انتقد رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أفيغدور ليبرمان، في رسالة وجهها أمس إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، عدم إدراج الاتحاد «حزب الله» على قائمة الإرهاب الأوروبية. وأشار على وجه الخصوص إلى أن ذلك يعتبر نوعاً من النفاق الصارخ، خصوصاً إذا قورن بالموقف الذي اتخذه مجلس وزراء مجلس التعاون الخليجي قبل أيام.

واحتج ليبرمان في رسالته إلى أشتون على عدم حدوث تقدم في المناقشات الجارية في مؤسسات الاتحاد من أجل إدراج «حزب الله» على القائمة الأوروبية للإرهاب. وكان اجتماع أوروبي على مستوى الخبراء في شؤون الإرهاب والشرق الأوسط قد عقد في بروكسيل الأسبوع الماضي. وقدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا مشروع قرار لإدراج الذراع العسكري لـ«حزب الله» على قائمة الإرهاب. غير أن المداولات انتهت من دون نتائج جراء تحفظ كل من إيرلندا، والنمسا، والسويد والمجر. ولكن النقاش سيتواصل خلال الشهر الحالي، ولذلك فإن الرسالة الإسرائيلية تقع ضمن محاولات التأثير على النتيجة لاحقاً.

وكتب ليبرمان أن «عدم إدراج تنظيم إرهابي يدعو ويعمل للقتل والكراهية على قائمة الاتحاد الأوروبي لمنظمات الإرهاب، هو نفاق صارخ... والسؤال المطروح هو ما المطلوب من أجل إدخاله عدا الوقائع المعروفة... فمثل هذا القرار لا يرسل فقط رسالة صفر تسامح تجاه نشاطات هذه المنظمة، وإنما أيضاً سيحول دون القدرة على جمع التبرعات وحشد الدعم في أرجاء أوروبا».

وعدد ليبرمان في رسالته نشاطات «حزب الله» المقصودة، وكتب «في شباط العام 2013 نشرت الحكومة البلغارية تقريراً اتهمت فيه حزب الله بالمسؤولية عن تنفيذ العملية في بورغاس الصيف الماضي، كما أن وزير الداخلية البلغاري لفت إلى وجود معلومات تشير إلى تمويل، وإلى صلة بين منظمة «حزب الله» والمشبوهين. ونقلت نتائج التحقيق بكاملها إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».

وأضاف ليبرمان أنه «في آذار العام 2013 أدانت محكمة قبرصية حسام طالب يعقوب، وهو الناشط في حزب الله، بإعداد بنية تحتية لعملية إرهابية ضد إسرائيليين في الجزيرة، وحكمت عليه أربع سنوات سجن. ومن قرار الحكم يتبين أن المتهم تدرب في صفوف حزب الله، وتلقى تعليمات تشغيل من نشطاء مختلفين في حزب الله. واعترف في التحقيق معه أن هذا تنظيم تراتبي ومتشعب، يملك أسلحة، ويدرب ويجهز نشطاءه لمهمات سرية ذات طبيعة عسكرية».

وجاء في الرسالة أيضاً أن «المحكمة القبرصية قررت أن نشاط المتهم المبعوث من حزب الله أعدت لتنفيذ عملية إرهابية في فترة نفذت فيها سلسلة عمليات إرهابية أو محاولات لعمليات ضد إسرائيليين، على أيدي حزب الله وقوة القدس في الحرس الثوري الإيراني في أرجاء العالم». واستذكر ليبرمان أيضاً اتهام المحكمة الدولية الخاصة لـ«حزب الله» بالوقوف خلف اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري.

وبحسب ليبرمان في رسالته فإنه «في كل عام يزداد خطر حزب الله على الدول الأوروبية. ومنذ كشف الخلية الإرهابية واعتقال أعضائها في العام 1989 في فالنسيا، تعاظمت قوة حزب الله ومكانته في أوروبا».

وشدد ليبرمان في رسالته إلى أشتون على أن ألمانيا تخدم كأحد مراكز جمع التبرعات لـ«حزب الله». وكتب أن «السلطات في الدولة أعلنت عن وجود 900 ناشط لحزب الله في هذه الدولة، وهم يبيعون المخدرات لتمويل نشاطات المنظمة. وفي أيار العام 2008 ضبطت الشرطة الألمانية 13 مليون دولار جمعت لحزب الله عبر بيع الكوكايين في أرجاء الدولة».

وأوضح رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أنه جراء تدخل «حزب الله» في الحرب الأهلية في سوريا، قررت البحرين ومصر تصنيفه على أنه تنظيم إرهابي. وأضاف أن «القرار يثير منذ الأسبوع الماضي أسئلة كثيرة، أهمها إلى أي حد مستعد الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، وإلى أي مدى يمكن لإسرائيل الاعتماد على وعود الاتحاد بضمان أمنها». وتابع «وأنا أعتقد أن هناك أسباباً كثيرة وواضحة كي يدرج الاتحاد حزب الله على قائمة الإرهاب وليس هناك أي مبرر مقنع لعدم فعل ذلك... إن عدم إدراج حزب الله على قائمة منظمات الإرهاب هو خضوع للإرهاب بكل ما تعنيه الكلمة».

واعتبر ليبرمان أنه تمهيداً للنقاش الذي سيجري بهذا الشأن في الاتحاد الأوروبي بعد أسبوعين، «ينبغي لإسرائيل أن توضح أن عدم إدراج الاتحاد لحزب الله على قائمة الإرهاب يعني أن الاتحاد الأوروبي غير ذي شأن في نظرنا، وهو ليس محاوراً لنا حول ما يجري في المنطقة». وقال «ينبغي لنا أن نتوصل إلى استنتاج بأننا قادرون على الاعتماد فقط على أنفسنا، وليس على ضمانات الآخرين».

ورفض ليبرمان فكرة التمييز بين الذراع العسكري والذراع السياسي لـ«حزب الله» حيث تصل التعليمات للذراعين من أمين عام واحد هو السيد حسن نصر الله. وقال إنه (نصر الله) «يواصل القيام بدور خطير حيث يساعد الرئيس بشار الأسد في سوريا على قتل شعبه، كما النظام الإيراني في قمع التظاهرات في العامين 2009 و2010، وهو يعمل في سيناء واليمن». واعتبر أن اغتيال الحريري «ومؤامرات أخرى في الشرق الأوسط قادت البحرين ومصر إلى تصنيف حزب الله كتنظيم إرهابي»، مشيراً إلى أن إسرائيل تدرك مخاطر «حزب الله» ووزارة الدفاع الأميركية قدرت امتلاكه لترسانة من 30 ألف صاروخ وهاون تهدد مراكز السكان في إسرائيل.

  • فريق ماسة
  • 2013-06-10
  • 5398
  • من الأرشيف

رسالة ليبرمان إلى أشتون: موقفكم من «حزب الله» نفاق

انتقد رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أفيغدور ليبرمان، في رسالة وجهها أمس إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، عدم إدراج الاتحاد «حزب الله» على قائمة الإرهاب الأوروبية. وأشار على وجه الخصوص إلى أن ذلك يعتبر نوعاً من النفاق الصارخ، خصوصاً إذا قورن بالموقف الذي اتخذه مجلس وزراء مجلس التعاون الخليجي قبل أيام. واحتج ليبرمان في رسالته إلى أشتون على عدم حدوث تقدم في المناقشات الجارية في مؤسسات الاتحاد من أجل إدراج «حزب الله» على القائمة الأوروبية للإرهاب. وكان اجتماع أوروبي على مستوى الخبراء في شؤون الإرهاب والشرق الأوسط قد عقد في بروكسيل الأسبوع الماضي. وقدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا مشروع قرار لإدراج الذراع العسكري لـ«حزب الله» على قائمة الإرهاب. غير أن المداولات انتهت من دون نتائج جراء تحفظ كل من إيرلندا، والنمسا، والسويد والمجر. ولكن النقاش سيتواصل خلال الشهر الحالي، ولذلك فإن الرسالة الإسرائيلية تقع ضمن محاولات التأثير على النتيجة لاحقاً. وكتب ليبرمان أن «عدم إدراج تنظيم إرهابي يدعو ويعمل للقتل والكراهية على قائمة الاتحاد الأوروبي لمنظمات الإرهاب، هو نفاق صارخ... والسؤال المطروح هو ما المطلوب من أجل إدخاله عدا الوقائع المعروفة... فمثل هذا القرار لا يرسل فقط رسالة صفر تسامح تجاه نشاطات هذه المنظمة، وإنما أيضاً سيحول دون القدرة على جمع التبرعات وحشد الدعم في أرجاء أوروبا». وعدد ليبرمان في رسالته نشاطات «حزب الله» المقصودة، وكتب «في شباط العام 2013 نشرت الحكومة البلغارية تقريراً اتهمت فيه حزب الله بالمسؤولية عن تنفيذ العملية في بورغاس الصيف الماضي، كما أن وزير الداخلية البلغاري لفت إلى وجود معلومات تشير إلى تمويل، وإلى صلة بين منظمة «حزب الله» والمشبوهين. ونقلت نتائج التحقيق بكاملها إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي». وأضاف ليبرمان أنه «في آذار العام 2013 أدانت محكمة قبرصية حسام طالب يعقوب، وهو الناشط في حزب الله، بإعداد بنية تحتية لعملية إرهابية ضد إسرائيليين في الجزيرة، وحكمت عليه أربع سنوات سجن. ومن قرار الحكم يتبين أن المتهم تدرب في صفوف حزب الله، وتلقى تعليمات تشغيل من نشطاء مختلفين في حزب الله. واعترف في التحقيق معه أن هذا تنظيم تراتبي ومتشعب، يملك أسلحة، ويدرب ويجهز نشطاءه لمهمات سرية ذات طبيعة عسكرية». وجاء في الرسالة أيضاً أن «المحكمة القبرصية قررت أن نشاط المتهم المبعوث من حزب الله أعدت لتنفيذ عملية إرهابية في فترة نفذت فيها سلسلة عمليات إرهابية أو محاولات لعمليات ضد إسرائيليين، على أيدي حزب الله وقوة القدس في الحرس الثوري الإيراني في أرجاء العالم». واستذكر ليبرمان أيضاً اتهام المحكمة الدولية الخاصة لـ«حزب الله» بالوقوف خلف اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري. وبحسب ليبرمان في رسالته فإنه «في كل عام يزداد خطر حزب الله على الدول الأوروبية. ومنذ كشف الخلية الإرهابية واعتقال أعضائها في العام 1989 في فالنسيا، تعاظمت قوة حزب الله ومكانته في أوروبا». وشدد ليبرمان في رسالته إلى أشتون على أن ألمانيا تخدم كأحد مراكز جمع التبرعات لـ«حزب الله». وكتب أن «السلطات في الدولة أعلنت عن وجود 900 ناشط لحزب الله في هذه الدولة، وهم يبيعون المخدرات لتمويل نشاطات المنظمة. وفي أيار العام 2008 ضبطت الشرطة الألمانية 13 مليون دولار جمعت لحزب الله عبر بيع الكوكايين في أرجاء الدولة». وأوضح رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أنه جراء تدخل «حزب الله» في الحرب الأهلية في سوريا، قررت البحرين ومصر تصنيفه على أنه تنظيم إرهابي. وأضاف أن «القرار يثير منذ الأسبوع الماضي أسئلة كثيرة، أهمها إلى أي حد مستعد الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، وإلى أي مدى يمكن لإسرائيل الاعتماد على وعود الاتحاد بضمان أمنها». وتابع «وأنا أعتقد أن هناك أسباباً كثيرة وواضحة كي يدرج الاتحاد حزب الله على قائمة الإرهاب وليس هناك أي مبرر مقنع لعدم فعل ذلك... إن عدم إدراج حزب الله على قائمة منظمات الإرهاب هو خضوع للإرهاب بكل ما تعنيه الكلمة». واعتبر ليبرمان أنه تمهيداً للنقاش الذي سيجري بهذا الشأن في الاتحاد الأوروبي بعد أسبوعين، «ينبغي لإسرائيل أن توضح أن عدم إدراج الاتحاد لحزب الله على قائمة الإرهاب يعني أن الاتحاد الأوروبي غير ذي شأن في نظرنا، وهو ليس محاوراً لنا حول ما يجري في المنطقة». وقال «ينبغي لنا أن نتوصل إلى استنتاج بأننا قادرون على الاعتماد فقط على أنفسنا، وليس على ضمانات الآخرين». ورفض ليبرمان فكرة التمييز بين الذراع العسكري والذراع السياسي لـ«حزب الله» حيث تصل التعليمات للذراعين من أمين عام واحد هو السيد حسن نصر الله. وقال إنه (نصر الله) «يواصل القيام بدور خطير حيث يساعد الرئيس بشار الأسد في سوريا على قتل شعبه، كما النظام الإيراني في قمع التظاهرات في العامين 2009 و2010، وهو يعمل في سيناء واليمن». واعتبر أن اغتيال الحريري «ومؤامرات أخرى في الشرق الأوسط قادت البحرين ومصر إلى تصنيف حزب الله كتنظيم إرهابي»، مشيراً إلى أن إسرائيل تدرك مخاطر «حزب الله» ووزارة الدفاع الأميركية قدرت امتلاكه لترسانة من 30 ألف صاروخ وهاون تهدد مراكز السكان في إسرائيل.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة