أكدت الصحفية التشيكية تيريزا سبينتسيروفا أن تركيا دخلت مرحلة سياسية جديدة مع استمرار الاحتجاجات الشعبية الحاشدة ضد حكومة رجب طيب أردوغان بغض النظر عن الكيفية التي ستنتهي إليها الأوضاع المتوترة القائمة في البلاد مشيرة إلى أن رسالة الأتراك المحتجين لأردوغان " تتمثل بأنها عليك أن تكون متواضعا ومهادنا وأن تحترم آراء الآخرين "غير أن المسالة تكمن فيما إذا كان أردوغان على استعداد للإنصات.

ولفتت سبينتسيروفا في مقال نشرته اليوم في الجريدة الأدبية التشيكية إلى أن أحد الشعارات التي رفعها المحتجون بوجه أردوغان هي " عد إلى أمريكا " في إشارة إلى أنه يسود اعتقاد بين المحتجين بأن الولايات المتحدة تتصرف تجاه تركيا على أنها تحتاجها فقط كحليف ضروري للأزمة الإقليمية الحالية وإن البيت الأبيض غير مهتم بوضع الأتراك أنفسهم مضيفة أن ما بدأ على أنه محاولة لحماية أشجار تحول إلى موجة جماهيرية من العصيان المدني ضد حكومة العدالة والتنمية.

من جهتها أكدت محررة الجريدة الاقتصادية التشيكية لوتسيه بيرانوفا أن الاحتجاجات القائمة في المدن التركية كشفت نقاط الضعف في تركيا معتبرة أن أردوغان يشهد الآن تحولا تاريخيا في عمله السياسي لأن تركيا التي يحكمها منذ 11 عاما لم يعد بالإمكان تقديمها إلى العالم على أنها النموذج حول إمكانية الجمع بين الإسلام والديمقراطية واقتصاد السوق.

وأشارت بيرانوفا إلى أن من يتدفق إلى الشوارع هم الشباب الذين يرون بأن أردوغان يسيء استخدام صلاحياته وأن استخدام القوة المفرطة من قبل الشرطة التركية لقي انتقادا واسعا في العالم.

وفي فيينا انتقد وزير الخارجية النمساوي ميكايل شبينديليغر استخدام السلطات التركية العنف ضد المتظاهرين في المدن التركية محملا الحكومة التركية تبعات التأثير السلبي على العلاقات التركية الأوروبية على خلفية هذه الأفعال.

واعتبر شبينديليغير وفق ما نقلت عنه صحيفة دى بريسه النمساوية أن ما تقوم به حكومة رجب طيب أردوغان يعتبر إشارة غير مريحة من قبل الحكومة التركية فى تعاملها مع المتظاهرين السلميين محذرا من أن استخدام العنف يدخل تركيا في مرحلة اختبار في علاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبي.

وطالب الوزير النمساوي حكومة أنقرة باحترام الحقوق المدنية وحرية التظاهر وحرية الرأي منتقدا بشدة الطريقة المثيرة للقلق وغير المناسبة التى تعاملت بها قوات الامن التركية مع

المتظاهرين لأن من شأن ذلك أن يصب الزيت لمزيد من اشعال النيران.

كما نقلت الصحيفة عن رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز انتقاده الشديد لضرب المتظاهرين وقمع الاحتجاجات في تركيا من قبل أردوغان داعيا الحكومة التركية إلى التعامل بعقل وديمقراطية اذا ما رغبت بدخول مفاوضات مع الاتحاد الاوروبي.

وطالب شولتز دول الاتحاد باتخاذ موقف موحد تجاه ما يجري في تركيا والضغط على حكومة أردوغان لاحترام المبادئ الديمقراطية والابتعاد عن سياسة القمع تجاه المتظاهرين السلميين في حال رغبت بالتفاوض حول مستقبل انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.

  • فريق ماسة
  • 2013-06-03
  • 5245
  • من الأرشيف

الغرب يواصل استنكاره عنف سلطات أردوغان

أكدت الصحفية التشيكية تيريزا سبينتسيروفا أن تركيا دخلت مرحلة سياسية جديدة مع استمرار الاحتجاجات الشعبية الحاشدة ضد حكومة رجب طيب أردوغان بغض النظر عن الكيفية التي ستنتهي إليها الأوضاع المتوترة القائمة في البلاد مشيرة إلى أن رسالة الأتراك المحتجين لأردوغان " تتمثل بأنها عليك أن تكون متواضعا ومهادنا وأن تحترم آراء الآخرين "غير أن المسالة تكمن فيما إذا كان أردوغان على استعداد للإنصات. ولفتت سبينتسيروفا في مقال نشرته اليوم في الجريدة الأدبية التشيكية إلى أن أحد الشعارات التي رفعها المحتجون بوجه أردوغان هي " عد إلى أمريكا " في إشارة إلى أنه يسود اعتقاد بين المحتجين بأن الولايات المتحدة تتصرف تجاه تركيا على أنها تحتاجها فقط كحليف ضروري للأزمة الإقليمية الحالية وإن البيت الأبيض غير مهتم بوضع الأتراك أنفسهم مضيفة أن ما بدأ على أنه محاولة لحماية أشجار تحول إلى موجة جماهيرية من العصيان المدني ضد حكومة العدالة والتنمية. من جهتها أكدت محررة الجريدة الاقتصادية التشيكية لوتسيه بيرانوفا أن الاحتجاجات القائمة في المدن التركية كشفت نقاط الضعف في تركيا معتبرة أن أردوغان يشهد الآن تحولا تاريخيا في عمله السياسي لأن تركيا التي يحكمها منذ 11 عاما لم يعد بالإمكان تقديمها إلى العالم على أنها النموذج حول إمكانية الجمع بين الإسلام والديمقراطية واقتصاد السوق. وأشارت بيرانوفا إلى أن من يتدفق إلى الشوارع هم الشباب الذين يرون بأن أردوغان يسيء استخدام صلاحياته وأن استخدام القوة المفرطة من قبل الشرطة التركية لقي انتقادا واسعا في العالم. وفي فيينا انتقد وزير الخارجية النمساوي ميكايل شبينديليغر استخدام السلطات التركية العنف ضد المتظاهرين في المدن التركية محملا الحكومة التركية تبعات التأثير السلبي على العلاقات التركية الأوروبية على خلفية هذه الأفعال. واعتبر شبينديليغير وفق ما نقلت عنه صحيفة دى بريسه النمساوية أن ما تقوم به حكومة رجب طيب أردوغان يعتبر إشارة غير مريحة من قبل الحكومة التركية فى تعاملها مع المتظاهرين السلميين محذرا من أن استخدام العنف يدخل تركيا في مرحلة اختبار في علاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبي. وطالب الوزير النمساوي حكومة أنقرة باحترام الحقوق المدنية وحرية التظاهر وحرية الرأي منتقدا بشدة الطريقة المثيرة للقلق وغير المناسبة التى تعاملت بها قوات الامن التركية مع المتظاهرين لأن من شأن ذلك أن يصب الزيت لمزيد من اشعال النيران. كما نقلت الصحيفة عن رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز انتقاده الشديد لضرب المتظاهرين وقمع الاحتجاجات في تركيا من قبل أردوغان داعيا الحكومة التركية إلى التعامل بعقل وديمقراطية اذا ما رغبت بدخول مفاوضات مع الاتحاد الاوروبي. وطالب شولتز دول الاتحاد باتخاذ موقف موحد تجاه ما يجري في تركيا والضغط على حكومة أردوغان لاحترام المبادئ الديمقراطية والابتعاد عن سياسة القمع تجاه المتظاهرين السلميين في حال رغبت بالتفاوض حول مستقبل انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة