ما بال بعض العرب من داعمي الإرهاب أسكرهم تصريح واحد من واشنطن كشفت فيه أنها ستسلح "الإرهاب" في سورية فطاش حجرهم وهاج هائجهم وباتوا مجموعة من الدونكيشوتات الفارغة فتاهوا بين ملك يقطع نقاهته التي لم يعلنها أصلا بحجة التطورات في المنطقة وآخر مل من ابتلاع لسانه فاغتنم الفرصة ليتكلم ويقول إنه قادر على حماية المحمية البريطانية شرقي فلسطين ليبقى الأظرف بينهم ذلك الدعي الذي أراد الحج والناس راجعة فقرر قطع علاقاته بدمشق وإغلاق سفارة العروبة لديه.

كل ما فعلته واشنطن أنها فرضت على الأردن القبول بنصب بطاريات باتريوت وطائرات "اف16" على أراضيه وسربت للإعلام التابع لها أن 300 جندي أمريكي وصلوا شمال الأردن لتعلن بذلك وقوفها على بوابة الأزمة في سورية بعد احتراق عشرات الأوهام هناك على عتبات الشام فعلام "يتمرجل" الأعراب..هل يظنون أن الطائرات الأمريكية ستحملهم إلى عاصمة الأمويين بعد أن عجز إرهابهم وفتاويهم التكفيرية ودولاراتهم العفنة عن فك شيفرة صمودها ومقاومتها.

ولم يكد كلام واشنطن يصل الأفق حتى انبرى شيوخ آل سعود لتنفيذ الأمر حسبما كشفته صحيفة دير شبيغل الألمانية التي نقلت عن تقارير لجهاز الاستخبارات الأجنبية الألمانية والحكومة الألمانية "أن السعودية تدرس إرسال صواريخ "مانبادس مسترال" أوروبية الصنع تعرف باسم أنظمة الدفاع الجوي المحمولة للمعارضة السورية "ليتضح أن مفاتيح خزائن سلاح آل سعود في واشنطن وليس في الرياض".

ومع أن سورية تدرك أن عليها التعامل بجدية وحرص مع التهديد الأمريكي لعلمها بحجم الخسائر التي كبدتها للمشروع الغربي في المنطقة وكم الأوراق الأمريكية المحروقة وخصوصا خلال العامين الأخيرين فإنها تنظر بأسف واستخفاف لزمرة الأعراب الذين احتفلوا على طريقتهم بإعلان واشنطن الحرب على سورية التي وصفها الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر بأنها "قلب العروبة النابض".

وحسب متابعين لتطورات الأزمة في سورية فان على اتباع واشنطن أن يتنبهوا اليوم لخطورة وضعهم فعندما يضطر السيد للتقدم في الحرب بعد عامين من المعارك على عبيده أن يستعدوا لدفع الثمن لأنهم خذلوه ولم ينفذوا ما طلب منهم ولذلك فإنه سيتخلى عنهم الواحد تلو الآخر وقد يكونون جميعا ثمنا لحل ما تفرضه طبيعة المعركة وحسابات الربح والخسارة إذ إن تضحية واشنطن بمن خذلوها أهون عليها من المغامرة حتى النهاية دون أي ضمانات للمستقبل.

ولفرط بؤسهم السياسي لم يخطر ببال المتآمرين على سورية أن خطوة واشنطن التصعيدية والتفافها على الاتفاق مع روسيا جاءت على وقع الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الأرض وارتبطت بصور فرار الإرهابيين من القصير تاركين ترهات أسيادهم تسقط ولذلك استنفرت وحاولت ضبط الأمور مجددا علها تجد ما تتكئ عليه في المفاوضات القادمة فأطلت برأسها من وراء الأزمة وكشفت أنها المايسترو الذي وزع أدوارها وعليه اليوم أن يعزف مقطوعته المنفردة ويودع المشهد بأقل الخسائر.

ومما يدل على تخبط جبهة أعداء سورية أن الفرنسيين والبريطانيين الذين كانوا بالأمس أشد الناس حماسا لتسليح "الإرهاب" في سورية لم يبدوا حماسا لخطوة واشنطن إذ قالت باريس "إنه من غير المرجح فرض منطقة حظر جوي فوق سورية" أما لندن فقد أكد رئيس وزرائها بوضوح "إن بريطانيا لم تقرر بعد تسليح أفراد المعارضة" وأكملت ألمانيا عقد الترويكا الأوروبية بإعلانها "أن برلين لن ترسل أسلحة إلى سورية".

وعلى عكس المواقف الانفعالية للأعراب الذين يندفعون في ركاب واشنطن دون تفكير فان متابعين يؤكدون أن الموقف الأوروبي لا يخلو من تردد وحذر حيال ما يجري في سورية وياخذون بالاعتبار أن ارتداداته ستصل حتما إلى القارة العجوز التي لا ترى مصلحة لها في فك عقال الإرهاب وتحريره في الشرق الأوسط حرصا على الأمن القومي الأوروبي والمصالح الاستراتيجية التي تجعل الاستقرار في الشرق الأوسط عاملا هاما لاستقرار أوروبا.

ويبدو أن الوضع في سورية جعل الموقف الغربي ملتبسا ومترددا فمن جهة يتم الحديث عن حل سياسي للأزمة ومن جهة أخرى يتم تداول الحديث عن السلاح والتدخل الخارجي وينبغي هنا الإشارة إلى المعلومات التي كشفتها صحيفة ديلي ستار صنداي البريطانية في عددها اليوم حول "استعداد أكثر من 350 جنديا من مشاة البحرية الملكية البريطانية للتوجه هذا الأسبوع إلى الأردن "إذ أن ذلك يشير إلى حجم التورط الغربي بما يجري في سورية ويدفع السوريين ليكونوا أكثر استعدادا لمواجهة الأصيل بعد ان قضوا على الوكيل".

السوريون الذين يخوضون معركة مفتوحة على جبهات عدة يجهد فيها معسكر الشر باختراع الحيل لكسر صمودهم تبدو جميع الساعات بالنسبة إليهم بمثابة ساعة الصفر قرروا أن تبقى خلطتهم الوطنية لغزا عصيا وها هم يحطمون أحلام الأعداء ويقسمون العالم في معركتهم لمنع تقسيم سورية.

  • فريق ماسة
  • 2013-06-16
  • 13685
  • من الأرشيف

خطط واشنطن لتسليح الإرهاب تسكر بعض العرب وتورطهم في مواقف دونكيشوتية

ما بال بعض العرب من داعمي الإرهاب أسكرهم تصريح واحد من واشنطن كشفت فيه أنها ستسلح "الإرهاب" في سورية فطاش حجرهم وهاج هائجهم وباتوا مجموعة من الدونكيشوتات الفارغة فتاهوا بين ملك يقطع نقاهته التي لم يعلنها أصلا بحجة التطورات في المنطقة وآخر مل من ابتلاع لسانه فاغتنم الفرصة ليتكلم ويقول إنه قادر على حماية المحمية البريطانية شرقي فلسطين ليبقى الأظرف بينهم ذلك الدعي الذي أراد الحج والناس راجعة فقرر قطع علاقاته بدمشق وإغلاق سفارة العروبة لديه. كل ما فعلته واشنطن أنها فرضت على الأردن القبول بنصب بطاريات باتريوت وطائرات "اف16" على أراضيه وسربت للإعلام التابع لها أن 300 جندي أمريكي وصلوا شمال الأردن لتعلن بذلك وقوفها على بوابة الأزمة في سورية بعد احتراق عشرات الأوهام هناك على عتبات الشام فعلام "يتمرجل" الأعراب..هل يظنون أن الطائرات الأمريكية ستحملهم إلى عاصمة الأمويين بعد أن عجز إرهابهم وفتاويهم التكفيرية ودولاراتهم العفنة عن فك شيفرة صمودها ومقاومتها. ولم يكد كلام واشنطن يصل الأفق حتى انبرى شيوخ آل سعود لتنفيذ الأمر حسبما كشفته صحيفة دير شبيغل الألمانية التي نقلت عن تقارير لجهاز الاستخبارات الأجنبية الألمانية والحكومة الألمانية "أن السعودية تدرس إرسال صواريخ "مانبادس مسترال" أوروبية الصنع تعرف باسم أنظمة الدفاع الجوي المحمولة للمعارضة السورية "ليتضح أن مفاتيح خزائن سلاح آل سعود في واشنطن وليس في الرياض". ومع أن سورية تدرك أن عليها التعامل بجدية وحرص مع التهديد الأمريكي لعلمها بحجم الخسائر التي كبدتها للمشروع الغربي في المنطقة وكم الأوراق الأمريكية المحروقة وخصوصا خلال العامين الأخيرين فإنها تنظر بأسف واستخفاف لزمرة الأعراب الذين احتفلوا على طريقتهم بإعلان واشنطن الحرب على سورية التي وصفها الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر بأنها "قلب العروبة النابض". وحسب متابعين لتطورات الأزمة في سورية فان على اتباع واشنطن أن يتنبهوا اليوم لخطورة وضعهم فعندما يضطر السيد للتقدم في الحرب بعد عامين من المعارك على عبيده أن يستعدوا لدفع الثمن لأنهم خذلوه ولم ينفذوا ما طلب منهم ولذلك فإنه سيتخلى عنهم الواحد تلو الآخر وقد يكونون جميعا ثمنا لحل ما تفرضه طبيعة المعركة وحسابات الربح والخسارة إذ إن تضحية واشنطن بمن خذلوها أهون عليها من المغامرة حتى النهاية دون أي ضمانات للمستقبل. ولفرط بؤسهم السياسي لم يخطر ببال المتآمرين على سورية أن خطوة واشنطن التصعيدية والتفافها على الاتفاق مع روسيا جاءت على وقع الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الأرض وارتبطت بصور فرار الإرهابيين من القصير تاركين ترهات أسيادهم تسقط ولذلك استنفرت وحاولت ضبط الأمور مجددا علها تجد ما تتكئ عليه في المفاوضات القادمة فأطلت برأسها من وراء الأزمة وكشفت أنها المايسترو الذي وزع أدوارها وعليه اليوم أن يعزف مقطوعته المنفردة ويودع المشهد بأقل الخسائر. ومما يدل على تخبط جبهة أعداء سورية أن الفرنسيين والبريطانيين الذين كانوا بالأمس أشد الناس حماسا لتسليح "الإرهاب" في سورية لم يبدوا حماسا لخطوة واشنطن إذ قالت باريس "إنه من غير المرجح فرض منطقة حظر جوي فوق سورية" أما لندن فقد أكد رئيس وزرائها بوضوح "إن بريطانيا لم تقرر بعد تسليح أفراد المعارضة" وأكملت ألمانيا عقد الترويكا الأوروبية بإعلانها "أن برلين لن ترسل أسلحة إلى سورية". وعلى عكس المواقف الانفعالية للأعراب الذين يندفعون في ركاب واشنطن دون تفكير فان متابعين يؤكدون أن الموقف الأوروبي لا يخلو من تردد وحذر حيال ما يجري في سورية وياخذون بالاعتبار أن ارتداداته ستصل حتما إلى القارة العجوز التي لا ترى مصلحة لها في فك عقال الإرهاب وتحريره في الشرق الأوسط حرصا على الأمن القومي الأوروبي والمصالح الاستراتيجية التي تجعل الاستقرار في الشرق الأوسط عاملا هاما لاستقرار أوروبا. ويبدو أن الوضع في سورية جعل الموقف الغربي ملتبسا ومترددا فمن جهة يتم الحديث عن حل سياسي للأزمة ومن جهة أخرى يتم تداول الحديث عن السلاح والتدخل الخارجي وينبغي هنا الإشارة إلى المعلومات التي كشفتها صحيفة ديلي ستار صنداي البريطانية في عددها اليوم حول "استعداد أكثر من 350 جنديا من مشاة البحرية الملكية البريطانية للتوجه هذا الأسبوع إلى الأردن "إذ أن ذلك يشير إلى حجم التورط الغربي بما يجري في سورية ويدفع السوريين ليكونوا أكثر استعدادا لمواجهة الأصيل بعد ان قضوا على الوكيل". السوريون الذين يخوضون معركة مفتوحة على جبهات عدة يجهد فيها معسكر الشر باختراع الحيل لكسر صمودهم تبدو جميع الساعات بالنسبة إليهم بمثابة ساعة الصفر قرروا أن تبقى خلطتهم الوطنية لغزا عصيا وها هم يحطمون أحلام الأعداء ويقسمون العالم في معركتهم لمنع تقسيم سورية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة