عاشت صيدا أمس على وقع القذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة والخفيفة، فيما الأهالي كانوا يلتقطون أغراضهم على عجل للرحيل.. إذاً إنها الحرب تدخل بـ«رجلها اليمنى» إلى صيدا من دون إذن، وذكرى الـ1975 تلوّح بيديها للصيداويين وكلّ اللبنانيين..

سقطت الهدنة في عبرا وضواحيها، وسقط معها ستة شهداء للجيش اللبناني وعدد كبير من الجرحى، وأصبح مربع الشيخ أحمد الأسير الأمني مطوقا بالكامل من بعد اشتباكات امتدت من بعد الظهر حتى المساء في محيطه بين أنصار الأسير والجيش.

وإذا كانت الاشتباكات قد بدأت بين أنصار الأسير والجيش قبيل الساعة الثانية من بعد ظهر أمس، إثر تعرّض حاجز للجيش على الطريق الرئيسي في عبرا لهجوم أوقع عدداً من الشهداء والجرحى، وذلك رداً على طلب الأوراق الثبوتية لأحد أنصار الأسير الذي كان يحمل سلاحا، فإن القرار بتفجير الوضع يبدو أنه اتخذ سلفاً من قبل إمام «مسجد بلال بن رباح».

فبعد دقائق من التعرّض للحاجز، شنّ «الأسيريون» هجوماً على «شقق» «حزب الله» في عبرا وأعلنوا التعبئة الشاملة.

وبعد أن استنفر الجيش انهمرت القذائف بشكلٍ غير مسبوق من عبرا، وفي كل الاتجاهات في لحظة واحدة، لتسقط على تلة مار الياس في حارة صيدا وعلى جادة نبيه بري وفي عبرا وعلمان.

الجيش يدخل المعركة

ولم ينتظر الجيش كثيراً، حتى قرّر الدخول لحسم المعركة، فاستقدم دوريات مؤللة إلى عبرا. وبعد الظهر، وصلت قوة من المغاوير وفوج التدخل إلى عبرا.

في حين التزم «أنصار سرايا المقاومة» و«حركة أمل» و«حزب الله» الهدوء، تاركين للجيش اللبناني معالجة الأمر بنفسه. وهذا ما ظهر جلياً في بيان «أمل» التي دعت «أهلها وأصدقاءها الى ضبط النفس والتزام التعليمات التي يصدرها الجيش اللبناني، من اجل استكمال انتشاره وفرض الأمن واعتقال المخلين بالأمن وسوقهم وتقديمهم للعدالة»، معربةً عن دعمها له.

وفور دخول الجيش إلى ميدان المعركة، ظهر أن هناك قراراً بالحسم من كافة المحاور المؤدية إلى المربع الأمني للأسير في عبرا، من جهة: «سوبر ماركت البساط» ـ «مركز مكسيموس الخامس حكيم»، أو حتى من متفرعات الشارع العام في عبرا والمؤدي إلى «المربع الامني».

وليلاً فرض الجيش طوقاً امنياً حول كل عبرا، حيث دارت اشتباكات عنيفة بينه وبين انصار الاسير بمختلف أنواع الاسلحة والقذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة والخفيفة. واستمرّت هذه الاشتباكات حتى الليل، غير أنها انحسرت بعد الساعة الثامنة، حينما كان دوي القصف يسمع في أرجاء صيدا وعبرا وفي شرق صيدا وتلة مارالياس.

وحوصرت عشرات العائلات في ملاجئ الأبنية المحيطة بالمربع الأمني.

كما عمد أنصار الأسير، عند بدء المعركة، إلى محاولة تشتيت الجيش، من خلال قطع الطريق البحري وانتشار المقنعين المسلحين، وكان قرار قيادة الجيش حاسما بإقفال مداخل صيدا من الجهتين، ومن ثم فتح الطريق بعد اشتباك أجبر بعده مجموعات الأسير على الانكفاء.

وانتشر «الأسيريون» أيضاً على بوليفار البزري وفي مجدليون والهلالية، وكان اكبر تجمع لهم بعد انسحابهم من عبرا في محيط مسجد البزري التابع للاسير في محلة البستان الكبير. وقد حاول الجيش أن ينهي هذا التجمّع من خلال اشتباكات وإطلاق نار بين الطرفين.

وبعد أن شعر إمام «مسجد بلال بن رباح» نفسه عاجزاً على حسم العركة وحيداً، حاول إدخال المخيمات الفلسطينية على خطّ النار، فوجّه نداءات إلى مخيم عين الحلوة بالتدخل لمناصرته.

وحوالي الساعة السابعة مساء، كان قد سُمع صدى هذه النداءات، ليطلق عدد من المسلحين المقربين من الناشط الإسلامي بلال بن بدر و«فتح الاسلام» و«جند الشام» النيران على الجيش اللبناني، عند مدخل عين الحلوة لجهة التعمير من مخيم الطوارئ. وسارع الجيش للردّ على مصادر النيران وعمل على إقفال معظم الطرق الفرعية المؤدية إلى المخيم، وحصرها بمعبر واحد. ولكن عاد إطلاق النار ليتجدّد ليلاً من تعمير عين الحلوة نحو حاجز للجيش.

كما حاول الأسير جاهداً استفزاز «حارة صيدا». وعند الساعة السادسة والنصف مساء، سقطت قذيفة هاون من عيار 60 ملم في حارة صيدا، نتج عنها سقوط جريحين بجروح طفيفة احدهما يدعى محمد موسى، غير أن ذلك لم يمنع أهالي الحارة وقياداتها السياسية من التخلي عن سياسة ضبط النفس، في ضوء أوامر صارمة صدرت عن «حزب الله» والرئيس نبيه بري.

.. ويتقدّم باتجاه «المربع»

وليلاً، تقدّم الجيش على كل المحاور في عبرا باتجاه المربع الأمني، من دون الدخول إلى المسجد، حيث تجمّع كلّ أنصار الأسير. وتمكّن من إسكات كل مصادر النيران التي كان يتعرض منها للقنص أو التعرّض إليه بالقذائف. كما تصاعد الدخان الأسود من مبنى المسجد، بالإضافة إلى تدمير العديد من السيارات والمباني في محيط المربع.

وبدءاً من ساعات المساء الأولى، انتقلت الاشتباكات إلى داخل أحياء صيدا بين الجيش وانصار الأسير، وسمعت أصوات الرشقات النارية على بوليفار البزري (الشرقي) والأحياء السكنية المتاخمة له، وفي محيط منزل رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري من جهة البستان الكبير. وترافقت مع ظهور مسلح في منطقة البراد، وعمليات قنص بشكل كثيف في منطقة البستان الكبير .

وفي السياق عينه، لم يعرف مكان تواجد الأسير، لا سيما بعد الشائعات التي تحدثت عن فراره جريحاً من «مسجد بلال بن رباح» بواسطة سيارة إسعاف، والتي عاد ليدحضها مؤكداً أنه ما زال داخل المسجد، من دون أن يقدّم دليلاً على ذلك.

كما نفى الأسير إصابة شقيقه خلال الاشتباكات، من دون أن يشير إلى مدى صحة ما حكي عن مقتل أحد مرافقيه، وتوقيف الجيش اللبناني لآخر معروف بـ«البيروتي». كما تردد أن أحد مرافقي الفنان المعتزل فضل شاكر قد قتل في الاشتباكات.

الأسير يعلن «النفير العام»

وكان إمام «مسجد بلال بن رباح» قد بدأ الاشتباكات بإعلان «النفير العام»، برسالة وجّهها «إلى جميع مناصرينا في جميع المناطق هبوا الى نجدتنا لأنه يتم قتلنا من قبل «حزب الله» والجيش اللبناني، توجهوا فوراً إلى صيدا».

ولأن الرسالة لم تؤدِّ غرضها، وجّه الأسير رسالة ثانية إلى «جميع العسكريين السنة في الجيش اللبناني للانشقاق فوراً وعدم المشاركة في قتل إخوانه»، مشيراً إلى أن «المسجد يتعرض للهجوم».

كما اتهم أنصار الأسير «سرايا المقاومة» والجيش اللبناني بتنسيق هجوم مشترك على المسجد، فيما أكدت مصادر أمنية أن الاشتباكات جاءت رداً على توقيف الجيش لثلاثة من مناصري الأسير.

وإثر اشتداد المعارك، وجّه أهالي عبرا نداءات استغاثة لإخراجهم من المنطقة بعد أن علقوا بين نيران الاشتباكات، مطالبين بوقف إطلاق النار لإخراج الأطفال والعجزة المحاصَرين داخل منطقة الاشتباكات. وخرج البعض منهم رافعين الرايات البيضاء، لتجنّب القنص من قبل الطرفين.

يذكر أن رصاص القنص وصل إلى وسط مدينة صيدا والسوق التجاري، وطلبت المصادر الامنية من المواطنين توخي الحذر في تنقلهم والاحتماء بالجدران والابتعاد عن الأماكن المكشوفة.

السنيورة والحريري

وبيانات «رفع العتب»

وأصدر الرئيس فؤاد السنيورة بياناً أدان فيه أي اعتداء على الجيش والمؤسسة العسكرية «تحت أي سبب كان ومن أي جهة اتى»، مشيراً إلى «أننا أعلنا من الاساس أننا مع الدولة ومؤسساتها، ووحدة هذه المؤسسات وفي طليعتها وحدة المؤسسات العسكرية والامنية ومع تطبيق القانون». وطالب «بوقف إطلاق النار فورا»، ورفض منطق السلاح في مقابل السلاح، كذلك شدد على ضرورة اخلاء الشقق المسلحة ومغادرة مسلحي «حزب الله» ومن يسمون «سرايا المقاومة»، «فهم في الاصل سبب الفتنة والبلاء». وشدّد على أن «صيدا كانت وستبقى مدينة الالتزام بالدولة والقانون، ولا تقبل ان يضعها احد لا في مواجهة الجيش ولا في مواجهة الدولة». وأكد أن «المدينة ترفض التسلط والسيطرة الامنية والسياسية على قرارها، من خارج المدينة أو من داخلها».

كما أسفت النائبة بهية الحريري للأحداث الأمنية التي تجري في صيدا، واستنكرت الاعتداء على عناصر الجيش والمدنيين، مشيرةً إلى «أننا نعوّل على الجيش كما كل اللبنانيين، في حفظ الامن والاستقرار لكل المواطنين دون تمييز».

ودعت الذين توعدوا صيدا وحاولوا اخذها اسيرة لهذا الفريق او ذاك، «بأن يتفضلوا، فنحن باقون في منازلنا، ولن نخاف»، منبهةً «كل أهالي صيدا والجوار من استدراجهم إلى لعبة السلاح، من أجل قهر

  • فريق ماسة
  • 2013-06-23
  • 9645
  • من الأرشيف

الأسير يعلن «حربه» على الجيش.. وصيدا

عاشت صيدا أمس على وقع القذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة والخفيفة، فيما الأهالي كانوا يلتقطون أغراضهم على عجل للرحيل.. إذاً إنها الحرب تدخل بـ«رجلها اليمنى» إلى صيدا من دون إذن، وذكرى الـ1975 تلوّح بيديها للصيداويين وكلّ اللبنانيين.. سقطت الهدنة في عبرا وضواحيها، وسقط معها ستة شهداء للجيش اللبناني وعدد كبير من الجرحى، وأصبح مربع الشيخ أحمد الأسير الأمني مطوقا بالكامل من بعد اشتباكات امتدت من بعد الظهر حتى المساء في محيطه بين أنصار الأسير والجيش. وإذا كانت الاشتباكات قد بدأت بين أنصار الأسير والجيش قبيل الساعة الثانية من بعد ظهر أمس، إثر تعرّض حاجز للجيش على الطريق الرئيسي في عبرا لهجوم أوقع عدداً من الشهداء والجرحى، وذلك رداً على طلب الأوراق الثبوتية لأحد أنصار الأسير الذي كان يحمل سلاحا، فإن القرار بتفجير الوضع يبدو أنه اتخذ سلفاً من قبل إمام «مسجد بلال بن رباح». فبعد دقائق من التعرّض للحاجز، شنّ «الأسيريون» هجوماً على «شقق» «حزب الله» في عبرا وأعلنوا التعبئة الشاملة. وبعد أن استنفر الجيش انهمرت القذائف بشكلٍ غير مسبوق من عبرا، وفي كل الاتجاهات في لحظة واحدة، لتسقط على تلة مار الياس في حارة صيدا وعلى جادة نبيه بري وفي عبرا وعلمان. الجيش يدخل المعركة ولم ينتظر الجيش كثيراً، حتى قرّر الدخول لحسم المعركة، فاستقدم دوريات مؤللة إلى عبرا. وبعد الظهر، وصلت قوة من المغاوير وفوج التدخل إلى عبرا. في حين التزم «أنصار سرايا المقاومة» و«حركة أمل» و«حزب الله» الهدوء، تاركين للجيش اللبناني معالجة الأمر بنفسه. وهذا ما ظهر جلياً في بيان «أمل» التي دعت «أهلها وأصدقاءها الى ضبط النفس والتزام التعليمات التي يصدرها الجيش اللبناني، من اجل استكمال انتشاره وفرض الأمن واعتقال المخلين بالأمن وسوقهم وتقديمهم للعدالة»، معربةً عن دعمها له. وفور دخول الجيش إلى ميدان المعركة، ظهر أن هناك قراراً بالحسم من كافة المحاور المؤدية إلى المربع الأمني للأسير في عبرا، من جهة: «سوبر ماركت البساط» ـ «مركز مكسيموس الخامس حكيم»، أو حتى من متفرعات الشارع العام في عبرا والمؤدي إلى «المربع الامني». وليلاً فرض الجيش طوقاً امنياً حول كل عبرا، حيث دارت اشتباكات عنيفة بينه وبين انصار الاسير بمختلف أنواع الاسلحة والقذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة والخفيفة. واستمرّت هذه الاشتباكات حتى الليل، غير أنها انحسرت بعد الساعة الثامنة، حينما كان دوي القصف يسمع في أرجاء صيدا وعبرا وفي شرق صيدا وتلة مارالياس. وحوصرت عشرات العائلات في ملاجئ الأبنية المحيطة بالمربع الأمني. كما عمد أنصار الأسير، عند بدء المعركة، إلى محاولة تشتيت الجيش، من خلال قطع الطريق البحري وانتشار المقنعين المسلحين، وكان قرار قيادة الجيش حاسما بإقفال مداخل صيدا من الجهتين، ومن ثم فتح الطريق بعد اشتباك أجبر بعده مجموعات الأسير على الانكفاء. وانتشر «الأسيريون» أيضاً على بوليفار البزري وفي مجدليون والهلالية، وكان اكبر تجمع لهم بعد انسحابهم من عبرا في محيط مسجد البزري التابع للاسير في محلة البستان الكبير. وقد حاول الجيش أن ينهي هذا التجمّع من خلال اشتباكات وإطلاق نار بين الطرفين. وبعد أن شعر إمام «مسجد بلال بن رباح» نفسه عاجزاً على حسم العركة وحيداً، حاول إدخال المخيمات الفلسطينية على خطّ النار، فوجّه نداءات إلى مخيم عين الحلوة بالتدخل لمناصرته. وحوالي الساعة السابعة مساء، كان قد سُمع صدى هذه النداءات، ليطلق عدد من المسلحين المقربين من الناشط الإسلامي بلال بن بدر و«فتح الاسلام» و«جند الشام» النيران على الجيش اللبناني، عند مدخل عين الحلوة لجهة التعمير من مخيم الطوارئ. وسارع الجيش للردّ على مصادر النيران وعمل على إقفال معظم الطرق الفرعية المؤدية إلى المخيم، وحصرها بمعبر واحد. ولكن عاد إطلاق النار ليتجدّد ليلاً من تعمير عين الحلوة نحو حاجز للجيش. كما حاول الأسير جاهداً استفزاز «حارة صيدا». وعند الساعة السادسة والنصف مساء، سقطت قذيفة هاون من عيار 60 ملم في حارة صيدا، نتج عنها سقوط جريحين بجروح طفيفة احدهما يدعى محمد موسى، غير أن ذلك لم يمنع أهالي الحارة وقياداتها السياسية من التخلي عن سياسة ضبط النفس، في ضوء أوامر صارمة صدرت عن «حزب الله» والرئيس نبيه بري. .. ويتقدّم باتجاه «المربع» وليلاً، تقدّم الجيش على كل المحاور في عبرا باتجاه المربع الأمني، من دون الدخول إلى المسجد، حيث تجمّع كلّ أنصار الأسير. وتمكّن من إسكات كل مصادر النيران التي كان يتعرض منها للقنص أو التعرّض إليه بالقذائف. كما تصاعد الدخان الأسود من مبنى المسجد، بالإضافة إلى تدمير العديد من السيارات والمباني في محيط المربع. وبدءاً من ساعات المساء الأولى، انتقلت الاشتباكات إلى داخل أحياء صيدا بين الجيش وانصار الأسير، وسمعت أصوات الرشقات النارية على بوليفار البزري (الشرقي) والأحياء السكنية المتاخمة له، وفي محيط منزل رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري من جهة البستان الكبير. وترافقت مع ظهور مسلح في منطقة البراد، وعمليات قنص بشكل كثيف في منطقة البستان الكبير . وفي السياق عينه، لم يعرف مكان تواجد الأسير، لا سيما بعد الشائعات التي تحدثت عن فراره جريحاً من «مسجد بلال بن رباح» بواسطة سيارة إسعاف، والتي عاد ليدحضها مؤكداً أنه ما زال داخل المسجد، من دون أن يقدّم دليلاً على ذلك. كما نفى الأسير إصابة شقيقه خلال الاشتباكات، من دون أن يشير إلى مدى صحة ما حكي عن مقتل أحد مرافقيه، وتوقيف الجيش اللبناني لآخر معروف بـ«البيروتي». كما تردد أن أحد مرافقي الفنان المعتزل فضل شاكر قد قتل في الاشتباكات. الأسير يعلن «النفير العام» وكان إمام «مسجد بلال بن رباح» قد بدأ الاشتباكات بإعلان «النفير العام»، برسالة وجّهها «إلى جميع مناصرينا في جميع المناطق هبوا الى نجدتنا لأنه يتم قتلنا من قبل «حزب الله» والجيش اللبناني، توجهوا فوراً إلى صيدا». ولأن الرسالة لم تؤدِّ غرضها، وجّه الأسير رسالة ثانية إلى «جميع العسكريين السنة في الجيش اللبناني للانشقاق فوراً وعدم المشاركة في قتل إخوانه»، مشيراً إلى أن «المسجد يتعرض للهجوم». كما اتهم أنصار الأسير «سرايا المقاومة» والجيش اللبناني بتنسيق هجوم مشترك على المسجد، فيما أكدت مصادر أمنية أن الاشتباكات جاءت رداً على توقيف الجيش لثلاثة من مناصري الأسير. وإثر اشتداد المعارك، وجّه أهالي عبرا نداءات استغاثة لإخراجهم من المنطقة بعد أن علقوا بين نيران الاشتباكات، مطالبين بوقف إطلاق النار لإخراج الأطفال والعجزة المحاصَرين داخل منطقة الاشتباكات. وخرج البعض منهم رافعين الرايات البيضاء، لتجنّب القنص من قبل الطرفين. يذكر أن رصاص القنص وصل إلى وسط مدينة صيدا والسوق التجاري، وطلبت المصادر الامنية من المواطنين توخي الحذر في تنقلهم والاحتماء بالجدران والابتعاد عن الأماكن المكشوفة. السنيورة والحريري وبيانات «رفع العتب» وأصدر الرئيس فؤاد السنيورة بياناً أدان فيه أي اعتداء على الجيش والمؤسسة العسكرية «تحت أي سبب كان ومن أي جهة اتى»، مشيراً إلى «أننا أعلنا من الاساس أننا مع الدولة ومؤسساتها، ووحدة هذه المؤسسات وفي طليعتها وحدة المؤسسات العسكرية والامنية ومع تطبيق القانون». وطالب «بوقف إطلاق النار فورا»، ورفض منطق السلاح في مقابل السلاح، كذلك شدد على ضرورة اخلاء الشقق المسلحة ومغادرة مسلحي «حزب الله» ومن يسمون «سرايا المقاومة»، «فهم في الاصل سبب الفتنة والبلاء». وشدّد على أن «صيدا كانت وستبقى مدينة الالتزام بالدولة والقانون، ولا تقبل ان يضعها احد لا في مواجهة الجيش ولا في مواجهة الدولة». وأكد أن «المدينة ترفض التسلط والسيطرة الامنية والسياسية على قرارها، من خارج المدينة أو من داخلها». كما أسفت النائبة بهية الحريري للأحداث الأمنية التي تجري في صيدا، واستنكرت الاعتداء على عناصر الجيش والمدنيين، مشيرةً إلى «أننا نعوّل على الجيش كما كل اللبنانيين، في حفظ الامن والاستقرار لكل المواطنين دون تمييز». ودعت الذين توعدوا صيدا وحاولوا اخذها اسيرة لهذا الفريق او ذاك، «بأن يتفضلوا، فنحن باقون في منازلنا، ولن نخاف»، منبهةً «كل أهالي صيدا والجوار من استدراجهم إلى لعبة السلاح، من أجل قهر

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة