دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكدت روسيا أن محاولات التأثير على الوضع في سورية بالتدخل العسكري المباشر لن تعود بأي نتائج وهي محكوم عليها بالفشل مشيرة في الوقت نفسه إلى أن موعد عقد المؤتمر الدولي يمكن أن يجري تحديده بعد الاتفاق على قائمة المشاركين فيه، مشددة على رفضها نشر أسلحة دول أجنبية على أراضي البلدان المجاورة لسورية وأن ما يحدث هو حقن منطقة خطيرة بأسلحة أجنبية.
فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن محاولات التأثير على الوضع في سورية بالتدخل العسكري المباشر لن تعود بأي نتائج وهي محكوم عليها بالفشل وستسفر حتما عن عواقب إنسانية ثقيلة الوطأة.
واعرب بوتين خلال مؤتمر صحفي عقب انتهاء أعمال قمة روسيا والاتحاد الأوروبي في مدينة يكاتيرينبورغ الروسية اليوم عن خيبة أمل روسيا إزاء قرار الاتحاد الأوربي برفع الحظر عن إرسال الأسلحة إلى المجموعات المسلحة في سورية مشيرا إلى أن بلاده أعطت تقييمها لهذا القرار الذي اتخذه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي قائلا " لن أخفي أن هذا الأمر أثار خيبة أملنا".
وجدد بوتين تأكيده أن صادرات الأسلحة الروسية إلى سورية تجرى على أساس عقود شفافة معترف بها دوليا وهى لا تنتهك أي مبادئ دولية ويتم تنفيذها بما يتطابق حصرا وبالكامل مع قواعد القانون الدولي.
وأضاف إن العقد حول تصدير مجمعات صاروخية مضادة للجو إلى سورية من طراز اس 300 لم ينفذ بعد مشيرا إلى أن هذا العقد جرى توقيعه قبل عدة سنوات.
وقال بوتين "إن منظومة اس 300 تعتبر بالفعل من أفضل المجمعات الصاروخية المضادة للجو في العالم إن لم تكن أفضلها على الإطلاق وهذا سلاح جدي طبعا ونحن لا نريد خرق التوازن في المنطقة".
وأشار بوتين إلى أن روسيا والاتحاد الأوروبي اتفقا على تنسيق الجهود بصورة وثيقة لمعالجة القضايا الدولية الملحة.
واضاف الرئيس الروسي "لقد اتفقنا على تنسيق الجهود المشتركة بصورة أكبر من أجل النجاح في عقد مؤتمر جنيف حول سورية وكذلك في القضايا الدولية الملحة الأخرى" لافتا إلى أن الاتفاق تم ضمن إطار الأمم المتحدة وبمبادرة من بريطانيا على معاهدة دولية حول عدم ارسال أسلحة الى تشكيلات غير حكومية.
وأوضح بوتين أن روسيا تنطلق من أن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ستنضم إلى هذه المعاهدة وأن تبدأ منذ اليوم بالتقيد بالقواعد والمبادئ التي اقترحها البريطانيون لافتا في الوقت نفسه إلى أنه تم ضمن إطار الاتحاد الأوروبي أيضا اتخاذ وثيقة تحظر إرسال أسلحة إلى مناطق النزاع في العالم.
وأعرب الرئيس بوتين عن أمله في ألا يكون "أكلة البشر" بين ممثلي "المعارضة السورية" إلى المؤتمر المزمع عقده في جنيف حول سورية مذكرا بأن قنوات التلفزة عرضت منذ وقت قريب أعضاء في هذه المعارضة المسلحة وهم ينتزعون الأعضاء الداخلية لقتلاهم ويأكلونها.
وأكد بوتين ضرورة عدم وجود أشخاص من هذه الشاكلة بين المشاركين في المؤتمر الدولي حول سورية لأنه سيصعب في حالة العكس ضمان أمن المشاركين الروس في المؤتمر وسيكون من الصعب أيضا المشاركة في العمل مع مثل هؤلاء.
كما أوضح بوتين أن عدم وجود إرادة حسنة لدى المعارضة المسلحة في سورية وعدم وجود برنامج موحد لديهم إضافة لاستحالة تحديد قوام المشاركين من جانبهم كلها قضايا تعرقل عقد المؤتمر الدولي حول سورية معربا عن أمله في حل جميع هذه المسائل وبما أمكن من السرعة.
وقال بوتين "إن موسكو وبروكسل تتشاطران الموقف إزاء ضرورة عقد المؤتمر الدولي حول سورية جنيف 2 وهذا ما يوحدنا مع زملائنا الأوروبيين".
كما أشار بوتين إلى أن روسيا التزمت من جانبها طوعا بإقناع القيادة السورية بالمشاركة في هذا المؤتمر وأن القيادة السورية اعلنت رسميا عن موافقتها على المشاركة.
ومن جهته رحب رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي خلال المؤتمر الصحفي بالمبادرة الروسية الأمريكية لعقد المؤتمر الدولي حول سورية معتبرا أن هذه الخطوة تهدف إلى ضمان السلام وأنه لا مجال لحل الأزمة في سورية بطريقة عسكرية وقال "إن الاتحاد الأوروبي لا يشك في أنه بالحل السياسي فقط يمكن أن يضمن السلام في سورية وفي المنطقة بشكل عام لذلك رحب الاتحاد الأوروبي ولجنة الشؤون الخارجية بمبادرة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأمريكية جون كيري حول ضرورة عقد مؤتمر دولي حول سورية وهدف هذا المؤتمر ينحصر في رفع مستوى الثقة المتبادلة وتقديم المساعدات الإنسانية وضمان إيقاف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين".
وشدد فان رومبوي على ضرورة أن تكون الحلول الدبلوماسية ضمن الأولويات في المرحلة المستقبلية ورأى أن كثيرا من الدول الأوروبية قررت عدم توريد الأسلحة إلى سورية من أجل فتح المجال لضمان الحوار وأن كل دولة ستتخذ بنفسها قرارا حول ذلك.
وتساءل فان رومبوي حول ماهية الأهداف أمام المؤتمر الدولي المزمع حول سورية وما هي العراقيل أمام عقده وتنظيمه وقال " تحدثت عن موقفي من هذا الموضوع وهناك كثير من القضايا فتركيبة المعارضة غير واضحة وتاريخ وموعد إجراء اللقاء كل هذه المشكلات لا بد من حلها" مشيرا إلى أن لافروف وكيري يتابعان هذه العمليات.
كما أكد فان رومبوي ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته بشأن ما يجري في سورية وهذا يؤثر سلبا على المنطقة وعلى المناطق البعيدة من سورية.
وأضاف المسؤول الأوروبي.. ناقشنا القضايا المتعلقة بمنظومة الأمن الجماعي وسورية وأفغانستان وإيران وكوريا الديمقراطية وسنتعاون من أجل إيجاد حلول لكل هذه القضايا.
وتابع فان رومبوي.. نحن نعمل سوية من أجل مكافحة الإرهاب ونوسع باستمرار إطار التعاون في هذا المجال داعيا للتعاون النشط فيما يتعلق بالامن الجماعي في أوروبا.
وكان فان رومبوي أكد في كلمته الافتتاحية خلال القمة عن ثقته بأنه لابديل للحل السياسي للأزمة في سورية معلنا أن الاتحاد الأوروبي " سيعزز التعاون مع روسيا بشأن حل الأزمة في سورية ".
وأعرب رومبوي عن ترحيب الدول الأوروبية بالتوافق الروسي الأمريكي على عقد المؤتمر الدولي حول سورية في جنيف على أساس بيان جنيف الصادر في الثلاثين من حزيران الفائت.
وأشار رئيس المجلس الأوروبي إلى تشابه وجهتي النظر الروسية والأوروبية حول أفغانستان وكوريا الديمقراطية.
ولفت رئيس المجلس الأوروبي إلى تحقيق الجانبين الأوروبي والروسي " تقدما كبيرا في الاتفاق على معاهدة رئيسية جديدة " للتعاون الثنائي موضحا أن هذا التقدم يشكل أساسا متينا لتطوير التعاون الثنائي بينهما.
ودعا رئيس المجلس الأوروبي إلى تطوير التعاون مع المنظمة الاقتصادية الأوروآسيوية والتي أعلن " إننا نعترف بها ".
وكان الرئيس الروسي بحث خلال لقائه أمس رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو الأزمة في سورية إضافة إلى الوضع الاقتصادي في روسيا موضحا أن اللقاء شكل انطلاقا لقمة الاتحاد الاوروبي والاتحاد الروسي.
وبدأت في مدينة يكاتيرينبورغ الروسية في وقت سابق اليوم المناقشات الرئيسية لأعمال القمة الموسعة الحادية والثلاثين لروسيا-الاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى بحث مجموعة من المسائل المتعلقة بالعلاقات الثنائية والقضايا الدولية الملحة التي تتصدرها الأزمة في سورية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة