دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ارتفعت وتيرة التهويد “الإسرائيلي” في القدس المحتلة منذ مطلع العام الحالي، وبات الاحتلال يستهدف المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والبلدة القديمة بشكل مباشر في مسعى لتغيير المعالم الإسلامية والمسيحية وطمس الآثار العربية في المدينة عبر مشروع يحمل عنواناً تضليلياً “تنظيم وتجديد وحفظ البلدة القديمة” .
ووفقاً لـ”الجزيرة نت” يشمل المشروع في ظاهره أعمالاً لتطوير البنى التحتية للرصف وزرع الجنائن والإضاءة، وفي باطنه يهدف إلى تغيير المعالم العربية وطمس هويتها وتزويرها لتغليفها برموز يهودية وتوراتية . وستنفذ الأعمال التي ستستغرق بين 24 و30 شهراً في طريق باب العامود وسوق خان الزيت وطريق الوأد وسوق العطارين وطريق حارة النصارى وطريق القديس متري وساحة عمر بن الخطاب وطريق الآلام وطريق الرسل وباب الغوانمة وعقبة دير الحبشة وطريق مار مرقص .
ويندرج ذلك ضمن سلسلة مخططات أبرزها إغلاق باب العامود وإقامة 11 “حديقة توراتية” في قلب الأحياء العربية، وذلك في سبيل تهويد المدينة وتهجير المقدسيين .
وكشف المحامي قيس ناصر عن وثائق المشروع التي تشير إلى أن أعمال الإنشاء والحفريات ستشمل أغلب شوارع وممرات وأحياء البلدة القديمة التي يبلغ عددها 361 طريقاً وتشغل نحو 85 دونما أي نحو 10% من مجمل مساحة البلدة القديمة .
ويعتمد المشروع التهويدي على وثيقة أعدها طاقم تخطيطي ببلدية الاحتلال في القدس وثق بها شوارع وممرات البلدة القديمة ووضعها الحالي والإجراءات التي يجب اتخاذها “لحفظه” كما تزعم بلدية الاحتلال . وقال ناصر “حسب وثائق المشروع فإن أعمال التطوير ستطال أماكن هامة للمسيحيين والمسلمين في البلدة القديمة، وحدد الطاقم التخطيطي ضرورة تنفيذ الأعمال التي أوصى بها في كل شارع وحارة وزقاق” .
والأماكن ذات الأولوية في أعمال التهويد حسب بلدية الاحتلال هي الشوارع والممرات الموجودة شمال المسجد الأقصى . وأكد أن تنفيذ المشروع سيغير البلدة القديمة بصورة كاملة، لتصبح بلدة “إسرائيلية” يهودية جديدة .
من جهته قال د .محمود مصالحة الباحث في شؤون القدس إن مخطط تغيير معالم البلدة القديمة يهدف لقطع الاتصال القائم بين التراث والحضارة وشخصية الإنسان الفلسطيني . وأضاف أن الأمر سيؤثر على هوية المقدسيين وانتمائهم الحضاري والوطني والقومي والديني، “وبالتالي إلى تغيير نمط الحياة للإنسان الفلسطيني، فصعوبة تكيفه مع الواقع الجديد ستدفع لهجرة المدينة” .
وقال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية حسن خاطر إن فكرة الحدائق التوراتية التي يقوم الاحتلال بمصادرة الأراضي من أجل تنفيذها في كل من العيسوية وسلوان وباب الرحمة تعد من أكثر المشاريع خطورة، حيث تهدف لتزوير التاريخ والجغرافيا .
وهذا يعني وفق خاطر أن كل ما لم يجدوه تحت الأرض سيجسدونه من خلال هذه الحدائق وبالتالي إلى الاستحواذ على السياحة الدينية، وهذا يمنحها وجودا دينيا في المدينة لم يكن له رصيد في التاريخ أو في علم الآثار .
أما مدير الأوقاف الإسلامية عزام الخطيب فقال إن التجارب السابقة مع مشاريع التطوير المزعومة تؤكد أنها تحمل نزعة دينية يهودية، ولا صلة لها بالبنى السياحية .ودلل على ذلك بالقول إن منطقة القصور الأموية إسلامية بحتة، “إسرائيل” سرقت حجارتها وادعت بأنها حجارة هيكلهم المزعوم . أما دير مار يوحنا فهو معلم مسيحي بارز استولت جماعات يهودية عليه وأحدثت تغييرات جوهرية على ساحاته لتنسبه إلى التراث اليهودي ..
المصدر :
الخليج
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة