لا تزال قضية إطلاق اسم السلطان سليم الأول على جسر ثالث سيقام على مضيق البوسفور مثار سجال بين العلويين ومسؤولي «حزب العدالة والتنمية».

وكان الرئيس التركي عبد الله غول قد قال سابقا إنه من الممكن التعويض عن هذه الخطوة بإطلاق اسم أحد الرموز العلوية على أحد المشاريع الكبرى اللاحقة. وقد رأى العلويون في هذا الموقف إمعانا في الاستفزاز، باعتبار أن الجسر هو منشأة حيوية جدا والحزب الحاكم لا يريد التراجع عن الخطوة.

وأشارت صحيفة «ميللييت» أمس إلى أن حكومة رجب طيب أردوغان استجابت للكثير من مطالب المتدينين، وحتى الأكراد، ولكنها لم تستجب لأي من المطالب العلوية.

ويختصر زعيم وقف «جيم» (جمع) العلوي عز الدين دوغان هذه المطالب في حوار مع الصحيفة، كما يلي:

1 - المساواة في المواطنية وبالتالي نيل العلويين حصتهم من الخزينة، أي ألا تذهب الضرائب التي يدفعها كل المواطنين فقط إلى رئاسة الشؤون الدينية التي تمثل فقط السنّة. وإذا كانت «ديانت» مؤسسة تابعة للدولة، وهي كذلك، فيجب أن تشمل هذه المؤسسة الجميع.

2 - إدخال المعتقد العلوي في المناهج المدرسية، ولا سيما في المرحلة الثانوية، جنبا إلى جانب درس الدين السنّي.

3 - الاعتراف الواضح قانونيا بوضع بيوت «الجمع» كمراكز العبادة عند العلويين.

ويرى دوغان أن اقتراح غول إطلاق اسم «حاجي بكتاش» أو «بير سلطان عبدال» على مشاريع مستقبلية خطوة جيدة، لكنها لا تمحو خطيئة إطلاق اسم السلطان سليم على الجسر الجديد. وقال إن «هذا يعني أنه مقابل اسم سليم الأول (أو ياووز سليم) يوجد اسم شاه إسماعيل»، مضيفا «لا شيء يوازي اسم السلطان سليم إلا إطلاق اسم إسماعيل شاه على المطار الثالث الذي يزمع إنشاؤه في محيط اسطنبول. سيكون عندها توازن. ولا أعتقد أن أشقاءنا من المواطنين السنة عندهم عداء لإسماعيل شاه».

واعتبر دوغان أن «تركيا العظيمة يجب أن تشمل هذين الزعيمين».

يذكر أن شاه إسماعيل الذي اعتمد التشيع مذهبا للدولة الصفوية في مطلع القرن السادس عشر يعتبر أبرز الرموز المؤسسين للمعتقد العلوي في الأناضول. وقد تواجه سليم الأول المعروف بـ«ياووز» (أي القاطع) وشاه إسماعيل وجهاً لوجه في سهل تشالديران في العام 1514، وانتهت المعركة التاريخية إلى انتصار كبير للسلطان العثماني ضد الدولة الصفوية. وأثناء مسير سليم الأول إلى إيران ذبح في طريقه عشرات الآلاف من العلويين المقيمين في الأناضول.

من جهته، توقف كمال بلبل، رئيس جمعية «بير سلطان عبدال» الثقافية، إحدى المنظمات العلوية الرئيسية، عند الذكرى العشرين لمجزرة سيواس التي حدثت في الثاني من تموز من العام 1993، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 30 علويا، بينهم كتاب ومثقفون قضوا قتلا وحرقا وخنقا على أيدي إسلاميين متشددين. واعتبر بلبل ان «هذه المجزرة هي حلقة من حلقات استهداف العلويين في تركيا»، مضيفا أن «إسقاط الدعوى بذريعة مرور الوقت هو مؤامرة على العلويين واستباحة لقيمهم ووجودهم».

واستنكر بلبل تعليق أردوغان حينها على سقوط الدعوى عندما قال «لعله خير لتركيا». واستذكر بلبل تصريح أردوغان بوصفه بيوت «الجمع» على أنها بيوت للتسلية! واتهم رئيس الحكومة التركية بأنه يواصل استمرار سياسة الحقد والكراهية للعلويين مع إطلاقه اسم السلطان سليم على الجسر الجديد فوق البوسفور. واعتبر أن قول أردوغان بأنه سينفتح على العلويين هدفه إضعاف حركة الاحتجاجات في تقسيم.

ورأى بلبل أن «حادثة حرق فندق ماديماك في سيواس عام 1993 لن تمحى بمرور الزمن وستبقى شاهدا على انتهاك القانون والأخلاق والقيم».

 

  • فريق ماسة
  • 2013-07-01
  • 9943
  • من الأرشيف

«الشاه إسماعيل» مقابل «السلطان سليم»!

لا تزال قضية إطلاق اسم السلطان سليم الأول على جسر ثالث سيقام على مضيق البوسفور مثار سجال بين العلويين ومسؤولي «حزب العدالة والتنمية». وكان الرئيس التركي عبد الله غول قد قال سابقا إنه من الممكن التعويض عن هذه الخطوة بإطلاق اسم أحد الرموز العلوية على أحد المشاريع الكبرى اللاحقة. وقد رأى العلويون في هذا الموقف إمعانا في الاستفزاز، باعتبار أن الجسر هو منشأة حيوية جدا والحزب الحاكم لا يريد التراجع عن الخطوة. وأشارت صحيفة «ميللييت» أمس إلى أن حكومة رجب طيب أردوغان استجابت للكثير من مطالب المتدينين، وحتى الأكراد، ولكنها لم تستجب لأي من المطالب العلوية. ويختصر زعيم وقف «جيم» (جمع) العلوي عز الدين دوغان هذه المطالب في حوار مع الصحيفة، كما يلي: 1 - المساواة في المواطنية وبالتالي نيل العلويين حصتهم من الخزينة، أي ألا تذهب الضرائب التي يدفعها كل المواطنين فقط إلى رئاسة الشؤون الدينية التي تمثل فقط السنّة. وإذا كانت «ديانت» مؤسسة تابعة للدولة، وهي كذلك، فيجب أن تشمل هذه المؤسسة الجميع. 2 - إدخال المعتقد العلوي في المناهج المدرسية، ولا سيما في المرحلة الثانوية، جنبا إلى جانب درس الدين السنّي. 3 - الاعتراف الواضح قانونيا بوضع بيوت «الجمع» كمراكز العبادة عند العلويين. ويرى دوغان أن اقتراح غول إطلاق اسم «حاجي بكتاش» أو «بير سلطان عبدال» على مشاريع مستقبلية خطوة جيدة، لكنها لا تمحو خطيئة إطلاق اسم السلطان سليم على الجسر الجديد. وقال إن «هذا يعني أنه مقابل اسم سليم الأول (أو ياووز سليم) يوجد اسم شاه إسماعيل»، مضيفا «لا شيء يوازي اسم السلطان سليم إلا إطلاق اسم إسماعيل شاه على المطار الثالث الذي يزمع إنشاؤه في محيط اسطنبول. سيكون عندها توازن. ولا أعتقد أن أشقاءنا من المواطنين السنة عندهم عداء لإسماعيل شاه». واعتبر دوغان أن «تركيا العظيمة يجب أن تشمل هذين الزعيمين». يذكر أن شاه إسماعيل الذي اعتمد التشيع مذهبا للدولة الصفوية في مطلع القرن السادس عشر يعتبر أبرز الرموز المؤسسين للمعتقد العلوي في الأناضول. وقد تواجه سليم الأول المعروف بـ«ياووز» (أي القاطع) وشاه إسماعيل وجهاً لوجه في سهل تشالديران في العام 1514، وانتهت المعركة التاريخية إلى انتصار كبير للسلطان العثماني ضد الدولة الصفوية. وأثناء مسير سليم الأول إلى إيران ذبح في طريقه عشرات الآلاف من العلويين المقيمين في الأناضول. من جهته، توقف كمال بلبل، رئيس جمعية «بير سلطان عبدال» الثقافية، إحدى المنظمات العلوية الرئيسية، عند الذكرى العشرين لمجزرة سيواس التي حدثت في الثاني من تموز من العام 1993، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 30 علويا، بينهم كتاب ومثقفون قضوا قتلا وحرقا وخنقا على أيدي إسلاميين متشددين. واعتبر بلبل ان «هذه المجزرة هي حلقة من حلقات استهداف العلويين في تركيا»، مضيفا أن «إسقاط الدعوى بذريعة مرور الوقت هو مؤامرة على العلويين واستباحة لقيمهم ووجودهم». واستنكر بلبل تعليق أردوغان حينها على سقوط الدعوى عندما قال «لعله خير لتركيا». واستذكر بلبل تصريح أردوغان بوصفه بيوت «الجمع» على أنها بيوت للتسلية! واتهم رئيس الحكومة التركية بأنه يواصل استمرار سياسة الحقد والكراهية للعلويين مع إطلاقه اسم السلطان سليم على الجسر الجديد فوق البوسفور. واعتبر أن قول أردوغان بأنه سينفتح على العلويين هدفه إضعاف حركة الاحتجاجات في تقسيم. ورأى بلبل أن «حادثة حرق فندق ماديماك في سيواس عام 1993 لن تمحى بمرور الزمن وستبقى شاهدا على انتهاك القانون والأخلاق والقيم».  

المصدر : السفير/ محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة