دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
التاسع من حزيران الجاري كان اليوم الأخير لرئيس قسم التحقيقات في تلفزيون «الجديد» الزميل فراس حاطوم، لينتقل بعدها إلى خوض تحدٍّ جديد من خلال شركة إنتاج أسّسها أخيراً تحت اسم «شوت بروداكشن». إلّا أنّ هذه الشركة لم يكن لوجهها فأل خير عليه، إذ علمت «الجمهورية» أنّ الزميل حاطوم، وفي رحلة البحث عن الحقيقة التي أثارت جدلاً وأدخلته السجن سابقاً، عادت لترخي ظلالها الثقيلة عليه بعد تصدّي «الشاه الملك» زهير الصديق لرحلة حاطوم، التي حطّت رحالها في جمهورية مصر العربية.
وفي الوقائع، أنّ حاطوم توجّه إلى مصر في محاولة للوصول مجدداً إلى الصدّيق، بعدما بلغه أنه سلّم أخيراً تسجيلاً إلى المحكمة الدولية الخاصّة بلبنان، وهذا التسجيل يدين “حزب الله”. ولدى وصوله برفقة فريق عمله إلى القاهرة، بدأ تحرّياته، وكان أول ما وصل إليه، منزل شقيقة الصدّيق، فطلب منها إمكان الدخول لإجراء مقابلة معها، كما طلب منها إمكان تأمين مقابلة مع الصدّيق شخصياً.
تريّثت شقيقة الصدّيق لفترة قبل أن تسمح له ولفريق عمله بالمجيء إلى منزلها، ليتضح أنها اتصلت بأخيها وأبلغته بطلب حاطوم، فطلب منها السماح له بدخول المنزل. ولدى وصوله، فوجئ حاطوم بزهير الصدّيق شخصياً ومعه عدد لا يستهان به من الرجال الذين انهالوا عليه وعلى فريق عمله بالضرب.
وقالت مصادر مطلعة في مصر لـ”الجمهورية” إنّ فريق العمل كان مؤلفاً من 6 أشخاص، هرب منهم ثلاثة وعلق ثلاثة من بينهم الزميل حاطوم الذي تعرّض مع المصوّر المرافق له لضرب مبرح على أيدي الصدّيق وأزلامه.
وأفادت أنّ الصدّيق سلّمهم إلى الشرطة المصرية التي حضرت بعد استدعائها، لتنهال بدورها على حاطوم ومصوّره (ابو عمر) بالضرب، كما أنها اعتقلتهما واقتادتهما إلى التحقيق في مكتب تابع لأمن الدولة في مصر الجديدة.
وفي أثناء التحقيق، وعلى أثر الضرب المبرح، اعترفا أنّ ضابطاً لبنانياً كبيراً متقاعداً ارتبط اسمه بملف الشهود الزور أرسلهما، وبالتالي تمّ توقيفهما عند أمن الدولة بتهمة التخابر مع دولة خارجية.
وتفيد المعلومات أنّ الصدّيق يُكنّ حقداً قديماً وعميقاً لفراس حاطوم بسبب تقاريره التي عرّضت الصدّيق وعائلته للضرر، ومنها على سبيل المثال لا الحصر اقتحام حاطوم شقة “معوض” في الضاحية، والتي تعود إلى الصدّيق سعياً إلى تصوير وثائق ثبوتية تدينه.
وتضيف أنّ ما يؤزّم وضع حاطوم أنه دخل مصر بتأشيرة سياحية، وليس في مهمة استقصائية مصرّح عنها، الأمر الذي لا يؤهله القيام بمهمّته الصحافية ويعتبر تحرّكه مشبوهاً وغير مشروع حسب القوانين المصرية التي يمكنها اعتبار دخوله إلى أراضيها غير شرعي. كما أنّ المحضر الذي ادعى فيه الصدّيق على حاطوم واتهمه فيه بأنه اتفق مع “حزب الله” والنظام السوري عليه، سيعقّد القضية أكثر، خصوصاً أنّ الصدّيق حمّل المسؤولية الكاملة لحاطوم وللنظامين السوري والإيراني و”حزب الله” فيما لو حصل أيّ مكروه لعائلته في مصر.
وفي اتصال لـ”الجمهورية” مع زوجة حاطوم، الزميلة نانسي السبع أفادت أن لا تفاصيل لديها عن الحادثة، وهي والعائلة يحاولون التواصل مع فراس لكن من دون جدوى، ولم يقدروا حتى الساعة الحصول على أيّ معلومة أو خبر من شأنه أن يعلمهم حقيقة ما جرى.
ويبقى السؤال، أين هو فراس حاطوم الآن؟ وهل اصطيد قبل أن يصطاد؟
الجدير ذكره أنّ السبع دخلت شهرها التاسع، وهي تنتظر مولودتها الأولى قريباً، على أمل أن تشهد ولادتها لقاء يجمع شمل العائلة ليحتفلوا سوياً في السنة المقبلة بعيد الأب، على عكس ما كان عليه العيد هذه السنة.
المصدر :
الماسة السورية/ الجمهورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة