دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بخجل أو بوقاحة، ها هم المتورطون في العدوان والحرب على سورية يعترفون بهزيمتهم وبفشل مشروعهم، بعد 27 شهراً من خططهم الجهنمية وسفكهم الدم السوري، والتي استعملوا فيها كل وسائل وأساليب الإجرام التي مرّت في تاريخ البشرية؛
من تجارب الجاهلية، إلى التوحش المغولي، إلى الجرائم الاستعمارية بحق الشعوب، ودائماً وأبداً التجربة الصهيونية العنصرية ومجازرها بحق الفلسطينيين والعرب.
هم استعملوا كل وسائل التوحّش والتغوّل لكسر الدولة الوطنية السورية؛ بدأوا بالتفجيرات الإرهابية في مدينة الياسمين دمشق، وامتدوا إلى كل الأمكنة، لإرهاب الناس وتخويفهم.. ثم جرّبوا غزوهم وضربهم من الحدود التركية، فعجزوا عن حسم معركة حلب وتغيير موازين القوى، وبالتالي لم تعد تصلح لهم كخط إمداد للمعركة.
انتقلوا إلى الأردن والجولان، فكان بركان حوران ودرعا، حيث نجح الجيش العربي السوري في إقامة خط نيران ألهب المرتزقة المسلحين من كل فج عميق، ومنعهم من الوصول إلى دمشق.
ثمة شغل دائم كان على خط القصير، عبر عرسال والحدود الشمالية اللبنانية، للامتداد إلى الداخل السوري عبر صحراء تدمر وصولاً إلى الغوطتين، وكل الريف الدمشقي.. انهار كل ذلك، وتحطمت الأحلام، وبدأ الصراخ “الإسرائيلي” والأميركي، فالقصير عند الصهاينة ذات حيوية استراتيجية ضد الدولة الوطنية السورية والمقاومة الإسلامية، وخط الإمداد الحيوي إلى دمشق من خلال جوسيه – عرسال، وبالتالي فحسْم معركة القصير كسر ظهر الحرب على دمشق.
في الحرب على سورية استجلب التحالف الشيطاني المرتزقة من كل الأمكنة، حتى أن الوثائق التي أخذت تنتشر تشير إلى مرتزقة استُحضروا إلى بلاد الأمويين من 82 دولة، وأن عدد القتلى من الجنسيات المتعددة تجاوز 7 آلاف، وأن هناك 15 ألف مفقود.
كما أشارت إلى مسلحين من جنسيات غير متوقَّعة، فمثلاً من ترينيداد وتوباغو هناك 4 قتلى، و5 قتلى من فنلندا، و4 قتلى من بوركينافاسو، وقتيل من ليتوانيا، و26 قتيلاً أرجنتينياً، كما كشفت الإحصائية ارتفاع عدد مقاتلي “مجاهدي خلق” الإيرانية.
وأشارت الإحصائية إلى أن القتلى تم دفن قسم منهم في بلادهم التي جاؤوا منها، بينما دُفن الباقون في سورية، وهناك قسم دُفن بعد سرقة أعضائه عند الحدود التركية.
ولفتت الوثائق إلى أن هناك أكثر من ثلاثة أضعاف عدد القتلى مفقود منذ شهور، وربما يكون تم حرقهم أو دفنهم في مكان ما، وكمثال هناك 5023 سعودياً مفقودو الأثر في سورية.
وأفادت الإحصائية أن عدد القتلى بالأسماء هو 6113 قتيلاً، من 82 دولة، منهم: من السعودية 729، و”مجاهدي خلق” 640، ومصر 489، والشيشان 439، ولبنان 435، وأفغانستان 301، وباكستان 291، وليبيا 263، والعراق 208، وروسيا 188، وتركيا 167، والأردن 129، والصومال 117، والكويت 109، وفرنسا 94، وألمانيا 67، وبريطانيا 66، وتونس 62، وإندونيسيا 55، والجزائر 53، واليمن 52، وبلجيكا 45، وأوزبكستان 40، والولايات المتحدة 35، وكوسوفو 30، وأذربيجان 21، وقطر 19، ومالطا 13، وموريتانيا 7، وسورينام 6، وسيراليون 5.
وأوضحت الإحصائية أن أكثر الجنسيات التي قامت المعارضة المسلحة السورية بحرقها لإخفاء معالمها هم ليبيون وتونسيون، بينما تمّ دفن السعوديين بالدرجة الأولى.
ويقدَّر عدد المفقودين من الأجانب بحوالي 17000، انقطعت الاتصالات بهم منذ أكثر من 6 أشهر، وأن أكثر مناطق وجود المسلحين الأجانب في حلب وريفها، وريف إدلب، ثم ريفيْ درعا ودمشق.
ثمة ملاحظة هامة هنا، وهي أن هذه الإحصائيات لم يرد فيها قتلى معارك القصير.
بأي حال، هناك حقيقة بدأت تتضح أمام ذوي الألباب، وهي أنه كلما امتدت الحرب “العالمية” على سورية يوماً إضافياً، شبّت النار في ساحة متآمرة مجاورة أو بعيدة.. ولنلاحظ شريط التطورات:
- تركيا التي لعبت دوراً محورياً في الحرب على الدولة الوطنية السورية، تشهد مخاضاً عسيراً سينتهي، برأي الخبراء في الشؤون التركية، بعزل أردوغان.
- قطر بدأت تتجرع كأس الهزيمة، حيث المعلومات تقول باتجاه حمد بن خليفة إلى التنازل عن منصبه لولي عهده الأمير تميم، وهو ثاني أولاده، وأولهم من زوجته الثانية الشيخة موزة بنت المسند. وفي تصريح صحفي، قال دبلوماسي غربي إنه من المتوقَّع أن تنتهي عملية الانتقال بعد عيد الفطر، مؤكداً أن الدوحة أعلمت شركاءها الفرنسيين منذ شهر شباط الماضي، بعد أزمة صحية ألمّت بالأمير، بأنه يفكّر جدياً بالتنازل عن منصبه في أقرب وقت ممكن.
من الواضح أن التغيير في الدوحة لن يقتصر على الأمير وحده، والأرجح أن يخرج رئيس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم آل جبر من المشهد السياسي القطري، كأحد شروط تمرير طبيعي للسلطة بين الجيليْن، ولمنع وزير الخارجية – الذي يسيطر على صندوق الاستثمارات الذي يحوي 200 مليار دولار، فضلاً عن شبكة واسعة من العلاقات الدولية والمحلية – عن منافسة الأمير الصاعد، الذي قد يثير شهية أشقائه من زوجة أبيه الأولى، وهنا قد تكون قطر مرشّحة لصراع دموي، خصوصاً أن هناك جناحاً من العائلة المالكة موالياً للجد المخلوع تعرض للسجن والقتل، يتربص الفرصة المؤاتية.
وفي الخليج العربي ثمة حديث واسع عن تحوّلات كبرى قد تشهدها أكثر من دولة، وفي طليعتها السعودية، التي قد تشهد تغييرات عميقة بفعل التطورات حولها وفي داخلها، خصوصاً لجهة التطورات البحرينية واليمنية، وبالتالي، وأمام انقلاب موازين القوى لصالح الدولة الوطنية السورية، سيتم إقصاء حلف أعداء سورية، الذي يمثله تحالف بندر بن سلطان وسعود الفيصل.
أما في الغرب، فإن اهتزازات قوية مرجَّحة للحصول، ناجمة عن هزيمة المشروع المعادي لسورية، وهو ما سينعكس من خلال مؤسسات الرأي العام التي ستكشف تهوّر قادة أوروبا، خصوصاً في فرنسا وبريطانيا، وتعاونهم الوثيق مع “القاعدة” والمتطرفين.
وفي أميركا ثمة تغييرات بدأت بتبديل وزيري الخارجية والدفاع، والآن رئيس مجلس الأمن القومي الذي استُبدل بسوزان رايس.. والحبل على الجرار.
تُرى، ماذا سيفعل هؤلاء “اللبنانيون” الذي استضافوا قبل أقل من عام الصهيوني – الأميركي جون ماكين في وادي خالد، وهؤلاء المسلحون الذي استقبلوه في اعزاز وفي أكثر من مكان من حلب؟
إنه غباء بائع الغاز العربي، ومتسولي المال والفرص من اللبنانيين والسوريين الذين اعتقدوا أن ماكين قادر على تعبئة الكونغرس الأميركي ليضغط على البيت الأبيض من أجل تدخّل عسكري أميركي تموّله دول الكاز العربية..
ليتهم يعلمون أن ماكين ليس إلا حفار قبور.
المصدر :
الثبات/ احمد زين الدين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة