دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
على رغم أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تتابع التحقيقات اللازمة في كل الأحداث الأمنية التي تحصل، وكذلك تقوم الأجهزة الأمنية الأخرى بواجباتها، غير أن الإنفجارات الأخيرة التي تستهدف المناطق الشيعية يضاف الى مشهد تحقيقاتها عنصر إضافي ألا وهو "حزب الله" الذي ينسق مع الأجهزة الفاعلة على الأرض ويزودها بالمعلومات اللازمة، كما أنه يصدر تقاريره في نهاية التحقيق. لا يمكن لـ"حزب الله" أن يرى في هذه الأعمال الإرهابية إلا رسائل سياسية موجهة اليه ولجمهوره، لذلك بدأ يأخذ الحيطة والحذر أكثر من أي وقت مضى في الآونة الأخيرة خصوصاً بعدما إكتشفت قيادته أن فريقاً لبنانياً من المفترض أن يكون خصماً في السياسة لا أكثر ولا أقل، بدأ يتحول الى عدو للحزب ويريد رأس المقاومة حتى لو حصل على ذلك من خلال إراقة الدماء البريئة عبر عمليات إرهابية تهز أمن المناطق وقد تؤدي الى مجازر بشرية في بعض الأحيان كما كاد أن يحصل في بئر العبد.
"هو ليس إتهاما من لا شيء ومن دون إثباتات"، تقول المصادر القيادية في الحزب، "لأن التحقيقات التي يجريها الحزب كشفت بعض الخيوط التي تشير الى تورط فريق لبناني في بعض الأعمال الأمنية التخريبية الأخيرة، ولكن مهما حصل لن يتم نشر هذه التحقيقات حفاظاً على أمن البلد الداخلي". القضية بحسب الأوساط عينها بدأت قبل تفجيرات بئر العبد وتعنايل والهرمل مجدل عنجر، وحتى قبل إطلاق الصواريخ التي سقطت في مار مخايل، وتحديداً عندما بدأ تيار "المستقبل" حملته ضد الحزب سياسياً وإعلامياً، لحق ذلك سلسلة هزّات أمنية في مناطق التماس السنية-الشيعية وعلى رأسها الطريق الجديدة وعرسال، وفي كل هذه المحطات كان حزب الله ملتزماً قرار قيادته القاضي بعدم الإنجرار الى الفتنة الداخلية مهما حصل ومهما حاول الفريق الآخر أن يفعل في هذه المناطق.
أبرز هذه الخضّات التي كان أحد التيارات يقف خلفها لزكزكة الحزب وجمهوره، خطب أحمد الأسير النارية في ساحة الشهداء التي كانت تتركز في غالبية الأحيان على مهاجمة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس النيابي نبيه برّي، وبعد إنتهاء كل إعتصام كان الأسير يغادر بيروت برفقة مواكبه وجماعته متعمداً المرور في مناطق بيروتية شيعية علماً أن هناك الكثير من الطرقات التي تخرجه من العاصمة وتمر في مناطق سنية محسوبة على تيار "المستقبل"، واليوم إنكشفت اللعبة وظهر جلياً من يدافع عن الأسير ومن يجنّد له فريقاً من القانونيين ويصرف المال لشركة التعهدات التي يملكها شفيق الحريري، دعماً لإعادة ترميم منزل الأسير وفضل شاكر في عبرا الفارين من وجه العدالة بعدما إرتكبا أفظع الجرائم بحق ضباط الجيش اللبناني وعناصره، كما ظهر أيضاً من هو الفريق الذي يعقد إجتماعاً للجنة الدفاع لمساءلة الجيش على ما فعله به أحمد الإرهابي احمد الأسير".
المصدر :
مقالات النشرة/ مارون ناصيف
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة