايين الدولارات لشركات الصرافة للشراء بسعر 183.15 ليرة، بشرط بيعه للمواطنين بسعر 185 ليرة سورية. وتزامن تدخل المصرف المركزي لمنع انهيار الليرة التدريجي، مع خبر انتشر بشكل واسع وروجته وسائل الإعلام المحلية، كما بعض الاقتصاديين والصناعيين، بوجود مليار دولار مزورة في السوق السورية، ذكرت صفحات موالية على موقع «فايسبوك» أنها دخلت عبر تركيا، وأنه من الصعب كشفها بالوسائل الاعتيادية لاختبار التزوير. ورغم أن حوادث حقيقية لم تسجلها وسائل الإعلام، إلا أن الخبر الذي ذاع خلال الاسبوعين الأخيرين، أثر بشكل كبير على تداول العملة في المناطق السورية. كما دفعت هذه الأخبار إلى عمليات بيع للدولار بكميات كبيرة، ولا سيما من قبل أبناء الطبقة المتوسطة. وأبدى المصرف المركزي استعداده لشراء الدولار من الراغبين بالبيع، وتزويد شركات الصرافة بالسيولة اللازمة لشراء الدولار من المواطنين، وفق ما ذكر موقع «الاقتصادي» المتخصص. وبلغ سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء في دمشق الأربعاء الماضي، للمبيع 225 ليرة سورية، وللشراء 220، في حين بلغ سعره في شركات الصرافة 230 ليرة، في حالة هي الأولى من نوعها من حيث انخفاض سعر دولار في السوق السوداء أكثر من شركات الصرافة. وأجرى المصرف المركزي، منذ 12 يوماً وحتى امس الاول، أربع عمليات تدخل، الأولى عبر بيعه الدولار لشركات الصرافة بسعر 247.50 ليرة، على أن يباع للمواطنين بسعر 250 ليرة، ثم باعهم في عملية تدخل ثانية الدولار بسعر 237,63 ليرة على أن تباع بسعر 240 ليرة. ويستهدف المصرف المركزي، وفقا للحاكم أديب ميالة، الوصول بسعر الدولار مع حلول عيد الفطر إلى عتبة الـ150 ليرة سورية، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف سعره قبل الأزمة، فيما يرى اقتصاديون أن سعر الدولار الطبيعي والمناسب لعمليات التداول هو 100 ليرة سورية. ومن غير المعروف إن كانت السياسة المالية الحالية يمكنها تثبيت العملة الخضراء على هذا المستوى طويلا، خصوصا وأن ظروف البلاد الاقتصادية ليست مؤهلة للتحسن قريبا بسبب الحرب، إلا أن النزول السريع للدولار رفع معنويات السوريين، كما خفض من أسعار سلع استهلاكية عديدة. وفي سياق مشابه، انخفض سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطا في السوق المحلية بـ6500 ليرة سورية، وذلك بمعدل انخفاض بلغ ألف ليرة كل يوم تقريبا، بعد أن كان وصل سعر الغرام الواحد، منذ أسبوع، إلى 12 ألف ليرة سورية.

المصدر : الماسة السورية/ زياد حيدر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة